أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - عيد الحب 2














المزيد.....

عيد الحب 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 22:22
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الخنازير تدوس مجوهراتنا تحت أقدامها في عيد الحب, وعلى النقيض من إنجيل يوحنا إخوتنا يحبون الله الذي لا يرونه بأعينهم ولا يحبوننا ونحن ماثلون أمام أعينهم, الله في إنجيل يوحنا يدعونا أن نحب إخوتنا الذين نراهم قبل أن نحب الله الذي لا نراه, ما الفائدة بأن نحب الله ونكره إخوتنا في العدل والصفاء والإنسانية!!حين كفر الشيطان بالله الله لم يرفع بوجهه سيفا ولم يأمر الملائكة بقتله بل تركه إلى يوم الدينونة,
دعوني لأول مرة في حياتي أكون رجلا انتهازيا

دعوني أنتهز فرصة عيد الحب لأذكركم بالحب بعد أن شبعتم من ذبح بعضكم وشربتم وارتويتم من دماء إخوانكم في الإنسانية.
دعوني في عيد الحب أقبلكم كل واحد منكم قبلة على ظهر يديه وأرتجي كل واحدٍ منكم أن يتذكر بأنه إنسان خلق في هذه الدنيا لكي يعشق ويحب ويمارس عواطفه بكافة أشكالها وألوانها وأجناسها, دعوني أشعر في عيد الحب بأن هنالك حضنا دافئا ينتظرني أن أرتمي فوقه بكل ما بي من مواجع وأحزان, دعوني أشعر بأن هنالك من يرتب بحنية على كتفي ويطبطب بيديه الكريمتين على ظهري, دعوني اشعر بأن هنالك سريرا ناعما في عيونكم ومتنفسا بين شفتيكم.
دعوني أنتهز فرصة عيد الحب لأقول لكم أنني منذ أن ولدتُ وإلى اليوم لم أجد من يحبني بل الكل كان مجتهدا على قتلي حتى الذين أدنيتهم مني ابتعدوا عني, حتى الذين تبرعتُ لهم من دمي باعوني بثمنٍ بخس دراهم معدودة, دعوني أقول لكم أنني متعطش للحب ولمن يسقيني من حنانه بعد أن شبعت روحي منكم ذبحا وتقتيلا, دعوني أذكركم بأنكم بشر ولستم حيوانات وأنكم نسيتم الرسالة المهمة التي من أجلها خلقكم الله, دعوني أقول لكم بكل لغات العالم(أحبوني) فأنا استحق محبتكم وحنانكم وأستحق أن اشبع من مشاعركم النبيلة التي أخفيتموها عني, لقد خبئتم عني مشاعركم النبيلة وأظهرتم لي صِل ثعبان وأنياب الذئاب, دعوني أقول لكم بأنكم آ1يتموني بكل ما للكلمة من معنى.

أنا جئتُ إلى هذا العالم لكي أحبكم وأعشقكم جميعا, ولكنكم كلكم ضدي وكلكم مجمعون على ذبحي وشرب دمي في فناجين القهوة صبحاً ومساء, دعوني أنتهز هذه الفرصة لأغسل أقدامكم, دعوني أغتسل مرة واحدة من المياه العذبة بعد أن أمضيت من عمري خمسة وأربعون عاما وأنا أغتسل صبح مساء من مياه عيوني, دائما أبكي عليكم ولا أجدُ فيكم من يبكي عليّ.

كل عام في عيد الحب أنتظر أن يهديني واحدٌ منكم وردة خمرية اللون , كل عام أنتظر أن اشتم منكم رائحة زجاجة عطر حتى لو كانت فارغة, كل عام أنتظر أن تأتيني رسالة عشق وغرام, ولكن للأسف تأتيني الأسلحة الفتاكة والقنابل المدوية في الرأس وبدل أن استقبل يومي بوردة عيد الحب أستقبله بالبندقية وهي مصوبة إلى صدري, شبعت وكرهت رائحة الموتى والبارود, رحم الله أيام دمشق وحلب ولياليهما, أيام كانا العربان من الخليج العربي يأتون إليها في الصيف والشتاء باحثين عن النساء الدمشقيات المتعطرات بالجمال, ولكنهم نسوا دمشق التي رضعوا منها الحب والحنان, نسوا حلب الشهباء والصهباء التي تربعوا في بيوتها وجلسوا في نواديها وملاهيها وبدل أن يبادلوها الحب والحنان أرسلوا إليها الويل والدمار, وبدل أن يرسلوا إليها مجاذيب العشق ومجانين الغرام أرسلوا إليها مجانين القتل والإرهاب, الله على زمانك يا شام, أيام لم يكن للإرهاب فيك مكان, ترى ودائما ما يخطر ببالي: لو كان نزار قباني حيا ماذا كان سيكتب عن الشام؟.. وهو يرى الياسمين الشامي تدوسه أقدام مجانين الموت والجنس الحرام.

يئست من منظر البيوت المنهارة على رؤوس الناس, سئمتُ من شكل البحر وهو يبتلع الأطفال المهاجرين غير الشرعيين هربا من الموت ليجدوا الموت يتربص بهم أينما ذهبوا سئمتُ من شريعة الغاب: العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. أنا اليوم أحن إلى لغة التسامح والحوار..أحن إلى لغة التفاهم, أحن إلى اللهجات السريانية المنسية, ترى كيف سيكون شكلي لو أتتني الآن رسالة عشق غرامية بعد أن جاء زمنٌ علينا نسي فيه قيس محبوبته لبنى وهجر كُثير عزة محبوبته عزة, لقد نسي عنترة العبسي عبلةَ, نسي نزار قباني بلقيس والتونسيات وعلى جبينه وردة وكتاب, أين ذهبت أطلال إبراهيم ناجي هل داستها فعلا عجلات قلاب رمل في شوارع برلين؟ أين شوقي والمتنبي؟ أين عمر بن أبي ربيعة, أين مجاذيب ومجانين الغرام؟ لماذا ماتوا جميعهم وهجروا مدن العشق والغرام؟ متى ستأتيني رسالة حب وغرام من امرأة صادقة؟ هل سأحظى يوما بامرأة عربية صادقة في مشاعرها؟





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنّي يعشق امرأة عربية وجنية تتزوج من رجل عربي
- قصيدة إلى الشاعر العربي الكبير: حيدر محمود.
- المسلمون على النت وعلى أرض الواقع
- يسوع ليس له مثيل
- حياتي قبل يسوع وبعد يسوع
- مقارنة بسيطه بين الإنجيل والقرآن
- أسباب انتقاص الإسلام من المرأة
- عام جديد مع يسوع
- كل شيء اصبح مصطنعا
- مراسل القاضي
- اليوم عزمت الحكومه على الغداء
- الرجولة في خطر
- التخلص من الفقراء
- الناس احتاروا بي
- الدنيا مثل حبة الخيار
- أجمل الأيام!!
- قصة حقيقية حصلت معي في الأردن
- على قد ما بنحب بعض!
- من هم الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية؟
- الهوس بالموساد


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - عيد الحب 2