أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اليوم عزمت الحكومه على الغداء















المزيد.....

اليوم عزمت الحكومه على الغداء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 14:10
المحور: كتابات ساخرة
    


زمان وانا ولد صغير لما كانوا اهلي يودوني على السوق على شان اشتري مثلا دجاج, كانوا يقولولي روح جيبلنا جاجتين(دجاجتان), وكانت امي تقسم لنا الدجاجة وتقول وهي تقطع بها: هذه لجهاد وهذه لمحمود وهذه...إلخ, ولما كانوا كمان يودوني اشتري خبز كانوا يحسبوها هكذا: رغيف للأولاد ورغيف للام وللجده, ولكن اليوم الموضوع مختلف جدا, ولما كنت اعزم صاحبي على زجاجة بيبسي من الدكانه كنت اقول لصاحب الدكانه: لو سمحت افتحلنا قزازتين بيبسي وحده لي والثانيه لصديقي, وصديقي كان في اليوم التالي يردلي العزومه ويطلب من صاحب الدكانه بفتح زجاجتين بيبسي واحدة له والثانية لي, أما اليوم من كثر ما الحكومه رفعت الاسعار صرت أحس حالي اذا بدي اشتري خبز لازم أحسب معي حساب الحكومه.
واليوم من الصبح رحت على محل الدجاج اللي بجانب بيتي وطلبت منه أن يقتل لي 3 طيور من الدجاج, فقال متطفلا: شو السيره أبو علي؟ انت دايمن بتطلب مني قتل دجاجتين, إش معنى اليوم؟
قلتله: اليوم انا عازم حكومة عبدالله نسور عندي على الغداء.
قال: معقول يا ابو علي رئيس الحكومة بجلالة قدره يجي ويتنازل على شان يتغدى عندك؟
قلتله: شو مالك يا رجل!! انت مستغرب الوضع يعني؟حرام هظول مش املاقيين حدى من أغنياء وأثرياء عمان يوكلوا عنده فقلت أنا: ليش ما أعمل بأصلي؟ ليش ما أجيبهم يتغدوا عندي؟ الأغنياء ما بطعموهمش ولازم الفقراء اللي مثلي كل يوم الصبح يقدمولهم على الأقل وحدة دم للحكومه يمصوها أو يشربوها أو يمزمزوا عليها.
قال: والله بصراحه مستغرب...يعني إنت زلم فقير الحال ويا دوب تقدر تطعم أولادك فكيف بدك تطعم الحكومة؟!!.
فتبسمت ضاحكا ومن ثم اعلنت ضحكي بصوت عالي وقلت له: صحيح أنا فقير ومش املاقي أوكل بس على الأقل عندي شوية دم يمصوه!!!! ولك أنا عندي دم وبستحي على حالي وبضحي من أجل الوطن والحكومه....لعاد شو امفكرني مثل الأغنياء اللي ما عندهمش دم يمصوه الحكومه؟ ولك أنا كلهم بمصوا بدمي البعوض والحكومه وهاظا هو وجه الشبه بين الحكومه الأردنيه والبعوض..ولك يا متخلف...ولك يا جاهل, اصلا الحكومة مش عايشه إلا من جيوب الفقراء اللي مثلي ومثلك, هسع إنت يا أهبل تفكر إنه رئيس الحكومه بده يغطي العجز اللي في خزينة الدولة من جيوب وخزائن أصحاب الملايين والمليارات؟ ولكوا فعلا إنكوا شعب أهبل ومتخلف جدا, ولكوا الحكومه عايشه على ظهري أنا وظهوركوا إنتوا, ولكوا الحكومة بتشرب من دمي أنا ومن دمكوا إنتوا, ولكوا عمركوا شفتوا واحد معاه ملايين من الدولارات وبودي ابنه يخدم في الجيش الأردني؟ ولكوا احنا اللي أولادنا بخدموا بالجيش وبدافعوا عن مصالح اصحاب الملايين , وابناء اصحاب الملايين بودوهم يسكروا ويشربوا في كهوف باريس ولندن, ولكوا ميله إتميلكوا على قد ما انتوا مايلين...الله يقطعكوا.
فقال: والله يابو علي إنك أقنعتني.
فقلتله: يلله بدون غلبه أقتل لي مع سبق الإصرار والترصد طيرين جاج لي وطير للحكومة خليهم يشبعوا الله لا يوفقهم ربهم.

ومن ثم خرجت من محل الدجاج وذهبت إلى المخبز وقلت : بدي لو سمحت بدينار خبز, فقال صاحب المخبز: يابو علي اليوم الخبز مش ببلاش...اليوم الخبز بالمصاري.
قلت: ما انا فاهم إنه بالمصاري, يعني من متى كنتوا بتعطوني أنا وأولادي خبز بالمجان؟والله اللي بسمعك بتحكي هيك بقول إنه جهاد العلاونه بوخذ الخبز مجاني!!.
قال: طيب شو السيره؟؟؟؟؟ماهو إنت كل يوم ابتاخذ بنصف دينار خبز...إش معنى اليوم بدك بدينار؟
قلت: سبحان الله شو إنتوا يا هالأردنيين شعب متطفل وحشري, ياخي شو بدك بي, انا اليوم بدي بدينار خبز؟ عندك مانع؟ عندك لولب؟ فضحك وقال: انت حر, بس عن جد شو السيره.؟؟
قلتله فيك تكتم السر؟..يا سيدي أنا اليوم عندي عزيمه ووليمه كبيره لشخصيات عريقه, فتطفل وألح بالسؤال وقال: بعرض أختك يابو علي تحكيلي مين اللي انت عازمهم!!.
قلتله بقلك بس ما بديش فضايح..ماشي؟
قال وبصوت منخفض: قول...وسرك ببير غميق ماله قرار.
قلتله: بصراحه أنا عازم اليوم رئيس الحكومه الأردنية وكافة أعضاء الحكومة والحقائب الوزارية.
فقال وهو منبهر: جد؟؟إنت أكيد مش صاحي..إنت اكيد مجنون.
قلتله: بلاش لا اتصدقش.
فاقترب مني وقال: مشان الله قول لأي وزير منهم يوظف بنتي..أو ابني.
قلتله: ولك يا أهبل هظول مش جايين عندي على شان يطعموني أو يأكلوني....ولك ما بدكيش تفهمها؟؟؟...ولك رئيس الحكومه دايمن ناط على الحايل والمعشر وقاعد للي بموت جوزها...ولك هظول جايين يوكلوا خبزي وخبز أولادي,ولك هظول جايين يوكلوني لحم ويرموني عظم...ولك عمرك شفتهم رايحين يوكلوا أكل أولاد الاغنياء؟ ولك هظول بوخذوا من قِدام أولادي وأولادكوا وبحطوا قِدام أولاد الأغنياء.. ولكوا هظول بدهمش تعيشوا وتستفيدوا إنتوا منهم, ولكوا هظول بدهم هم اللي يوكلوكوا ويوكلوا خبزات الأولاد..ولكوا متى بدكوا تصيروا تفهموا؟.

ثم خرجت من عنده وذهبت على بياع اللبن وقلتله: لو سمحت بدي دلوين لبن, دلوا لي وللاولاد والدلو الثاني للحكومه, حرام والله غنهم خطيه ما معهمش مصاري يشتروا لبن قلت بيني وبين نفسي مش معقول انا ىكل لبن والحكومه يا حرام ما يوكلوش لبن والله غير الله يوم القيامه يحاسبني, يعني شو موقفي بكره يوم القيامه لما بدي اقف بين يدين الله الديان الذي يدين الناس!! عن جد غنت قلي شو موقفي؟ شو موقفي لما رب العالمين يسالني ويقلي: كيف يا جهاد بتشتري لأولادك دلو لبن وما بتشتريش معك للحكومه دلو مثله؟ هظول يا جهاد بدهم يطعموا اوةلادهم؟ هظول جماعه فقراء مش املحقين يتستروا على اللصوص والحراميه, رئيس الحكومه بده يرقّع وراهم, وانت حرام عليك تشرب لبن لحالك, لازم كل يومين او 3 ايام تشتري دلو لبن غلك ودلو لبن للحكومه, لازم تحسب حساب الحكومه في كل شيء, وكل يوم لازم تشتري كيلو بندوره غلك وكيلو بندوره للحكومه, ضمة بقدونس غلك وضمة بقدونس للحكومه, عشان كمان يصير موقفك مشرّف جدا أمام الدول الغربية والدول الاجنبية, عشان تكون مثال للمواطن المحترم للمواطن المثالي, يلله بلا لكاعه جهزلي دلو اللبن عشان انا اصلا مستعجل اكثير وبدي اروح اشتري ب30 قرش فول لي وللأولاد وب30 قرش فول للحكومه.
بس كيف يعني بدها تمشي هذي المعادله؟
انا بحكيلكوا كيف: زمان مثلا كنا نشتري كيس فول مليان ب30 قرش وهسع حتى نشتري الكيس مليان صار بده 60 قرش, يعني 30 قرش لي و30 قرش للحكومه. افهمتوها؟
زماااان كنا نشتري ب5 دنانير 3 دجاجات, هسع ب5 دنانير يا دوب يجيبن جاجتين, يعني في جاجه بطلع انا كمواطن مشتريها للحكومه على حسابي.
زمان جاري السوكرجي كان يشتري ب5 دنانير أحسن سكره بتكفيه ليومين, هسع جاري السكير عشان يسكر مليح بده يدفع 10 دنانير, يعني هالمسكين كل ما بده يجي يصب كاس عرق إله لازم يصب معه كاس عرق للحكومه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجولة في خطر
- التخلص من الفقراء
- الناس احتاروا بي
- الدنيا مثل حبة الخيار
- أجمل الأيام!!
- قصة حقيقية حصلت معي في الأردن
- على قد ما بنحب بعض!
- من هم الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية؟
- الهوس بالموساد
- جائزة الإعلام السياسي في تشجيع ثقافة الاختلاف، من المنتدى ال ...
- زوج رومنسي
- ردود الزوجات على رسائل الأزواج
- كلام الليل يمحوه النهارُ.
- دولارات مسمومة
- الحمد لله على نعمة المسيح
- نعشق الموت والجنون
- الله يسعد يسوع اللي علم إنجلينا على المحبة
- تحقيق العدالة
- قلق الملك هنري الثامن
- أمريكيا هي السبب


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اليوم عزمت الحكومه على الغداء