أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كلام الليل يمحوه النهارُ.














المزيد.....

كلام الليل يمحوه النهارُ.


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 01:22
المحور: كتابات ساخرة
    


مره من ذات المرات سنة 1981-1983م,على ما نذكر, كان عمي (محمود) رئيسا للبلدية, وقد اجتمع في منزله في ليلة صيف باردة مجموعة من أقربائي من خيرة رجال وشباب القرية, وأخذوا كعادتهم حتى اليوم يتناقشون في الأمور السياسية والثقافية والرياضية والفنون والآداب, حتى جاءوا على موضوع(الثانوية العامة) وهو ما يعرف بالأردن باسم(التوجيهي) وكان في وقتها طلاب التوجيهي في قريتنا يذهبوا إلى المدينة إربد من أجل الدراسة ولم يكن في قريتنا شيء أسمه الثانوية العامة العلمي أو الأدبي, وكانوا وهم يتحادثون مع بعضهم قد أخذهم الحماس, فقرروا في صباح اليوم الباكر أن يذهبوا جميعا كوفد أو جاهه إلى وزير التربية والتعليم, وكان عددهم 17 عشر رجلا, ولهذا الغرض استأجروا باص نقل بحمولة 20 راكب, فقال عمي أبو أحمد لعمي محمود وبصوت عالي:

-ابو احمد: بكره بدي ابزق بنص وجه وزير التربية والتعليم.
ثم تنهد تنهيده وأرجع ظهره للوراء خلف المقعد, فقال له عمي محمود رئيس البلدية:

-لويش بدك تبزق بوجهه؟خليها بدون ابزاق,إنت أي سولافه مع أي حد بتصير تقول بدي ابزق بوجهه؟.

فرفع ابو أحمد رحمه الله عمي صوته عاليا وقال بحدة وغضب:

-هاظا واحد هامل...هاظا واحد إشلاتي وما بستحيش على دمه,والله غير أعبي(أملأ) وجهه بالبزاق لهاظ الكلب.

فقام أحد الجلوس وكان اسمه رحمه الله أبو محمد وقال:
-احنا ما بدناش منك تبزق في وجهه,احنا بدنا منك تروح تقعد معانا بكل أدب واحترام, بلاش يا رجل يسجنونا.

-عمي محمود: اللي بقوله أبو محمد صحيح يا أبو احمد,مشان الله خليك عاقل وبلاش تبزق بوجه الوزير,هاظا زلمه صاحبنا وفي بيناتنا سابق معرفة, فأرجوك واللي بدي اياه منك انك تقعد وتسولف معه بكل هدوء, أو تقعد مستمع وتنصت للي بدي انا أحكيه معه,ماعليك انا بعرف كيف اقنعه.

فقام أبو إبراهيم رحمه الله أيضا وقال مشجعا ابا أحمد:

-والله ابو احمد بحكي صحيح, لازم هالكلب وزير التربية والتعليم ينبزق بصباحه على شان يعرف مين هم العلاونه!! احنا بضله يضحك علينا ويقوللنا السنه الجاي بعمللكوا توجيهي علمي في القريه, وأنا أيضا بدي بس اروح بكره معاكوا, بدي فعلا أرد اطلع من عند وزير التربية والتعليم واروح على وزير الداخلية وكمان هاظا بدي ابزق بوجهه.

فقام عمي محمود وقال لهم وبالصوت العالي وبحدة وغضب:
-يا جماعة الخير...خلّي لفروده على جنب,وانا جاهدكوا بالله انكوا تهدوا الوضع وخليني انا احل المشكله مع الوزير بكل هدوء أعصاب, يا جماعه بلاش شغلة لبزاق.

-أبو احمد: شو؟؟؟؟؟؟ شو بتقول: عليّ الطلاق من أم احمد غير أمسح بكرامته الأرض لهلبوشت(الهامل) أنا يضحك عليّ؟على إيش هو شايف حاله؟ مين أصلا أبوه؟ أنا أبوي كان قاضي دم,هو أبوه شو كاين؟.

-عمي محمود: يا جماعة الخير لعاد اذا هيك خليني بكره أروح على معالي الوزير لحالي بلاش آخذكوا معي والله غير اتودونا كلنا على السجن, أو بنسحب وبتروحوا لحالكوا, شو رايكوا؟
-ابو احمد: هلا هلا...مرحبا طلوا خيوه...شو؟؟ بدك تروح لحالك!! لا خيوه رجلنا على رجلك والله غير نمسح بكرامتهم الأرض, لا بنروح لحالنا ولا لحالك, احنا رجال بمعنى الكلمه.

-ابو محمد: عليهم.

-ابو عماد: واحنا معهم, وطالما معانا زُلم تناتيح مثل أبو احمد اللي بده يبزق بوجه الوزير ما دمنا بخير,والله غير كل (عمان) اتصير تحسبلنا حساب...لعاد كيف!!
والجميع بصوت واحد: عاش ابو احمد...الله حي ابو احمد, لهيك الزلم ولا بلاش, وابو احمد يتهدد ويتوعد وبلغ به الأمر أن هدد باستعمال السلاح ولمح بقتل وزير التربية والتعليم ووزير التنمية الاجتماعية أيضا أو أن يبصق بوجهه أيضا بسبب خلافات على دعم الجمعيات الخيريه.

أما عمي أبو محمود فقد بقي المسكين طوال الليل يحسب بها من كل النواح ويقول بنفسه: أنا كيف ورطت حالي مع ناس زي هيك؟هظول قرايبي باين عليهم مجانين فعلا ومش سائلين أنا بكره إذا ابو احمد بزق بوجه وزير التربية والتعليم أنا فعلا كيف يعني راح يكون منظري؟ ما هو ما بصيرش أقعد اتفرج!! بعدين أبو احمد فعلا شادد على حصانه وعلى حاله وبده يبهدل الوزير, والله غير انصير سالفه بين العربان, خليني اخلص منه ومن اللي بأيدوه, أما الباقيين اللي كانوا ساكتين هذول فيش منهم خوف, هذول كلهم باخذهم معي, وطوال الليل وعمي محمود يحسب بها ويخطط لها من كل النواح وكيف مثلا سيتلاشى الموقف.

وفي صباح اليوم التالي حضر الباص لكي يقلهم جميعا من مكان تجمعهم إلى عمان حيث وزارة التربية والتعليم في العبدلي, وخرج عمي محمود يمشي على رؤوس أصابعه خائفا يترقب كيف سيدبر الأمر مع ابو احمد رحمه الله(روحه طلبت الرحمه) وحين صعد عمي إلى الباص لم يجد من الحضور ال17 رجل إلا أربعة رجال أو ثلاثة هو رابعهم, فسأل عن الجميع فقالوا له: ابو احمد اللي كان متحمس وبده يبزق هو وابو محمد بوجه الوزير اعتذر, قال بده يحلب البقرات وبقول ما عندهوش حدى يبلش فيهن, فقال عمي محمود: لالالا هسع بنروح عليه وبنجيبه, كيف نروح احنا بس 4 زلم,والله هزلت يا جماعه!! وشو بدهم يقولوا عنا بالوزراره؟ ها..قولولي, وأمر سائق الباص بالتوجه إلى دار أبي أحمد ولما توقف الباص أمام البيت صاح فيهم ابو أحمد: شو مالكوا هو ما فيش غير أني بالبلد؟؟ما تروحوا تشوفي غيري...بعدين ماهو إنتوا شايفيني هاظا انا بلشان انا وأم احمد بالبقرات وما فيش عندنا حد, خلص روحوا لحالكوا, فقال له عمي محمود: بالله عليك هاظا حشي(حكي) كيف بدنا نروح لحالنا؟ وانت كنت امبارح تتهدد وتتوعد وكنت بدك تبزق بوجه الوزير!! بالله عليك مره ثانيه بس نجتمع ونحكي بالليل إنك لا تبزقش بوجه الوزير. يا رجل مالك؟كنا امبارح نحاول انهدي فيك وانت أبدا معلّط ومش راد على حدى وبدك بوجه الوزير, وكنا نقلك شو دخله حتى تبزق بوجهه! كنت تقول عنه: هاظا واحد هامل وما بستحيش وبخدم ناس وناس واللي واسطيته عنده قويه برد عليه,واللي وراه ناس تدعمه برد عليه, يا زلمه حل عنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولارات مسمومة
- الحمد لله على نعمة المسيح
- نعشق الموت والجنون
- الله يسعد يسوع اللي علم إنجلينا على المحبة
- تحقيق العدالة
- قلق الملك هنري الثامن
- أمريكيا هي السبب
- كل عام ونادين البدير بخير
- اغلاق مضيق هرمز وخطورته والبحث عن بديل
- المرأة الثرية المُعنفة والفقيرة المُعنفة
- يعيرونني بيسوع
- تعال وتجلى في حياتنا يا يسوع
- التعايش الديني
- الحب الذي بيني وبين يسوع
- ذكرى11 -9-
- اصنعوا السلام
- أحترم الإسلام وكل الأديان
- شكرا لك يا سيد
- ما حدى بعرف يكمل سولافته
- اللي خربوا البلد


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كلام الليل يمحوه النهارُ.