أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى















المزيد.....


حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمثل هذه المخطوطة التى كتبت بين عامى 1981– 1982 نقدا وجهه خمسة من اعضاء اللجنة المركزية – منهم عضوين فى المكتب السياسي - لسياسات الحزب التنظيمية والجماهيرية بصفة خاصة ، ولم يكن ممكنا لهاتين الاخيرتين ان تنفصلا عن السياسات العامة الكلية الا فى الذهن . عرف مصدروا هذه الوثيقة بالاقلية وقد اصروا حينها على عدم التكتل ( 1978 ) ، او الانشقاق طالبين ان تحسم صراعات اللجنة المركزية بالجدال الفكرى الرفاقى . وازاء تعنت بعض الرفاق وممانعتهم خيض صراع طويل منهك لمدة تقارب ست سنوات كان لابد وان يترك اثره على عمل الحزب بكامله. لقد حاولت هذه الوثيقة ان تشخص ازمة الحزب آنذاك وطرحت السياسي ، والنظرى ، والتنظيمى ، والجماهيرى فى وحدة جدلية واحدة ، وقدمت مااعتبرته حلولا ثورية . وقد سبق هذه كراس مطول معنون : " حول الانحراف البيروقراطى التصفوى العزلوى" , وهناك نسخة من هذا الاخير لدى الباحث الايطالى جينارو جيرفازيو حيث اشار اليه فى كتابه حول الحركة الماركسية فى مصر . مهما يكن من شئ فهذه المخطوطة – لاادرى ان كانت قد طبعت ام لا ! غير ان مااستطيع ان اقطع به انها نشرت بخط اليد – هى من اهم الوثائق وتتجاوز اهميتها حزب العمال الشيوعى المصرى - فما من فائدة فى احياء جدالات ميتة قديمة – ولاتهدف للوم احد او تقريعه من جيلنا ، بل استطيع ان اقول انها تتجاوز زمنها بمضمونها نظرا لركود تطورات النظام الساداتى والمباركى وماتلاهما من نظم ، واعتقد انها وان كانت تحيى ذاكرة الشيوخ فانها يمكن ان تلهم الاجيال الشابة بما فيها من "خبرة سلبية " ، وبسبب هذه الخبرة السلبية ادعوا كل الرفاق لقراءتها ، وتمعنها وسوف انشرها حسب التقسيم الذى وردت به فى خمسة اجزاء . ولعل صديقنا الكاتب الذى عرض بى بوصفى " مغرما بالذات " بنشرى كتابات تاريخية قديمة ان يرى فى هذه المخطوطة على الاقل مايدحض تصوراته .
مقدمة من الرفاق : متولى احمد على ( المسؤول العمالى ) زكريا عبده الملاح ( مسؤول منطقة الصعيد ) فريد ماجد السهيلى ( عضو مركزى ) سمير محمد كامل ( عضو مكتب سياسي ومسؤول فرع الخارج ) فهد اسماعيل شكرى ( نائب المسؤول السياسي – عضو المكتب السياسي ، ومسؤول الدعاية المركزى ) .
مشروع قرار عن الوضع الراهن وتكتيكات حزبنا – القسم الاول
أولا : يتلخص الوضع الراهن فيما يلى : -
1- لما كانت الأزمة الوطنية كأهم أزمة سياسية تواجه مصير الطبقات الشعبية فى بلادنا ، قد استفحلت نتيجة لسياسة الاستسلام ، واستفحلت معها الازمة الاقتصادية كلما سارت سياسه الانفتاح الاقتصادى فى طريقها مقوضة الاستقلال النسبي الذى كان قد تحقق فى عهد الصمود ، ومشددة من الاستغلال الطبقى ، وناقلة عبء الأزمة على الجماهير الشعبية ،فإن كل ذلك يحمل فى طياته طاقة ثورية كامنة ، ويولد سخطا متنامياً فى صفوف الجماهير الشعبية . ولم تغير الديمقراطية من الطراز الساداتى من الطبيعة الجوهرية الاستبدادية لشكل الحكم ، بل لقد ساهمت التنازلات التى قدمتها السلطة – تحت تأثير ضعفها وأزمتها وحاجتها الى الالتفاف - فى المزيد من كشف هذه الطبيعة الاستبدادية لشكل الحكم، وهى تضعه كل يوم فى تناقض مع تطلعات ومصالح الجماهير الشعبية ، بل وفى تناقض مع أقسام واحزاب تنتمى الى الحلف المالك نفسه .
2- ان هذه الازمة السياسية الاقتصادية المستفحلة على مختلف الاصعدة ، لا مجال لتجاوزها أو حلها عن طريق الاصلاح والترقيعات داخل نطاق علاقات الانتاج البورجوازية ، فليس بمقدور السلطة وحزبها ولا بمقدور أحزاب المعارضة الشرعية أن يقدموا حلاً لها . ان الحل الحقيقى للأزمة لا يمكن الا أن يكون على حساب البورجوازية وسلطتها . على حساب الحلف المالك بأسره ، وحلها الجذري وتجاوزها الحقيقي لن يكون الا بالثورة الاشتراكية وليس بالاصلاح .
3- ان هذه الازمة الشاملة استثارت داخل الحلف المالك واحزابه الشرعية وتياراته الفكرية المختلفة تناقضات تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر ، وولدت فى بعض اللحظات أزمات سياسية فرعية صغيرة ، مثل أزمة مايو 1978 ، وأزمه سبتمبر 1981 التى انتهت بإغتيال رأس الطاقم الحاكم .
4- بينما وسعت التعديلات على البناء السياسي للحكم ، من الثغرات التى يمكن أن تستغلها الحركة الثورية ، فإن السلطة إستغلتها أيضا فى محاولاتها لاحتواء الجماهير ، وعملت فى نفس الوقت على محاصرة كافة القوى السياسية ، بسلسة جديدة من القوانين المقيدة للحريات تطلبتها الأوضاع الجديدة للصراع الطبقى بما فيها تلك التعديلات نفسها التى أجرتها على بناءها السياسي ، وتطلبتها أيضا تلك المادة الملتهبة الكامنة فى السخط الجماهيري ، وعمدت السلطة حينما عجزت أساليبها السياسية الى اللجوء الى الاجهاض البوليسي لكل عناصر المعارضة قبل أن يستفحل خطرها .
5- ان السخط الجماهيري والطاقة الثورية الكامنة فى تناقضات الأزمة المستفحلة ، عملت على حجبها وأضعاف تأثيرها الى حد كبير تلك التحولات العميقة المعاكسة المرتبطة بالحراك الاجتماعي الذى إرتبط بإطلاق قوى التضخم ، والهجرة ، وانتشار الحل الفردى على حساب الحل الطبقى الجماعى ، وانتشار الوعى الزائف المنطوى على نزعة انهزامية والذى لم يتولد فقط نتيجة للتضليل البورجوازى فى سياق الهجوم السياسي للسلطة بعد حرب أكتوبر ، وانما تولد أيضا من الفهم المعكوس لخبرة تجربتها فى مرحلة تاريخية كاملة ، إنفردت فيها البرجوازية بمناهضة الاستعمار وانفردت بثمار الاستقلال النسبي ، كما أن هذا "الوعى " تكرسه تلك المصالح المادية التى ارتبطت بالحراك الاجتماعي سابق الاشارة اليه .
6- ان الانقطاع التاريخي فى الحركة الشيوعية ثم ازمة الحركة الشيوعية الثالثة ، كان من نتيجتة العجز عن اطلاق الطاقة الثورية الكامنة ، وتحويل السخط الخامل للجماهير الى حركة ثورية نشيطة ، أيا كان حظها من الاتساع ، وأعطت بذلك الفرصة لتسريب هذه الطاقة ، وذلك السخط فى مسارب التيارات الدينية الرجعية ، تلك التيارات التى إنتعشت بتأثير الأزمة التى أدت إلى إنقلاب شامل فى السياسة والاقتصاد والقيم المصطدمة بعنف بالمسلمات الاصيلة فى تاريخ شعبنا وحياته . بالطبع ان تيار التطرف الدينى لم يكن من الممكن شله تماما ، طالما أن النظام البورجوازى قد شاخ ووصلت أزمته الى الذورة ، بينما كانت الحركة الثورية – طليعة وجماهير – ماتزال فى مرحلة جنينية ، بسبب الانقطاع التاريخي إبان مرحلة صعود البرجوازية البيروقراطية .
7- إن المستقبل المباشر يحمل تطورات جديدة ، ستنتقل الأزمة فيها إلى مستوى جديد من الاستفحال ، حيث أن المنافذ المسكنة قدمت أقصى ما يمكن أن تقدمه من تخفيف لعبء الأزمة الذى عملت البورجوازية على نقله على عاتق الجماهير الشعبية ، بل ان هناك مؤشرات قوية لأن تأخذ هذه المنافذ منحى معاكسا إضافيا يعمل على المزيد من استفحال الازمة .
ان الأزمة الاقتصادية الشاملة التى يعانى منها الاقتصاد المصرى نابعة من علاقات الانتاج البورجوازية التى لم تستطع أن تتخلص من التبعية الامبريالية إلا بصورة نسبية ، والتى اقامت هيكلاً اقتصاديا ً غير متوازن أفرز ميلاً موضوعياً للعودة من جديد الى تلك التبعية الامبريالية ، فضلاً عن عجزه عن السير قدماً الى مضمار التنمية الصناعية البورجوازية ، وبدلا من ذلك أخذ يعانى ومنذ 1965 من أزمات الانتاج والتسويق والتمويل ، لنشهد العجز المتزايد فى ميزان المدفوعات ولميزانية الدولة والطاقات العاطلة والمخزون السلعى – الخ ... ومن خلال المنهج النقدى الذي ينسجم مع الأفق الفكرى للبورجوازية ويحافظ على مصالحها ، إندفعت البورجوازية فى سياسة الانفتاح الاقتصادى تحت إسم مواجهة العجز فى الموارد من أجل التنمية .
وقد فاقم هذا الحل من الأزمة ، حيث تعاظمت الديون الأجنبية ، والعجز فى ميزان المدفوعات وفى ميزانية الدولة ، واستفحلت مشاكل الطاقات العاطلة ، والمخزون السلعى ، وأطلق العنان لقوى التضخم ، ودخلت الصناعة فى حمى المنافسة مع المصنوعات المستوردة ، وتعاظمت فجوة الإنتاج من الغذاء ، ومن الانتاج السلعى عموماً فى مقابل انتفاخ للقطاعات الخدمية والتجارية ، وقوض كل ذلك من الاستقلال النسبي السابق ، وفتح ابواب الاقتصاد المصرى لاستيراد أزمات العالم الامبريالي . كل ذلك فى سياق سياسة عملت باستمرار وبشكل تدريجي متصاعد على نقل عبء الأزمة على عاتق الجماهير الشعبية فى نفس الوقت الذى ظهر فيه الآلاف من أصحاب الملايين .
ولكن رغم ذلك فقد عملت بعض الظواهر على تخفيف الآثار الموجعة للأزمة . فمن ناحية عملت هجرة العمالة على ايجاد منافذ لعدة ملايين وأبعدت عنهم ويلات الأزمة والتضخم ، ثم أوجدت رواجاً تجارياً ساهم فى تحسين أوضاع بعض فئات البورجوازية الصغيرة التجارية ، فضلا عن أن سحب العمالة أدى الى إرتفاع أجور الحرفيين داخل البلاد ، وهكذا تتسع الكتل الجماهيرية التى وجدت لنفسها مخرجاً من الأزمة . وبالطبع فقد كان لهجرة العمالة آثاراً متناقضة بما أوجدته من نقص فادح فى العماله الفنية الماهرة فى القطاع العام ، اضافة الى ان تحويلات العاملين فى الخارج كانت عنصراً هاماً فى دفع قوى التضخم الى الأمام ، ولكن هذه الآثار لم يكن من شأنها أن تقلل من زخم وفعالية هذا المخرج لملايين السكان ، ومن ناحية ثانية فالموارد الجديدة التى توفرت للدولة من قناة السويس ومن البترول ، سهلت على السلطة – مكرهة – تأجيل قرار الغاء الدعم ، مما وفر لملايين السكان جزءاً من استهلاكها بأسعار رخيصة نسبياً .
لقد كانت هذه الشروط المختلفة لويلات الأزمة بمثابة مخدر مؤقت لكونها خففت آلام المرض ، ولكن تركته يسرى ويستفحل ، فأثارها لا تعدو أن تكون آثاراً جانبية بينما الجسم الاقتصادى الانتاجى مستمر فى التدهور وفى العجز ، كما أن أثارها لا تعدو أيضاً أن تكون آثاراً مؤقته . فحتى تدوم ينبغى الا تتوقف السوق العربية عن إستيعاب المزيد من العمالة التى يعجز الاقتصاد المصرى عن استيعابها بصورة متزايدة ، وليس فقط الاستمرار فى إستيعاب ذلك الجزء الذى إستوعبته حتى الأزمة ، كما ينبغى أن تتوافر موارد إضافية جديدة باستمرار تترك نفس الأثر الفجائى والطارئ الذى تركته الموارد من البترول وقناة السويس ، وذلك حتى يكون بمقدورها مواجهة العجز المتزايد فى ميزانية الدولة والذى إلتهم تلك الموارد الجديدة لتجد نفسها من جديد أمام أسوأ الأوضاع .
وتبدو الصورة أكثر سوءاً حينما نكون أمام توقعات لانخفاض حجم العمالة المهاجرة واستنزاف لاحتياطى البترول فضلاً عن إنخفاض أسعاره وإنخفاض محتمل فى موارد قناة السويس مع ارتفاع متوقع للأسعار العالمية للغذاء .

وبالفعل فقد بدأت بشائر عدوان جديد على الجماهير الشعبية ، حيث خفضت السلطة فى الميزانية الجديدة مبلغ الدعم بمقدار الخمس وهو الذى يحتاج الى زيادته بنفس النسبة تقريباً حتى يمكن الحفاظ على مستوى الاستهلاك القائم ، وحيث ينص قانون القطاع العام الجديد على منح الحرية لتحريك اسعار منتجات القطاع العام للقضاء على مايسمى بالدعم غير المباشر واحلال السعر " الاقتصادى" محل السعر "الاجتماعي " لمنتجات القطاع العام . إن هذه السياسة تستهدف إحلال آليات السوق بشكل كامل وذلك خلال عدد قليل من السنوات يجرى فيها التخلص على دفعات من مبالغ الدعم والوصول بالاسعار المحلية إلى الأسعار العالمية بما فيها أسعار الطاقة ، وهذه السياسة تقدم بوصفها الحل الشافى الناجح لأزمات الاقتصاد المصرى ، والتى ستمثل عدواناً صارخاً على الأحوال المعيشية للجماهير الشعبية وتضعها فى وضع غير قابل للاحتمال .
وكل هذا يتطلب إستعداداً إستثنائياً من حزبنا للوقوف فى مواجهة هذه الهجمة الجديدة والتى ترددت السلطة منذ 18 ، 19 يناير 1977 فى الاقدام عليها ، يساعدها فى ذلك كما تقدم تلك الموارد الجديدة التى توفرت لديها ، هذه الهجمة سوف تعاظم السخط الجماهيري الذى يحمل إمكانيات للنهوض الجماهيري والذى ينبغى إيقاظه من الآن وتوسيع مداه وأبعاده .
8- ان النقد الجارى للساداتية بعد إغتيال السادات ، وان كان يحمل الأوهام فى المباركية ( كما أن لمبارك نفسه مصلحه فى تركه يجرى من أجل بناء صرحه الخاص على اشلاء سلفه فى نفس الوقت الذى يتمسك فيه بسياسته ) الا أنه يضع أمام الجماهير ، أسرار مرحلة الخيانة إبتداء من الادارة السياسية لحرب اكتوبر ، ومروراً بأسرار عمليات الاستسلام ، وانتهاءاً بمختلف أشكال الفساد . وهى مادة غنية يمكن إستخدامها من قبل الثوريين لتوجيه ضربات قوية للتضليل البورجوازى الذى كان قد أخذ شكل الهجوم السياسي بعد حرب اكتوبر ، خاصة أنها تأتى فى فترة وصلت فيها معاناة الجماهير الى الذروة وتحطمت كل الأكاذيب المضللة عن الرخاء المزعوم . انها تقدم لنا مادة غنية لمواجهة الأساطير الاكتوبرية والسلامية وتنزع عن النظام وعن الامبريالية أثوابهم الزاهية التى عملت السلطة على نسجها فى الوهم . لقد إنتقل النظام إلى مواقع دفاعية من جديد ، رغم أنه حاول أن يجعل هذا النقد نوعاً من التطهر ، ونوعاً من التطهير الذى يضحى ببعض الأشخاص لحماية النظام بأسره ، ولكن دائما ماتكون آثاره الرئيسية هى ضرب الصورة الزائفة التى حاول أن ينسجها حول نفسه طوال مرحلة كاملة .
9- وفى نفس الوقت نجد العربدة الاسرائيلية تصل إلى مداها ، مواصلة عدوانها بضرب المفاعل الذرى العراقى ، وضم الجولان ، والعدوان على لبنان الشقيقه ، وحربها المتواصة ضد الثورة الفلسطينية وضد فلسطينيى الضفة الغربية وقطاع غزة . فضلاً عن ان الصورة الزائفة عن عودة سيناء تتبدد كل يوم تحت واقع نزع السلاح ، وسيطرة القوات متعددة الجنسية ، وقوات الانتشار السريع الأمريكية عليها ، وفضلاً عن أزمة طابا ، والقواعد الأمريكية فى مصر التى يتكشف جزء من أسرارها يوماً بعد آخر .
إن هذه الأوضاع تصدم الجماهير الشعبية بالصورة الحقيقية للاستسلام لتحل محل الصورة الزائفة للسلام المزعوم ، ويتوقف على نضال الحزب السياسي والاقتصادى إستغلال كل ذلك فى دفع الجماهير إلى مواقف وطنية متماسكة .
10- إن التطورات الجديدة السابقة على صعيد السياسة والاقتصاد ، كما تحرك إمكانيات نهوض جديد، فانها تحمل أيضاً إمكانيات توسع جديد فى الحركة الدينية الرجعية ( الفاشية ) ، بل قد تستفيد بها المعارضة البورجوازية الليبرالية ، والبورجوازية الصغيرة الاصلاحية التى تحشو الجماهير كل يوم بالأوهام الإصلاحية ، هذا فضلاً عن أن تعاظم خطر الحركة الجماهيرية يمكن أن يدفع السلطة الى توسيع نطاق قمعها ، طالما ظلت الحركة على أرض العفوية ، ومفتقدة للتنظيم الذى يمكنها من الصمود فى مواجهة القمع . إن توجيه الحركة فى مجراها الثورى لن يأتينا بشكل تلقائى ، وإنما يتطلب معاظمة النشاط الثورى بصورة استثنائية .
إن الحركة الدينية على وجه الخصوص ، وهى أشد الاحتمالات خطراً ، رغم ما وجه إليها من ضربات ، سوف تستمر ما استمرت الأزمة ، وسوف تستفحل كلما استفحلت الأزمة ، ولن يضعفها ثم يشلها سوى النشاط الثورى للطليعة الشيوعية ، وقدرتها على تفجير الطاقة الثورية التى تنطوى عليها التناقضات الطبقية المتأزمة ، فالبلاد تمر بوضع دقيق لم تحسم فيه وجهه الصراع لصالح الحركة الثورية بحيث يكون من شأن كل استفحال جديد فى الأزمة أن يصب فى تدعيم وتوسع الحركة الثورية ، ومازال خطر التطرف الدينى قائماً ، اذا لم يضاعف الشيوعيون جهدهم الذاتى ويطورونه الى أبعد حد ، فإن التطرف الدينى بملامحه (الفاشية ) قد يتمكن من السيادة ، وعندها سوف يكون من الصعب ايقاف عجلته .
ثانياً : تكتيكاتنا :-
بناء على ما تقدم فإن الخطوط العريضة لتكتيكات الحزب هى :-
1. شن نضال ثورى من خلال مختلف اشكال العمل العلنى البسيط ، وباستغلال كافة ثغرات الشرعية واستخدامها كمنابر للتحريض الثورى ، ومجالاً لعقد أوسع صلة ممكنة بالجماهير . إن العمل فى هذه الاشكال يخضع تماماً لمضامين النضال الثورى ، ولخدمة أشكال النضال الثورى فهى تمكننا من التحضير للأشكال والمستويات الانتفاضية العالية للنضال .
2. ان الاشكال البسيطة للعمل العلنى ، والاشكال الاضرابية والاحتجاجية هى الأشكال المناسبة الآن للوضع المعطى للحركة العفوية الهادئ نسبياً ، إن التعالى على هذه الاشكال بانتظار المناسبات العاصفة من شأنه أن يشل قدرتنا على التغلغل فى صفوف الطبقة العاملة والطبقات الشعبية عموماً، ويشل قدرتنا على التأثير فى الحركات العاصفة ، حينما تندلع بصورة عفوية ، ويمنعنا بالآحرى من الاسهام فى ايقاظ حركات عاصفة من نوع جديد تكون مخصبة بالوعى الثورى الى هذا الحد أو ذاك ، بصورة يتراجع معها الى الخلف الطابع العفوى المحض للحركة العمالية والشعبية .
3. ان عملنا هذا يستهدف إستنهاض موجه ثورية فى البلاد ، يؤكدها تماماً تحليلنا لطبيعة الأزمة الشاملة فى البلاد ، ولا يستهدف بأى حال التكيف مع وضع الهدوء الراهن .
4. ان الانتقال من العمل العلنى البسيط ومن الاشكال الاضرابية الاقتصادية وكذلك الاشكال الاجتماعية السياسية المحدودة الى أشكال أرقى ، لا يقرره فقط تحليلنا عن عمق الطاقة الثورية الكامنة ، وإنما يقرره أيضاً تأثير تحريضنا الثورى على مزاج الجماهير ، فالتحريض الثورى بين الجماهير هو وحده الذى يمكننا من التنبؤ الدقيق بإمكانيات النهوض الثورى الوشيك فى نفس الوقت الذى يلعب دوره فى تعبئة السخط الجماهيرى من أجل هذا النهوض
5. ان نضالنا فى اللحظة الراهنة ينبغى أن يتركز على الطبقة العاملة ، دون اهمال حركات المثقفيين ، فبقدر ما تدخل الطبقة العاملة الى ساحة النضال الثورى بفضل التقاء الطليعة الثورية بها وقدرتها على إيقاظها ، بقدر ما يتعاظم ثقل رايتنا المستقلة فى المجتمع ، وفى المحل الأول فى صفوف المثقفيين .
6. ينبغى إعطاء وزن هام للنضال الاقتصادى باعتباره أحد أشكال النضال الرئيسي الى جانب النضال السياسي والنضال الايديولوجي .
7. ينبغى ربط النضال الاقتصادى بالنضال السياسي الثورى للطبقة العاملة ، وينبغي إستخدام كافة وسائل التحريض الاقتصادي الى أقصى حد ممكن من أجل التحريض السياسي الثوري ، كما ينبغى بنفس القدر من الأهمية والى أقصى حد ممكن استخدام مواد التحريض السياسي حول هذه القضية الملموسة أو تلك ( والتى توفرها تجسيدات التسوية الاستعمارية بشكل يومى ) من أجل التحريض الثورى السياسي الجذرى والشامل .
8. ان الوضع الراهن للحركة الشيوعية ، والحركات السياسية البورجوازية الصغيرة ، يوفر الشروط لمختلف أشكال ومستويات التنسيق فى العمل الجماهيرى . فمع الفصائل الثورية فى الحركة الشيوعية ( حزب 8 يناير) يمكننا شن نضال مشترك حول برنامج وطنى ديمقراطي ثوري ، فى نفس الوقت الذى نعاظم فيه من نضالنا الرامى الى تحقيق وحدة الحركة الشيوعية مع تلك الفصائل . ويمكننا من ناحية ثانية التنسيق مع الحزب الشيوعي المصرى ، وحزب التجمع والناصري حول هذه القضية أو تلك من قضايا النضال الوطنى والديمقراطي والاقتصادى ، فى نفس الوقت الذى توسع فيه من نضالنا الايديولوجى حول القضايا الأشمل .
9. رغم أن نصل نضالنا يتجه ضد السلطة وحزبها ، ويتجه الى عزل تأثير الاحزاب البورجوازية المعارضة ، بحكم موقفنا المناهض للحلف المالك بأسره الا أن ذلك لا يمنعنا من استغلال التناقضات ، دائما فى صفوف الحلف المالك ، والاهتمام الايجابى بمعاركهم الداخلية من أجل استثارة حركة ثورية مستقلة ، حيث أنه من الخطأ أن نقف موقفاً سلبياً من معارك تفرض القضايا الكبرى نفسها عليها ، حيث يمكننا إستغلالها فى الكشف عن خيانة البورجوازية ، وطابعها الاستبدادى فى الحكم فى نفس الوقت الذى نطرح فيه برنامجنا الجذرى الذى يتجاوز ما تطرحه المعارضة الليبرالية ، ويعزل فى نفس الوقت بديلها الاصلاحى والقاصر . ويمكننا فى بعض اللحظاات الخاصة من عقد مساومات للقيام بأعمال جزئية مشتركة ، واستخدامها من أجل توفير فرص إضافية جديدة لنشر خطنا الثورى ، ومن أجل تجميع أكبر هجوم ممكن على السلطه قد توفره تماماً لحظات الصراع المحتدمة داخل الحلف المالك .
10 - إن نضالنا يسترشد دوماً بالعمل حيث تتواجد الجماهير فى مواقع الانتاج وفى مناطق التجمعات السكانية الشعبية ، فهى التى توفر لنا الأرض الصلبة للنضال المستقل ، أما المبالغة فى ارتياد مقرات الأحزاب فلن يكون له فائدة كبيرة ، بل قد يكون ضاراً حيث أن جمهور مقرات الأحزاب يتكون أساساً ( وليس كلياً بالطبع ) من الانتليجنسيا البورجوازية والبورجوازية الصغيرة ، وأغلبهم له انتماءاته السياسية التى يصعب التأثير فيها من داخلها دون نفوذ جماهيري ، حيث انها محاصرة بضوابط الشرعية ، وتضييقات السلطة وغير قادرة على مخاطبة الجماهير ، ان مركز الثقل التنظيمى فى عملنا يكون بالتحديد فى أشكال العمل العلنى فى مختلف مراكز الانتاج والتجمعات السكانية ، مع ضرورة تنظيم الجهد وتوفيره لعملنا الرئيسي بعيداً عن الاستغراق فى تلك النشاطات السياسية التى تنظمها الأحزاب الشرعية .
إن مجال التأثير الاساسي على جمهور الاحزاب السياسية هو التأثير من الخارج عن طريق تعديل ميزان القوى الثوري والنفوذ المؤثر فى صفوف الجماهير .
11- ينبغى عدم الصدام مع الجماعات الدينية على محور الدين ، وعدم إستفزاز مشاعرهم الدينية ، ولكن ينبغى نقل نضالنا الى مناهضة النقاط البرنامجية الرجعية ، مع الالتقاء مع أية جوانب ايجابية بعد تخليصها من سياقها الرجعى ، وتوجيه الاهتمام الى النضال النظرى فى قضايا الدين ، والتمييز بين جمهور الجماعات الدينية الذين هم رصيد للحركات الجماهيرية الثورية ، وبين القادة والكوادر المذهبيين . وذلك دون الوقوع فى فخاخ انتهازية إخفاء الوجه والتوفيق الطبقى حول اشتراكية الاسلام . ان نهوض الحركة الثورية ونقل الصراع الى التناقضات الاجتماعية المادية هو الذى من شأنه أن يفض ذلك التجمع الدينى المتطرف ، ذلك ان ( قصر ) اى صدام على صعيد الفكر حول قضايا اللاهوت سيدفع بنا الى منزلق مثالى مهما كانت مادية الآراء التى نقدمها ، وذلك دون التقليل من أهمية النضال النظرى ضد التطرف الدينى ، والفكر اليمينى الدينى عموماً .
ويجب الانتباه الى الهجوم على كافة الاجراءات الاستبداداية ، والقمع البوليسى الموجه من السلطة الى هذه الجماعات ، وتوضيح انتهازية السلطة التى لا تتوقف عن استغلال الدين وحتى التطرف الدينى ولكن شرط ( .... كلمات غير واضحة فى النص ) فكما عاينا فى المرحلة الأخيرة بعد افلاسها الفكرى ، وحتى بعد فض تحالفاتها مع الجماعات الدينية المتطرفة ، بصب الماء بشكل مباشر فى طاحونه التطرف الدينى ليتوسع وينتشر ، ثم حينما تجد أن مخاطره بدأ يمسها هى توجه اليه آلتها البوليسية .
ويجب التشهير باشتراك السلطة واثارتها للفتن الطائفية لتفريق وحدة الطبقات الشعبية ولضرب كافة اشكال المعارضة
12- إن حزبنا يقف الى جانب المساواة التامة بين ابناء الشعب المصري والى علمانية الدولة ، ويدين كل أشكال الاضطهاد التى تمارسها السلطة ضد المسيحيين وتدخلها فى شئونهم الدينية ، وسلوكها اليومي ( سطران كاملان غير واضحان ........................................................ ) فى نفس الوقت ضد الميول الرجعية الدينية لدى المسيحيين . اننا لا ندعو الى مجرد التآخى بين المسلمين والمسيحيين ، وانما نناضل من أجل وحدة الكادحين ضد عدوهم الطبقى ، وتخليص الشعب المصرى من الشعوذة بالدين والمتاجرة به .
13- إن مواجهة الأزمة الوطنية الاقتصادية الشاملة ، ولعب دور قيادي فى صفوف الجماهير يقتضى معاظمة الجهد الذاتى للحزب سواء فى النضال النظرى ، أو فى النضال السياسي والاقتصادي ، أو على صعيد النضال من أجل وحده الحركة الشيوعية ، وعلى صعيد العمل لبناء أسس جبهة متحدة ثورية من الطبقات الشعبية بقيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي .
ان وزن العنصر الذاتى يحتل أهمية خاصة فى تلك الظروف التى نشهد فيها هوة بين استفحال التناقضات ، ومقدار الطاقة الثورية الكامنة والسخط الجماهيرى الخامل ، وبين ركود الحركة الجماهيرية وتفسخ القيم وانتشار الحلول الفردية على حساب الحلول الطبقية الجماعية وانتشار العدمية والامبالاة .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من النضال الحلقى والنضال الشي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وبداية اصدار جريدة الانتفاض والحرك ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من مطالب الحركة العمالية
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الحرب الشعبية طويلة الأمد ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الدستور الدائم الصادر فى س ...
- العضوية فى التنظيم الشيوعى
- موجز كراس الدولة البوليسية والصراع الطبقى فى مصر
- حزب العمال الشيوعى المصرى : بيان اللجنة المركزية حول شعار اح ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من اغتيال السادات والإرهاب ال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من تبعية نظام مبارك للإمبريال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حدود المعارضة البورجوازية ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من نظام الرئيس مبارك
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حكم مبارك عقب اغتيال الساد ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى إزاء المضمون الطبقى للثورة ال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الفتن الطائفية فى عهد السا ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى