أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية















المزيد.....


موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاض – جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – العدد 37 – طبعة الخارج
من خبرات حزبنا عام"1978"
الجماعات الاسلامية وأحداث "أسيوط"
بقلم علاء الشافعى
شهدت بلادنا فى الاعوام القليلة الماضية وتشهد تنامي النشاط الرجعى المحموم للجماعات الاسلامية التى اقترنت ولادتها وظهورها وتناميها باحياء الاتجاه الدينى الرجعى ( الاخوانى) على يد سلطة البرجوازية البيروقراطية ، وحلفها الطبقى فى السنوات الاخيرة ، وبالتحديد منذ افرج عميل وكالة المخابرات المركزية الامريكية الاستعمارية – المؤكدة صلتها الوثيقة بهذا الاتجاه وبعض عناصره - عن تلك العناصر الاخوانية عام 1971، بعد أن كان العهد الناصرى قد أودعها سجونه ومعتقلاته على طريقة البسماركية الادارية البوليسية فى مواجهة هذا الاتجاة الرجعى . ولقد مكنت برجوازيتنا هذه العناصر من العودة البغيضة للحياة السياسية فى بلادنا ، حيث طرحت محاكمها وبإلحاح ملفت قضايا تعذيب قيادات هذه الحركة الرجعية على يد الناصرية ، وقدمت صحافتها الصفراء صفحاتها الطويلة دفاعا عن قضيتهم الرجعية الخاسرة .
ولم يكن احياء نظام حكم السادات لهذا الاتجاه الرجعى ، واخراج مومياته من القبور الناصرية الا خطوة تضمنها سياق كامل من خطوات احياء كل ما هو رجعى والارتداد عن كل منجزات العهد الناصرى ، التقدمية مع تعميق أكثر مواقفه رجعية خصوصا موقفه الديكتاتورى البونابرتى من قضية الحريات الديمقراطية لجماهيرنا الشعبية ، وعلى الأخص استغلاله السياسي للفكر الدينى الذى زين به اشتراكيته العربية قومية الطراز .
ومن الطبيعي أن تكون مجالات ومواقع تنامي هذا النشاط الرجعى للجماعات الاسلامية وبروزه ، هى المجالات والمواقع التى شهدت وتشهد أيضا تنامي وبروزدور الحركة الشعبية الوطنية الديمقراطية خصوصا فصيلها الطلابى باعتباره من أكثر فصائلها تقدما من زاوية التقاء عفويته السياسية بالوعى الثورى الشيوعي مبكراً ، ومن الطبيعي أن تكون الجامعات المصرية هى أوسع مجالات نمو هذه الجماعات الاسلامية ، فهى الجماعات التى تنشط كواجهات علنية لهذا الاتجاه الدينى الرجعى الذى عملت السلطة منذ بدايته على احياءه ، ومازالت وستظل تعمل على أن يكون محور نشاطه ، ومحل تركيزه الرئيسى ، ومسرح عملياته هو التصدى للحركه الشعبية وطليعتها الشيوعية المناضلة ، والجامعات المصرية من المجالات الاساسية التى برز ويبرز فيها دور الحركة الشعبية حيث يوجد فصيلها الطلابي المتقدم سياسيا اذا قارناه بفصائلها الشعبية الاخرى .
ان هذه الحركة الشعبية وطليعتها الشيوعية والتى تتصدر انفضاضا جماهيريا متزايد الاتساع من حول سلطة البيروقراطية الحاكمة فى بلادنا منذ هزيمة 1967 التى تواكبت مع وعجلت وفاقمت من هبوط وتردى وتدهور وانحطاط هذه الطبقة وسلطتها سياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا ، هذه الحركة الشعبية هى التى ألجأت سلطة السادات منذ البداية للبحث عن الحلفاء ، والتنقيب فى جعبتها الايديولوجية البرجوازية عن كل ما تحويه من عفن . وأيضا من الطبيعي أن تكون جامعاتنا مجالا رئيسيا لنمو هذه... الجماعات الاسلامية واتجاهها الدينى الرجعى نتيجة لتواجد الجمهور الطلابى البرجوازى الصغير الذى توجد امكانية اجتذاب الفكر الاخوانى لبعض قطاعاته ، خصوصا الطلاب الريفيين حيث يمثل هذا الفكر الرجعى بأقصى تطرفه ردا ارهابيا رجعيا برجوازيا صغيرا على التردى الفكرى السياسي والثقافى الاقتصادى الذى وصلت سلطة البرجوازية البيروقراطية بالبلاد اليه.
الجماعات الاسلامية كواجهات علنية
ان حكمنا على هذه الجماعات الرجعية على أنها واجهات علنية للتنظيمات والجمعيات الدينية السرية التى تمخض عنها الاخوان المسلمين لا يرجع فقط لمجرد انتمائهم التنظيمي الذى تعكسه ممارستهم وأساليب حركتهم واختلافاتهم ، فرغم ان هذه الجماعات قد عرفت طريقها للحياة عقب مظاهرات الطلاب فى 1968 عقب الهزيمة ، وقد لعبت السلطة دورا واضحا في السيطرة عليها بعناصرها ورجالاتها المقربين من هذا الاتجاه ، الا أن النمو الذى شهده هذا الاتجاه عقب الافراج عن قياداته فى 1971 ، الذى تضمن نموا لكل الجمعيات والتنظيمات التى تشكلت خارج السجون وداخلها فى نهاية الستينات ونمو المعتدلين (مؤقتاً ) والمتطرفين بتلاوينهم المختلفة من تنظيم عبدالله السماوى ، وتنظيم مصطفى درويش زملاء شكرى احمد مصطفى فى المعتقل ، الى التكفير والهجرة أو "الشكريين" الى الجهاد ، وجند الله . ان هذا النمو كان منعكسا بشكل واضح على الجماعات الدينية الاسلامية ... على فكرها وأساليب حركتها وممارستها العلنية . فرغم انها أصرت ونجحت فى ذلك الى حد ما على أن تكون الجماعات الاسلامية واحدة فى كل جامعة ، أى حتى لا يجد هذا النمو انعكاسه فى واجهة علنية لكل تنظيم سرى أو شبه سرى ، الا أن هذا النمو قد انعكس داخل الجماعة الاسلامية الام فى كل جامعة ، وعلى جماعاتها الفرعية فى كل كلية عقب ذلك ، حيث تجد فى الجماعة الواحدة فى احدى الكليات مثلا عناصر من الجهاد ، وعناصر من التكفير وعناصر "تلمسانية" ( نسبة لعمر التلمسانى مرشد الاخوان آنذاك ) ، وعناصر "سماوية" ( نسبة لعبد الله السماوى ) ، وأخرى تابعة لمصطفى درويش . ويعمل كل اتجاه على استقطاب وضم ما يتمكن من استقطابه فى الجامعة وجمهورها الملاصق . وتجده منعكسا فى أساليب حركة الجماعة الاسلامية الواحدة ، فمثلاً عندما أعطتهم السلطة الاشارة الخضراء بإصدار صحافة حائط مع بداية العام الدراسي 76/1977 تهيأت عناصر كل تنظيم تنفيذا للاشارة بصحافة مستقلة رغم أن السلطة عملت على أن تجعل الصحافة موحدة بقدر الامكان ، أو أن تصدر عدة تنظيمات متقاربة الى حد ما صحافتها ، فمثلا بعد أن أعطتهم الاشارة الخضراء للسيطرة على اتحاد الطلاب فى العام الدراسي السابق نجد أن كل تنظيم يغنى على ليلاه ، فى مجلس الكلية الواحدة أو فى مجلس الجامعة من زاوية استقطاع أكبر مبلغ ممكن للدعاية الدينية الخاصة أو الهيمنة على أكبر عدد من الانشطة رغم التنسيق الذى يجمع كل هذه التنظيمات فى نشاطات مشتركة كالمعسكرات الاسلامية الصيفية أو الجماعة الأم .

ان اختلاف انتماء عناصر الجماعات الاسلامية فى الجامعة الواحدة ، والكلية الواحدة ينعكس أيضاً فى أساليب الحركة التى توجد خلافات شديدة بين هذه التنظيمات المختلفة حولها ، حيث يرى المعتدلون المؤقتون ملائمة أسلوب الدعوه بالكلام طوال فترة الاستضعاف ، أو ما كان يسميها امامهم (الشهيد) حسن البنا بمرحلة الدعوة ، ويختلف معهم المتطرفون فى ذلك ، ويرون الدعوة بالكلام وبالفعل معا ، منطلقين من التفسيرات المودودية ( ابو الاعلى المودودى ) وتفسيرات ابن تيمية حول تجسيد الايمان فى عمل ملموس، ومبرهنين من سلوك الامام حسن البنا ذاته ، بل تجد داخل فريق المعتدلين المؤقتين ذاته خلافات حول المدى الزمنى لفترة الدعوة والاعداد . وهكذا فإن تأثير الانتماء المتعدد لعناصر الجماعات الاسلامية على موقف هذه العناصر من النشاط الثورى ، ومن السلطة من زاوية تحديده لاساليب حركتهم لم يخرج فى نهاية الامر عن الارهاب ، أو المناورة والخداع السياسي ، أو الدعاية السلبية ان جاز التعبير، والتى كان ينصح بها حسن البنا فيما اسماه بمرحلة الدعوة : " اشغلوا الناس عن الفكرة الباطلة بالفكرة الصحيحة " : ان هذا التأثير نجده واضحا فى مواقف وممارسات هذه الجماعات فى كل جامعة على حده ، بل فى كل كلية على جده .
الجماعات الاسلامية والسلطة :
من البديهي أن تكون علاقة السلطة بالجماعات الاسلامية هى نفس علاقة السلطة بالتنظيمات والجماعات الدينية الاخوانية المختلفة التى تقف خلف هذه الجماعات بكل خلافاتها التى عملت السلطة منذ البدء على ألا تؤثر على (وحدة) هذه العناصر فى مواجهة الحركة الثورية ونشاطاتها وعناصرها ، على (وحدتها) فى اشعال الفتنة الطائفية والاستمرار بها ،على (وحدتها) فى احياء ممارسة الطقوس الدينية وتعميق (عبق السلفية ) الذى كان ينصح به الامام ( الشهيد) ، وأيضاً تلك (الوحدة) التى تجعل السلطة تنظر بعين الاحترام لنشاطها اليومي الذى يؤثر بشكل غير مباشر على الحركة الشعبية ، لاحيائه للمفاهيم البالية الرجعية ، وإبرازه لمواقفه السياسية الرجعية فى قضية الديمقراطية أو تحرر المرأة ، بإثارته للعواطف والاحاسيس الدينية والطائفية ، بمهاجمته للفكر الشيوعي والدول الاشتراكية ... الخ المسألة التى جعلتها تدرك أهمية هذا الاتجاه ( فتصرح له ب ) جريدة اسبوعية فى منتصف 1976 ( لكنها لاتتسامح مع الميول الارهابية كما تجلى – الناشر ) خصوصا بتوجيهها ضربة شديدة للعناصر المتطرقة عقب عملية الفنية العسكرية فى 1974 . ويلاحظ أن الافلاس المزرى حقا الذى تتعرض له البرجوازية البيروقراطية دفعها الى ذلك دفعا حيث كان عام 1976 هو العام السابق للانتفاضة الشعبية فى يناير 1977 ، العام الذى شهد نهوضا طلابيا ملحوظا منسوبا للعامين السابقين له ، نهوض ارتبط بمناهضة اتفاقية سيناء الخيانية ، والتضامن مع ثورة الشعب الفلسطينى التى كانت القوى الانعزالية الاستعمارية قد بدأت فى نصب مشانقها لها متحالفة مع النظام السورى ، وحيث كانت برجوازيتنا مقبلة على انتخابات برلمانها (المهندس) فى هذه اللحظة السياسية القاسية التى شهدت عديدا من التحركات العمالية على رأسها اضراب عمال النقل البرى .
ولقد برهنت الجماعات الاسلامية فى ظل هذا التباين على صحة مراهنة نظام حكم السادات على هذا الحصان الرجعى فى مواجهة الحركة الشعبية وفصيلها الطلابى حيث ضاعفت من نشاطاتها فى الجامعات المختلفة ، ولم تكتف بمجرد الاحجام عن الاستجابة لدعوة الناصريين لهم للمساهمة فى اسبوع الجامعة والمجتمع فى جامعة القاهرة ، بل هاجمت بالمناسبة الشيوعية والناصرية " والافكار الهدامة "....الخ لقد شهد هذا العام تقريبا فتح فروع فى كل كلية من كليات الجامعات المختلفة لهذه الجماعات ، وفتح فروع للجماعات الاسلامية فى الجامعات الاقليمية كقنا وأسوان وسوهاج والمنصورة والزقازيق ، وبدأت بعض الكليات تشهد ممارسة دعوتهم الرجعية للفصل بين الطلبة والطالبات .....

كان الهدف ان تتمكن السلطة من التحكم فى حركة عناصر التنظيمات والجمعيات المتطرفة التى تحاصرها وتضيق الخناق حولها مع توجيه الضربات البوليسية فى اللحظات التى يفلت الخيط من يدها : " ضرب عناصر حزب التحرير الاسلامي ( صالح سرية ) فى 1974 عقب عملية الفنية العسكرية – وضربة التكفير والهجرة ( شكرى) فى منتصف 1977.
ونجحت السلطة فى ذلك بالتقاء موقفها بموقف المعتدلين المؤقتين الذين يرون التعاون فيما اتفقوا عليه مع المتطرفين وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا عليه ( مصطفى مشهور دعوة سبتمبر 1978) . ان سلطة السادات تدرك جيدا انها ازاء سلاح ذو حدين فى اللحظة التى تحقق مقاصدها الطبقية فى مواجهة الحركة الشعبية بكافة السبل المباشر منها وغير المباشر ، من الممكن أن يوجه لصدرها الطعنات ، ولذا عملت فى اللحظة التى غازلت فيها المعتدلين المؤقتين ، عملت على توجيه الضربات وتضييق الحصار على المتطرفين ، وكانت السلطة مطمئنة فى تعاملها مع هذا الاتجاه الرجعى على أن نموه المنتظر فى يدها التحكم فيه ، وان قدرته على الاستقلال عنها ، وفرض شروطه قدره محدوده ، لأنه مازال جنينيا ، فالاخوان المسلمين بشرازمهم الراهنة ما عادوا اخوان الاربعينات بجوالتهم وكشافاتهم وبناهم ، بعد أن سحبت الناصرية البساط من تحت أقدام نموهم بإنجازاتها التقدمية ووجهت لهم ضربات بوليسية شديدة. ورغم أن السلطة كانت ومازالت وستظل تطمع فى التصدى المباشر من هذا الاتجاه بكافة تنظيماته وجماعته الاسلامية الرجعية للحركة الشعبية خصوصا نشاطها الطلابى الثورى ..........................................
وجاءت انتفاضة يناير الشعبية ليهاجموا التخريب والمخربين ولتجد جريدة الانتفاض من يهاجمها من مسجد المدينة الجامعية فى جامعة أسيوط من جانب هذا الاتجاه العفن ، وشهد هذا العام الدراسى 1976/ 1977 اصدار صحافة حائط فى معظم الجامعات الرئيسية تهاجم البلدان الاشتراكية ، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى الذى يستيقظ الرئيس السادات وتغفوا عينيه على مهاجمته ، والتشهير الرخيص به ، وتدعو للفصل بين الطلبة والطالبات ، وتهاجم العهد الناصري ، ومنجزاته التقدمية على وجه الخصوص ، فى اللحظة التى تعقد الحركة الطلابية فى موقع كجامعة اسيوط وعلى بعد 50 مترا من صحافتهم المؤتمر اثر المؤتمر دفاعا عن الثورة الفلسطينية التى تتعرض للذبح على يد القوة الانعزالية التى يسمونها بالنصارى ، وتفضح التزييف الذى تم فى معركة انتخابات مجلس الشعب . لقد كانوا يخشون المرور أمام هذه المؤتمرات لأن هذه القضايا وتحديد موقف منها هو ما سيعرى هويتهم الطبقية الرجعية التى يعملون جاهدين على اخفائها بمداعبة واثارة العواطف والنزعات الدينية والطائفية عند جماهير الطلاب . فافتقاد البرنامج السياسي الواضح لدى هذه الجماعات الرجعية هو احدى خصائصها الاساسية فهم يدركون جيدا أن الجماهير الشعبية لا يمكن أن تتعاطف مع موقفهم المعادى لحريات الجماهير الشعبية حيث يبحثون عن الخليفة ( المستبد العادل) ولا مع موقفهم من القضية الوطنية حيث لا يعترفون بالقضية القومية ، ولا يرون ما يستحق الاحترام والنضال الا الرابطة الدينية !!! وبديهى أن يكونوا مع ايران والسعودية ... الخ من بلدان الحلف الرجعى الاستعمارى المعادى للجماهير ، ولا مع موقفهم المفتقد من قضية تحسين أحوال الجماهير الاقتصادية التى اعتبروا أنها دنيويات لا يجب أن تشغل المسلم الحقيقي ، وتبنوا مواقف الطبقات الحاكمة فى بلادنا ....الخ
ان هذه المواقف والممارسات التى برهنت عبرها الجماعات الاسلامية واتجاهها الدينى الرجعى على صحة مراهنة نظام السادات ، وجدت من النظام الذى يندفع من أزمة الى أزمة أكثر احتداما وتتعثر كل خطواته فى اللحظة التى تتنامى فيها حركة الجماهير الشعبية والتى كانت انتفاضة يناير خطوة بارزة من خطوات هذه الحركة ، ان هذه المواقف والممارسات الرجعية وجدت من النظام أقصى ترحيب وفرضت عليه تطويرها الى الامام فى مواجهة الحركة الشعبية وطليعتها الشيوعية .
ومن بدء العام الدراسى الماضى 1977 – 1978 وجدت الجماعات الاسلامية نفسها أمام اشارة خضراء من النظام للسيطرة على اتحاد الطلاب حيث يعجز حزب النظام وتوابعه عن احتواء الحركة الطلابية ، أو على الأقل التصدى لاتحاد الطلبة ، وحيث تبرهن الحركة الطلابية على قدرتها على معاداة النظام والتصدى لسياساته ، وحيث تبرهن الجماعات الاسلامية فى ذات اللحظة على اندفاعها فى مواجهة الحركة الطلابية بالاشكال غير المباشرة بل والمباشرة، كما شهدت جامعة أسيوط تصدى الجماعات الاسلامية متحالفة مع ادارة الجامعة وأجهزة الشرطة للثوريين فى الجامعة ، بالضرب والبلطجة السافرة ، وخطف صحافة الحائط ، وتقديمها لادارة الجامعة ، وسرقة نظارات بعض الثوريين ، ورفض تسليمها لهم بحجة انها غنائم من الاعداء !! ، ورغم أن الثوريين هم الذين بدأوا المعركة مع هذه الجماعات عبر فضحهم لدور " الاتجاه الدينى الرجعى فى احداث الفتن الطائفية " الا أن الجماعات الدينية التى كانت " تواجه الفكرة الباطلة بشغل الناس بالفكرة الصحيحة" كما نصحهما الامام ..... أصبحت الان تواجه (الفكرة الباطلة) بخطف نظارات الثوريين ، وسرقة صحافة الحائط ، وضرب الوطنيين الديمقراطيين . ان هذا ( الشغل) هوما ينصح به النظام ، حيث لاتهم مرحلة الاعداد ، أو التعريف التى كانت تهم الامام الشهيد فالحركة الشعبية وفصيلها الطلابى هى ما يؤرق ليل السلطة وطواغيتها .
ولقد جاءت سيطرة هذه الجماعات الرجعية على اتحاد الطلاب لتوسع من امكانيات انتشارها حيث تستخدم ميزانية الاتحاد لصالح هذه الدعاية الرجعية وتستخدم منابره وأدواته ونشاطاته لصالحها ، ورغم أن النظام ببعض رجالاته (جامعة الاسكندرية – جامعة المنيا) كان يحاصر ويضايق بشكل واضح عناصر من الجماعات المتطرفة ، ( التكفير فى المنيا والجهاد فى الاسكندرية ) الا أن هذا الحصار لن يحرمه من الاستمتاع بلذه انتشار دعاية رجعية هو فى أشد الحاجة اليها ، ومما له دلالة بالغة أن خطوات الاقتراب وتوثيق العلاقات بين نظام السادات والاتجاه الدينى الرجعى وجماعاته الاسلامية ، التى تتتابع منذ عدة سنوات تتدعم عقب ضربة النظام للتكفير والهجرة ، واعدامه لقيادات هذا النظام لهذا الاتجاه الرجعى ، حيث يوضح ذلك مدى حاجة هذا النظام لهذا الاتجاه الرجعى ، ويشير الى قدرة المتطرفين على الاستقلال ومواجهة النظام بطريقتهم الخاصة ، ويؤكد موقف المعتدلين المؤقتين من ضربه التكفير والهجرة ومدى استعدادهم لخدمة نظام حكم السادات .

ان هذا الدور القذر الذى تلعبه الجماعات الاسلامية فى مواجهة الحركة الشعبية وطليعتها الشيوعية فى جامعاتنا ، وتصديها لمباشرة أعمال الفتن الطائفية والاستمرار بها كما اوضحت فى مقال سابق عن أحداث المدينة الجامعية بأسيوط والمنيا ، عقب هيمنتها على اتحاد الطلاب سيدفع النظام الذى تتردى أحواله لتدعيم علاقاته أكثر بهؤلاء المعتدلين مؤقتاً مستمراً فى حصار المتطرفين . ان هذه الاداة – أقصد اتحاد الطلاب- أداة خطيرة فى يد الجماعات الاسلامية من زاوية قدراتها على تمكينهم من تدعيم فروع فى الجامعات أو الكليات التى يتقلص فيها النشاط الثورى ، أو المعدوم فيها ، وسيمكنهم من التصدى للحركة الطلابية ونسيان مرحلة الاشتغال فى مواقع عديدة ، خصوصاً وأن بلطجتهم تأتى فى لحظة يحاصر فيها النظام الحركة الشعبية عموما ، وفصيلها الطلابى خاصة بكل ما أوتى من قوة، كاشفاً عن الاسنان الحادة للديكتاتورية البوليسية التى كان يحاول اخفائها بديكورات " الانفتاح الديمقراطي" - المسألة التى تفرض على الثوريين أقصى الانتباه ، والتركيز على انتزاع الحركة الطلابية هذه الاداة من أيديهم القذرة الرجعية خصوصا وان استخدامهم لها يثير تناقضات محددة ويبرز مشاكل فى مواجهتهم ، فهو يوسع من دائرة المعادين لهم ( أصحاب الهوايات من الفنانين ، والرياضيين وجمهور الحفلات والمباريات بشكل عام والرحلات حيث يرفضون اقامة حفلات اللهم الا الحفلات الدينية والرجعية ، ويثير استخدامهم لميزانية الاتحاد لاغراض الجماعة ، سخط واستياء الكثير من الطلاب اللذين يرون "جحا أولى بلحم ثورة" خصوصا الطلاب المسيحيين الذين تستخدم أموالهم ضدهم .
الثوريون والجماعات الاسلامية :
ان كعب أخيل هذه الجماعات وفكرها الرجعى المغلق هو الكشف عن هويتها السياسية الرجعية ، من تحرير المرأة ، ومن قضية الديمقراطية ، والقضية الوطنية كما أشرت ،وتوضيح أن أهدافا طبقية يخدمونها باثارة الفتن الطائفية واشغال الجماهير وتلهيتها عن قضاياها المصيرية ، ان هذا الكعب الذى فيه مقتلها هو ما كانت الجماعات الاسلامية ، وستظل حريصة على اخفائه ، والادعاء بأنهم مجرد جماعة دينية خيرية ....الخ .
ان دعايتهم السلبية فى قضايا أساسية ، وعجزهم عن ابراز موقف من هذه القضايا هى ما يجب التركيز على توضيحة ، والمسألة الاساسية هى ادراك ان هذه الجماعات تعتمد على الحس الدينى عند جماهير المسلمين ، بل والطائفى خصوصا فى المناطق المتخلفة كالصعيد ، الامر الذى يجب وضعه فى الاعتبار . ان الجماهير خصوصا عير ممارسات السنوات السابقة تعرف اننا شيوعيون ، وان الجماعات الاسلامية جماعات دينية خيرية ، رغم أن سيطرتهم على الاتحاد الطلابى، وتصديهم للثوريين مهما كانت دعايتهم كاذبة قد فضحتهم ، أو بتعبير أكثر دقة وفرت الفرصة أمام فضحهم من جانب الثوريين ، وتعرية الغلالات الدينية التى أصبحت رقيقة جدا التى يغطون بها كعب أخيل عندهم . وباختصار علينا أن نجعل من تحديد هويتهم السياسية الرجعية نقطة تحريضنا المركزية فهذا ما سيقشع الاوهام التى ولدتها فترات النمو الهادئ ومرحلة الدعوة خلال الاعوام الاولى لممارساتهم عند قطاعات واسعة من الجماهير . هذا ما سيشل يدهم عن استغلال أية عواطف دينية ، أو حس طائفى . فلايمكننا تجاهلهم عند الجماهير ، خصوصا عند أبناء المناطق المتخلفة ، والطلاب الريفيين . ويتطلب ذلك منا عدم طرح المسألة الدينية خارج المجال السياسي والاجتماعي ، ويتطلب أيضاً التخلى عن أية ممارسات استفزازية من جانب الثوريين لن تمكننا من عزل خطهم الفكرى عن جماهيرهم وقواعدهم أيضاً فى بعض الاحوال .
ونحذر أيضاً من الخضوع لابتزاز هذه الجماعات باتهامنا " بالالحاد " أو الوقوع فى مفاهيم الخطوط التحريفية التى " تملك مفهوما متطورا عن الدين " ، فنحن حزب العمال الشيوعي المصرى حزب سياسى لاحزب دينى ،وتقييمنا يتم على أساس من تقييم برنامجنا السياسي الذى هو معيار الاساس لتقييم أى حزب سياسى .
ونحذر أيضاً من التصدى لهذه الجماعات بعيدا عن الجماهير أى بأجسادنا ، فهذه ليست أقل من مفاهيم حلقية شديدة البؤس ، علينا أن نبتعد عنها بحزم ونحذر من محاولة هذه الجماعات جرنا اليها .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...
- سلطة البورجوازية البيروقراطية فى مصر واشباح الانتفاضة الشعبي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وذكرى انتفاضة 18 - 19 يناير 1977 و ...
- 10 اعوام من النضال الثورى المتواصل 8 ديسمبر 1969 - 8 ديسمبر ...
- الفهم الثورى لقضية وحدة الشيوعيين في مصر - حزب العمال الشيوع ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى مرآة الصحافة البورجوازية والتحر ...
- نقد مسألة التحالفات من منظور حزب العمال الشيوعى المصرى
- موقف من وحدة الحركة الشيوعية المصرية - حزب العمال الشيوعى ال ...
- الإنتفاض جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – طبعة الخارج الثل ...
- موقف من وجهة النظر القائلة بسلطة البورجوازية الصغيرة فى مصر ...
- موقف من مهمات النضال الفلسطينى - شيوعى مصرى - حزب العمال الش ...
- فى ذكرى تأسيس حزب العمال الشيوعى المصرى - 8 ديسمبر 1969
- الاتحاد السوفييتى فى مرآة الدستور الجديد - ليون تروتسكى
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية الجديد - ليون تر ...
- المادية التاريخية - نقد المفهوم الاورثوذكسي - جورج لارين


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية