|
حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزيف ف . ستالين - القسمان الاول والثانى
سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 21:28
المحور:
الارشيف الماركسي
حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزيف ف . ستالين )يحيى كل الحاضرين ظهور الرفيق ستالين على المنصة بهتافات عالية متصلة . يقف الجميع . تسمع هتافات من كل انحاء القاعة : " هوراه للرفيق ستالين ! " " عاش الرفيق ستالين !" "عاش ستالين العظيم !""هوراه للعبقرى العظيم ، الرفيق ستالين!" " عاش " " الجبهة الحمراء" "هوراه للرفيق ستالين !" ) 1 – تشكيل لجنة الدستور ومهامها ايها الرفاق ، تشكلت لجنة الدستور التى سلمت مسودتها للنظر فيها من قبل المؤتمر الحالى ، كما تعرفون ، بقرار خاص من المؤتمر السابع لسوفييتات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية . وقد تم تبنى القرار فى 6 فبراير ، 1935 . وينص على : "1 . تعديل دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية فى اتجاه : "أ) مزيد من مقرطة النظام الانتخابى باستبدال حق الانتخاب غير المتساوى بحق الانتخاب المتساوى ، والانتخابات غير المباشرة بالانتخابات المباشرة ، والتصويت العلنى بالتصويت السرى ، "ب) طرح تعريف اكثر دقة للاساس الاقتصادى والاجتماعى للدستور بجعل الدستور يتسق مع علاقات القوى الطبقية الراهنة فى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية حيث جرى ( انشاء صناعة اشتراكية جديدة ، والقضاء على طبقة الكولاك ، ونجاح نظام المزارع الجماعية ، وتعزيز الملكية الاشتراكية بوصفها اساس المجتمع السوفييتى ، وما الى ذلك ) . "2 . ان يوجه اللجنة التنفيذية المركزية لاتحادالجمهوريات الاشتراكية السوفييتية ان تنتخب لجنة دستور التى سوف توجه الى ان تصيغ نصا معدلا للدستور وفقا للمبادئ المشار اليها فى المادة 1 ، وان تسلمه للمصادقة عليه فى دورة انعقاد اللجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية . "3 . ان تخاض الانتخابات العادية المقبلة لاجهزة الحكومة السوفييتية فى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية وفق النظام الانتخابى الجديد ." كان هذا فى 6 فبراير 1935 . فى اليوم التالى على تبنى هذا القرار ، اى ، 7 فبراير 1935 انعقدت الدورة الاولى للجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية ، والتقت تنفيذا لقرار المؤتمر السابع للسوفييتات فى إ.ج.إ.س ، وشكلت لجنة دستور تضم 31 شخصا . واعطت توجيهاتها للجنة الدستور بأن تجهز مسودة لدستور معدل فى إ.ج.إ.س. كانت هذه هى الاسس الشكلية والتعليمات التى صدرت عن الهيئة العليا فى إ.ج.إ.س . التى كان على عمل لجنة الدستور ان ينطلق منها . وهكذا كان على لجنة الدستور ان تدخل تغييرات على الدستور النافذ الآن ، الذى تبنيناه فى 1924 ، واضعين فى اعتبارنا التغييرات باتجاه الاشتراكية التى ظهرت فى حياة إ.ج.إ.س . فى الفترة من 1924حتى اليوم . 2 . التغييرات الحاصلة فى حياة إ.ج.إ.س . فى الفترة من 1924 حتى 1936 ماهى التغييرات الحاصلة فى حياة إ.ج.إ. س. التى ظهرت فى الفترة من 1924حتى 1936 والتى كان على لجنة الدستور ان تعكسها فى مسودة الدستور ؟ ماهو جوهر هذه التغييرات ؟ ماذا كان الوضع فى 1924 ؟ كانت هذه هى الفترة الاولى من السياسة الاقتصادية الجديدة ، حينما سمحت الحكومة السوفييتية بدرجة معينة من احياء الراسمالية بينما تتخذ كل الاجراءات لتطوير الاشتراكية ، حينما قدرت ان تؤمن ، فى سياق المنافسة بين النظامين الاقتصاديين – النظام الرأسمالى والنظام الاشتراكى – تفوق النظام الاشتراكى على النظام الراسمالى . كانت المهمة هى تعزيز موقع الاشتراكية فى سياق هذه المنافسة ، لتحقيق القضاء على العناصر الرأسمالية ولاستكمال انتصار الاشتراكية بوصفها النظام الاساسي للاقتصاد القومى . ان صناعتنا ، خاصة الصناعة الثقيلة ، قدمت صورة مزرية فى هذا الوقت . ومن الحقيقى انها قد استعيدت تدريجيا ، ولكنها لم ترفع مخرجاتها بعد لاى درجة تقارب مستوى ماقبل الحرب . لقد كانت مؤسسة على التقنية القديمة ، المتخلفة ، غير الكافية . وقد كانت تتطور باتجاه الاشتراكية . مثل القطاع الاشتراكى من صناعتنا فى هذا الوقت حوالى 80 فى المائة من اجماليها . ولكن مايزال القطاع الراسمالى يسيطر على مالا يقل عن 20 فى المائة من الصناعة . قدمت زراعتنا صورة اكثر بشاعة .من الحقيقي ان طبقة ملاك الارض قد قضى عليها ، ولكن من ناحية اخرى ، الطبقة الراسمالية الزراعية ، طبقة الكولاك ، مازالت تمثل قوة معتبرة لحد بعيد . واجمالا ، تشبه الزراعة فى هذا الوقت محيطا لاحد له من مزارع الفلاحين الصغار الافراد ذات ادوات فنية قروسطية متخلفة . يوجد فى هذا المحيط فى شكل جزر ونقاط صغيرة معزولة ، مزارع جماعية ، ومزارع دولة ، وهى اذا ماتحرينا الدقة ، لم تكن بعد ذات دلالة معتبرة فى اقتصادنا القومى . كانت المزارع الجماعية ومزارع الدولة ضعيفة ، بينما كان الكولاك قويا . لم نتحدث فى هذا الوقت عن القضاء على الكولاك ، وانما على تقييدهم . ونفس الشئ لابد من قوله عن تجارة البلاد . مثل القطاع الاشتراكى فى البلاد حوالى 50 الى 60 بالمائة ، لااكثر ، بينما احتل كل بقية المجال التجار ، والمتاجرين الخاصين الآخرين . هكذا كانت الحياة الاقتصادية فى بلادنا فى 1924 . ماهو الوضع الآن فى 1936 ؟ كنا فى هذا الوقت فى المرحلة الاولى من السياسة الاقتصادية الجديدة ، اى بدايات النيب ( س.إ.ج ) ، الفترة التى شهدت قدرا معينا من احياء الراسمالية ، الآن ، على اى حال ، نحن فى آخر مراحل النيب ، نهاية النيب ، فترة التصفية الكاملة للراسمالية فى كل مجالات الاقتصاد القومى . خذوا الحقيقة التى يتعين ان نبدأ بها ،خلال هذه الفترة نمت صناعتنا وباتت قوة عملاقة . الآن لايمكن ان نصفها بأنها ضعيفة او سيئة التجهيز . على النقيض، انها مؤسسة الان على ادوات فنية جديدة ، غنية ، حديثة ، مع صناعة ثقيلة متطورة قوية ، وحتى صناعة بناء آلات اكثر تطورا . ولكن اكثر الاشياء اهمية هو ان الراسمالية قد اختفت كلية من مجال صناعتنا ، بينما يتحكم شكل الانتاج الاشتراكى وحده فى مجال صناعتنا . الواقع ان حجم مخرجات صناعتنا الاشتراكية الراهن يتجاوز صناعة ماقبل الحرب بسبعة اضعاف الامر الذى لايمكن ان نعتبره تفصيلا لاشأن له . فى مجال الزراعة ، بدلا من محيط المزارع الفلاحية الصغيرة الفردية ، بادواتها البائسة فنيا ، مع نفوذ الكولاك القوى ، لدينا الآن ميكنة الانتاج ، وقمنا على نطاق اكبر مما فى اى مكان آخر فى العالم بالعمل بادوات فنية حديثة ، فى شكل نظام شامل من المزارع الجماعية ومزارع الدولة . كل واحد يعلم ان طبقة الكولاك فى الزراعة قد قضى عليها ، بينما قطاع المزارع الفلاحية الصغيرة الفردية ، بادواتها الفنية القروسطية المتخلفة ، تشغل الان مكانا ضئيلا ، وحصتها فى الزراعة فيما يخص مجال المحاصيل لايبلغ اكثر من اثنين او ثلاثة بالمائة . لاينبغى ان نتغاضى عن حقيقة ان المزارع الجماعية الآن رهن تصرفها 316000 تراكتور بطاقة اجمالية قدرها 5700000 حصان ، ومع مزارع الدولة الجماعية ، زيادة على 400000 تراكتور بطاقة اجمالية 7580000 حصان . اما بالنسبة لتجارة البلاد ، فإن التجار والمضاربين قد قضى عليهم تماما فى هذا المجال . التجارة كلها الان فى يد الدولة ، الجمعيات التعاونية ، والمزارع الجماعية . تجارة سوفييتية جديدة – تجارة بلامضاربين ، تجارة بدون راسماليين – قد قامت وتطورت . وهكذا بات الانتصار الكامل للنظام الاشتراكى فى كل مجالات الاقتصاد القومى حقيقة . وماذا يعنى هذا ؟ هذا يعنى ان استغلال الانسان للانسان قد قضى عليه ، وازيل بينما الملكية الاشتراكية لتطبيقات وادوات الانتاج قد تأسست بوصفها اساسا لايمكن زعزعته للمجتمع السوفييتى . ( تصفيق متواصل .) ونتيجة لكل هذه التغيرات فى مجال الاقتصاد القومى فى ا.ج.إ.س لدينا الان اقتصاد اشتراكى جديد ، لايعرف الازمات ولا البطالة ، ولايعرف الفقر ولا الخراب ، الذى يقدم لمواطنينا كل فرصة لأن يحيوا حياة مزدهرة ومثقفة . هذه هى بصفة اساسية ، التغيرات التى جرت فى مجال اقتصادنا خلال الفترة من 1924 الى 1936 . واتساقا مع هذه التغيرات فى الحياة الاقتصادية فى إ.ج.إ.س ، تغيرت ايضا البنية الطبقية لمجتمعنا . لقد ازيلت ، كما تعرفون ، طبقة ملاك الارض نتيجة للنهاية المنتصرة للحرب الاهلية . اما بالنسبة للطبقات الاستغلالية الاخرى ، فقد شاركت مصير طبقة ملاك الارض . كما كفت الطبقة الراسمالية فى الصناعة عن الوجود . وكفت طبقة الكولاك فى مجال الزراعة عن الوجود . وكف التجار والمضاربون فى مجال التجارة عن الوجود . وهكذا قضى على كل الطبقات المستغلة . وتبقى هناك الطبقة العاملة . وتبقى هناك طبقة الفلاحين . وتبقى هناك الانتليجنسيا . ولكن سوف يكون من الخطأ ان نفكر ان هذه الجماعات الاجتماعية لم تتعرض لتغيرات خلال هذه الفترة ، وكأنها بقيت على حالها كما كانت ، فلنقل ، فى فترة الراسمالية . خذ على سبيل المثال ، الطبقة العاملة فى إ.ج.إ.س . بقوة العادة ، نسميها غالبا البروليتاريا . ولكن ماهى البروليتاريا ؟ البروليتاريا هى طبقة محرومة من ادوات ووسائل الانتاج ، فى ظل نظام اقتصادى تكون فيه ادوات ووسائل الانتاج ملكا للراسماليين حيث يستغل الراسماليون البروليتاريا . البروليتاريا هى طبقة يستغلها الراسماليون . ولكن فى بلادنا ، كما تعلمون ، قد قضى على الطبقة الراسمالية بالفعل وصودرت ادوات ووسائل الانتاج من الراسماليين ونقلت الى الدولة ، التى تمثل الطبقة العاملة قوتها القائدة . ونتيجة لذلك ، فان طبقتنا العاملة ، بعيدة عن ان تكون محرومة من ادوات ووسائل الانتاج ، وعلى النقيض فهى تملكها بشكل مشترك مع كل الشعب . وحيث انها تملكها ، وقد قضى على الطبقة الراسمالية ، فقد استبعد اى امكان لاستغلالها . حيث ان هذا هو الحال ، هل يمكن ان تسمى طبقتنا العاملة بروليتاريا ؟ من الواضح ، انه من غير الممكن . قال ماركس انه اذا كان على البروليتاريا ان تحرر نفسها ، فعليها ان تسحق الطبقة الراسمالية ، وان تنتزع ادوات ووسائل الانتاج من يد الراسماليين ، وان تزيل شروط الانتاج التى تخلق البروليتاريا . الا يمكن القول بأن الطبقة العاملة فى إ.ج.إ.س قد حققت هذه الشروط من اجل تحررها ؟ بلاجدال يمكن ولابد ان يقال هذا . ولكن ماذا يعنى هذا ؟ يعنى هذا ان بروليتاريا إ.ج.إ.س قد تحولت كلية الى طبقة جديدة ، الى الطبقة العاملة فى إ.ج.إ.س التى قضت على النظام الاقتصادى الراسمالى ، التى اسست الملكية الاشتراكية لادوات ووسائل الانتاج وتقود المجتمع السوفييتى على طريق الشيوعية . وكما ترون ، فإن الطبقة العاملة فى ا.ج.ا.س هى طبقة عاملة جديدة كلية ، طبقة عاملة تحررت من الاستغلال ، لم يعرف التاريخ مثلها من قبل . دعونا نتوجه لمسألة الفلاحين . من المعتاد ان يقال ان الفلاحين طبقة من صغار المنتجين ، واعضاءها متذررون ، منتشرون على وجه الارض يكدحون فى عزلة فى مزارعهم الصغيرة بادواتهم الفنية المتخلفة ، وانهم عبيد الملكية الخاصة ومستغلون من ملاك الارض دون عواقب ، ومن الكولاك ، والتجار، والمضاربون ، والمرابون ، ومن ماثلهم . وبالفعل ، ففى البلدان الراسمالية فإن الطبقة الفلاحية ، اذا تناولنااها فى عمومها ، هى طبقة كذلك بالفعل . هل يمكن ان يقال ان طبقتنا الفلاحية اليوم ، الفلاحين السوفييت ، مأخوذون فى جملتهم يشبهون تلك الطبقة الفلاحية ؟ لا ، لايمكن ان يقال ذلك . لم تعد هناك فى بلادنا طبقة بهذا الشكل . طبقتنا الفلاحية السوفييتية هى طبقة فلاحية جديدة كليا . لم يعد هناك فى بلادنا ملاك ارض او كولاك ، تجار ومرابون ممن يمكن ان يستغلوا الفلاحين . وعلى ذلك ، فإن طبقتنا الفلاحية هى طبقة تحررت من الاستغلال . اضف الى ذلك ، فطبقتنا الفلاحية السوفييتية ،باغلبيتها الساحقة ، هى طبقة فلاحية ذات مزارع جماعية ، اى ، انها تؤسس عملها وثروتها ليس على العمل الفردى وعلى الادوات الفنية المتخلفة ، وانما على العمل الجماعى وعلى ادوات حديثة . واخيرا ، فاقتصاد فلاحينا مؤسس ، ليس على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وانما على الملكية الجماعية ، التى نمت على اساس العمل الجماعى . كما ترون ، فإن الطبقة الفلاحية هى طبقة فلاحية جديدة كليا . لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلا . واخيرا ، دعونا نتوجه لمسألة الانتليجنسيا ، لمسألة المهندسين والفنيين ، للعاملين على الجبهة الثقافية ، للموظفين بصفة عامة ، وماالى ذلك . تعرضت الانتيليجنسيا ايضا لتغيرات كبرى خلال هذه الفترة فلم تعد الانتيليجنسيا القديمة المحافظة التى حاولت ان تضع نفسها فوق الطبقات ، والتى كانت بالفعل ، فى قسمها الغالب ، قد خدمت كبار الملاك والراسماليين .ان الانتيليجنسيا السوفييتية هى انتيليجنسيا جديدة كليا . مرتبطة فى اعمق جذورها بالطبقة العاملة وبالفلاحين . فى المحل الاول فقد تغير تركيب الانتليجنسيا حيث لايشكل الناس الآتون من الارستقراطية والبورجوازية الا نسبة ضئيلة من الانتليجينسيا السوفييتية ، من 80 الى 90 فى المائة من الانتليجينسيا هم اناس اتوا من الطبقة العاملة ، ومن الفلاحين ، او من فئات اخرى من السكان الكادحين . واخيرا ، فإن انشطة الانتليجنسيا ذاتها قد تغيرت . كان عليها قبلا ان تخدم الطبقات الثرية ، فلم يكن لديها بديل . اليوم لابد وان تخدم الشعب ، لأنه لم يعد هناك اى طبقات مستغلة . ولهذا السبب تحديدا فهى عضو متساو فى المجتمع السوفييتى ، الذى تقف فيه جنبا الى جنب مع العمال والفلاحين ، متعاونة معهم ، ومنخرطة فى بناء مجتمع اشتراكى لاطبقى جديد . كما ترون ، فان هذه انتليجنسيا عاملة جديدة كليا ، لن تجدوا لها مثيلا فى اى بلد آخر من بلدان الارض . هذه هى التغيرات التى جرت خلال هذه الفترة بصدد البنية الطبقية للمجتمع السوفييتى . علام تدل هذه التغيرات ؟ اولا ، تدل على ان الخطوط الفاصلة بين الطبقة العاملة والفلاحين والانتليجينسيا قد محيت ، وان الحصرية الطبقية القديمة تختفى . وهذا يعنى ان المسافة بين الجماعات الاجتماعية تتلاشى بثبات . ثانيا ، وهى تدل على ان التناقضات الاقتصادية بين الجماعات الاجتماعية تنحل وتنمحى . واخيرا تعنى ان التناقضات السياسية بينها هى ايضا تنحل وتنمحى . هذا هو الوضع بشأن التغيرات فى البنية الطبقية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية . ان صورة التغيرات فى الحياة الاجتماعية فى ا.ج.ا.س لن تكتمل اذا لم نقل بضع كلمات عن التغيرات فى مجال آخر ايضا . مايحضرنى هو مجال العلاقات القومية فى ا.ج.ا.س . كما تعلمون ، هناك حوالى ستين امة داخل الاتحاد السوفييتى ، مجموعات قومية ، وقوميات . الدولة السوفييتية دولة متعددة القوميات . ومن الجلى ، فإن مسألة العلاقات بين شعوب ا.ج.ا.س لايمكن الا ان تكون ذات اهمية اولى بالنسبة لنا . تشكل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية كما تعلمون فى 1922 ، فى المؤتمر الاول لسوفييتات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية . وقد تشكل على اساس المساواة والانتساب الطوعى لشعوب ا.ج.ا.س . الدستور القائم الآن ، جرى تبنيه عام 1924 ، وقد كان اول دستور لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية . لقد كانت هذه هى الفترة التى لم تكن فيها العلاقات بين الشعوب قد استقرت بشكل سليم ، حينما كانت بقايا عدم الثقة نحو الروس الكبار قائمة ولم تختف بعد ، وحينما كانت القوى الطاردة مازالت فعالة . كان من الضرورى فى ظل هذه الظروف ان نقيم تعاونا اخويا بين الشعوب على اساس المساعدة المتبادلة اقتصاديا ، وسياسيا ، وعسكريا موحدين اياهم فى دولة فيدرالية موحدة متعددة القوميات . ولم يكن بمقدور الحكومة السوفييتية الاتدرك صعوبة هذه المهمة . لقد كان امامها التجارب غير الناجحة للدول متعددة القومية فى البلدان البورجوازية . لقد كان امامها تجربة النمسا – المجر القديمة ، التى انتهت الى الاخفاق . مع ذلك ، فقد قررت ان تقوم بتجربة انشاء دولة متعددة القومية ، لانها عرفت ان دولة متعددة القومية قامت على اساس الاشتراكية لابد وان تصمد امام كل واى اختبار . لقد مضى اربعة عشر عاما منذ هذا الوقت . وهى فترة طويلة بمايكفى لاختبار التجربة ؟ لقد اظهرت هذه الفترة بما لايدع مجالا للشك ان تجربة تكوين دولة متعددة القومية قائمة على الاشتراكية كانت ناجحة تماما .هذا هو الانتصار الموثوق فيه للسياسة القومية اللينينية . ( تصفيق متصل ) كيف يمكن ان نفسر هذا الانتصار ؟ ان غياب الطبقات المستغلة ، وهى المنظمة الرئيسية للمعاناة بين الامم ، غياب الاستغلال ، الذى يزرع عدم الثقة المتبادلة ويشعل الانفعالات القومية ، حقيقة ان السلطة فى يد الطبقة العاملة وهى خصم كل استعباد والحامل الحقيقى لافكار الاممية ، الممارسة الفعلية للعون المتبادل بين الشعوب فى كل المجالات الاقتصادية والحياة الاجتماعية ، واخيرا، الثقافة القومية المزدهرة لشعوب اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية ، الثقافة القومية فى الشكل والاشتراكية فى المضمون – كل هذه والعوامل المشابهة قد احدثت تغييرا راديكاليا فى مظاهر شعوب ا.ج.ا.س . ، واختفى شعورهم بانعدام الثقة المتبادلة ، وتطور بينهم شعور بالثقة المتبادلة ، وهكذا تأسس تعاون اخوى حقيقى بين الشعوب ضمن نظام دولة اتحادية مفردة . نتيجة لذلك ، لدينا الان دولة اشتراكية كاملة التكوين وقد تشكلت ، وصمدت لكل الاختبارات ، والتى يمكن لاى دولة قومية فى اى جزء من العالم ان تحسدها على استقرارها . ( تصفيق حاد ) . هذه هى التغيرات التى جرت خلال هذه الفترة فى مجال العلاقات القومية فى ا.ج.ا.س . هذا هو اجمالى التغيرات التى جرت فى مجال الحياة الاقتصادية والسياسية – الاجتماعية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية من 1924 حتى 1936 . يتبع
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية الجديد - ليون تر
...
-
المادية التاريخية - نقد المفهوم الاورثوذكسي - جورج لارين
-
الدستور السوفييتى عام 1918 ( مقتطف ) ف . ا . لينين
-
احتجاج الشعب الفنلندى ف . إ . لينين
-
حول جوهر الدساتير – بقلم فرديناند لاسال ( خطاب القى
...
-
نقد التحليل البنيوى للاسطورة - سايمون كلارك
-
اطروحات حول الثورة والثورة المضادة - ليون تروتسكى (1926 )
-
البورجوازية والثورة المضادة - ف إ . لينين
-
البورجوازية والثورة المضادة - 4 – 4 كارل ماركس
-
البورجوازية والثورة المضادة - 3 - 4 كارل ماركس
-
البورجوازية والثورة المضادة - 2 - 4 كارل ماركس
-
حول ديباجة الخطاب الدستورى السلطوى
-
البورجوازية والثورة المضادة - 1 - 4 كارل ماركس
-
البلاشفة والاسلام - الشيوعية الاسلامية بقلم جيرى بيرن - القس
...
-
البلاشفة والاسلام بقلم جيرى بيرن - القسم الثانى
-
البلاشفة والاسلام - بقلم جيرى بيرن - القسم الاول
-
هل الحركات الاسلامية قوة مناهضة للامبريالية ؟ صادر عن عصبة ا
...
-
ضد الاخوان المسلمين بقلم تونى كليف
-
لم يتعين على الماركسيين الثوريين الا يدعموا الاصوليين الاسلا
...
-
لم يتعين على الماركسيين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بق
...
المزيد.....
-
غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل
...
-
النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
-
احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع
...
-
بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي
...
-
المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
-
المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو
...
-
“أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي
-
“المهن الطبية” يرفض قانون الإيجار القديم
-
تيسير خالد : يسرائيل كاتس يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة ا
...
-
العدد 611 من جريدة النهج الديمقراطي
المزيد.....
-
حول أهمية المادية المكافحة
/ فلاديمير لينين
-
مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي
...
/ أحمد الجوهري
-
وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا-
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الثقافة والاشتراكية
/ ليون تروتسكي
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
المزيد.....
|