أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - اطروحات حول الثورة والثورة المضادة - ليون تروتسكى (1926 )















المزيد.....

اطروحات حول الثورة والثورة المضادة - ليون تروتسكى (1926 )


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 22:31
المحور: الارشيف الماركسي
    


ِ اطروحات حول الثورة والثورة المضادة - ليون تروتسكى
(1926 )
1 – دائما مااعقب الثورات فى التاريخ الثورات المضادة . ودائما مااعادت الثورات المضادة المجتمع الى الخلف ، لكنها لم تعده ابدا الى الخلف قبل نقطة انطلاق الثورة . ان تعاقب الثورة والثورة المضادة هو نتاج لخصائص جوهرية معينة لآليات المجتمع الطبقى ، وهو المجتمع الوحيد الذى تكون فيه الثورات والثورات المضادة ممكنة .
2 – الثورة مستحيلة بدون مشاركة الجماهير . وهذه المشاركة ممكنة بدورها حينما تربط الجماهير المقهورة آمالها فى مستقبل افضل بفكرة الثورة . وبمعنى معين فإن الامال التى تولدها الثورة يبالغ فيها . ويرجع ذلك لآليات المجتمع الطبقى ، حيث المأزق الفظيع للأغلبية الساحقة من جمهور السكان ، والحاجة الموضوعية لتركيز اعظم الامال والجهود من اجل تأمين حتى اشد درجات التقدم تواضعا ، وماالى ذلك .
3 – ولكن تتمخض عن هذه الاوضاع نفسها واحدة من اشد عناصر الثورة المضادة اهمية – واشدها شيوعا . وهى انه لاتتطابق الانتصارات التى تحققت فى النضال ، وفى طبيعة الاشياء لايمكن ان تتطابق مباشرة ، مع توقعات الجماهير المتخلفة العريضة التى استيقظت للمرة الاولى فى مجرى الثورة . ان خيبة امل هذه الجماهير ، وعودتها الى الروتين والعادية ، يمثل جزءا لايتجزأ من الفترة مابعد الثورية مثله مثل الدخول فى معسكر " القانون والنظام " بالنسبة للطبقات او شرائح الطبقات " الراضية " التى شاركت فى الثورة .
4 – يرتبط بتلك السيرورات بشكل وثيق ، سيرورات موازية ، ذات طبيعة مختلفة ، ولدرجة كبيرة ، لها طابع مضاد فى معسكر الطبقات الحاكمة . يخل استيقاظ الجماهير المتخلفة العريضة بالتوازن المعتاد للطبقات الحاكمة ، ويحرمها من الدعم المباشر وكذلك من الثقة ، ومن ثم يمكن الثورة من ان تستولى على ماهو اكبر من ان تستطيع فيما بعد ان تسيطر عليه .
5 - ان خيبة امل قسم معتبر من الجماهير المضطهدة فى الانتصارات المباشرة للثورة و – يرتبط بذلك مباشرة - تدهور الطاقة السياسية ، ونشاط الطبقة الثورية يعيد احياء الثقة وسط الطبقات المعادية للثورة – بين كل من هذه التى اطاحت بها الثورة لكنها لم تتحطم تماما ، وكذلك وسط تلك التى ساعدت الثورة فى مرحلة معينة ، لكنها طرحت خلفا فى معسكر الرجعية بمقتضى التطور اللاحق للثورة (...)
6 – سوف يكون من الخطأ تجاهل حقيقة ان البروليتاريا اليوم ( 1926 ) هى اقل استقبالا لحد بعيد للمنظورات الثورية وللتعميمات العريضة مقارنة بما كانته خلال ثورة اكتوبر اوالسنوات القليلة اللاحقة .
لايمكن للحزب الثورى ان يكيف نفسه بسلبية لكل تحول فى مزاج الجماهير . لكن عليه من ناحية اخرى الا يتجاهل التغيرات التى تنتجها الاسباب التاريخية العميقة .
7 – ان ثورة اكتوبر ، ولمدى ابعد من اى ثورة فى التاريخ ، قد اثارت اعظم الامال والعواطف لدى الجماهير الشعبية ، وقبل اى شئ ، لدى الجماهير البروليتارية .
بعد المعاناة الشديدة لفترة 1917 – 21 ، حسنت الجماهير البروليتارية اوضاعها لحد بعيد . وهم يقدرون هذا التحسن ، آملين فى تطوره اللاحق . ولكن اظهرت تجربتهم فى نفس الوقت التدرج الشديد لهذا التحسن الذى اعادهم الان فقط لمستوى معيشة ماقبل الحرب . وهذه التجربة لها دلالة لاتقدر لدى الجماهير ، وخاصة لدى الجيل الاقدم . لقد باتوا اكثر حذرا ، اكثر شكا ، اقل استجابة مباشرة للشعارات الثورية ، واقل استجابة للتعميمات الكبرى . هذه الامزجة التى تكشفت بعد محن الحرب الاهلية وبعد نجاحات الاحياء الاقتصادى والتى لم تنجز بعد بالتحولات الجديدة للقوى الطبقية – تؤلف هذه الامزجة الخلفية السياسية الاساسية لحياة الحزب . هذه هى الامزجة التى تستند اليها البيروقراطية – بوصفها عاملا ل " النظام والقانون " و " الهدوء " . ان محاولة المعارضة طرح مسائل جديدة امام الحزب تضادت معها هذه الامزجة تحديدا .
8 – ان الجيل الاقدم من الطبقة العاملة ، الذى قام بثورتين ، اوقام بالاخيرة ، بدءا بعام 1917 ، هو الآن متوتر ، ومجهد ، ويخشى الى حد بعيد ، من كل الانفجارات المرتبطة بمنظورات الحرب ، والخراب ، والمجاعة ، والاوبئة ، وماالى ذلك .
لقد اصطنعوا غولا من نظرية الثورة الدائمة وتحديدابهدف استغلال سيكولوجية قسم معتبر من العمال ، الذين ليسوا محترفين على الاطلاق ، بعد ان فقدوا لياقتهم وباتوا اصحاب عائلات . ان طبعة النظرية التى توظف من اجل هذا ، ليست بالطبع بأى حال ذات صلة بالجدالات القديمة التى احيلت منذ زمن طويل للارشيف ، وانما ترفع ببساطة شبح انفجارات جديدة – " غزوات " بطولية ، انتهاكات ل" القانون والنظام " ، تهديد لانجازات فترة اعادة البناء ، فترة جديدة من الجهود والتضحيات العظيمة . ان اصطناع غول من نظرية الثورة الدائمة هو ، فى الجوهر ، مضاربة على مزاج البعض فى الطبقة العاملة ، بمن فيهم اعضاء الحزب ، الذين اصبحوا ، بدناء انيقين وشبه محافظين .
9 – ان الجيل الجديد ، الذى يكبر الآن ، يفتقر لتجربة الصراع الطبقى والمزاج الثورى الضرورى . وهو لايبحث ويكتشف بنفسه ، كما فعل الجيل الاسبق ، وانما يسقط مباشرة فى محيط اشد الاحزاب والمؤسسات الحكومية قوة ، التقليد الحزبى ، السلطة ، الانضباط ، الخ ويجعل هذا فى الوقت الحالى الامر اشد صعوبة بالنسبة لجيل الشباب فى الحزب حتى يلعب دورا مستقلا . وتكتسب مسألة التوجه الصائب للجيل الشاب فى الحزب وفى الطبقة العاملة اهمية قصوى .
10 – بموازاة السيرورات السابقة التى اشرنا اليها ، فقد كان هناك نمو متطرف فى الدور الذى لعبته داخل الحزب وجهاز الدولة فئة خاصة من البلاشفة القدامى ، الذين كانوا اعضاء او عملوا بنشاط فى الحزب خلال فترة 1905 ، والذين تركوا الحزب بعدئذ فى فترة الرجعية ، وتكيفوا مع النظام البورجوازى ، وشغلوا مناصب بارزة فيه الى هذا الحد او ذاك ، الذين كانوا من انصار النزعة الدفاعية ، مثل كل الانتليجنسيا البورجوازية ، والذين دفعوا مع الاخيرين الى الامام فى ثورة فبراير ( التى لم يحلموا بها حتى فى بداية الحرب ) ، والذين كانوا خصوما عنيدين للبرنامج اللينينى ولثورة اكتوبر ، غير انهم عادوا الى الحزب بعد ان تأمن الانتصار ، او بعد استقرار النظام الجديد ، حوالى الوقت الذى اوقفت فيه الانتليجنسيا البورجوازية تخريبها . هذه العناصر ... هى بالطبع عناصر من طراز محافظ . وهم بصفة عامة مع الاستقرار ، وبصفة عامة ضد اى معارضة . وتربية شباب الحزب فى ايديهم لحد بعيد .
هذه هى تركيبة الظروف التى حددت فى الفترة الراهنة من تطور الحزب تغير قيادة الحزب وتحول سياسة الحزب الى اليمين .
11 – يدل التبنى الرسمى لنظرية " الاشتراكية فى بلد واحد " على المصادقة النظرية على هذه التحولات التى جرت بالفعل ، وعلى اول خروج علنى على التراث الماركسي .
12 – تكمن عناصر العودة البورجوازية فى : ا) وضع الفلاحين ، الذين لايريدون عودة كبار ملاك الارض ولكنهم مايزالوا غير مهتمين بالاشتراكية )، ب ) امزجة فئات عديدة داخل الطبقة العاملة ، فى تدنى الطاقة الثورية ، وفى تعب الجيل الاقدم ، وفى الوزن النوعى المتزايد للعناصر المحافظة .
مصدر المقال : الاممية الرابعة ، المجلد الثانى ، اكتوبر 1941 ،ص ص 251 – 252 . – ليون تروتسكى – انترنت ارشيف .
ملاحظة : الترقيم من 1 – 5 يساير النص الاصلى الذى عاد فرقم البنود 2-0 حتى 2 – 7 – وفضلت الاستمرار فى الترقيم العادى 6 ومابعدها – المترجم العربى .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورجوازية والثورة المضادة - ف إ . لينين
- البورجوازية والثورة المضادة - 4 – 4 كارل ماركس
- البورجوازية والثورة المضادة - 3 - 4 كارل ماركس
- البورجوازية والثورة المضادة - 2 - 4 كارل ماركس
- حول ديباجة الخطاب الدستورى السلطوى
- البورجوازية والثورة المضادة - 1 - 4 كارل ماركس
- البلاشفة والاسلام - الشيوعية الاسلامية بقلم جيرى بيرن - القس ...
- البلاشفة والاسلام بقلم جيرى بيرن - القسم الثانى
- البلاشفة والاسلام - بقلم جيرى بيرن - القسم الاول
- هل الحركات الاسلامية قوة مناهضة للامبريالية ؟ صادر عن عصبة ا ...
- ضد الاخوان المسلمين بقلم تونى كليف
- لم يتعين على الماركسيين الثوريين الا يدعموا الاصوليين الاسلا ...
- لم يتعين على الماركسيين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بق ...
- لم يتعين على الماركسيين الا يدعموا الاصوليين الاسلاميين ؟ بق ...
- حزب العمال الاشتراكى ، مصر ودروس الثورة الإيرانية - بقلم ساش ...
- رسائل بلا عنوان - من الرسالة الاولى - تشيرنيشيفسكى - ترجمة ف ...
- فى نقد فانتازيا الممارسة الثورية
- حول مقال خطان فى الثورة ف . إ . لينين
- انتفاضات القرامطة وتنظيماتهم الاجتماعية فى القرنين الثالث وا ...
- لامساومة ، لامتاجرة سياسية - بقلم ويلهلم ليبكنخت - الكراس كا ...


المزيد.....




- مشاركة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ...
- بيان مشترك من منظمات مستقلة في إيران: معارضة للحرب وللسياسات ...
- تنسيقية الهيئات الغابوية تحذر بشدة من التماطل أو التراجع عن ...
- نداء حزب التقدم والاشتراكية للمشاركة المكثفة في المسيرة الشع ...
- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...
- فرنسا: الناشط اللبناني جورج عبد الله أمام القضاء يوم 17 يولي ...
- شبيبة القطاع الفلاحي تعبر عن تضامنها مع طلبة معهد الزراعة وا ...


المزيد.....

- حول أهمية المادية المكافحة / فلاديمير لينين
- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - اطروحات حول الثورة والثورة المضادة - ليون تروتسكى (1926 )