أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من اغتيال السادات والإرهاب المسلح















المزيد.....

موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من اغتيال السادات والإرهاب المسلح


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاض – جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى -العدد 39 - نوفمبر1981- طبعة الخارج
بيان فرع الحزب بالخارج - فى 7 أكتوبر 1981
"سقط صريعاً .... من تاجر بدماء شهدائنا"
لم يحقق رجل في منطقتنا ، بمفرده ، هذا القدر من السخط والكراهية والاستفزاز الذى حققه من سقط اليوم صريعا فى ذكرى 6 أكتوبر – يوم مجده الشهير – على أيدى كوكبة من الانتحاريين الشجعان من صفوف الجيش الذى صنعت دماء الآلاف من شهدائه ، مجد الخائن الراحل أنور السادات .
لقد اختلطت الدماء والأشلاء بالأوسمة العسكرية التى منحها لنفسه على منصة العرض في خاتمة لا تخلو من رمز وتحفل ، بالدلالات ، وذهب فى غمضة عين من لطخ سنى حكمه بأخطر الجرائم التاريخية فى حق شعب مصر والشعوب العربية ، والذى أنهى أيام حكمه ، بلا رتوش حين أودع الآلاف بالسجون وهدد أضعافهم بذات المصير، كما لو أنه كان يبذل جهده لكيلا يبقى مخدوعا واحدا يبكيه عند مصرعه . لقد لعلع رصاص الفرح فى بيروت وسط المقاتلين ، والفئات الوطنية فى مختلف البلدان العربية ، بينما خيم الحزن وتباكي الأعداء فى الولايات المتحدة واسرائيل ، ولم تكن البهجة هنا أو الكآبة هناك ، الا بسبب ما مثله السادات طوال فترة حكمه والدور الكئيب الذى لعبه وما نتج عنه من قيود ثقيلة على حركة شعبنا فى مصر ، وما ترتب عليه من ضغوط متصاعدة على الفصائل المقاتلة من بين شعوبنا العربية . لقد خسر الأعداء رجلا شديد الأهمية لهم ، بينما تنفس الوطنيون الصعداء بمجرد سقوط هذا الرمز الشائن . فالسادات لم يمارس الخيانة ، الا مصحوبة بتكميم الأفواه ، وضرب المعارضة وتخريبها ، وتوقيفها آخر المطاف حين اصطدمت بقضايا الوطن والحرية . وها هوذا قد انتهى بالطريقة التى مهد لها بنفسه ، إذ اغتصب زورا حق كل فئات الشعب وطبقاته فى التعبير ، ونفذ ارادة أعدائنا وطبقته الحاكمة عنوة ، فأغتصب حقه في الحياة ببضعة رصاصات . فلم يكن جيش مصر بعيدا عن هذا الاغتصاب ، بل عانى بشكل خصوصى على يد السادات وزمرته ... فهذا الجيش الذى جرحته حتى النخاع هزيمة 67 ، وصبر سنوات فى جلد تحت وطأة الاذلال الاسرائيلي اليومى ، أملا فى نصر يوم قريب ، باذلا كل ما يملك ، حرمه السادات من امكانية الفوز بانتصار فى حرب اكتوبر 73 ، وبدلا من أن يقطف ولوثمار محدوده لنصر جزئى ، أطعمه السادات المر بالنتائج السياسية والعسكرية لحرب أكتوبر ، وأذاقه الهوان بمساومات الحصار والكيلو101 ، والتى روى تفاصيلها بمرارة الفريق الشاذلي رئيس الأركان وقتها. وأمعن السادات فى تجاهل أي حس وطنى بالجيش ، ووضع مسألة تدريبه وديعة فى أيدي الأمريكيين ، وأستقبل داخل وحداته ، شارون ، وغيره من قادة اسرائيل والثغرة التى أذلت الجيش بالحصار...الى أن وصل الى توقيع معاهدة الذل والخيانة التى مرغت حاضرنا جميعا ، جيشا وشعبا فى الوحل ، ووضعت الهموم الثقيلة وعلامات الاستفهام القلقة على جبين مستقبلنا.
لقد حمل الكثير من المعانى ، انطلاق البعض من صفوف الجيش ، لا يجد أمامه سوى التعبير دفعة واحدة ، وعنوة ، وعلى الملأ ، عن كامل سخطهم ، فبصقوا بالرصاصات القاتلة فى وجه رمز العهر والقمع والخيانة.
ان العملية العسكرية التى صرعت السادات ، لن تسقط نهجه السياسى ، بالرغم من ان ازاحة رأس النظام – رغم الارهاب المتزايد الذى يرجح التجاء النظام اليه سوف يربك الطبقة الحاكمة وممثليها وسوف يفتح آفاقا للتغيير والصراعات ، دون أن يرقى الى حد هزيمة الخيانة الوطنية ، الابالنضال الجماهيرى الطبقى المتنوع الأشكال والأساليب ، والذى يعتمد الجماهير أساس النضال ضد أعمق الميول والمصالح التى تفرز العديد من الرجال المرذولين على شاكلة أرذلهم والذى خر صريعا غير مأسوف عليه.
ليكن مصرع السادات منطلقا لتشديد النضال السياسي والطبقى الجماهيري المنظم من مجرى التطويح النهائى بسلطة الخيانة والقمع الطبقى .
*************************************************************************************

الارهاب المسلح في مصر .....
والحركة الجماهيرية
ألقى السادات بألف ونصف من المعارضة فى المعتقلات حين وجه ضربه واسعه لم يشهد مثلها حكم عبد الناصر نفسه بكل ما اشتهرت به " دولة المخابرات " ،و"زوار الفجر" التى زايد السادات نفسه عليها كثيرا ... ثم لم تمضى أسابيع حتى طرح "الاسلامبولى " وزملاؤه السادات أرضا بمنصة العرض ممزقا من وفرة نصيبه من الرصاصات .... ولم تمضى أيام الا وألقى جناح من الحركة الدينية بثقله فى مواجهة مسلحة مع مخافر النظام فى صعيد مصر ( أسيوط ).
خلال بضعة أسابيع أذن شاهدت بلادنا كل هذه الوقائع "البليغة" سريعة الايقاع ..ما بين فزع رئيس انقض غدرا على المعارضة الرسمية ، وما بين بسالة قبضة من الانتحاريين نجحوا فى قتله ، وما بين ظهور جماعة المتمردين المسلحين المسلمين فى أسيوط وهزيمتهم ...
من الطبيعي لشهر حافل كهذا ، أن تنعكس احداثه غير المألوفة ، ان سلبا أو ايجابا، في وجدان ووعى كل المهمومين بأمور مصر ومنطقتنا .. وواجب الثوريين الا ينساقوا في التعبير الوجدانى فقط ، بل بلورة الخبرات والمواقف الواضحة ازاء ما يحدث ، لقطع الطريق على ما يمكن أن ينشأ من أوهام .
فبلاشك أن الاغتيال يصبح مغريا جدا ، حين ينجح ، فى أول محاولة ، فى اصابة رأس النظام دفعة واحدة ، واسقاطه قتيلا فى التو واللحظة بعد أن كان قبلها بساعات يرغى ويزبد ويهدد الجميع ..بينما يبدو النضال السياسي والجماهيري بائسا مسكينا أمام جبروت السلطة ، ونفس السادات الصريع ، كان قادرا قبلها بأيام على نزع الآلاف من بيوتهم ومن بين جماهيرهم .
حين يعيش المرء هذا الحدث وذاك ، دون امعان بالتفكير ، يلمع فى الآفق فورا ، هذا الحل السريع الناجع "الاغتيال" ، والصدام المسلح للأفراد والجماعات المنعزلة فى مواجهة النظام .
حقا يبدو أحيانا الاغتيال "قصاصا " عادلا تجاه الطغاة والخونة ... وبلا شك أنه من الواجب اعدامهم ، بواسطة نضال ظافر يقيم هذا "الحد" عليهم ... لكن انزلاق الحركة السياسية فى مصر الى احتقار النضال السياسي الجماهيري سواء المشروع (الأحزاب النقابات البرلمان... الخ) أو المنتزع ثوريا ( المظاهرات والاضرابات وصولا للانتفاض المسلح) ، لصالح الافتتان والولع بالمخلصين الأبطال البواسل . يقود النضال الجماهيري حتما الى مأساة كاملة ، تتحدد ملامحها فى شلل الحركة الفعلية والممكنة للملايين ، واستبدالها بالعرض البطولى لكوكبة من الانتحاريين الشجعان ، دون تطوير لوعى الجماهير وأدوات نضالها الخاصة ...ان هذا الاحتمال بعيد بلا شك ، ولايمكن أن يسود كإنحراف داخل الأقسام الثورية الواعية ، بفضل الخبرة التاريخية والمعاصرة .. لكن لابد أن نضع الصعاب أمامه من الآن بأن نحدد بوضوح وقطع موقف الثوريين المعبرين عن مصالح الطبقات الشعبية الرافض لهذا التاكتيك المغامر...
أن التمرد المسلح الذى نهض به "الجناح الدينى" بأسيوط ضد مراكز الشرطة ، لهو اسلوب بائس وواهم في النضال ، واذا كان الأمر حقا أن اصحابه يتوقعون اشعال الفتيل من أجل ثورة خمينية فى مصر ، فانهم يكونون حقا حالمون اذ ما أبعد أوضاع مصر عن تلكم في ايران وإن كان من الواجب الحذر، حيث لا يفصح عن نواياهم سوى النظام الحاكم نفسه والذى له مطلق الحرية في تشويههم بطبيعة الحال....

وعلى كل حال سيشهد المستقبل القريب تحطم التنظيم العسكري الوليد للحركة الدينية تدريجيا ... اذ أنها ستنازل النظام منفردة بكل أسف وهى تتحمل مسؤولية اختيارها المتطير بالتأكيد والذى لا يشاركها فيه أحد ،اذ انه وثيق الصلة بفكرها البعيد عن الايمان فى حركة الطبقات الشعبية وصناعتها لتاريخها .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من تبعية نظام مبارك للإمبريال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حدود المعارضة البورجوازية ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من نظام الرئيس مبارك
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حكم مبارك عقب اغتيال الساد ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى إزاء المضمون الطبقى للثورة ال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الفتن الطائفية فى عهد السا ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...
- سلطة البورجوازية البيروقراطية فى مصر واشباح الانتفاضة الشعبي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وذكرى انتفاضة 18 - 19 يناير 1977 و ...
- 10 اعوام من النضال الثورى المتواصل 8 ديسمبر 1969 - 8 ديسمبر ...
- الفهم الثورى لقضية وحدة الشيوعيين في مصر - حزب العمال الشيوع ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى مرآة الصحافة البورجوازية والتحر ...
- نقد مسألة التحالفات من منظور حزب العمال الشيوعى المصرى
- موقف من وحدة الحركة الشيوعية المصرية - حزب العمال الشيوعى ال ...
- الإنتفاض جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – طبعة الخارج الثل ...
- موقف من وجهة النظر القائلة بسلطة البورجوازية الصغيرة فى مصر ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من اغتيال السادات والإرهاب المسلح