أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية















المزيد.....

موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاض – جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى - العدد 5 – ديسمبر 1978 – طبعة الخارج
انتفاضة الشعب الايرانى تنبئ بمصير كل جلادى الشعوب - بقلم الرفيق : جهاد عاصم
لقد ارتعدت الدول الاستعمارية والحلف الرجعى العربى هلعا على مصير العرش الرجعى الشاهنشاهى الذى يعد واحدا من أهم وأقوى الركائز الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط لا يضاهيه في هذا الدور سوى اسرائيل .
فايران من حيث موقعها هى الحاجز الوحيد في المحيط الهندى بين الاتحاد السوفياتى وبلدان الخليج البترولية ، بالاضافة الى كونها تتحكم في مضيق هرمز الذى يضخ البترول الى البلدان الاوروبية الغربية التى تعتمد بنسبة 70% من استهلاكها للطاقة على ما يأتيها من هذا المضيق ، وكذا تعتمد اليابان بنسبة 90% من استهلاكها للطاقة والولايات المتحدة بنسبة 50 % من نفس المصدر .
فالامبريالية وخاصة الامريكية لم تبخل لحظة واحدة على الحكم الشاهنشاهى ، فأمدته بكل ما يلزمه من أدوات ووسائل تكفل له الاستقرار ، هذا الاستقرار الذى بدا للبعض وكأنه أسطورة لا يمكن أن تتحطم ، أسطورة أجهزة الشاه القمعية المجهزة بأحدث الأدوات التكنولوجية الغربية ، جهاز السافاك بجبروته وسجله الحافل بالارهاب والقمع البوليسي الدموى ، ليس فقط داخل الاراضي الايرانية ، وانما وراء كل ايراني يقوم بأى نشاط معاد للشاه في أى بقعة من العالم ، بالاضافة الى دوره العالمى فى مواجهة حركة التحرر فى المنطقة بالتنسيق مع المخابرات المركزية الامريكية ، والمخابرات الاسرائيلية "الموساد" ، فالامبريالية لا تبخل أبدا على نظام تعتبره كلب حراسة لها فى بقعة من أهم بقاع نفوذها فى العالم .
ان هذا الاستقرار المرتكز على قوة أجهزة الدولة البوليسية كان دائما يخفى وراءه غليان الصراع الطبقى . فمصالح الجماهير الشعبية الايرانية المتنافرة والمتناقضة بشكل صارخ مع مصالح النظام الكمبرادورى الشاهنشاهى لم يكن لبطش أجهزة القمع أن يطمسها ، فاخذت هذه التناقضات تفعل فعلها على مر السنين حتى انفجرت الشرارة فى وجه هذا الاستقرار الكاذب .
ولم يعتمد النظام الامبراطوري الايرانى في فرض استقراره المزعوم على السافاك فحسب بل شرع فى بناء قلعة عسكرية فخمة . فمع ارتفاع اسعار البترول في بداية 1974 تضاعف العائد البترولي الايرانى بنسب مذهلة حيث بلغ الفائض في السيولة النقدية المستمد من هذا العائد معدلا شهريا يصل الى 21 مليون دولار ، مما دفع بسلطة الشاه الى محاولة استثمار هذا الفائض بشكل يحقق الاهداف الامبريالية ، ويرتقى بدورها كشرطي حراسة متميز في منطقة الخليج والشرق الاوسط ، فاستثمرت هذه المبالغ الهائلة في شراء وتكديس الاسلحة الحديثة بشكل يفوق بمئات المرات حاجات الدفاع الايرانى ، فالخطر الاساسي الذى يهدد نظام الشاه هو خطر جماهيره الشعبية ، وجماهير البلدان المحيطة بقلعته الحصينة ، فلا يغيب عن بالنا ما قدمه الشاه من مساعدات سخية لقابوس لضرب الثورة في ظفار ، ومنطقة الخليج ، هذا الدور االذى تتوقعه الامبريالية من الشاه ونظامه ، والذى يستجيب أساسا لمصالح النظام الايرانى العميل ، دور وأد الثورات في مهدها الذي يقوم به شاه ايران ضمن مخطط واسع رسمته الامبريالية الا وهو بناء حلف رجعى ايرانى ، اسرائيلي ، مصرى ، رجعى عربى يستهدف تأمين السيطرة الامبريالية المطلقة على المنطقة ، وسحق كل صور الاستقلال الوطنى فيها ، والتصدى بأقصى صور العنف الفاشي لتحطيم حركة التحرر الوطنى ، والحركة الشيوعية فى المنطقة .
اليوم يقف الشاه هذا بكل جبروته مرتجف الايدى، فلم تعد الجماهير تخشي أجهزته القمعية ، ولم تعد حتى حكومة عسكرية تحكم بالجيش قادرة على الوقوف أمام زحف الملايين السائرة بخطى ثابتة للتخلص من سلاسلها وقيودها .
ان الملايين من أبناء شعب ايران ( خرجوا اليوم ) مطالبيين باسقاط ( النظام هادفين ) لجوهر ومضمون ( نظام يقوم على ) أساس ديمقراطي ومعاد للامبريالية .
فايران التى لم تنجز فيها الثورة البرجوازية الديمقراطية ، واقتصر الشاه على رشوة بعض شرائح البرجوازية عبر ما أسماه بالثورة الخضراء التى لم تتجاوز كونها بعض الاصلاحات الشكلية التى تمكن نظامه من توسيع قاعدته الاجتماعية فى حدود ضيقة بطبيعة الحال ، والتى لم تمنع مع ذلك من انهيار قطاعات انتاجية كاملة ، فبعد أن كانت ايران بلدا مصدرا للأغذية الزراعية أصبحت بلدا مستوردا لها بنسبة 5 مليارات دولار في العام الواحد . بالاضافة الى أن فتح باب الاستيراد الحر قد جلب معه عدم توازن فى الاقتصاد الوطنى الايرانى ، وأضعف القوى الشرائية مما فاقم من أوضاع التردى المستمر التى تعانى منها الجماهير الايرانية .
فهذه الاوضاع كلها دفعت بالازمة العامة لنظام الشاه الى الاحتدام بصورة بالغة الحدة ، مبرزة عنف التناقض بين واقع استمرار ، وسيادة العلاقات الكمبرادورية ، وشبه الاقطاعية ، وتعبيرها السياسي فى صورة الاوتوقراطية الشاهنشاهية ، مع مصالح أوسع الطبقات الشعبية والوطنية فى ايران ، مفجرة الصراع الطبقى واسع النطاق الذى نراه اليوم من أجل حل القضايا الكبرى .............................................
( فإن لم يتحقق ) كل ذلك ببرنامج للجبهة الوطنية المتحدة بقيادة الطبقة العاملة وطليعتها ، والبرجوازية الصغيرة ، والفلاحية فان انجاز الثورة الديمقراطية سوف يكون على أرض بعيدة عن تحقيق مصالح الاغلبية العظمى من الجماهير الشعبية ، أى الطبقة العاملة ، والجماهير الغفيرة من الفلاحين ، أو البرجوازية الصغيرة ، أى أنها ستبتعد عن الانجاز الجذرى ، والحقيقي لقضية الاستقلال الوطنى ، والقضاء على العلاقات الكمبرادورية ، وشبه الاقطاعية وتحقيق الديمقراطية . ان القوى الثورية الماركسية الايرانية يقع على عاتقها دورا طليعيا بالغ الخطورة فى طرح البرنامج الثورى الوطنى الديمقراطي المنسجم ، برنامج الطبقة العاملة الايرانية في الثورة الديمقراطية الذي يمثل التعبير الوحيد لقيادة الثورة الى نهايتها ، ولقطع الطريق على المساومات ، وأنصاف الحلول مع الطبقات الرجعية الحاكمة فى ايران والامبريالية . وبرغم من ضعف تأثير هذه القوى على الصراع الطبقى المحتدم فى ايران حتى الان ، الا أن هناك مؤشرات عديدة الى انها تتجه اليوم بخطوات جادة وراسخة من أجل تجاوز أوجه القصور السابقة ، ووضع أقدامها على الطريق الصحيح . ان تصريح أحد متحدثى لجنة دعم حركة اليسار فى ايران فى حديث له مع مجلة نضال الشعب ، يبرز هذا الاتجاه ... يقول الرفيق :
" لابد من القول ان الحركة الثورية الماركسية فى ايران قد نالت ضربات قاسية من السافاك وجيش النظام ، ويرجع نشاط السلطة فى ذلك الى عاملين اساسيين ، لابد ان نشير اليهما بمنتهى الصراحة " : أولهما : صيغة الانعزال والانغلاق التى اتسمت بهما القوى الماركسية في الفترة السابقة ، ويعود ذلك بجذوره الى المنطق السياسي السائد انذاك . فقد كان محور حركة هذه القوى يدور حول منطق شبه تآمرى بعيد عن تعبئة الجماهير وتنظيمها وقيادتها لانتزاع الحريات الديمقراطية ، وجعلها حزاما يحيط هذه القوى ، ويحصنها من ضربات السلطة الوحشية . ونحن الان نلمس نتائج هذه السياسة الخاطئة التى تعتمد على نضال قلة من الافراد يعتقدون بتوفر الامكانية لديهم للصراع مع السلطة خلف ظهر الجماهير .
ثانيهما : قوة النظام وجيشه وبوليسه وعملاؤه ، مقابل الضعف البادى في الحركة الثورية الماركسية الايرانية وبساطة خبراتها ، وذلك ناجم عن الاوهام السياسية التى كانت تحيط بمواقفها والذى أدى الى أن توجه السلطة الضربات المتلاحقة بحيث أضعف ذلك من قدرة الحركة الماركسية على قيادة الجماهير ....
الا أن الامر قد اختلف الآن فبعد هذه الانتفاضات العظيمة ، أدركت القوى الماركسية ثغراتها السابقة وبدأت تصحح مواقفها على أرض الكفاح الجماهيري ، والإهتمام أساسا ببناء الحزب الذي يستطيع لف الشعب حوله ، وقيادته نحو هزيمة الطبقة الخائنة الحاكمة ".
ما من شك ان ما يحدث اليوم في ايران لهو بمثابة تحول تاريخى خطير ، ستنعكس نتائجه ليس فقط على ايران وانما على كافة انحاء المنطقة العربية ، فلا عودة بعد اليوم للنظام الدموى في ايران ، فالجماهير التى تموت بالآلاف يوميا مصرة على اتمام مسيرتها حتى ولو كان الثمن حياتها ، لن ترضى بالعودة الى الماضى .
والجماهير الشعبية الايرانية بمبادرتها الثورية العظيمة تنبئ بمصير كل جلادى ومستغلي الشعوب أشباه الشاه ، وقابوس ، والسادات وغيرهم ممن يسيرون على نفس الدرب ... فالويل لهم من غضب الشعوب .



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الفتن الطائفية فى عهد السا ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...
- سلطة البورجوازية البيروقراطية فى مصر واشباح الانتفاضة الشعبي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وذكرى انتفاضة 18 - 19 يناير 1977 و ...
- 10 اعوام من النضال الثورى المتواصل 8 ديسمبر 1969 - 8 ديسمبر ...
- الفهم الثورى لقضية وحدة الشيوعيين في مصر - حزب العمال الشيوع ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى مرآة الصحافة البورجوازية والتحر ...
- نقد مسألة التحالفات من منظور حزب العمال الشيوعى المصرى
- موقف من وحدة الحركة الشيوعية المصرية - حزب العمال الشيوعى ال ...
- الإنتفاض جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – طبعة الخارج الثل ...
- موقف من وجهة النظر القائلة بسلطة البورجوازية الصغيرة فى مصر ...
- موقف من مهمات النضال الفلسطينى - شيوعى مصرى - حزب العمال الش ...
- فى ذكرى تأسيس حزب العمال الشيوعى المصرى - 8 ديسمبر 1969
- الاتحاد السوفييتى فى مرآة الدستور الجديد - ليون تروتسكى
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية