أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء














المزيد.....

صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابه "قوة العقل الباطن" يقول الكاتب جوزيف ميرفي: "لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الارادة، فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد"، ويبدو أن الفكرة التي انتابت صالح مسلم بناءً على بدر من بشار الجعفري، وللرغبة بقول شيءٍ مفيد متعلق بالمناسبة، حاول مسلم رد الصاع صاعين، إلا أن الفكرة والرغبة ربما تعارضتا في دخيلة نفسه، وخرج المنطوق بخلاف ما أراده الرجل، وذلك باعتبار أن العقل لا يعمل تحت الضغط.
ولكن في الوقت عينه فيبدو بأن الرجل وفيٌ لمدرسته الأيديولوجية ولو من غير أن يتعمد التذكير بفحواها، إذ أن الطالِبَ كثيراً ما ينهل العلوم من معلمه ويرشحها بدنه ولو من دون درايةٍ منه، باعتبار أن المهضوم من الطبخات العقائدية يظهر في أوقات لاحقة على سطح ممارساتِ مَن قام بغرفها في السابق، إذ قد لا تظهر صور المحاكاة إلّا بعد مرور فترة من الزمن عليها، كما هي الحال هنا مع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم.
إذ أن وصفة السرطان لم تأتِ من فراغ عندما نطقها مسلم مِن باب الرد على بشار الجعفري، وذلك باعتبار أن قيادات حزب العمال الكردستاني كثيراً ما وصفوا من قبل البارزاني وحركته التحررية الممثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني بسرطان الحركة الكردية، إلا أن منظومة حزب العمال الكردستاني حدَّدت القطعة التي تراها ورماً خبيثاً في الجسد الكردي بإقليم كردستان العراق، بينما صالح مسلم فقد استخدم كلمة السرطان بشكلٍ أوسع قليلاً، حيث شبّه القضية الكردية في سوريا برمتها بالمرض الخبيث، رداً على بانادول الجعفري، تصوراً منه بأنه يُلقِّم رئيس وفد النظام بِردٍ فعالٍ مناسب، فمن جهة يُرضي به مُريديه وبنفس الوقت لا يُغضب حلفائه، ولكنه بدلاً من أن يقوم بتكحيل العيون لتصويب الخللِ زاد على العمش عماءً.
ولكن مع ذلك فثمة زاوية جديرة بالانتباه تحدث عنها مسلم، وربما لم يكن مذنباً في سردها كما هي أو كما يراها هو، فإن لم نقل بأنه تحدث بموضوعية عن تصنيفه للكرد، إلا أنه لم يقوِّض الوقائع المتعلقة بذلك التصنيف، وذلك عندما قال: " بأن للنظام أكراده، ولمعارضة الرياض أكرادها، ونحن، أي هم يمثلون شريحة من المجتمع الكردي" فالرجل بهذا الصدد لم يكن مجافياً لحقيقة الوضع بسوريا بشكلٍ عام، والمفيد في هذه الزاوية التي تطرق إليها صالح مسلم هو قد يساهم في إدراك الآخرين بأن الكرد شأنهم شأن بقية الملل في سوريا، فمثلهم مثل العرب السنة، منهم مع النظام ومنهم مع المعارضة، وهو هنا يشبه نفسه بالمسيحيين، إذ يمثل حزبه الطرف الثالث والوسط بين الحالتين السابقتين، وربما يتوقع بأن مرونته تسمح بالمناورة والالتفات الى أي طرفٍ من أطراف الصراع الرئيسية في سوريا، وكأن موقفه كموقف الأعرابي الذي شاهدوه في معركة صفين وهو يتناول الطعام على مائدة معاوية ويُصلي خلف الامام علي، فسألوه هل أنت من أنصار علي أم من أتباع معاوية فقال الرجل: "إن الطعام مع معاوية أدسم، والصلاة خلف علي أتم، والوقوف على التل أسلم"، ولكن يبقى الملفت في التصنيف الذي أثاره صالح مسلم يفيد مجمل الكرد عندما يتعامل الآخرون معهم على أساس أنهم كتلة واحدة، وبالتالي يريدون منهم أن يتصرفوا ككتلة واحدة، وهذه النقطة مهمة وينبغي عدم مجافاتها سواءً أكنا مختلفين مع قائلها في خطه السياسي أم لا، ولكن الخطأ الذي وقع فيه كامنٌ في عدم توفيقة باختيار المفردة لوصف الحالة، وذلك عندما شبه القضية الكردية بالسرطان كمرض خبيث وجوداً وامتداداً، وهو ما لا يصح قوله البتة بحق الكرد السوريين الذين لم يأتوا من أواسط آسيا ولا من أي مكانٍ آخر، إنما هم يعيشون على أرضهم التاريخية، وكان من المفروض على مسلم أن يشبههم بكُليتا الإنسان اللتان لا غنى للجسد السوري عنهما، وليس تشبيههم بالسرطان الذي حتى وإن تم معالجته بالاستئصال فإن الخلايا الخبيثة قد تمتد وتقضي على الجسد وصاحبه، حتى أن بعض الأجساد أصلاً لا تتحمل العقاقير المستخدمة لدحر المرض، إنما قد تموت مع الورم أو قبله، لذا فكان عليه أن يشبههم بنقطة تلاقي، وليس بعِلة خبيثة ينفر منها البدن، وذلك باعتبار أن الكرد من الفئات الأقل تطرفاً من بين مجمل الجهات المتصارعة في سوريا، وبإمكانهم التلاقي مع أي طرفٍ من مجمل الأطراف في سوريا المستقبل، هذا إذا ما تعامل الآخر معهم بالعدل والانصاف وكان مشروعه يضمن حقوقهم كشركاء فعليين وليس صوريين، والتقدم نحوهم بخطوات حقيقية، صادقة وودودة.
عموماً فردود الأفعال السريعة عادةً لا تناسب مقام العاملين في الشأن العام، وقد تفضي بصاحبها الى أماكن لم يكن يود الانزلاق اليها، إلا أنَّ لفلتات اللسان وقعها السيء على الناس وصاحبه على حدٍ سواء، ويبدو أن التعارض بين إرادة القول والخيال الذي تحدث عنه جوزيف ميرفي، هو الذي أحرج صالح مسلم، والذي ربما من شدة الحرص على أن لا يجرح الطيرَ، ولا يؤذي الصيادَ، وقعَ في مصيدة الكلمة، وذلك من شدة قلقه وحرصه الزائد للوقوف على جبل الحياد، الحياد الذي تسبب في دحرجته الى حالةٍ تماثل تماماً حالة امرأة تحدث عنها الكاتب السوري بو علي ياسين في كتابه "شمسات شباطية" حيث يقول: أرادت إحداهن أن تشتري زبيباً، ولكنها من كثرة خجلها مِن تلفظ الكلمة المحرجة أمام البائع، احتارت ماذا تقول، ولكنها في النهاية لم تجد المرأة نفسها إلا وهي تقول للبائع أعطني كيلو زباب!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجعفري و ماخوس و البانادول
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...
- الطعنة
- بوادر تفكيك الأسَر
- الحدث الانساني ما بين التغاضي والاحتفاء
- لوثة الغريزة
- يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر
- إثم المتقي
- التعكز الحضاري
- المُنهارُ وعوائد السقوط
- الذريعة ومنافعها
- أحمد سعيد: العلويون اختاروا النظام خوفاً على ذواتهم وليس حبا ...
- متعلقاً بأهدابها
- عندما نناهض ما ندعو إليه
- الأوهام وزارعيها


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء