أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الذريعة ومنافعها














المزيد.....

الذريعة ومنافعها


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو لم تكن موجوداً لأوجدتك لأن لولا وجودك
لما توفر لدي المبرر لمحاربة من كان مثلك.
لا يخفى على من كان مطلعاً على تاريخ وأنشطة حزب العمال الكردستاني في تركيا معرفة أن هذا الحزب وبالرغم من أن تركيا على الدوام كانت تقول بأنه حزب إرهابي، وبموجب ذلك الوصم الجاهز والدائم تحاربه في السر والعلن، إلا أنها في الوقت نفسه ربما لم ترغب يوماً بإنهاء حياة الحزب المذكور، وذلك باعتبار أن الفصيل الأوجلاني كان ولا يزال أفضل ذريعة بيد تركيا لمحاربة أي تطلع كردي في المناطق الكردية في تركيا، وقد اعتقلت باسمه من تريد وحاربت مَن تريد، ومتى تريد أي نفرٍ من المثقفين الكرد بعد إلصاقهم تهمة الانتماء الى حزب العمال الكردستاني، ومن جهة أخرى ليحصل العقل العسكري في الدولة بناءً على الذريعة تلك على حق إلقاء القبض على أيٍ كان من النشطاء الكرد على امتداد خارطة تركيا، هذا إذا لم تتم محاربتهم بالحديد والنار كما فعلت في السنوات السابقة لأكثر من عشرين سنة، وما تقوم به الآن في ديار بكر (آمد) وغيرها من المناطق والمحافظات.
ويبدو أن السلطات التركية لا تزال تتعامل بنفس عقلية الذريعة تلك حتى بخصوص ما يتعلق بخارج حدودها وتحديداً بالوضع في المناطق الكردية في سوريا، وقد أكد النشطاء في مدينة كوباني بأن تركيا بذريعة ضرب داعش وبدلاً من قصف مواقع التنظيم الارهابي كانت تقصف مواقع وحدات الحماية الشعبية الجناح التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي، وربما للتهيؤ المسبق للذريعة صرّح وزير الخارجية التركي منذ أيام مولود جاويش أوغلو، بأنّ "أكراد سوريا يناشدون تركيا لتخليصهم من عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأن الأهالي مستاؤون من ممارسات التنظيم الرامية إلى إرغامهم لتبني إيديولوجيته"، حقيقة بالرغم من المضايقات المتكررة لأسايش كانتونات حزب صالح مسلم إلا أن قصة طلب الاهالي قد تبدو من بنات خيال الوزير، لأن الأهالي الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات الجندرمة التركية على طول الحدود مع المناطق الكردية لا يمكن أن يستعينوا بمن يطلق النار عليهم لينجدهم من بني جلدتهم.
كما أن قول جاويش أوغلو بأنّ "الأهالي يؤكدون رغبة التنظيم الكردي في تشكيل مجتمع كردي ملحد، وأنّه يقوم بممارسة الظلم للفئات التي لا تتفق معه في التطلعات"، هو لا يمت للواقع بصلة لأن الحزب المذكور تدخله بالأمور الدينية هو مشابه تماماً ربما لتدخل الدول الاقليمية مثل سوريا وتركيا في ذلك الجانب، وأصلاً لا يعنيهم الدين بشيء، وكل ما يهمهم هو السيطرة على حكم المنطقة الى أجلٍ غير مسمى ومن ثم جني المال منهم وفرض الرسوم عليهم مثلما كانت تفعل الدولة العثمانية عام 1839، كما أن كانتوناتهم لم تغير شيء من النظام العام الذي كانت المناطق الكردية سائرة عليه قبيل الثورة السورية، إلا اللهم في بعض الجوانب الشكلية، وما تعلق بالجانب التدريسي وقصة حشر اللغة الكردية في المناهج الدراسية من باب الدعاية والترويج الحزبي، أما فيما يتعلق بممارسة السطوة فأيضاً الوضع ليس كما تحدث عنه الوزير أوغلو باعتبار أن ممارسة الأجهزة العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي هي ليست قائمة على الهوى الحزبي، إنما هي قائمة على الهوى المصلحي لمن يمارسون السلطة، وظلمهم الاقتصادي الممثل بفرض الضرائب يطال كل فئات المجتمع وقد يشمل حتى البعض من أنصار حزبهم، ولكن يبدو أن وجود هذا الحزب خير ذريعة لتركيا حتى تتدخل بطريقةٍ ما بشأن المناطق الكردية في سوريا، علّها تضرب لاحقاً أي توجه قومي آني أو مستقبلي لأناس تلك المناطق، وذلك سواءً أكان من يدير تلك المناطق هو الاتحاد الديمقراطي أو غيره من التنظيمات، ويبدو أن الأهم بالنسبة لتركيا هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي لايزال أيديولوجيا تابع لحزب العمال الكردستاني، والأخير ذريعة دائمة عند تركيا لضرب المناطق الكردية متى ما أرادت منذ أكثر منذ عقدين من الزمان، على غرار تنظيم القاعدة الذي غدا خير ذريعة لبعض الدول حتى تضرب بقوة كل من تراه خطراً عليها وذلك بحجة تبعيته لتنظيم القاعدة.
عموماً فالذريعة لا تزال لها منافعها الجمة لدى أغلب من يلعب بمصائر الناس في بلادنا، حتى أن المواطن العادي أيضاً صار يختلق الحجج ليفعل عكس ما يقوله، كما أن النظام الاسدي ومنذ انطلاقة شرارة الثورة وهو يقمع شعبه بالبراميل والصواريخ وكل ما توفر لديه من سلاح تحت ذريعة محاربة الارهابيين، والدول الغربية بذريعة الارهاب يتخلصون من حثالات المتطرفين في بلادهم عبر ارسالهم تباعاً الى منطقة الشرق الاوسط تحديداً الى سوريا والعراق، وفوقها يتخلصون من الذخائر المكدسة في مستودعاتهم، وتنتعش تجاربهم وتجارتهم الحربية بفضل التحالف الدولي ضد الارهاب، وحزب الاتحاد الديمقراطي هو الآخر فبذريعة حصار المتطرفين الاسلاميين للمناطق الكردية يزيدون يومياً من خناق المواطنين في مملكتهم المؤقتة، كما أن المثقف الكردي خاصةً والمواطن الكردي بوجهٍ عام راح بذريعة مضايقات الأجهزة الامنية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي يبيع ممتلكاته ليحصل بموجبها على صك الايواء في مكانِ ما من خصر أو بطن المحروسة أوروبا، باعتبار أن الحزب المذكور صار خير ذريعة لمن يود أن يهاجر عن طيب خاطر، ولكن بحجة أنه مُطارد أو فار من قِبل أجهزة أمن سلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد سعيد: العلويون اختاروا النظام خوفاً على ذواتهم وليس حبا ...
- متعلقاً بأهدابها
- عندما نناهض ما ندعو إليه
- الأوهام وزارعيها
- دونك أو دونه
- ما بين الخنوع والإباحية
- أكثر ما يؤلم الحمار
- من السهروردي الى أشرف فياض
- ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد
- أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي
- المتضرر الحقيقي من الحرب لا يمتلك ثمن الوصول الى أوروبا
- جاذبية متن الدواعش
- عندما يستهدفك اخوانك
- ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ
- الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
- سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
- عندما يصبح المديحُ ثقافة
- هزتين


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الذريعة ومنافعها