أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - عندما يستهدفك اخوانك















المزيد.....

عندما يستهدفك اخوانك


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن الجاهل لا ينبغي أن نحاسبه على جهله إنما علينا تحريره مما هو فيه"
دونت جزء من هذه المادة قبل سنتين وشهر، وبالرغم حصول الكثير من التغيير في مواقف من كان بمثابة الجاني ومن كان في حالة المجني عليه، إلا أني لاحظت بأن الصورة لا تزال على حالها فيما يتعلق بالوضع في المناطق الكردية في سوريا، ولا يزال المستهدف مطالب إما أن يكون أهلاً للمنازلة، مالكاً زمام المبادرة والقوة ليكون أهلاً للصدام، وإما أن يتحايل على الزمن ويراوح في مكانه محافظاً على جوهره على أقل تقدير وسط الانجرافات والسيول الجارية على قدم وساق، فأن تؤجل منازلتك لا يعني بأنك هزمت نهائياً أو لا تنوي النهوض في وقتٍ لاحق، إنما قد يكون تحوير الصراع حالياً من حالة الشجار والتشابك أجدى ربما وأنفع من الصدام اللامجدي، طالما أن ما من تكافؤٍ بين القوى التي تختزن حب اثبات الوجود عسكرياً قبل الحرب الايديولوجية فيما بعد.
لذا فها نحن نعيد نفس الدعوة التي أطلقناها منذ سنتين وشهر مخاطبين الطرف العقلاني من قطبي الصراع الكردي الكردي قائلين: أيها المتعقَبون من قِبل المترعين بالجُمل الخاضعة لسلطة الجمود من لحظة تلقفها طازجةً إلى أوان طرحها متعجرفةً، رؤىً، وموقفاً، وسلوكاً أينما حل بهما سلطان المكوث، ويا أيها المستدرَجون إلى عراكٍ غير محمود، إن في انتقالكم راهناً من وضعية الصد حرفاً بحرفٍ، موقفاً بموقف، أو لكمةً بلكمة، إلى الترفع عن لهجة التناوش اللفظي والانتقال إلى لغةٍ مُصَّعدة عقلياً، سيكون أجدى للملة من الخطاب التنافسي الذي أعلنتموه منذ مدة بوجه من لم يشأ ولا رغب يوماً رؤية الأنداد داخل حرمه القومي أينما كان ومتى كان، كونه الطاووس الذي ظل يحجب المشهد كله بظله الممقوت منذ سنوات، ولا يستسيغ مشاركة أحدٍ من اخوته في الوقوف على مسرح الوجود السياسي على طول الجغرافيا الجريحة، مهما كانت نتائج عناده سقيمة عليه أو على أشقائه، لأن وجوده أصلاً مبني على مداومته وإقامته بهذه الوظيفة الاحتكارية، وظيفة سلب وانتزاع حق مزاولة العمل السياسي من اخوانه وحصره في ذاتيته الدونكيشوتية، إضافةً إلى دوره الأكثر خطورة على الاطلاق وذلك من خلال تمييع القضية القومية برمتها في الاتجاهات الأربعة، فاغفروا إذن لمن يتجاهلكم بجهله، ويتجاوزكم بسرعة مراهقٍ تسلم المقود من أقرانه على غفلةٍ منهم بالمكر والإكراه والمزاحمة، لأن من يتسلح بالقيم المافياوية ولا يجيد التعامل إلا بعقلية قطاع الطرق، ليس من السهولة مجالسته في محفلٍ يقارع فيه الندماء الحجج بالبراهين، ويشربون نخب النتائج خالصة من تبعات الفروض القاتلة وأصحابها، ففي التدرج من الاحتمالات اللكمية في الشوارع إلى منصاتٍ تتصارع عليها الجهات بالمناهج والبرامج أصوب عملاً من المجازفات القولية المؤدية إلى التناطح والدخول في حلبة صراعٍ غير متكافئ من أغلب النواحي، ومن ثم السقوط ضحية المساومات بين صديقٍ قريب ثبت عداؤه الميداني، وآخرٌ غريبٌ لا يزال حبيس نواياه ولم يكشف بعدُ عن غاياته المخبأة، أي الانتباه الى مسألة مصالح الجهات التي قد تراهن على انهزامكم أمام حوافر مآرب العقائديين، لا حباً بهم إنما حباً برؤيتكم على مشرحة التجريب تتقلبون، علهم يبلغوا نشوة الفرجة السياسية، لكي يوازنوا عقبها بين الغرماء لكي يستدلوا أيهما سيكون الجدير بالبقاء قريباً من طاولة المقايضات، بما أنه من غير المستبعد في أن تصبحوا أيضاً غرماءهم يوماً ما، لهذا سيفكرون بمن هو اللائق بأن يكون الحليف إذا ما فكروا بالتعاقد معه لاحقاً، فاحترسوا من عوامل المباغتة وأنتم على مقربةٍ من خياشيم المتخندقين تترنمون أناشيدكم الاستفزازية والمكهربة لذائقة المتكئين على مساطب الخارجين لتوهم من مغاور السياسة، فلدغة المجيَّش قد تسوقكم على غفلة منكم إلى حقول المبادلة، والمنافع قد تجمع الأضداد ضدكم، كهؤلاء الذين تحاولون اقتسام الآلام معهم وتشاطرونهم الرؤى والآمال والمواقف في الوقت الراهن، الذين سيعمدون إلى الموازنة بين ما ترمون إليه وما يطلبه أندادكم السياسيين داخل بيتكم، فربما حينها يكتشفون بأنكم أبعد الناس من خططهم المابعدية لمستقبل بلدهم، وبأن الأقرب إلى مصالحهم هم طلاب المَخترة، الذين يفرضون كل شروطهم على بني جلدتهم مقابل التنازل عن كل شيء للشركاء المفترضين من الضفف الأخرى، وكذلك حال الاخوان في الاقليم الذين سيمتنعون كما في المرات السابقة عن القيام بدورهم الذي تتأملونه أنتم في دواخلكم عبر تقديم العون لكم بذريعة أن إمدادكم بأي شيء سيساهم في الاقتتال الأخوي الأخوي، أما الأحزاب الأخرى في الهيئة التي لم يثبت علوها بعد، فهي الاخرى غير قادرة على اتخاذ أي موقفٍ مشرف حيال ما حصل وربما ما سيحصل لكم بما أنهم غدوا أتباع الحزب القائد ومريديه، لذا قط لا تعولوا عليهم لأنهم حددوا منذ البداية خيارهم المستكين، فاحترسوا من المجازفة لئلا تكونوا القرابين على مائدة من لا يستحقون تناولكم، فتريثوا في الخطوات التي ترسمونها في أخيلتكم لكي لا تقع رسوماتكم فريسة الاندفاع، وعودوا إلى منابتكم النهضوية، وبادروا في إحياء الإرث الثقافي لديكم، بكون ذلك الدرب أليق بكم وبمجتمعكم الذي تحاولون تغييره نحو أحسنٍ تتصورونه من خلال قراءاتكم الاستشرافية، فالاستسلام لسلطان العقل في هذه المرحلة تحديداً أخير من تشتتكم بين الرغبة في التحول إلى حالةٍ جماهيرية أو النية في التدرج هرولةً صوب المشروع المسلح الذي تبغون مقاربته بإمكانياتكم الخجولة، فالكلاشينكوفات لا تجدي نفعاً هذه الأيام أيها الغاضبون، لأن المناطحات في ساحات التصارع يلزمها عتادٌ وذخيرة أكثر فعاليةً وقوة وحداثة، لذلك أرى بأن كل الظروف الذاتية والموضوعية هي الآن تعاندكم، فتميزوا إذن بما لا يملكه غيركم ممن يمتعضون من شراكتكم أو ممن يعتبرون أنهم غرمائكم السياسيين أو يريدونكم إما تابعين أو مركولين إلى أقاصي الملعب السياسي، فسامحوا تخلفهم، وخلصوهم من قصور رؤاهم إذا ما قدرتم فعل ذلك، وتقدموا في الاتجاه الذي ليس بمقدور مناوئيكم ارتياده، وقدموا ما لن يستطيع تقديمه منافسيكم مهما حشدوا وجيشوا من طوابير الرعاع قبالتكم، فالمجتمع الكردي في غرب كردستان لا يزال يفتقر إلى نخبٍ تضع مهمة التنوير المجتمعي نصب أعينها وترفع من مستوى الجدال القابل للتقشر في الشوارع والأزقة إلى الغور في أعماق بنيانها وتراكيبها المهيئة لإعمارٍ قويٍ راسخ، فاتركوا من فضلكم حلبة المقارعات الميدانية يا من كنتم أهلاً للارتقاء بأدوات الصراع الثقافي، ودعوا التلاسن القادم من غور الاحتقان الأيديولوجي المتراكم، وترجلوا عن أحصنة الهيجا في هذه المرحلة الحرجة من عمر الصراع، وانهضوا بمهمة اجتراح الأدوات التي لا يقدر عليها غيركم وأوكلوا وأنتم مطمئنون مهمة المناحرة العقائدية لمن يجيد التمرغ في أحواض النتانة السياسة وهو في أتم قيافته الحزبية.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ
- الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
- سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
- عندما يصبح المديحُ ثقافة
- هزتين
- الدعوة الى البهيمية
- الكردي وشوق المحاكاة
- بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها
- الغرب بين الحرية والادماج القسري
- عبداللطيف الحسيني: سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المت ...
- خطيئة مسعود البارزاني
- حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ ...
- أيديولوجية تشويه البيشمركة
- بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي
- مصطلحات مدموغة بوشاح العقل الكردي
- هواجس مواطنٍ لم يُقتل
- التحدي الكبير في الحربِ هو أن تتمثل دور الربيع في زمن القحط ...
- مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - عندما يستهدفك اخوانك