أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الجعفري و ماخوس و البانادول














المزيد.....

الجعفري و ماخوس و البانادول


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسب الموسوعة الحرة أن البانادول (Panadol) هو الاسم التجاري للباراسيتامول ويستعمل كخافض للحرارة ومسكِّن للألم، ولكن اللا معروف عن مفعول البانادول لدى العامة يشير إليه الطبيب فرزند عمر حيث يقول بأن أحد أساتذته في الطب علَّمهم حين كان الطلاب يستشيرونه بشيءٍ يخص أي مريضٍ ميؤوس منه، مِن المرضى الذين يحملون أمراضاً مستعصية تؤدي حكماً إلى الموت القريب، فكان يعلا وجه الطبيب ابتسامة عريضة خبيثة وهو يقول: أوصفوا له البانادول، بمعنى أنه سيستكمل المريض عندئذٍ طريقه إلى ديار الحق.
إذ من المفارقات الجميلة في أروقة جنيف هو حضور البانادول واستخدامه كإيحاء سياسي لجهة ثالثة كانت غائبة حاضرة، والملفت في الأمر إلى جانب حضور العقار الطبي وغياب المريض الموصى له الدواء، هو أن يتفق الأعداء المفترضون على شيءٍ واحد من غير درايتهما بذلك، ولكن من يدري لعلَّ المكنون الجوهري يُجمع على أشياء مشتركة ومركونة في الطبقات الجوفية لكليهما منذ ما قبل زمن العداوة؛ إذ قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمعارضة السورية منذر ماخوس في لقاءٍ مع قناة رووداو التلفزيونية بأن "مطالب الكرد مشروعة، إن حدد بمعايير المواطنة مستهزئاً في الوقت عينه من الحديث عن مطلب الفيدرالية للكرد في سوريا وقائلاً: "لا نعتقد أنه مطلب مشروع، يجب المحافظة على هيكل الدولة السورية، والعمل على كيانات شبه منفصلة ليس بصالح الشعب السوري" وهنا يتنصل السيد ماخوس من غير دراية ربما عن بعض ما جاء في سياق الاتفاقية الموقعة بين المجلس الوطني الكردي من جهة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من جهة أخرى، وفيما يتعلق باسم الدولة العربية السورية وتحفُّظ الكرد منه أكد ماخوس "أن هذا الاسم هو للدولة السورية وهو قائم حتى اشعار آخر، ولن نغيره بطلب من أي طرف آخر"، هذا كان من جهة المتحدث باسم المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، علماً أن المجلس الوطني الكردي بمجموع أحزابه هو جزء من ذلك الائتلاف.
أما من جهة رئيس وفد النظام بشار الجعفري فقد قال هو الآخر خلال مؤتمرٍ صحافي، أثناء إجابته عن مطالبة الكرد بالفيدرالية في سوريا فقال: "أن كل شخص يفكر بتقسيم سوريا، فليتناول حبة بانادول، وعليه أن يتخلص من هذه الأوهام" إذن وحسب السيد الجعفري فكل التضحيات التي قدمها حزب الاتحاد الديمقراطي في حربه مع تنظيم داعش كان هباءً منثورا، وأن قصة إدارته الذاتية لمناطق نفوذه هو مجردُ تكتيكٍ وقتي من قِبل النظام، وسيتم التغاضي والتساهل عما هو عليه الآن، إلى أن يحين الوقت المناسب لإلغاء الواقع القائم بجرة قلمٍ أو قرارٍ من قِبل الحزب الحاكم في دمشق.
لذلك فإن ما صرَّح به الجعفري تجاه الكرد وفق تصريحين متتاليين في جنيف؛ يضع حزب الاتحاد الديمقراطي في موقف حرج جداً أمام أنصاره ومعارضيه على حدٍ سواء، وعليه إذن فإما على الحزب المذكور تقديم براءة ذمته من هؤلاء، أي من فريق النظام الذي ينكر تضحياتهم عياناً جهارا، أو بضرورة الانقلاب عليهم اليوم أو بعده، وإلا فسيكون خائناً بحق دماء المئات من الذين كانوا قرابين أوهام الحزب في الادارة الذاتية، تلك الإدارة التي يراها الجعفري مجرد أوهام وقتية لا أكثر.
والمدهش في الأمر هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي بعد الصداقة السرية المتينة مع النظام كوفئ بطعنتين غادرتين متتاليتين منه، ومع ذلك لا يزال صالح مسلم يلهث مستعطفاً الجهات الدولية علَّهُ ينضم الى المباحثات القائمة في جنيف، وبالرغم من أن الجعفري حاول أن يقصم ظهورهم حتى قُبيل بدء المباحثات الجادة، إلا أن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي لا يزال ساعياً للالتحاق بركب الجنيفيين، حيث كشف صالح مسلم في حديثٍ له إلى صحيفة الحياة أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين بعد لقائه المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني مع مسؤول أميركي آخر في لوزان قبل أيام، وذلك لبحث احتمال انضمام الاتحاد الديموقراطي وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف3، إذن فلنفترض بأن الاتحاد الديمقراطي سيلتحق أو التحقَ بركب المجتمعين بجنيف، فهل يا ترى سيتجرأ صالح مسلم أو أحد من قيادات حزبه على الخروج من تحت ابط النظام البعثي بعد الذي صدر عن الناطق باسم الفرعون القابع في دمشق؟ أم سيعوِّد نفسه من الآن فصاعداً على تناول المزيد من حبوب البانادول، هذا إذا لم يأته رسول الردى من قاسيون وأنهى ما تبقى لديه من العمر الوجودي وخلَّصه بالتالي من وهم إدارته الذاتية لمناطق نفوذه.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...
- الطعنة
- بوادر تفكيك الأسَر
- الحدث الانساني ما بين التغاضي والاحتفاء
- لوثة الغريزة
- يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر
- إثم المتقي
- التعكز الحضاري
- المُنهارُ وعوائد السقوط
- الذريعة ومنافعها
- أحمد سعيد: العلويون اختاروا النظام خوفاً على ذواتهم وليس حبا ...
- متعلقاً بأهدابها
- عندما نناهض ما ندعو إليه
- الأوهام وزارعيها
- دونك أو دونه


المزيد.....




- الجدل يعود حول قانون الإيجار القديم بعد التصديق الرئاسي على ...
- ورقة براك: هل تقايض واشنطن سلاح حزب الله بمستقبل لبنان؟
- عشرات الضحايا إثر غرق قارب مهاجرين أفارقة قبالة سواحل اليمن ...
- إيران تعتقل 3 مشتبهين في ارتباطهم بـ-مجاهدي خلق-
- لبنان: هل الدولة قادرة على نزع سلاح حزب الله؟ وهل الحزب مستع ...
- إصابة ضابط إسرائيلي جنوب قطاع غزة
- طابور المساعدات انتهى بإعاقة أيمن ونقله لخيمة مهجورة بغزة
- 8 شهداء جراء التجويع بغزة ومقرر أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إب ...
- صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غز ...
- هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الجعفري و ماخوس و البانادول