أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - -براء- ومسيرنا الى الوراء














المزيد.....

-براء- ومسيرنا الى الوراء


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 20:34
المحور: المجتمع المدني
    


من على هاتفه النقال ارسل لي أحد اصدقائي قبل ايام صورة كاريكاتيرية لامرأة متسولة تحمل طفلين ويقف الى جانبها ثلاثة أخرين تمد يدها طالبة العطاء من امرأة، فتعطيها الثانية شريطا مانعا للحمل، وكأنها تقول لها : ما دمت غير قادرة على تلبية متطلبات ابنائك توقفي عن الانجاب، أعدت ارسال الصورة لكثير من أصدقائي، أحدهم يعمل صيدلانيا أتصل بي متألما وهو يقول: أتعرف يا صديقي بان كثيرا من الناس بدأت تفكر جديا بوقف الانجاب وان الطلبات على موانع الحمل ازدادت بشكل كبير هذه الايام اكثر من اي وقت مضى . ما تحدث به صديقي لم يأت من فراغ، فعلى الرغم اننا من الشعوب المحبة لكثرة الابناء الا ان ظروفا استجدت في السنوات الاخيرة غيرت من قناعات الناس، ولعل الضغط الاقتصادي أحد أهم تلك الاسباب، وبمقارنه بسيطة بين ما عشته مع اخوتي التسعة بمرتب والدي المعلم رحمه الله وبين ما يعيشه ابنائي الثلاث بمرتبي انا المهندس، فغلاء المعيشة وصعوبتها أجبرني على عدم التفكير بأطفال آخرين، ناهيك عن خوف المجهول وما تخبئه الايام القادمة من مفاجأة قد تمس مرتباتنا.
هذه ليست قناعتي وحدي فالكثير من أصدقائي حددوا النسل لسبب منطقي جدا، الاهتمام بطفلين او ثلاثة اسهل من الاهتمام بسته او أكثر ماديا ومعنويا، فالمدارس ما عادت كمدارس ايامنا، اعداد التلاميذ قليلة في الصف الواحد ومجهود المعلم كان أكبر، على عكس ايامنا فاكتظاظ الصفوف وانشغال التلاميذ بالفضائيات واجهزة (الايباد) أصبح من اهم اسباب تراجع التركيز لدى التلاميذ هذا ما يرتب على الاهل معاضدة المدرسة في عملها.
البعض لا يؤمن بقضية تحديد النسل وان حبه للأبناء وكثرتهم يطغى على كل تلك الاسباب، ولعل صديقي "باسم" خير شاهد، فعلى الرغم من كونه يعمل محاسبا في أحدى الدوائر الحكومية بمرتب بسيط الا انه متزوج من امرأتين، يحب الابناء كثيرا، ويرفض الحديث عن تحديد النسل بعدد معين فهو ينتمي للمتصوفة اللذين أكثر ما يتحدثون عن الزهد وبساطة العيش، لذا ابقى على كلا خطيه الانتاجيين ولم يوقفهما.
قبل ايام ولدت له طفلة جميلة كالبدر أسماها "براء" زرته مع صديق لي مهنئا مباركا تلك الوليدة، أحضرها غرفة الاستقبال ووضعها الى جانبي، لم تكف عن ابتسامتها الجميلة، ما عكر صفو لقائنا حديث ظهر على شاشة التلفاز لاحد المسؤولين يتوعدنا بسنة قاسية وصعبة، رفع صديقي صوت التلفاز ووجهنا كل حواسنا صوب المسؤول قلقين على مرتباتنا ومستقبل ابنائنا، حين كنت استمع للمسؤول انتقل بنظري بينه وبين الطفلة" براء"، اراها لازالت مبتسمة، حتى حين كان يتحدث المسؤول عن عجزنا المالي والاقتراض، وعن الاجراءات الموجعة التي تواجهنا في هذا العام. وقبل خروجنا من المنزل حملت "براء" وقبلتها وقبل ان اعيدها لأبيها همست في أذنها قائلا: ابتسمي يا حبيبتي كثيرا قبل ان تدركي معنى الاشياء، فستكبرين وتبكين كثيرا على ما ضاع من عمر ابيك وهو ينتظر وعود السياسيين، وقد تبكين على ايامك لأنك شئتِ أم ابيتِ يا "براء" تسيرين معنا الى الوراء.




#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلم الجديد خلطة الفرح والحزن
- ما بين البصرة والقصرين
- ما لنا وما علينا
- لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا
- موظفون تجوز عليهم الصدقة
- (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - -براء- ومسيرنا الى الوراء