أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء














المزيد.....

أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:52
المحور: المجتمع المدني
    


منذ فترة ليست قليلة وانا افكر في كتابة كلمات تصف رجلا اتخذته أخا أو أبا يزيح عني الهموم، تنسم هواء ابي الخصيب وأستظل بنخيله، وارتوى من مياهه، حتى أضحى خصيبيا حد النخاع، طيب القلب عطوفا حليما معطاء، وكأن قدماه تحمل الطيبة وتسير بها على الارض، وهو السيد احمد عبدالحسين مسؤول الشعبة الزراعية في ابي الخصيب التي انتسب لها، لكني تريثت لحين اقتراب موعد احالته على التقاعد كي لا تساور بعض القراء الشكوك بصدقي ودوافعي النبيلة ويحسبون ما اكتب تملقا(رحم الله امرأ جب الغيبة عن نفسه)، أن قرب موعد احالته على التقاعد سبب لي الما كبيرا زاد بداخلي الرغبة في الكتابة، فالحاج احمد ليس مجرد شخص عابر نجح في ادارة الشعبة الزراعية لأعوام طويلة، بل هو عقلية فذة استطاع توجيه موظفيه بالوجهة الصحيحة وزرع عندهم حب العمل والتفاني من اجله دونما وعيد او تلويح بعقوبات.
حالة ترقب ممتزجة بالألم تتمالك جميع موظفي الدائرة، تتنامى كلما اقترب موعد وداعه، فلقد ترك خزينا هائلا من الذكريات الطيبة، أجملها العبارة التي يخاطب بها أكثرنا " بابا" تلك التي عادت تطرق سمعي للمرة الاولى منذ ان رحل والدي رحمه الله الى مثواه الاخير قبل عقد من الزمان، كم هي جميلة ودافئة تلك العبارة، تفجر بداخلي احاسيس كثيرة، قد احتاج لأعوام كي تمحى من ذاكرتي فكان الله في عوني، وعون زميلتي فاطمة ابنة الشهيد التي لم تر والدها، رحل عنها ولم تزل طفلة صغيرة لا تذكر من ايامه شيء رحمه الله، لكنها سمعت كلمة" بابا" للمرة الاولى من الحاج احمد.
أن السيد أحمد من القلائل الذين لم تتمكن منهم سلاطين الجاه والغرائز، فلا يحمل في قبله من الكبر شيء و يرى المنصب تكلف لا تشريف، فيما يجد آخرون في ابسط مسؤولية فرصة للتنفيس عن ما تحمله نفوسهم القذرة، فهناك قول مأثور يقول: اذا اردت ان تعرف معدن الرجل اعطه سلطة، فالسلطة لا تغير الأشخاص بل تكشفهم على حقيقتهم، فالبعض لا يتحمل ان يكون مسؤولا ولا يجد ذاته القذرة الا من خلال تجريح من هم في مسؤوليته، فقناع الخلق والوسامة عنده يصبح شيء من الماضي، ويكشف عن انيابه وملامحه القبيحة.
بالأمس القريب غادر شعبتنا الزراعية نجمان لامعان تركا في نفوس موظفينا جرحا غائرا لم يندمل حتى الساعة ( السيد اسحق، والسيد عبد الرحمن) وهما لا يقلان طيبة عن السيد احمد، كانا ملاذين وينبوعين من ينابيع الحكمة والخبرة الوظيفية لكن وجود السيد أحمد بيننا عوض جزءا من الفراغ الذي تركاه، لكن ما لا نحتمله أن ندخل يوما غرفته ولا نجده فيها، أن العبرات الان تصل ذروتها وانا اكتب هذه العبارات، وقد يستغرب البعض، وليكون لكلماتي وقعها في نفس القارئ الكريم لابد من التحدث عن بعض ما يحمله من مزايا: سافرت معه قبل عام بإيفاد حكومي الى تركيا "والسفر يكشف معادن الناس ويظهر أخلاق الرجال"، ففي 15 يوما أمضيناها بين إسطنبول وغازي عنتاب وكهرمان مراس، لم افارقه ساعة واحدة، كنت احسب نفسي كريما لكني وجدت كرمي يضمحل امام كرمه، لم يكن يرضى بغير صدارة العطاء معي و الاخرين، في غرفة الفندق كان يقضي اكثر الليل قائما يصلى تارة ويقرا القران والادعية تارة أخرى، لم ينس أن يصل رحمه بالسؤال عنهم – حتى الاباعد منهم- ولم يكن يأبه لفواتير المكالمات الدولية الباهظة، هذه الافعال وغيرها لا يتسع المقام لذكرها زادني محبة واحتراما له واتسع هذا الحب ليشمل انتمائه، فهو بحراني الاصل والمنبت.
نسبت قبل عام مسؤولا عن اعلام الشعبة الزراعية، هذا الموقع اتاح لي فرصة مرافقته في جولاته وهو يتفقد بساتين ابي الخصيب، ما كان يلفت انتباهي في كثير من الاحيان انفعالاته التلقائية، يحزنه موت عصفور أو عطش شجرة، فيما تبرق عيناه فرحا حين تقع على أحد البساتين العامرة المخضرة. فيقول عنه مزارعو ابي الخصيب : أن اقصر واسرع طريق لتنفذ لقلب الحاج أحمد هو أن تبرهن له على انك ترعى النخلة وتعطيها حقها.
ختاما لا يسعني الا القول: وفقك الله ورعاك يا "بابا أحمد".



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء