أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة














المزيد.....

(الدرزن) الاخير والوانه القاتمة


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 20:15
المحور: المجتمع المدني
    




عبارات ترد على السنة البعض تشكل عناوين بارزة وعريضة تختزل حقبا زمنية عاشها العراقيون بحلوها ومرها، لها دلالات كبيرة، أكثرها مؤلمة ،فيقال ان الأحداث الفلانية حدثت في" سنوات الطواعين"، أو "سنوات القحط" أو "عام "الفيضان "،أو (عام الجراد) من يتأملها يجدها عناوين قاتمة لا تبعث على امل، ففي العنوان الاخير "عام الجراد"، غزا فيه الجراد المزروعات واجهز على المحاصيل برمتها، فلم تكن آنذاك المبيدات الزراعية منتشرة ومعرفة. أما في الماضي الاقرب فقد ظهرت عناوين اشد قسوة مثل "أيام حرب الشمال" أو " أيام الحرب مع ايران"، ومن ثم "حرب الكويت" و "أيام الحصار"، أما الايام التي نعيشها فلها عنوان عريض وبارز فتسمى " ما بعد السقوط".
منشغلون بهمومنا واسباب معيشنا، تمضي بنا الايام مسرعة، ، لكن بعض محطاتها ترغمنا أحيانا على تذكر الماضي، يمر بمخيلتنا مثل شريط سينمائي، ونتذكر معه عناوينه بارزه. أحد أصدقائي يعمل أجيرا في أحد معارض بيع الملابس الجملة، في معرضهم لغة "الدرزن" سائدة وينطقها عشرات المرات في اليوم الواحد، حتى صارت لازمة ملتصقة بلسانه، وتستحوذ على أكثر عباراته داخل المعرض خارجه، يسمي صديقي أعوام بعد السقوط بالدرزن، وهو محق فبعد ايام ستكمل سنتها 12 ، فالأعوام مضت بسرعة كبيرة.
ان لهذا (الدرزن) الوانه وطعمه المميز، أحداثه السريعة والمتلاحقة سيما أعوامه الاخيرة التي تتشابه أحداثها ببعض تفاصيلها بما نشاهده في افلام الهوليود، فلقد رسم لنا القدر أسوء سيناريو خيالي، أذ لم يكن بالحسبان أن تحتل اراض بهذا الحجم، وما أحدثه هذا الاحتلال من ماس وويلات، مثلما لم يكن بالحسبان أن يتدهور الاقتصاد على هذه الشاكلة. حتى غدة أيامنا سوداء قاتمة، لا كما رسمناها عام 2003. أن الحديث عن هذه الحقبة بحيادية، يحتم علينا عدم فصل تلك المرحلة عن سابقتها، فالعراق لم يشهد استقرارا منذ عقود، خاض حربين من اشرس الحروب، أجهزت على اليابس والاخضر، فعواقب الحربين كما هو معروف مدمرة اقتصاديا واجتماعيا، هذا ليس تبريرا لإخفاقات الحكومات المتتالية هذا (الدرزن) المركزية والمحلية، فكثير من البلدان مرت بأسوأ مما مر بنا، وتجاوزت محنها ونهضت واليوم تقف صلبة امام الهزات الاقتصادية، لكن حكوماتنا عجزت عن القضاء على السبب الاكبر للفشل (الفساد الاداري) المستشري في كثير من مؤسسات الدولة، فآفة الفساد اعادتنا لسنين القحط ما هو أخطر التي كانت تسببه اسراب جراد الفتاكة، لكن الفساد اشد فتكا فلا يستثني اليابس والاخضر، بل أمتد تأثيره ليشكل عامل احباط قوي للمخلصين واصحاب والايدي النظيفة.
أن غياب الرؤيا الاستراتيجية، والتخطيط الواقعي والمدروس القادر على استيعاب المتغيرات والمفاجئات من اهم اسباب ما نحن فيه من ضائقة مالية، فقد اختفت من أسواقنا العبارة الجميلة والتي تبعث على الامل الكبير (صنع في العراق) ، فجميع الخطط الاستراتيجية بنيت على عائدات النفط، والانجاز الاكبر صار زيادة الصادرات النفطية، التي ستخل حتما بخزين الاجيال القادمة، فكل الدراسات توكد بان النفط سينضب عما قريب، وان عشرات الاعوام تعتبر لحظة في عمر البلدان، هذا ما تنبهت له ببلدان لها ريادة نفطية وتمتلك مخزون هائل من العملة الصعبة واخذت تبحث ان استثمارات في مشارق الارض ومغاربها، مستثمرة عجز امتلاك البلدان الفقيرة لراس المال رغم توفر الاراضي الشاسعة والايدي العاملة الرخيصة، أن البلدان التي وضفت رؤوس اموال كبيرة في هذا المجال لم تتضرر مثلنا من انخفاض اسعار النفط .
ان لم يستوعب سياسيونا دروسا من اخطاء( الدرزن)الماضي، (فالدرازن) اللاحقة لن تكون ألوانها وردية، وستنقضي سنين العمر بالوان قاتمة عناوينها القحط والموت.



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة