|
المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
سمير عادل
الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 20:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد التشاور مع هيئة "الحوار المتمدن" في نشر الدراسة "المثيلوجيا الجنسية في الاسلام"، فقدمت لي مشورة مشكورة في تقسيم البحث الى اجزاء ثم نشره لتسيهل المتابعة من قبل القراء. وبعد ذلك سينشر البحث بشكل كامل في مكتبة "الحوار المتمدن. ولذا التجأت في تقسيم البحث الى 6 حلقات.
تطور الخيال الجنسي في الاسلام الى ميثولوجيا جنسية فريدة: ان الميثولوجيا الجنسية تبلغ أوجها في الفكر الاسلامي، وأن الخيال الجامح للاسلام على لسان مؤسيسه ومفكريه ومفسريه حول التخيل الجنسي اتجاه المرأة، فاتنة الاحلام لديهم، ادى الى ابتداع امرأة من وحي خيالهم سموها بـ" حور العين". ولنتابع كيف يتمنوها وما هي اوصافها في الايات القرآنية (( وحور عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون- الواقعة -22-23-مكية))، ( ) كذلك وزوجناهم بحور عين))- الدخان54-مكية، (( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين –الطور19- -20-مكية)). قبل تشريح الاوصاف التي نسجوها حول فاتنة الجنس في المخيلة الاسلامية، وكي نبين عمق الاغتراب الجنسي الذي يجسد ازدواجية التعامل مع العلاقات الجنسية بين الحياة "الدنيا" والحياة "الاخرة-الجنة" لابد من الاشارة الى مسألتين مهمتين حول المرأة-الجنس في المجتمع الاسلامي، كي نبين الترابط العضوي بين النظام القائم على العائلة البطريكية وبين قوانينه الفوقية تجاه الملكية الخاصة، وهي مسألة تنظيم العلاقة الجنسية وقضية الميراث. وكلا المسألتان توضحان ضمان اطلاق طموح وخيال الرجل الجامح حول المرأة-الجنس مع صيانة حقوق انتقال الملكية الخاصة نتيجة تلك العلاقة عبر المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. اي لا يمكن اطلاق العنان للغريزة الجنسية ومن ثم المخيلة الجنسية دون التفكير بتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية ووضع النواظم لها. ان سَنّ قانون العقوبات حول العلاقة الجنسية خارج مؤسسة الزواج الاسلام الرسمية هو من اجل الحفاظ على الملكية الخاصة وصيانتها وسبل انتقالها عبر المالك الاصلي وهو الرجل الذي يعتبر الاساس والعمود الفقري للعائلة في المجتمع الاسلامي الى الابناء. فالآية 2 ((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ-;---;-----;--- وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ-;---;-----;--- وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين. سورة النور-مدنية))، هي من اجل منع انجاب الابناء خارج المؤسسة الرسمية للزواج في الاسلام والتي بالتالي تكون المرأة وابنائها محرومين من الميراث، وسيضمن في نفس الوقت الميراث داخل المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي وعبر الرجل الاب. وبغير ذلك يعتبر باطل وليس من حق الابناء من الذكور والاناث المطالبة بالميراث اذا لم يكونوا نتاج المؤسسة الاسلامية الشرعية للزواج. وعلى الرغم من أن هناك اختلاف حول نوع العقوبة سواء الاكتفاء بالجلد او تنفيذ عقوبة الرجم بالحجارة لمن يمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية، ألا ان العقوبتين المشار اليها تدلان على منع اي خرق للمؤسسة الرسمية المذكورة. وقد ورد ذكر "الرجم" في سورة الاحزاب قبل النسخ ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم- 4-5- الاحزاب)). و يرى عدد من المفسرين ان الاية نسخت لكن حكمها ظل ساري المفعول، والطريف ان جدالات واختلافات الفقهاء من الخوارج واهل السنة وبعض الشيعة حول نوع العقوبة وانكار حالة الرجم لانها عقوبة قاسية مستدلين بآية النسخ تشبه كثيراً جدالات الدول الكبرى والحمقى من المسؤولين في الامم المتحدة والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان حول حظر استخدام اسلحة الدمار الشامل في قتل البشر ولكن شرعنة قتلهم بالاسلحة التقليدية. اي اذا عدنا الى موضوعنا، فكلا العقوبتان يقضيان بشكل او بآخر جسدياً او معنويا" على حياة من يمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. ففي ايران الجمهورية الاسلامية وطالبان افغانستان وداعش الرقة والموصل واسلام النفط في السعودية يطبق الجميع عقوبة الرجم بحق من يمارس الجنس خارج المؤسسة الاسلامية للزواج. وهكذا فإن الصورة التي يحاول ان يتبناها المجتمع الاسلامي من خلال المؤسسة الرسمية لزواجه، هي "نقاء الدم" فلا ((الولد المتبنَّى، ولا ولد الزنى ، ولا المولود من نكاح باطل أو فاسد- له الحق في الميراث -النظام الاسلامي)) اضافة اليه فلا يمكن ان يورث العبد سيده، و الذي بالتالي يسهّـل انسيابية نقل الميراث من الاب الى الابناء وحسب القوانين الاسلامية وحيث للذكر ضعف نصيب الانثى ((وصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ- 11 النساء- سورة مدنية)) ((ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم- 12 النساء)) اي في جميع الحالات فأن للرجل نصيب اكبر من الميراث، ويكون للولد نصيب اذا كان من صلب الاب وليس هناك اي لغط حول نسبه كما يقول مفسري القرآن أمثال القطربي وبن مسعود والطبري وبن كثير... ولقد سقنا كل هذه الادلة للتوضيح بأن البنية الاقتصادية للمجتمع الاسلامي استندت على النظام الابوي-البطريكي ويكون الرجل فيه هو السيد في البيت لان لديه ثروة حصل عليها خارج البيت –اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة-فريدريك انجلز. وهناك اوجه تشابه عديدة بين المجتمع الاسلامي الجديد والمجتمعات التي ساد فيها النظام الابوي مثل المجتمعات الرومانية واليونانية والاغريقية والفارسية والهندية والمصرية ومجتمعات وادي الرافدين بدرجات متقاربة من حيث يكون الرجل سيد البيت والمرأة لها منزلة دونية في جميع الحقوق وحيث الميراث ينتقل الى الابناء الذكور ويستبعد منهم البنات. بيد ان المرأة في الفكر الاسلامي تتحول كما كانت المجتمعات التي تسود فيها النظام العبودي الى جزء من الملكية الخاصة بشكل مطلق للرجل الزوج بعد انتقالها الى الاخرة-الجنة. وهنا يتقارب وضع المرأة في الميثولوجيا الجنسية الاسلامية مع الميثولوجيا الهندية، حيث عندما كانت تحرق جثة الرجل المتوفى، كانت المرأة تحرق وهي حية معه. يتبع
#سمير_عادل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6
...
-
المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
-
فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
-
النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
-
رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
-
بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
-
الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
-
من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
-
السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
-
الانحطاط الطائفي
-
هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
-
ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
-
بطاقة الخزي والعنصرية
-
الهة الفيضانات وقطع الرواتب
-
ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
-
حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
-
حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
-
عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
-
لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
-
مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
المزيد.....
-
31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال
...
-
وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و
...
-
-إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا
...
-
فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
-
حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس
...
-
31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان
...
-
في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل
...
-
الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد
...
-
إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
-
زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|