أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية














المزيد.....

فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 21:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبادل الادوار بين رجال الدين الذين يديرون السلطة السياسية في العراق وحكومة العبادي في افضل حالاتها. فمرة تعلن المرجعية بانها تؤيد اصلاحات العبادي واخرى تبدي عتبها وعدم رضاها على ادائه. وهكذا ومنذ ستة اشهر وحكومة العبادي ماضية في شد الاحزمة على بطون العمال والموظفين ومحرومي المجتمع ولا يصلنا غير هواء النفخ في ابواق مثقوبة.
وفي خضم ذلك يدلي وزير المالية هوشيار زيباري في مقابلة تلفزيونية له بأن الحكومة ستكون من المرجح غير قادرة على دفع رواتب العمال والموظفين في شهر نيسان المقبل. والسؤال هل ان هذه التصريحات نابعة من الحماقة في الوقت الذي نجد الاحتجاجات والتظاهرات لم تتوقف ضد سياسة تقشف حكومة العبادي، ام انها تكشف على ان حكومة العبادي ستنتهي من الطبخة التي اعدتها مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وخاصة عندما يقول الزيباري في نفس المقابلة بأن القرارات الاقتصادية مؤلمة لكن يقال إن أي "قرار اقتصادي إن لم يكن مؤلما فهو ليس بقرار". اي ان حكومة العبادي ماضية في اتمام مشروعها "الاصلاحي" التي طبلت المرجعية وزمرت له وتحاول اليوم ان تتنصل من مسؤليتها تجاه ما تخطط له حكومة العبادي وحصرها في اطار اقالة بعض المفدسين. فمثلما حولت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها العالم الذي نعيش فيه الى جحيم تحت عنوان "محاربة الارهاب"، حول تحالف المرجعية وحكومة العبادي حياة العمال والموظفين والكاحين الى جحيم الفقر والعوز تحت عنوان "محاربة الفساد".
ان ما وراء تصريحات زيباري هو اعداد المجتمع العراقي للقرارات المؤلمة، كما فعلت نفس المؤسسات المالية مع بولندا وروسيا والارجنتين وتشيلي والصين واندونيسيا وجنوب افريقيا والقائمة تطول. ان سياسة تلك المؤسسات مفادها بأن تتنصل الدولة من كل مسؤولياتها تجاه المجتمع وتجاه مواطنيها، وتعمل على تشديد ظروف العمل وتقليل اجور العمال وموظفيها كما فعلت في البلدان المشارة اليها. وليس عبثا ان يقول العبادي في اخر تصريح له بأن انخفاض اسعار النفط هو بالنسبة لنا ايجابي والكلام للعبادي لانه سيحفز الطاقات الذاتية لدينا. والمقصود هو عرض المؤسسات التي تديرها الدولة من اجل خدمة المواطن الى مؤسسات تدر الربح على الشركات ورجال الاعمال، سواء المرتبطين بالشركات والمؤسسات الاجنبية او الذين مرتبطين بأعضاء حكومة العبادي ولصوص العملية السياسية، مثل شركات الخطوط الجوية على سبيل المثال "فلاي بغداد" او الاتصالات مثل "زين" و"كورك" و"اسيا سيل"، او شركات تسويق النفط او المتعاهدين في شراء مفردات البطاقة التموينية..الخ.
ان الخطة المرسومة بعد غزو العراق هي تصفية قطاع التعليم والصحة والصناعة ورفع سعر المحروقات وخصخصة الكهرباء والماء والغاء مفردات البطاقة التموينية، وتحويل عمال وموظفي القطاع العام الى التقاعد اضافة الى ايقاف تشغيل العاملين الجدد فيه، متزامنا مع سن قوانين تحرم حق التظاهر والاضراب والتنظيم وتقييد الاحتجاجات تحت عناوين مختلفة. وليست مسودة مشاريع قوانيين حرية التعبير والحريات النقابية المعروضة اليوم على البرلمان الا جزء من رزمة متكاملة مع القرارات الاقتصادية لفرضها عنوة على المجتمع .
ان التبريرات التي تقدمها حكومة العبادي لفرض سياسة التقشف بأنخفاض اسعار النفط هي واهية. فقبل انخفاض اسعار النفط بسنوات وفي بداية غزو العراق وعندما تم تعيين في كل وزارة عراقية مستشار امريكي من قبل رئيس الادارة المدنية للاحتلال بول بريمر، كانت هناك محاولات حثيثة وجادة لتنفيذ الخطة المذكورة التي شرعهتا اليوم حكومة العبادي، الا انها اصطدمت باحتجاجات واسعة وكبيرة من قبل المنظمات العمالية والجماهيرية وطيف واسع من الشرائح الاجتماعية المختلفة. ان تنصل الدولة من كل مسؤوليتها تجاه المجتمع هو جزء من سياسة "الليبرالية الجديدة" التي تحدثنا عنها مرارا في اكثر من مناسبة. ولم تكن تلك السياسة مرتبطة بأنخفاض اسعار النفط او ارتفاعها، فلقد فرضت على البلدان التي ذكرتها في العقود الثلاث الاخيرة من القرن الماضي. وتستغل المؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التنمية الامريكي، اوضاع البلدان السياسية والاقتصادية كي تسدد ضربتها القاصمة، وتُحَمْلَ العمال والكادحين تداعيات سياستها وقراراتها الاقتصادية السياسية المجحفة والمؤلمة.
الان اصبح العراق اكثر جاهزية من فترة غزوه واحتلاله، حيث الحرب الداخلية والازمة الاقتصادية بسبب اعمال النهب والسرقة يضاف اليها انخفاض اسعار النفط، فآن الاوان للقرارات الاقتصادية المؤلمة حسب تعبير زيباري، ولكنها مؤلمة لجماهير العمال والموظفين والمحرومين وليس مؤلمة للصوص العملية السياسية.
ان تصريحات وزير المالية التي زامنتها تصريحات رئيس اللجنة المالية في البرلمان حول نفس الموضوع وبنفس المحتوى، تصب في تهيئة الارضية والاجواء والظروف لشن حملة اقتصادية ضد العمال والموظفين. فمن اجل ان يوافق العمال والموظفين على استمرار معاشاتهم ورواتبهم، فعليهم ان يقبلوا باصلاحات العبادي الجائرة والمباركة من المرجعية، والتي هي في الحقيقة هي هيكلة الاقتصاد العراقي بما يتلائم مع سياسة الليبرالية الجديدة والاقتصاد الحر.
ان العراق بأمكانه ان يسدد رواتب العمال والموظفين وفي ظل انخفاض اسعار النفط وتطوير قطاع الخدمات وتوفير فرض العمل والقضاء على داعش، اذا اصبح راتب رئيس الوزراء واعضاء الحكومة والبرلمان والقضاء ما يعادل راتب عامل ماهر، واذا ما الغيت جميع المناصب والمراكز التي اوجدت من اجل المحاصصة مثل الرئاسات الثلاثة وملحقاتها وغيرها، واذا ما شكلت لجنة لمراقبة الاداء المالي والخدمي من قبل ممثلي العمال والموظفين والكادحين.
ان تطوير التظاهرات والاحتجاجات يكون عن طريق الانتقال من خندق الدفاع الى الهجوم بالتسلح بالمطالب المشار اليها.. فبغير ذلك فأن شد الاحزمة على البطون سيصل الى حد قطع البشر في العراق الى نصفين.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية