أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - الهة الفيضانات وقطع الرواتب














المزيد.....

الهة الفيضانات وقطع الرواتب


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 01:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تحالف الطقس وقطع 40% من رواتب 4 ملايين عامل وموظف هو رسالة سياسية للمجتمع العراقي، مفادها بأن حكومة العبادي انتهت مناوراتها في تضليل الجماهير المحتجة بشعارها اصلاحات الحزمة الاولى والثانية والثالثة.. التي تدعمها المرجعية. فلم يجف حبر قرار سلم الرواتب الجديد حتى فعلت الامطار فعلتها لتغرق اغلبية مدن العراق بالفيضانات التي اجتاحت الساحات والشوارع واقبية البيوت ممتزجة بمياه بالقاذورات والمجاري، ولتعلن لحكومة العبادي وبالاخص لوزراء التيار الصدري التي يسيطرون على الوزرات الخدمية في حكومتين المالكي والعبادي منذ 9 سنوات "وهناك من يأمل من مقتدى الصدر قيادة ثورة ضد الفساد"، بأن الفساد عامل استمرارها وديمومتها، وتعتاش على كد وجهد وعرق الاغلبية المطلقة المحرومة في المجتمع العراقي. فليس صدفة ان تتزامن مع قطع رواتب 4 ملايين شخص مع الفيضانات، فالعامل المنظم بينهما هو فساد الهيئة الحاكمة في العراق من السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.
*****
وللعام الثاني على التوالي وفي عهد حكومتين للمالكي وبعدها العبادي، لم ينج المواطن من كارثة الفيضانات، وكأننا نعيد بتاريخ العراق قهقريا قرونا الى الوراء ليس على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي فحسب بل على صعيد الخدمات ايضا، عندما كانت تجتاح الفيضانات مدينة بغداد. رب من يقول ان قوانين المنطق والعقل تعجز عن ان تجيب على سؤال بالنسبة للانسان في العراق لاي جهة يجب ان يتوجه كي ينجو ويبقى بالحد الادنى لانسانيته على قيد الحياة. فعندما كان الانسان عاجزا في مواجهة الطبيعة ولا حول له ولا قوة امامها، فأخترع الالهة كي تكون منقذه، فها هي اله الشمس والمطر والرعد والبرق والزراعة والخصوبة والبحار والولادة.. الخ في زمن الاغريق والفراعنة والسومريين والبابليين.. واليوم وبعد اندثار كل الألهة وتقليل الانسان لمخاطر الطبيعة اذا لم نقل ترويضها، ونحن في القرن الواحد والعشرين فعن اية آله يبحث الانسان في العراق او يخترعه لانقاذه من المحنة التي يعيشها في ظل الاسلام السياسي واجنحته الغارقة حتى اذنيها بالفساد، والذي حل محل الطبيعة غير المروضة ليشيع الخراب والدمار في كل لحظة في حياة جماهير العراق. ما هي هذه الالهة التي يمكن على الاقل تصبره على ارتفاع درجات الحرارة في الصيف التي تصل الى درجات نصف الغليان وتنزل كالسياط على رؤوس الاحياء، وبعد ذلك على انتشار وباء الكوليرا والاوبئة التي انقرضت منذ سنوات في البلدان التي فيها اقل من ربع ميزانية العراق، ولم تنتهي الا وتجتاح الفيضانات حتى باحات البيوت ليكونوا ساكنيها عالقين لا يمكنهم من اعداد على الاقل الطعام كي يمكنهم على التفكير من اجل استيعاب الكارثة..
*****
دائرة المتوهمين بأصلاحات العبادي تتقوض ليس بسبب مماطلاته وضبابية برنامجه الاصلاحي مع سبق الاصرار والترصد، بل بسبب التكشير عن انياب حكومته ضد الاغلبية المحرومة في المجتمع العراقي. فليس سرا قبل اكثر من عامين قررت حكومة المالكي الغاء البطاقة التموينية الا انها سرعان ما تراجعت عنها بعد الغضب الجماهري، الذي هو اقل اذا ما قورن مع الاحتجاجات الجماهيرية التي تجتاح جميع مصانع ودوائر الدولة، بسبب السلم الجديد للرواتب وبموجبه تخفض معاشات العاملين بنسبة 40%. نقول ليس سرا ابدا بين ما ذهب اليه المالكي وبين ما يذهب اليه العبادي. ان العبادي كما كان المالكي من قبل يريد علاج الازمة الاقتصادية التي تعانيها حكومته عن طريق العلاج بالصدمة، وهو مقترح او سياسة صندوق النقد الدولي الذي يتربص الفرص منذ سنوات لتنفيذها في العراق. وهكذا يخرج علينا العبقري والعلامة الذي هو محل تبجيل الليبراليين مظهر محمد صالح المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء أن سلم الرواتب الجديد وفر ثلاثة تريليونات دينار. اي انه اعلان صريح ووقح بأن يسرق العمال والموظفين لترقيع ميزانية ينهبها اعضاء الهيئة الحاكمة في العملية السياسية. وعليه ان اصلاحات العبادي ليس اكثر من وهم يحاول ترويجها وتسويقها لاجل تنفيذ استراتيجية انقاذ سلطة الاسلام السياسي الشيعي. فكل ما روج له الاعلام من اقالة نواب الرئيس وتخفيض رواتب الحمايات لم تكن اكثر من زوبعه في الفنجان "انظر تصريحات المالكي.. اقالة نواب الرئيس غير دستورية"، وخلق هالة ضبابية لتسديد ضربته الحقيقية التي هي الهجوم على معاشات وارزاق العمال والموظفين في العراق.
وكلمة ليست هي الاخيرة في ردنا على الأله المنقذ، ان الأله المنقذ لجماهير العراق من الفيضانات والاوبئة وقطع المعاشات، الاله المنقذ من اصلاحات العبادي وحكومته التي يتربع على كراسيها عرابي الفساد، الاله المنقذ من خراب ودمار الاسلام السياسي للعراق هي الارادة، ارادة الجماهير التي توقف عجلة "اصلاحات العبادي" وتعمل على تروض الطبيعة. ان رص صفوف جميع العمال والموظفين في خندق نضالي واحد والتصعيد من احتجاجتهم هو المنقذ. انه لبشرى عظيمة بالنسبة للجماهير المحتجة بأن ينزل عمال النفط بقوة الى ساحة الاحتجاجات ضد قرار سلم الرواتب الجديد، فقوة عمال هذا القطاع وبالتلاحم مع بقية العمال والموظفين في عموم العراق، سيفرض التراجع ضد سياسة التقشف لحكومة العبادي واصلاحاتها المعادية حتى النخاع للعمال والموظفين..



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - الهة الفيضانات وقطع الرواتب