أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السلطة الحاكمة














المزيد.....

تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السلطة الحاكمة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 30 - 22:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للمرة الثانية يتكرر تقديس العفوية في الاحتجاجات الجماهيرية، الاولى كانت في 25 شباط من عام 2011، والثانية تطرح اليوم بقوة في الاحتجاجات التي تجتاح مدن العراق ضد الفساد وانعدام الخدمات وفقدان الامان.
ان المفارقة تأتي من ان مسألة تقديس العفوية لا تأتي فقط من مروجي الاقلام المأجورة واصحاب المخبر السري، الذين يعملون موظفين وطابور خامس في الاحتجاجات الجماهيرية لاحتوائها ومن ثم ثلم نصالها وطويها ووضعها في ارشيف التاريخ، بل يأتي ايضا من الذين يدعون الثورية سواء بحسن نية او بسوء نية من شخصيات او احزاب تعتبر نفسها يسارية وتقدمية وتدافع عن حقوق ومطالب الجماهير.
ان الطبقة الحاكمة التي تستحوذ على مليارات الدولارات، المتمثلة بأحزاب الاسلام السياسي بالدرجة الاولى ومن ثم القوميين العرب والاكراد تعطي الحق لنفسها للمشاركة في الانتخابات بأحزابها ومنظماتها السياسية، وتعطي الحق لنفسها في ترشيح الوزير الفلاني او المسؤول الفلاني لمنصب معين على قائمة ذاك الحزب او هذا، وتسرق بقدر ما تستطيع لاغناء احزابها وتوزيعها بالتساوي او بنسب متفق عليها على كوادر واعضاء احزابها، في حين عندما تخرج الجماهير للمطالبة بحقوقها، للمطالبة بالحد الادنى من الساعات بالنوم بعيدا عن الحر والبعوض، للمطالبة بضمان بطالة حتى تحصل على فرصة عمل، للمطالبة بأقالة الفاسدين الذين حولوا العراق الى سوق للسماسرة والقوادين..، فيجب ان لا تنتظم في احزاب او يجب ان تبتعد عن الأحزاب او عن شعاراتها، وان لا تقف خلف مطالبها احزاب خارج احزاب الطبقة الحاكمة وان لا تتطابق مطالبها مع مطالب اي حزب وايضا خارج احزاب الطبقة الحاكمة، الا في حالة واحدة فقط وهي التطابق اي تطابق تلك المطالب مع احزاب الطبقة الحاكمة مثلما هو الحال مع اصلاحات العبادي لا اكثر.
ان مروجي مرض تقديس العفوية يدركون جيدا في حالة رص صفوف الجماهير المحتجة تحت راية واحدة وشعار واحد ولائحة مطالب واحدة يعني تحول اتجاه رياح الاحتجاجات بأتجاه الحرية والرفاه والمساواة. وتعني هذا ان تكف الاحزاب الحاكمة ان تكون حاكمة وان يكف دوران دولايب السرقة والنهب والسلب، وتعني نهاية الفصل الطائفي والقومي الدموي في تاريخ العراق.
ان اي حزب او منظمة عمالية او جماهيرية تعتبر نفسها تحررية وتدافع عن المطالب العادلة للجماهير تتنصل من قيادة الاحتجاجات او تتدعي انها لا تساهم بها او ليس لها دور فاعل فيها، فهي محاولة فاشلة كي تسلك طريق الانتهازية الذي يخدم الطبقة الحاكمة مصاصي دماء الجماهير في اي زمان واي مكان. فمن جهة تحاول الاحزاب او المنظمات المذكورة زج جماهيرها بالاحتجاجات او جر حتى الجماهير الى المعركة لوحدها دون ان تنير طريقها وتتحول اليها كبوصلة نضالية لتحقيق اهدافها، ومن جهة اخرى تتنصل من مسؤوليتها بـ"التورط" في تلك الاحتجاجات من اجل الحصول على مكاسب حزبية تمنحها لها احزب الاسلام السياسي التي تدير دفة السلطة في العراق على شكل صدقات .
صحيح ان العفوية تخلق الوعي بشكله الجنيني لدى الجماهير، ولكن تقديس العفوية والاستسلام لها يعني تسليم الحركة الاحتجاجية على طبق من فضة الى احزاب الطبقة الحاكمة. وبمعنى اخر تقديم الجماهير المنتفضة بشكل طوعي وانتهازي على مذبح مصالح احزاب الطبقة الحاكمة. ولذا يؤكد العبادي كما يؤكد الحزب الشيوعي العراقي بأن الاحتجاجات عفوية. وهنا نقول ليس عبثا ان يهدد العبادي في كلمته بمناسبة يوم الشباب العالمي من تدخل جهات غريبة في الاحتجاجات، كي تبعد الجماهير المشاركة فيها عن بوصلة اي حزب سياسي معادي للعملية السياسية وتحديدا الشيوعيين. وابعد من ذلك وصف السفير الايراني في بغداد ان من يقف وراء الاحتجاجات جهات اجنبية، فالجميع يريد ان تصبح الاحتجاجات عفوية ولا تخطوا خطوات اكثر لتطوير وعيها، ولا تقف احزاب سياسية متطابقة مع مطالب الجماهير لا تساوم الحكومة ولا توافق على اصلاحاتها ولا تقبل ان تقع الجماهير فريسة لما تروج له المرجعية. لان اية حركة احتجاجية ذات مطالب ثورية وعادلة دون حزب سياسي ثوري منظم وقائد لتلك الحركة لن تصل الى اي مكان. وهذا ما علمتنا أياه تجربتي الثورة المصرية والتونسية التي وصلتا الى نقطة الصفر.
ان اولئك الشباب المنخرطين بكل حماسة واخلاص في الاحتجاجات الجماهيرية في العراق ويرددون بأنهم بعيدين عن الاحزاب السياسية، وان مشاركتهم هي عفوية، انما قرروا المضي في طريق الانتحار السياسي. وعبر هذا المقال الفت انتباهم، دون تنظيم ودون حزب سياسي ثوري مرشد وقائد يحدد استراتيجية الحركة الاحتجاجية وتكتيكاتها ويضع خطط الهجوم والدفاع، لا يساوم لا مع العبادي ولا مع المرجعية، لا مع الجبوري ولا علاوي، فأنه لا مجال لتحقيق المطالب لا اليوم ولا غدا مهما بلغ حجم التضحيات.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السلطة الحاكمة