أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير














المزيد.....

اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 23:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتصاعد اليوم حدة الصراع بين التيار العلماني في كردستان العراق من الشيوعيين والمثقفين التحرريين والنساء والشباب وبين الاحزاب والقوى الاسلامية حول سن الدستور. ان القوى الاسلامية التي تعمل بشكل طابور خامس وخلايا نائمة وتنتظر ساعة الصفر من داعش، فهي نظمت حملة سياسية ودعائية ضد مركز العلمانية في كردستان العراق، الذي يقود التيار العلماني ويجمع يوميا المئات من التواقيع وينظم الندوات والتجمعات، ويشن حملة سياسية واعلامية من اجل سن دستور علماني في كردستان العراق.
ان الاحزاب القومية الكردية والاحزاب الاسلامية المؤتلفة في برلمان كردستان شكلت لجنة لصياغة الدستور، التي يميل اغلبية اعضائها في تثبيت الشريعة الاسلامية اما كمصدر من مصادر التشريع او احد المصادر الرئيسية او المصدر الرئيسي الوحيد. ولا يخفى على احد ان الاحزاب القومية الكردية، ظلت طوال تاريخها مطأطأة الرأس للقوى الاسلامية وتحاول بأشكال مختلفة ارضائها. وليس في هذا اي جديد، ولكن الجديد هو ظهور داعش على حدود كردستان الذي تستمد منه الاحزاب والقوى الاسلامية بجاحتها وجرأتها بالتمادي على الحريات والحقوق الاساسية للبشر في كردستان العراق، من خلال وضع الاسلام في الدستور وفرضه كسيف على رقاب جماهير كردستان، وكأن جماهير كردستان بعيدة او غائبة عن ما حدث ويحدث من ويلات وماساة بسبب الاسلام السياسي وقوانينه في العراق.
ان القوى الاسلامية في كردستان العراق تدرك حجم جرائم الاسلام السياسي في العراق والمنطقة، وتعرف ايضا ما فعل داعش من اعمال السبي والتنكيل والذبح بحق النساء في سنجار والموصل وكوباني والرقة، وتحت راية الاسلام، ولم تخرج مع الاحزاب والقوى السياسية في كردستان في الاحتجاجات التي نظمت في كردستان العراق قبل اشهر ضد جرائم داعش في مدينة كوباني. ولكن مع هذا تحاول القوى الاسلامية المذكورة غض النظر عن جرائم حلفائها وتتحجج بأن يكون مصدر الدستور في كردستان هو الشريعة الاسلامية وبأن اكثرية مجتمع كردستان "مسلمين". وهنا يطرح سؤال بسيط لماذا اذن لم يكن دستور الدول الاوربية مصدره المسيحية، اليست الاكثرية هناك مسيحية! ولماذا لم يكن دستور دولة جنوب افريقيا مصدره الانسان ذو لون البشرة السوداء لانهم الاكثرية ويعامل البيض معاملة مواطن درجة ثانية! ولماذا لم يسن في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية دستور مصدره المرأة لانها تمثل الاغلبية ويكون بهذا (النساء قوامات على الرجال) في كل شيء: الوظائف، قانون الاحوال الشخصية، الميراث، المحاكم، ادارة الدولة... وليس العكس كما تريدها القوى الاسلامية في كردستان العراق اي (الرجال قوامون على النساء)، وهناك عشرات الامثلة الاخرى من الممكن ذكرها كي ندحض "ديمقراطية" الطابور الخامس في كردستان العراق التي تؤمن حسب مصالحها ومزاجها بالاكثرية والاقلية. وان حجة القوى الاسلامية في كردستان العراق هي نفس حجة قوى الاسلام السياسي الشيعي في العراق، التي تقول ايضا يجب ان يكون الدستور مصدره الاسلام الجعفري كما هو واضح في ديباجته، ويجب ان تفرض على المدارس المناسبات الدينية ذات الطقوس الشيعية، وان تتعطل الدولة والحكومة ومؤسساتها في ايام ميلاد ووفاة أئمة الشيعة، وان يكون رئيس الحكومة شيعي بأمتياز وان تكون حصة الاسد لاحزاب الاسلام السياسي الشيعي من السلطة والامتيازات والثروات لانه ببساط ان اغلبية المجتمع العراقي هم من "الشيعة". بيد ان الحجج التي يسوقونها هي حجج سخيفة وواهية وتناقض بشكل كلي مبادئ حقوق الانسان التي لا تؤمن بها تلك القوى قيد شعرة.
ان سن الدستور في كردستان العراق ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأكثرية المجتمع مسلم او غير مسلم، والذي يحسب المئات اذا لم نقل الاف امثالنا عنوة على الاسلام والمسلمين ونحن لا نملك اي دين غير الهوية الانسانية. بيد ان احتساب امثالنا على الاسلام والمسلمين يشبه جيش المالكي والمؤسسات الحكومية التي اكثر من 70% منهم فضائيين، كي يسرقوا الرواتب والمعاشات بشكل قانوني لاناس غير موجودين بالاساس. وهكذا يحسب الجميع في مجتمع كردستان مسلمين كي يمرروا دستورهم الذي يتغذى منه داعش وينمو عليه ويولد دواعش كل يوم.
واخيرا اقول ان تبجح الاسلاميين بالامس وقبل داعش هو طأطأة رؤوس الاحزاب القومية لها كما قلنا في بداية المقال. اي بعبارة اخرى ان استمرار هذه القوى او الخلايا النائمة لداعش في كردستان غير مرتبطة بأن مجتمع كردستان هم اكثرية مسلمة، بل مرتبطة بدعم الجمهورية الاسلامية في ايران واسلام النفط في السعودية وسياسات حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقوده اردوغان في تركيا، وان الاحزاب القومية الكردية موزعة بين تلك الاطراف وتعمل جاهدة بارضاء وتمرير سياستها في كردستان العراق التي تدعم بالنهاية القوى الاسلامية وتستمد قوتها منها.
ان قطع الطريق على داعش وانهاء تمادي الاسلاميين بالتدخل في الحياة الشخصية للافراد في المجتمع، وانهاء التهديد برفع سيف الشريعة الاسلامية وقوانينها على الحريات الانسانية والفردية في المجتمع هو بسن دستور علماني. وليتذكر الاسلاميين وكذلك الاحزاب القومية الكردية، بأن الكنيسة الكاثوليكية التي حكمت بالحديد والدم لقرون من الزمن في اوربا، اقصيت عن المجتمع وتحولت جرائمها الى روايات وقصص واحاديث ترويها الاجيال اللاحقة، فمثلما قضت ثورة 1789 على الكنيسة، فأن مجتمع كردستان كما المجتمعات المعروفة بالعربية ستشهد ثورة عنوانها القاء داعش وخلاياه النائمة في مزبلة التاريخ.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير