أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها














المزيد.....

في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 23:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، كان من المفترض وحسب الاعلام الحكومي واعلام مليشيات الحشد الشعبي، واعلام الاحزاب والقوى السياسية في العملية السياسية المتظررة من تممد دولة الخلافة الاسلامية ان تبدء عملية تحرير مدينة الموصل. الا انه وعشية الذكرى الاولى لسقوط الموصل نسمع ونشاهد ونعيش دوي سقوط مدينة الرمادي هي الاخرى. وقبل عام كتبنا وقلنا ليس هناك اختلاف بين ليلة سقوط الموصل بيد الوحوش العتاة الذين شربوا من فكر بن تيمية وعبد الوهاب، وبين ليلة سقوط مدينة بغداد بيد مجرمين محترفين ترعرعوا في مدرسة شيكاغو الاقتصادية، وعملوا بشكل دؤوب كي يصبح الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني يهيمن على السلطة السياسية في العراق، وما داعش الا احد نتاجاتهم السياسية. الا ان الفرق بين مجرمي داعش وبين ساسة شيكاغو الذين يتبرئون اليوم من تدمير واحتلال العراق امثال رامسفيلد، هو ان الاول يقطعون الرؤوس بأدوات قديمة مثل السكاكين والسيوف ليعلنوا عصر الفتوحات الاسلامية، اما الثاني فيسحقون الرؤوس بأسلحة حديثة وفتاكة لاعلان فجر "الديمقراطية".
في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، هم الحمقى لا غيرهم بأنتظار محاسبة ومحاكمة شخصيات سياسية متنفذة ومسؤولين عن تسليم مدينة الموصل على طبق من تنك الى عصابات داعش. ففي "العراق الجديد" عندما تسمع هناك لجنة تحقيقية شكلت من اجل الكشف عن ملابسات اية جريمة، فهذا يعني ان الجريمة اختفت وضاعت وحان الوقت لاسدال الستار عليها بشكل نهائي. وهكذا بالنسبة لملف تسليم مدينة الموصل وبيعها رخيصا الى ابي بكر البغدادي وزمرته المجرمة، فالفاعل سيبقى مجهولا مع سبق الاصرار والترصد.
في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، هم المتوهمين وحدهم يتوقعون بأن الولايات المتحدة الامريكية او ميلشيات قاسم سليماني بأمكانهما تنظيف ثلث مساحة العراق من اوساخ داعش. فبوجودهما العسكري توسعت حدود دولة الخلافة الاسلامية، واليوم اصبحت مدينة الرمادي هي الاخرى تنظم الى دولة الخلافة الاسلامية.
في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، تقزمت الامة العربية وتشضت الى امة طائفية، شيعية وسنية، واصبح تغيير الخرائط السياسية على الابواب، وستشهد الامم المتحدة زيادة في عدد ما ستسمى بالدول من الكانتونات والدويلات والاقاليم في المنطقة. واصبحت الميليشيات لها اليد الطولى كما نرى في "العراق الجديد" اذا لم نقل اصبحت حكامها الجدد لتكون الذراع العسكري والقمعي لسلطة الاسلام السياسي الشيعي في بغداد.
في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، فشل الاسلام السياسي الشيعي الحاكم من تعبئة الجماهير على صعيد العراق لمواجهة داعش، ولم ينجح في الترويج لكذبة الوطنية والوطن الذين اصبحوا هم سارقيه الرسميين وعابثي الفساد فيه، وحولوا "الوطن" الذي لم يكن ابدا للعمال والمحرومين حولوا كل زاوية من زواياه وكل مكان فيه الى مستنقع للنفايات والذباب والبعوض وكل الحشرات التي لاذت بالفرار من البلدان المجاورة، واصبح شعار الاسلام السياسي في هذه المرحلة: كل شيء من اجل محاربة داعش كما كان يفعل البعث: كل شيء من اجل المعركة، لمواجهة اسرائيل، بينما كانت الزنانين تفتح للمعارضين والعمال الذين يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية والمطالبين بالحرية والمساواة. واليوم وفي عراق داعش وسليماني، فأن عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى يطلق التهديد والوعيد لمن ينظم اي تظاهرة من اجل تحسين الخدمات. لانه في ذلك تحريض من جهات خارجية او تحركات مشبوهة حسب ادعائه، وهي نفس الذرائع الذي كان يستخدمها نظام صدام والبعث لقمع معارضيه. "فكل شيء من اجل محاربة داعش" للتغطية على جرائم الفساد واختطافات المليشيات والتطهير الطائفي والتعذيب في المعتقلات والسجون، والاعتقالات العشوائية التي دشنت منذ زمن الاحتلال وصعد منها المالكي وما زالت مستمرة في عهد العبادي، وعدم دفع رواتب الموظفين والعمال والغاء مفردات البطاقة التموينية اذا لم يكن الغائها بشكل نهائي والتنصل من توفير كل اشكال الخدمات لان "الوطن" في حالة خطر وانه في حرب مع داعش. في حين نجد داعش تقاتل وتذبح وتسلخ من جهة، ومن جهة اخرى تعمل على ترسيخ دولتها وعلى ادارة المدن التي تستولي عليها حتى ولو ليوم واحد وتحاول تقديم الخدمات مهما كانت بسيطة الى البشر الذين تحكمهم.
في الذكرى الاولى لسقوط مدينة الموصل، ان من ينشر القذرات لا يمكن تنظيف اوساخ غيره. اي بمعنى اخر لن يستطيع الأخوين النجيفي والعيساوي ولا الحرس الوطني السني ولا الماكنة العسكرية الامريكية او الحرس الثوري الايراني والحشد الشعبي من كنس داعش من العراق، في الوقت الذي عبدوا هم بقذارتهم مدن العراق كي تنمو وتتوسع دولة الخلافة الاسلامية.. لن يتنظف العراق من داعش ولا من المليشيات الا بأرادة وبقوة الجماهير نفسها، كما نظفتها في مدينة كوباني واعادتهم الى جحورهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها