أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي














المزيد.....

المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 02:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الكونترا او ثوار الكونترا وهم عصابة مسلحة انشأتها المخابرات المركزية الامريكية في نيكارغوا لاسقاط الحكومة اليسارية الموالية لاتحاد السوفيتي ابان الثمانينات. وتورط ثوار الكونترا في عشرات الجرائم ضد المدنيين والتي اختلق لها اي تلك الجرائم، مصطلحا عسكريا جديدا في قاموس الادبيات السياسية للبيت الابيض وهو ضرب (الاهداف الهشة) لتمريرها في الاعلام وسهلة التناول كي لا تخدش آذان من يسمعها. والاهداف الهشة يقصد بها المدارس والمستشفيات وغيرها من الاماكن التي لا تستطيع الرد عسكريا على عصابات الكونترا عند مهاجمتها قد تسبب خسائر في صفوف عناصرها وفي نفس الوقت كي تمارس اكثر ضغط على الحكومة لاسقاطها.
هذا السيناريو ونقصد سيناريو الكونترا اعيد العمل به في سورية منذ ان قررت الانظمة العربية بجميعا مشاربها، وبدعم الحكومات الغربية في اجهاض هبوب رياح الثورة المصرية والتونسية على البلدان التي تحكمها القوانين الاسلامية – القومية، والمعتقلات وادوات التعذيب وسيف الجوع والقهر الاجتماعي والسياسي والعوز الاقتصادي.
منحنى السخرية يصل الى اعلى مدياتها عندما يتم وصف ثوار الكونترا الجدد وهم جبهة النصرة واحرار الشام والذين يدورون في فلكهما بالمعارضة المعتدلة، مثلما كانت يتم وصف ضرب المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الاقتصادية لنيكارغوا بالاهداف الهشة. وليس صدفة او عبثا عندما تبث قناة "الجزيرة" القطرية وهي الواجهة الاعلامية والسياسية لتجميل قباحة صورة الاسلام السياسي السني، مقابلة لابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة ليعلن للتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بأنه لا ينوي مهاجمة الغرب مثل دولة الخلافة الاسلامية "داعش"، ولا يريد اعلان الخلافة الاسلامية وان جل عمله هو اسقاط نظام بشار الاسد. ومن هنا نفهم لماذا جبهة النصرة التي هي فرع القاعدة في سورية معارضة معتدلة. لانه ببساطة لجامها بيد قطر والسعودية وتركيا، وانها مروضة ولم تهاجم صاحبها لحد الان مثلما فعلت دولة الخلافة الاسلامية المعروفة بداعش.
ولا تكتفي بدعم العصابات المسلحة عند هذه الحدود فحسب، بل ان انتهازية الولايات المتحدة الامريكية وصلت الى حد بأنها صنفت جبهة النصرة في قائمة المنظمات الارهابية، بيد انها تسمح بتمرير الاسلحة والاموال من قبل السعودية وقطر وتقديم الدعم اللوجستي لها، من قبل القادة العسكريين والاستخبارات التركية لهذه العصابات من اجل تغيير المعادلة السياسية لصالحها وصالح حلفائها الاقليميين. وما تردده الدوائر السياسية ومراكز الدراسات الغربية وتصريحات المسؤولين الامريكيين، بأن الارهابيين يهددون امن الولايات المتحدة الامريكية، فهي ليس اكثر من ضربا كبيرا في النفاق والديماغوجية الاعلامية. فالسياسة الامريكية من الناحية العملية تقول غير ذلك. فتلك السياسة يراد من خلالها تحويل سورية الى دولة فاشلة وهم يدركون جيدا ان سورية سائرة في طريق تحويلها الى ليبيا جديدة. وما قاله قبل اشهر قادة الاتحاد الاوربي بأنه ما كان ينبغي اسقاط نظام القذافي لما الت اليها الاوضاع في ليبيا، تفضحها الاحداث الجديدة في سورية التي تكشف التقدم المفاجئ لجبهة النصرة واحرار الشام، تحت عنوان جديد وهو جيش الفتح واحتلالها لمساحات واسعة وتوجهها نحو العاصمة دمشق والمدن الساحلية. والحقيقة الباقية مهما حاول الحمقى من التعويل على السياسة الامريكية من انقاذ العراق من وحش داعش والارهاب، هو ما قاله بول بريمر الرئيس المدني لادارة الاحتلال في العراق وقبله نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ابان حكم ادارة بوش الابن، بدل ان نقاتل الارهاببين في واشنطن ونيويورك فلنقاتلهم في العراق. ولقد اثبتت الوقائع الحالية ما خططت له الهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية، فحسب التقرير الجديد لمجلس الامن الدولي فأن 25 الف شخص تترواح اعمارهم بين 15 – 35، تدفقوا كالصراصير الى سورية والعراق كي يقاتلوا في صفوف داعش والنصرة...
ليس صحيح ابدا بأن الدوائر الرسمية وغير الرسمية الغربية تعمل من اجل عدم اسقاط الدول في المنطقة او الحيلولة في عدم اعادة رسم الخارطة الجيوسياية من جديد في المنطقة. ففي هذه المرحلة التي هي انتقالية بأمتياز ليس مهما كم هي عدد الدويلات او الكانتونات اوالدكاكين التي ستتشكل، وليس مهما ان تتشكل دولة خلافة اسلامية جديدة بقيادة جبهة النصرة تزيح دولة الخلافة الاسلامية "داعش"، لكن المهم استنزاف الجمهورية الاسلامية وتقويض النفوذ الروسي في المنطقة. ان سمة المرحلة الحالية وطابعها المميز هي مرحلة الامة الطائفية سواء سنية او شيعية التي بدأت تحل محل الامة العربية، وتغيير عنوان الارهاب الذي كما زعموا لا دين له، الى ارهاب سني او ارهاب شيعي حيث لا بد من الباسه رداء طائفي كي يتم استخدام السلاح الملائم والمضاد له. ولم يكن اطلاق تسمية "لبيك يا حسين" على العملية العسكرية التي اعلنتها حكومة عبادي التي سرعان ما تراجعت عنها تحت الضغط الدولي، الا جزء من الباس الحرب الدائرة بين داعش وبين حكومة العبادي التي يقودها التحالف الشيعي بلباس طائفي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي