أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا














المزيد.....

-العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 21:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المساعي الجديدة لنوري المالكي الامين العام الحالي لحزب الدعوة ورئيس الوزراء السابق ليس العمل من أجل العودة الى ولاية ثالثة بل تبوء منصب رئيس ميليشيا "الحشد الشعبي". وهذا هو المثير في المشهد السياسي العراقي هو ان يحاول شخص شغل منصب رئيسا للوزراء لمدة ثمان سنوات، ويتنافس اليوم كي يكون رئيسا لميليشيا "الحشد الشعبي" مع هادي العامري امين عام ميليشيا منظمة بدر وقيس الخزعلي رئيس ميليشيا عصاب اهل الحق وابو مهدي المهندس رئيس ميليشيا حزب الله ومقتدى الصدر زعيم ميليشيا سرايا السلام "جيش المهدي" سابقا.
ويبدو اننا عدنا للعصور الاسلامية، فبفضل القوى والتيارات الاسلامية اعيدت التقاليد والمقولات السياسية في تلك العصور. فمقولة "البيعة" وهي احدى اليات اختيار خليفة او امير اسلامي، يجري التداول بها اليوم واول من استخدمها ابو بكر البغدادي الذي توج من خلالها زعيما اوحد لدولة الخلافة الاسلامية، والمالكي هو الاخر يحاول من خلالها تتويجه اميرا او رئيسا لميليشيا "الحشد الشعبي" المظلة الام للمليشيات الشيعية المذكورة، والذي لاقى رفضا من زعيم مليشيا سرايا السلام مقتدى الصدر، حيث رفض المبايعة للمالكي عندما قامت احدى فصائل تلك المليشيات بمبايعته، اذ قال اي الصدر، بأن البيعة للمالكي مخالف لتوجهات المرجعية.
ان نوري المالكي الذي من المفروض ان يحاكم على هزيمة جيشه بحكم مركزه كقائد عام للقوات المسلحة وتسليم نصف مدن العراق الى دولة الخلافة الاسلامية وغريمه ابو بكر البغدادي، يدرك ان اليد الطولى اليوم في العراق ليس للجيش ولا الشرطة الاتحادية ولا الامن الوطني ولا لاية قوة امنية اخرى، انما هي للميليشيات التي تدار من خلال فيلق القدس الايراني ورئيسه قاسم سليماني، ويدرك ايضا ان بأنتصار تلك الميليشيات التي ستتصدر المشهد العسكري سواء بأعلام مدفوع الاجر او بكفاءة قوات السليماني، يمكن ان تسترجع القليل من ماء وجهه عندما مني بهزيمة نكراء في الموصل، وعلى اثرها اقصي من رئاسة الوزراء ولم يجدد له لولاية ثالثة.
محاولات المالكي هذه ليس فيها اكثر من فقاعات اعلامية ودعايات فارغة بالنسبة لشخصه ولن تضيف اي شيء لرصيده الشخصي في المجتمع او لحزبه حزب الدعوة، ولكن تعكس مشهد سياسيا خطيرا ويجب التوقف عنده، وهو سطوة الميليشيات على ذلك المشهد وبأعتراف تقاير المنظمات الدولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، التي تبين حجم انتهاكات الميليشيات الشيعية كتفا الى كتف مع عناصر دولة الخلافة الاسلامية في التطهير الطائفي والديني. فليس عبثا ان شخصا مثل المالكي الذي شغل منصب رئيس الوزراء يحاول اليوم ان يكون رئيسا للميليشيا التي اشتهرت بالتطهير الطائفي بنفس القدر في محاربته لداعش.
والحقيقة تقال لو كان هناك نظام قضائي يتوافر فيه الحد الادنى من الاستقلالية والعدالة، ولو كان هناك الحد الادنى لمعايير حقوق الانسان في "العراق الجديد"، ولو كان النظام السياسي قائم على كل شيء الا المحاصصة الطائفية والقومية، لكان نوري المالكي النائب الحالي لرئيس الجمهورية يقبع في السجن ويقضي مدة حكمه مع سائر المجرمين والفاسدين. الا ان حكمة "العراق الجديد" تكمن في مكافئة الفاسد والفاشل بمنصب جديد ليس تكريما لانجازاته الاقتصادية والخدمية وانتصاراته العسكرية على دولة الخلافة الاسلامية، بل لتوفير الحصانة الدبلوماسية وحمايته من اي اذى قضائي قد يلحق به. ونضيف ايضا ان تجربة الاسلام السياسي علمتنا منذ غزو واحتلال العراق بأن شخصياتها ورموزها لا يمكن ان تعدو اكثر من اميرا او رئيسا لاحدى الميليشيات، اما رئاسة الدولة او البرلمان او الوزراء وصلت اليهم بغفلة من الزمن وبحماقة من القدر. وهكذا يصح المثل القائل، الشخص المناسب مثل المالكي في المكان المناسب. اي ان يكون امير ا او رئيسا لاحدى الميليشيات مثل "الحشد الشعبي" وليس رئيسا للوزراء.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا