أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - العبادي والهوية الطائفية














المزيد.....

العبادي والهوية الطائفية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مدينة كربلاء وبمناسبة عاشوراء أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء بأنه اعد خطة مع التحالف الدولي لتحرير الموصل والقضاء على داعش.. إعلان العبادي هذا يحمل في طياته رسائل سياسية الى العديد من الإطراف الا ان إطارها واحد اذ لا تتجاوز الهوية الطائفية ولن تكون عابرة لها مهما حاول المتوهمين به اي بالعبادي بانه سيكون افضل من سلفه والمنقذ للعراق ونقله الى بر الامان.
بالنسبة لنا ليس عجيبا ولا غريبا تصرف العبادي، فهو جاء من رحم حزب الدعوة الذي يستند على ايديلوجية طائفية بأمتياز، وعلى الرغم من أن العبادي حاول في كلمته ذكر الجريمة التي ارتكبت بحق عدد كبير من اناس من عشيرة البو نمر اذ قال "هؤلاء يقتلون حتى جماعتهم، يزعمون أنهم يدافعون عن أهل السنة وقد قتلوا الكثير من السنة"، الا انه وبشكل واعي لم يكن يريد تشويه صفائه الطائفي الذي كان المالكي افضل منه في بدايات ولايته الأولى حيث حاول الابتعاد عن المناسبات الطائفية وتقريب نفسه من المناسبات غير الدينية. والعجيب ان طيف واسع من النخب السياسية والثقافية حاولت كظم غيظها او قرأت رسالة العبادي على مضض او غضت الطرف عنها او في افضل الاحوال حاولت التغافل عن تلك الكلمة بمناسبة "عاشوراء"، وكأنها لم تكن ولم تكتب كي لا يصحو من أحلامهم الوردية ليصطدموا بالكابوس الواقعي الذي يجثم على صدورهم.
اعلان العبادي ليس فيه شيء جديد، الا ان الجديد في توقيته ومكانه، اذ اراد ان يقول لدولة الخلافة الاسلامية وحماتها من داعش بأنهم "سنة"، وان "الشيعة" يحيون ذكرى العاشوراء كي يستمدوا منها البطولة والحماسة ليقاتلونكم ويقضون عليكم، اذا قال في نفس الكلمة "أما نحن فنكون مع الحسين ومع الإسلام ومع العراق ضد هؤلاء، النصر حليفنا والعار والخزي لمن يحاربون الحسين والعراق والإسلام"، ومن جهة اخرى اراد ان يعبر للجميع بدءا من الدول الاقليمية التي تحمل اللواء الطائفي السني مثل تركيا والسعودية وقطر قبل حلفائه في العملية السياسية بأن هويته "شيعية"، وانه لو لا تحالف الاسلام السياسي الشيعي لما وصل الى سدة الحكم وان العراق وفي ظل سلطة الاسلام السياسي لن يغير من لونه ولا من طعمه، اضافة الى ذلك فان كلمته ايضا حملت رسالة واضحة الى اخوته في التحالف الشيعي بأن حزب الدعوة كان خلال اكثر من ثمان سنوات وسيبقى هو من يقود تحالف الاسلام السياسي الشيعي ولا يقبل من احد ازاحته، اما على الصعيد الاجتماعي اراد استغلال المناسبة المذكورة لتسويق كلمته في السوق الطائفية التي لها هذه الايام رواج اكثر من القومية والديمقراطية.
ان العبادي استغل مناسبة احياء ذكرى عاشوراء بشكل اكثر ذكاء من اسلافه لترميم الشارع الطائفي الشيعي، بعد ان هز تمدد داعش واعلان دولة الخلافة الاسلامية والهزيمة الماحقة للاجهزة الامنية والجيش عرش سلطة الاسلام السياسي الشيعي. ان الاشراف المباشر للعبادي على الخطة الامنية لتأمين احياء المناسبة المذكورة، وزيارة كربلاء ولقاء ممثل السيستاني فيها والاشادة بفتوى الجهاد الكفائي الذي وصفها بأنها حافظت على وحدة العراق، واصدار مكتبه بيان بالمناسبة وقبلها القاء كلمته المذكورة، كلها محاولات للتعبئة الطائفية واعادة البريق للشارع الطائفي الشيعي تحت لواء حزب الدعوة.
ومن هنا يجب ان يدرك اولئك المتوهمين بالعبادي ان ما يقوم به من الغاء المكتب العام للقوات المسلحة واحالة بعض القادة العسكريين الى التحقيق، والدعوة الى محاسبة بعض من عاثري الحظ على فسادهم، والتهويل الاعلامي للتعددية والديمقراطية والمحاولة لتغيير بعض الشكليات على مسودة النظام الداخلي لمجلس الوزراء التي قدمها سلفه نوري المالكي.. كلها خطوات شكلية لتفريغ الغضب والسخط العارم بين صفوف الجماهير والتفاف على الازمة الحقيقية، وهي فشل العملية السياسية وفشل الاسلام السياسي في ادارة السلطة في العراق وفشل مشروع "العراق الجديد"، عن طريق تحميله للذين لا حول لهم ولا قوة بينما رؤوس الازمة السياسية تتمتع بالحصانة والامن والامان.
ان المشاركة الفاعلة للعبادي في مناسبة احياء ذكرى عاشوراء لا تعني على الصعيد المحلي غير انه يريد ان يبلغ الجميع، بأن السلطة السياسية هي اسيرة التقسيم والمحاصصة الطائفية والقومية مع سبق الاصرار والترصد. وان الازمة السياسية في العراق ستبقى ملازمة للعملية السياسية المحتضرة ولكن ستأخذ اشكال مختلفة في كل مرحلة جديدة.
واخيرا ان العبادي ليس اكثر من عابر سبيل ولن يكن افضل من رفيقه المالكي، فالطائفية هي الايديلوجية التي تستند بوصلته عليها والمضي اكثر من ذلك، يعني اما التخندق مع الاسلام السياسي الشيعي او الانتحار سياسيا.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - العبادي والهوية الطائفية