أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - اليسار والعملية السياسية















المزيد.....

اليسار والعملية السياسية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يفكر بأن العملية السياسية في العراق بالامكان اصلاحها، فهو يغرق في الاوهام اكثر مما هو غارق في الاحلام. فالعملية السياسية اسست على دعامات المحاصصة الطائفية والقومية، وكل دعامة اطليت بالفساد الاداري والمالي والسياسي. وان اية محاولة بالاصلاح مهما كان بسيطا يعني دك الدعامات وتعريض العملية السياسية الى خطر الانهيار. وهذا يعتبر خط احمر بالنسبة لكل اطراف العملية السياسية وكذلك بالنسبة للسياسة الامريكية وسياسة الجمهورية الاسلامية.
فرص اصلاح العملية السياسية:
ان كل الصحف المأجورة تروج بأن ما يمر من اوضاع مأساوية بالعراق هي نتاج طبيعي للولادة (العراق الجديد) وهي ثمن الديمقراطية الناشئة في العراق. وهنا تنتشر اوهام جديدة اخرى، بأن عن طريق الديمقراطية من الممكن اصلاح العملية السياسية. والديمقراطية بالنسبة للمتوهمين بها او من يحاول نشر الاوهام حولها لغاية معروفة ومفضوحة في نفس الوقت، لا نفهمها ولا يريدون ان يفهموننا. فهم يُعَرَفونها فقط بأن هناك انتخابات اجريت. وبالرغم من ان الانتخابات هي احدى اليات الديمقراطية ولكن حتى هذه الالية عليها مائة علامة استفهام. ومنها على سبيل المثال لا الحصر انفاق بما يعادل ميزانيات دول كبرى على الانتخابات الاخيرة، والسؤال من اين استحصلت هذه الاموال من قبل الاطراف التي انفقتها؟ فعندما يختل التوازن بين اطراف متنافسة في انتخابات ما من حيث الانفاق على الدعاية تصبح غياب العدالة مشكلة بالنسبة(للديمقراطية) وتعرضها الى تساؤل حقيقي عن جدوى مثل هذا النوع من الديمقراطية. ومع هذا لا الانتخابات بأمكانها اصلاح العملية السياسية والتي شاهدناها واختبرناها على الاقل في انتخابات 7 اذار. فنصف مناطق بغداد اعلنت حالة حظر التجوال فيها لسقوط القذائف والصواريخ عليها ومنع العالم من الوصول الى صناديق الاقتراع وهو نفس الحالة التي حدثت في الموصل وديالى والانبار. وشنت اعتقالات عشوائية في العديد من المدن ومناطقها وبالاخص في بغداد عشية الانتخابات للحيلولة دون ادلاء سكان المناطق المصنفة بالسنية بأصواتها الى قوائمها المعروفة، ومع هذا اعلن بأن الانتخابات نجحت وكانت شبه نزيهة. اذن فلا الانتخابات، ولا حتى الديمقراطية تستطيع ان يكون لها مفعولها السحري. فالانتخابات تسمح فقط بتغيير توازنات بسيطة في العملية السياسية وليس اصلاحها وقلبها. وهذا ما حدث في ثلاثة انتخابات في العراق وعشرات الانتخابات في لبنان التي تشترك مع العراق بنفس نظام المحاصصة.

اما وعود المالكي بالاصلاح او حتى وعود اي شخص يحتل مركز المالكي بالاصلاح، فهو لن يكون اكثر من مادة للاستهلاك الاعلامي. فنظام المحاصصة يفرض من الناحية الموضوعية الفساد الاداري والمالي والسياسي. وان جميع الاطراف تأخذ مكانها في نظام المحاصصة مثل ترتيب احجار الدومينو، فأسقاط حجر واحد يعني اسقاط جميع الاحجار. فمن الحماقة التفكير بالقضاء على الفساد الذي يعني ضرب نظام المحاصصة في الصميم. وهذا ايضا خط احمر لن يسمح به اي طرف في العملية السياسية وحتى ان تبادلوا الاتهامات وتهديد بعضهم امام وسائل الاعلام، الا انه لن يمض احد في الخروج عن قواعد اللعبة السياسية التي رتبها نظام المحاصصة.
الوضع الثوري والعملية السياسية:
ان احدى المعضلات التي امام الحركة الثورية في العراق، هي تحديد ملامح وتعريف الاوضاع الحالية في العراق. ان الاتفاق على تصوير منسجم ومشترك حول الاوضاع المذكورة، سيمهد بالتالي الطريق لكيفية اتخاذ الموقف المناسب ومن ثم التكتيك المناسب اتجاه العملية السياسية.
ان تاثير الانتفاضات الثورية في المنطقة اثرت بشكل مباشر على الاوضاع السياسية والاجتماعية وحتى الفكرية في العراق. وقد شكل 25 شباط نقطة تحول تأريخية بالنسبة لمجمل الاوضاع السياسية والاجتماعية في العراق. ان حاجز الخوف قد انكسر و سلبية الجماهير بعدم تدخلها في تحديد مصيرها قد ازيلت وان مزاج المجتمع انعطف من اليمين بأتجاه اليسار. ويمكن وصف الوضع بشكل اخر وهو: لا الجماهير تقبل الاستمرار بحياتها المعيشية والمادية والسياسية مثلما كان قبل 25 شباط ولا اطراف العملية السياسية بأمكانها ان تستمر بالسلطة بنفس الطريقة قبل 25 شباط. ان دخول الجماهير الى معترك العمل السياسي غير المعادلة السياسية في العراق. واصبح الاستهتار بمصير جماهير العراق ومستقبلها يجد التصدي والوقوف بوجه.
ان المطالب التي رفعتها جماهير العراق، لن تتحقق بأصلاح سياسي او اقتصادي. ولقد حاول المالكي وخلال 100 يوم التي لم يبق منها الى 3 اسابيع وهي المهلة التي الزم حكومته بتحقيق بتلك المطالب، اما ايجاد مخرج له من هذه الازمة السياسية التي عمقها دخول الجماهير، او الحيلولة للالتفاف او قمع هذه الحركة الاحتجاجية التي اشتعلت شراتها في 25 شباط. ولقد فشل لحد الان، فلم يستطع تحقيق اي منهما وهو العارف بأنه لن يتمكن من تقديم اي اصلاح يذكر. وان تصريحاته الاخيرة بحل الحكومة والبرلمان بعد 100 يوم هو الاعتراف بشكل صريح بأن فرص الاصلاح ليس الى دق مسمار بالماء، اكثر مما هو تهديد لجميع الاطراف السياسية التي تحاول التنصل من مسؤوليتها اتجاه تداعيات فشل حكومة المالكي بتلبية مطالب الجماهير بعد المائة يوم.

مستقع العملية السياسية:
ومن هذا المنطلق كنا قد قاطعنا العملية السياسية، ووصفناها بأنها مستنقع لا قرار له. ولقد واجه موقفنا هذا العديد من انتقادات اليسار وحتى من قبل عدد من اعضائنا ومؤيدينا ومن اقرب الناس لنا عندما اعلنا مقاطعتنا لانتخابات 7 اذار وحذرنا من الدخول فيها. واليوم وبعد مرور اكثر من 14 شهر من الانتخابات الاخيرة تبين للجميع وخاصة اولئك الذين توهموا او تخدروا بأبواق الديمقراطية او بأنهم لمجرد الدخول في العملية السياسية من الممكن اصلاحها، نقول تبين بان العملية السياسية عبارة عن مستنقع يغرق فيه مجموعة من مافيا الاحزاب تمارس كل اشكال الفساد والاغتيالات والتصفيات الجسدية وهي التي تقوم بتدوير عجلة العنف والارهاب، وتقوم بنشر الافقار في المجتمع. ان مثل هذا نوع من المستنقع بأشد الحاجة الى ردمه وليس الى اصلاحه.
ومن هنا ليس على اليسار وحسب، بل على كل القوى التي ترى نفسها ثورية وتحررية ان تقاطع العملية السياسية وتعمل على فضحها وكذلك العمل على الاستعداد للتنسيق وتنظيم وقيادة الحركة الاحتجاجية في العراق لايصالها الى محطتها النهائية. ان الاوضاع الثورية في العراق لن تتكرر وان الجماهير على استعداد لاكمال الطريق الى النهاية شرط ان تجد الافق السياسي الواضح والقيادة الجسورة.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق
- شرق اوسطي جديد.. ليس بمفهوم الولايات المتحدة الامريكية ولا ب ...
- تشكيل الحكومة بين أزمة الإسلام السياسي الشيعي وأزمة العملية ...
- نبأ اعلان رحيل منى علي (ليلي محمد) عن الحياة
- الانتخابات وماذا بعدها؟
- العملية السياسية بعكازة واحدة لا عكازتين
- العملية السياسية والانتخابات، هل الثانية ستنقذ الاولى من الم ...
- الأكثرية الصامتة في الانتخابات.. بدء مرحلة جديدة
- رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء
- رسالة الى اعضاء وكوادر المؤتمر ومؤيديه في خارج العراق من اجل ...
- رسالة مفتوحة الى مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق
- مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها
- ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني
- رسالة الى القوى المناهضة للحرب والاحتلال في العالم بمناسبة ا ...
- رسالة حول الاستعداد الكامل لمؤتمر حرية العراق للعمل المشترك ...
- التهديدات التركية وتأثيرها على الخارطة السياسية والدور الذي ...
- لا لفدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية
- لترتفع الأصوات في 24 أيلول ضد احتلال العراق ومشاريعه الجهنمي ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - اليسار والعملية السياسية