أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الأكثرية الصامتة في الانتخابات.. بدء مرحلة جديدة















المزيد.....

الأكثرية الصامتة في الانتخابات.. بدء مرحلة جديدة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لابد لأي امرؤ يمتلك ذرة من الضمير والامانة ان يعترف بأن النظام الديمقراطي المزعوم هو اكثر الأنظمة السياسية زيفا ونفاقا وفسادا. فليس مهم عدد المقترعين او عدد المشاركين في الانتخابات، لكن المهم هناك نفر يذهب الى صناديق الاقتراع ليعلن بعدها نجاح الانتخابات.
تصريحات المالكي ونفاق ممثل الامم المتحدة في العراق ودعايات الاعلام المأجور، تأكد شيئا واحدا بأن انتخابات مجالس المحافظة هي نقطة حاسمة ومنعطف كبير بالنسبة للمجتمع العراقي. والادارة الامريكية تشيد بالانتخابات و(الديمقراطية) التي سوقتها اذا لم نقل فرضتها على جماهير العراق. وابعد من ذلك يصرح المالكي بان العراقيين لم يختاروا في هذه الانتخابات، القائمة الطائفية، او بعبارة اخرى تخلصوا من العبء الطائفي. اما المتوهمون من الليبراليين والعلمانيين وبعض اطياف اليسار استنتجوا من ان هذه الانتخابات قوضت مكانة الإسلام السياسي، ولم يقولوا لنا في السلطة او في المجتمع! وفي الحقيقة وبالرغم من انها مرة فان كل تلك الاستنتاجات والدعايات ليس الا خليط يمتزج فيه ضرب من الاوهام والنفاق السياسي وذر الرماد في العيون وتشويه الحقائق!
اولا: ان قائمة المالكي التي سميت بدولة القانون هي قائمة طائفية لا تختلف عن قائمة الائتلاف الشيعي التي عرفت بالائتلاف العراقي الموحد. وان قائمة المالكي استثني منها جماعة الصدر والمجلس الأعلى كان تكتيكاً سياسيا نأى المالكي بنفسه عن الجماعتين التي عرفا عنهما في المجتمع بالتطهير الطائفي. ويضاف الى كل ذلك، بأن قائمة المالكي لم تفوز في المناطق التي عرفت او صنفت بالسنية. وهذا يعني ان ما يدعيه المالكي بأن المقترعين اختاروا (الهوية الوطنية) ليس الا هراء ولن يعدو اكثر من دعاية سياسية لقائمته الطائفية وطمس ماهية الانتخابات ونتائجها التي لم تختلف عن سابقاتها.

ثانيا: ما يحاول ان يسوقه المتوهمين من ثلة من المثقفين الليبراليين، بأن جماعة الاسلام السياسي تقوض مكانته من خلال نتائج الانتخابات، هذا التصور يشبه تصرف النعامة في دفن رأسها بالوحل عندما يداهمها خطر ما. فمن ينظر الى نتائج الانتخابات فيدرك دون اي عناء بأن قائمة الاسلام السياسي الشيعي اعادت انتاج نفسها وقوت من قبضتها على السلطة. فقائمة المالكي المعروف بقائمة حزب الدعوة وقائمة المجلس الاعلى والصدريين هم الذين سجلوا المراكز الاولى في اغلبية المحافظات كما كان الحال في الانتخابات الفائتة. وان خسارة المجلس الاعلى لبعض نفوذه في الانتخابات لم تكن امام التيار اليساري والعلماني او القوى القومية بل كان أمام منافسه وهو قائمة حزب الدعوة.

ثالثا: في هذه الانتخابات وبعكس ما يحاول ان يصوره اولئك الذين قالوا ان المجتمع العراقي يمقت اليوم الإسلاميين بسبب جرائمهم وفسادهم الإداري، فأتوماتيكيا سيعتلي التيار العلماني السلطة ويفوز في الانتخابات، فأن اكثر الشخصيات التي عرف بنفسه وقائمته على انها علمانية هو اياد علاوي والقائمة العراقية، نقشت على احدى بوستراته الدعائية صورة لاياد علاوي وهو يقبل القرآن، وبعد ذلك ذهب لزيارة السيستاني ليحصل على مباركته وهي رسالة واضحة الى الذين سينتخبونه او الذين سيعقد التحالفات معه. اي كان يدرك جيدا ان من يشترك في هذه الانتخابات ليس الجماهير او القاعدة العلمانية التي ضجرت ممارسات الجماعات الاسلامية والتي سأتحدث عنها في النقطة اللاحقة. والجدير بالذكر ان قائمة علاوي حصلت على المركز الثاني في المناطق التي فيها نفوذ للقوميين وللبعثيين. اما المناطق التي كان قد راهن عليها بوطنيته وغير طائفيته، فسجلت لصالح قوائم الإسلام السياسي الشيعي والسني.

رابعا: لقد طبل كثيرا حول نزاهة الانتخابات وشفافيتها التي لم تكن لا شفافة ولا نزيهة الى ابعد الحدود. وبلغت عمليات التزوير الى اقصى مدياتها بدء من فقدان صناديق الاقتراع بعد الانتخابات وعدم وجود الآلاف من الأسماء الذين لهم حق الاقتراع وتمرير صناديق فارغة وملئها بالأوراق الانتخابية وتهريب صناديق اخرى وتغيير نتائج انتخابات المراكز الانتخابية… الخ من البلاوي التي حصلت في الانتخابات، ومع هذا لن تغير نتائج الانتخابات وكيفية إجراءاتها القراءة السياسية لنا. فالأموال التي بذخها الاطراف التي تشارك في السلطة على الدعاية الانتخابية وشراء الاصوات بشكل فاضح لم يسبق لها مثيل في العالم، كان لها ان تصرف على الخدمات الاجتماعية والمستشفيات وتصليح مياه الصرف وتنظيف المدن من النفايات...اي بعبارة اخرى كان لها ان تنفق على مجتمع يأن كل زواياه من مرض وألم وفقر وجوع وخراب.

وكي لا تنطلي علينا النسب التي اعلنتها المفوضية العليا غير المستقلة بأن عدد الذين شاركوا في الانتخابات 51% بما فيها عمليات التزوير، لنأخذ بغداد كمعيار لتقييم الانتخابات على مستوى العراق. فبغداد تعتبر النموذج الامثل لتقييم تلك الانتخابات، حيث ما زال هناك العديد من المناطق تحت سيطرة ونفوذ مليشيات طائفية وكذلك وجود مناطق يسكنها اطياف متنوعة وقوميات متنوعة واناس من مختلف العقائد. اي يمكن ان نأخذ مدينة بغداد كصورة للعراق المصغر. فحسب النسبة التي اعلنتها المفوضية فأن عدد المقترعين في بغداد لم يبلغوا اكثر من 40%. واذا طرحنا 5% وليس اكثر من ذلك الرقم ( وهي نسبة عمليات التزوير) حتى لا نظلم المفوضية العليا ولا نسقط نحن في كمين المبالغة يصبح لدينا النسبة 35% من الذين شاركوا في الانتخابات التي هلل لها جوقة الحكومة. اي ان 65% من الذين يمتلكون حق الاقتراع لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع. بعبارة اخرى ان الاغلبية الكبيرة قاطعت الانتخابات. بيد ان الاضواء سلطت على 35% من الذين شاركوا في مهزلة الانتخابات. وهذا ما قلنا في بداية مقالنا، فأنه ليس مهم النسبة التي اشتركت في الانتخابات، لكن المهم ان صناديق الاقتراع لم تعد فارغة الى أدراجها وهو سر نجاح النظام الديمقراطي في (العراق الجديد).

خامسا: ان 65% من الذين لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع هم النسبة الحقيقية التي تقول كلمة الفصل. وفي الحقيقة ان النسبة المذكورة التي شاركت في مهزلة الانتخابات هي نفسها التي شاركت في جميع الانتخابات التي نظمت مهزلتها خلال السنوات المنصرمة في (العراق الجديد). ولكن لنعترف اولا ان الاعلام لعب دوره في تزييف حقيقة الصورة التي حجبت في تلك الانتخابات. وعلاوة على ذلك ان المسألة لن تنحصر عند هذه الحدود بل تعميم صورة اليأس وترسيخ حالة الاحباط في عدم تغيير الاوضاع. وهذا هو المهم في التقييم الاخير بالنسبة لبرامج الاحتلال والمجموعات الطائفية والعرقية التي تريد ان تمسك بزمام السلطة بشكل ابدي. وايضا تعميم تصور في المجتمع بأن الاغلبية هي من تريد القوى الاسلامية ( الاغلبية: تعني من شارك في الانتخابات وليس من لم يذهب) وعليه ان التيار العلماني لا حول له ولا قوة. وعليه اما ان يسكت ويقبل الواقع او ينصاع الى القوى الاسلامية ويشارك في مهزلة الانتخابات ويعطيهم الشرعية ليقبل بفوزهم اخيرا.

ولا بد لنا كقوى تحررية وثورية في المجتمع ان نقلب هذا التصور. فهذه ليست كل الحقيقة، وليست هذه كل الصورة. ان من يريد ان يغير الواقع فعليه ان يعول على 65% من الذين قاطعوا الانتخابات وهم القاعدة العلمانية والمحتجة ضد الاوضاع القائمة والتي قالت كلمة الفصل حين قاطعت الانتخابات. وان هذه الاكثرية التي لم تسلط الاضواء عليها بشكل مقصود لم تجد من يَفَعّل دورها. ان الانتخابات التي جرت كشفت مسألة واحدة وهي ان الصراع بين التيار الاسلامي وبين التيار الذي يريد ان يطوي صفحة كل من تسبب بالقتل والدم ووسع من رقعة البؤس في العراق، قد اصبح اكثر شفافية وستشتد رحى هذا الصراع في المرحلة القادمة*. الى جانب ان الصورة اصبحت اكثر وضوحا الآن وبدء عملية الفرز الحقيقية التي كانت مشوشة وغير واضحة طوال الفترة المنصرمة.
 
 
*وهذا بحد ذاته يكشف سعي جماعة الصدر في تأسيس مجموعة سميت بالممهدين وتتصدر أولوياتها محاربة العلمانيين من خلال فتح الدورات التعليمية والتدريسية في الفقه والتاريخ والدين..لمن يتم الاختيار عليهم وتضمهم في صفوفها.





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء
- رسالة الى اعضاء وكوادر المؤتمر ومؤيديه في خارج العراق من اجل ...
- رسالة مفتوحة الى مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق
- مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها
- ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني
- رسالة الى القوى المناهضة للحرب والاحتلال في العالم بمناسبة ا ...
- رسالة حول الاستعداد الكامل لمؤتمر حرية العراق للعمل المشترك ...
- التهديدات التركية وتأثيرها على الخارطة السياسية والدور الذي ...
- لا لفدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية
- لترتفع الأصوات في 24 أيلول ضد احتلال العراق ومشاريعه الجهنمي ...
- يجب إيقاف الشهرستاني عند حدوده
- مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار
- رسالة تقدير وشكر الى الذين بعثوا برسائل التعازي والبرقيات ال ...
- ما الذي على اليسار أن يفعله؟
- لن تثني ممارسات واعمال القوات الامريكية المجرمة من عزيمة ومو ...
- لنتصدى لقانون النفط والغاز ولنعمل من اجل إحباط تمريره على جم ...
- مقابلة مع سمير عادل رئيس مؤتمر حرية العراق حول وثيقة كركوك ا ...
- المؤتمر الفاشل في بغداد
- طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن
- المافيا تنفذ حكم الإعدام على صدام حسين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الأكثرية الصامتة في الانتخابات.. بدء مرحلة جديدة