أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...














المزيد.....

-الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل انتهاء عام 2014 نشرت مئات التقارير والاحصاءات والارقام حول اعداد القتلى والجرحى واللاجئين والاعدامات وخروقات حقوق الانسان بمختلف اشكالها، واغلبية تلك الارقام جاءت من البلدان التي وصفت بحلول "الربيع العربي" عليها. وفي خضم تلك الارقام رسمت صورة تشاؤمية قاتلة حول مستقبل الشعوب القاطنة في البلدان المذكورة ليتوج بافكار وتصورات بأن "السني" و"الشيعي" و"المسيحي" و"الايزيدي" و"العربي" و"الكردي" و"التركماني" في العراق وسورية ولبنان.. لا يمكنهم العيش معا بعد الان بسبب هزيمة "الربيع العربي" او انتهاءه الى فضيحة مجلجلة على حد تعبير غسان شربل رئيس تحرير جريدة "الحياة" اللندنية وهي من اكبر الصحف واكثرها انتشارا باللغة العربية في العالم. وافتتح الهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" في باريس العام 2015 ليكمل الصورة او المشهد العام الذي يخيم على سورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن، وليؤكد ماذهب اليه محللي ومفكري وكتاب العام الماضي على فقدان الامل وغياب الافاق المستقبلية ليس في البلدان التي حل عليها "الربيع العربي" فحسب بل على العالم اجمع.
بيد ان هذا المشهد وضع السيناريو له فقط من جانب الحكومات والدول والانظمة التي تمثل المؤسسات المالية والاقتصادية واصحاب الشركات العملاقة، وهي وراء تحويل الانتفاضات الجماهيرية التي اجتاحت مصر وتونس وهب نسيمها على تلك البلدان الى بحار من الدماء وحولت ساحاتها الى مخيمات للاجئين والنازحين ليكون درسا لكل انسان يفكر بالتغيير والثورة والمساواة والحرية والرفاه. وهذه الحقيقة غيبت مشهدها بالكامل. وببساطة لو ان الانتفاضة او الثورة المصرية والتونسية كتب لها النجاح ولم تعط الفرصة للالتفاف عليها لما كان هناك سيناريو الدم والقتل في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، ولذابت الهويات القومية والطائفية والدينية الى ابد الابدين، ولما كان هناك شيء اسمه دولة الخلافة الاسلامية واستطاعت تعبئة مريديها للهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" في باريس.
ان ما سمي كذبا وافتراء با"الربيع العربي" لاظهار الاعلام الغربي المأجور والناطقة بأسم الدول والانظمة الغربية بأنه متعاطف مع مطالب الجماهير التي خرجت في شوارع مصر وتونس والبلدان الاخرى من اجل رغيف خبز والحرية، حولوه الى سما واطعمه لشعوب البلدان المذكورة، ذلك السم هو اما القبول بدولة الخلافة الاسلامية واللجوء والتشرد والموت بردا او غرقا في احدى البحار عندما تحاول الهروب الى احدى الدول الغربية، او الموت غيضا وكبتا في ظل دولة استبدادية ووحشية وفقر مدقع لك ولاولادك وبناتك... اليوم اصبح قاطني باريس يتناولون نفس السم الذي اطعمته الاقطاب العالمية مثل روسيا والصين وامريكا وبريطانيا وفرنسا لجماهير البلدان التي هبت عليها نسيم الثورات المذكورة. فمثلما كان "الربيع العربي" هو هدية للمؤسسات الرأسمالية في ترسيخ عبوديتها ووحشيتها واعادة صيانة اجهزتها الفكرية والسياسية والامنية، فأن الهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" سيعطي الفرصة في الغرب لتقويض الحريات وحرمان الهاربين من جحيم البلدان الذي تحولت الثورات فيها الى جحيم لا يطاق من حق اللجوء ومنح العيش الامن لهم والتشديد في دعم القمع والاستبداد تحت عناوين الحفاظ على هوية الامة والحرب على الارهاب وصيانة امن المواطنيين...الخ من تلك الأكاذيب.
بيد ان هذا السيناريو الجديد الذي دشن العمل به في الشرق، ويراد العمل به وتعميمه ايضا في الغرب ولكن بأشكال مختلفة يجب الوقوف بوجهه. وان فضح هذه السيناريوهات، وتعرية الصورة القاتمة التي يحاول فرضه على مستقبل الجماهير في العالم هو مهمة الشيوعيين بالدرجة الاولى. فاليوم ليس المصنفين قوميا او المصنفين دينيا او المصنفين طائفيا لا يمكنهم العيش معا كما تروج لها المؤسسات السياسية والدعائية الممولة من دولة ومؤسسات مخابراتية تحرك الاحزاب القومية والطائفية في الشرق فحسب بل انه يعمم هذا المشهد ايضا في الغرب بأنه لا يمكن للمهاجرين العيش مع الفرنسيين والألمان والبريطانيين، ولا يمكن للمسلم ولا اليهودي ولا المسيحي في تلك البلدان العيش معا أيضا...
ان الاهداف المرسومة وراء تلك الصورة التشاؤمية هي سلب الارادة الانسانية من قبل الدول والانظمة الحاكمة، وتحويل البشر الى اداة طيعة بيد الاجهزة الاعلامية والامنية والسياسية واصدارهوية قومية وطائفية مزيفة ووصمها بهم، ليتنقلوا بها هنا وهناك مقابل منحهم حق البقاء على قيد الحياة وليس ابعد من ذلك.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية


المزيد.....




- بعد صدمة فيديوهات الأسرى.. جادي آيزنكوت يحمّل نتنياهو مسئولي ...
- تصاعد المطالب الأميركية اليهودية لإغاثة غزة وسط أسوأ أزمة إن ...
- السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية ...
- الأردن.. إجراءات بحق جمعيات وشركات مرتبطة بتنظيم -الإخوان-
- إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...