أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد














المزيد.....

القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 20:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، يوم الاحتجاج ضد التمييز والظلم والاستغلال الجنسي للمرأة، لابد من التنويه واعادة الذاكرة الى ما قبل عام، كيف ان مجلس الوزراء صوت على مسودة القانون الجعفري الذي يبيح اغتصاب الاطفال الاناث وتحويل النساء الى سلعة جنسية قانونية في "العراق الجديد". وقدم مسودة القانون المذكور آنذاك وزير العدل المنتمي لحزب الفضيلة الاسلامي لتمريره بعد ذلك عبر البرلمان، ليصبح قانونا يحول المرأة الى العبودية الجنسية اسوة بمنشور دولة الخلافة الاسلامية حول حقوق وواجبات المرأة. الا انه شاءت الصدفة ان يطاح بنوري المالكي ويبعد عن رئاسة الوزراء بعد فضيحة سقوط مدينة الموصل بيد عناصر داعش ويُعّلَنَ من هناك ميلاد عدو جديد للمرأة وهو دولة الخلافة الاسلامية، ليصبح عدوين او بالاحرى وجهين لعدو واحد وهو الاسلام السياسي الشيعي الذي يقود السلطة السياسية في العراق، والاسلام السياسي السني الذي اسس دولة الخلافة الاسلامية عبر احتلالها لثلث مساحة العراق.
رب قارئ يسال لماذا يعاد تناول قانون الجعفري من جديد ما دامت حكومة العبادي اليه لم تتطرق ولم يشار له لا من بعيد ولا من قريب. والجواب لان من صوت على مسودة القانون الجعفري التي تعود الى ما قبل كتابة التاريخ الانساني والمعادي لحد النخاع للمرأة بشكل خاص والماهية الانسانية بشكل عام، هم أنفسهم وما زالوا في السلطة السياسية ويتبجحون كثيرا بأن القوانين الداعشية مخالفة للقيم الانسانية. ولكن في الحقيقة ان اسس دولة الخلافة الاسلامية تستند احدى اركانها الاصلية على العداء السافر للمرأة وتحويلها الى اداة وسلعة جنسية، لا تختلف تلك الاسس قيد انملة عن القانون الجعفري المعمول به اليوم في الجمهورية الاسلامية في ايران.
ان الصراع بين الاسلام السياسي السني والاسلام السياسي الشيعي يخيم بضلاله على كل المشهد السياسي والامني اليوم في العراق. فمليشيات الاسلام السياسي الشيعي لا تقل براعة في وحشيتها عن دولة الخلافة الاسلامية السنية، وقد وثقت كل ممارسات واعمال وجرائم تلك المليشيات واستهجنت واستنكرت من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان. وان وجود جنرالات الجمهورية الاسلامية مثل قاسم سليماني على راس تلك المليشيات في تكريت ومدن اخرى، يبشر بنذير الشؤم على الاوضاع السياسية والامنية في العراق، حيث ان انتصار تلك المليشيات لن يجلب غير القوانين المعادية للحرية والطفولة والشباب والمرأة، مثلما هو الحال في ايران التي تئن جماهيرها وخاصة النساء من الفقر والقمع وكل اشكال الاستبداد. وان القانون الجعفري سيكون في مقدمة القوانين التي ستفرض على جماهير العراق، وخاصة ان ديباجة الدستور التي سطرت كلماتها بنفس طائفي-جعفري هي التي عبدت الطريق للقانون الجعفري السيء الصيت.
ان مناسبة يوم المرأة العالمي هي فرصة لتذكير الجماهير النسوية والتحررية، بأن الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، السلطة السياسية التي يقودها الائتلاف الشيعي ودولة الخلافة الاسلامية التي تحمل لواء الاسلام السني، كلاهما يستندان على عدائهما السافر للمرأة. وان الهوية السياسية لكلا الاسلامين هو الانتقاص من قيمة المرأة وكرامتها ومعاملتها كأنسان من الدرجة الدنيا. واذا كانت دولة الخلافة الاسلامية قد اعلنت صراحة عبر منشور علني حول حقوق وواجبات المرأة في دولة الخلافة وتبين بأنها لن تكون اكثر من مربية اطفال وسلعة جنسية يتم تداولها وتناولها حسب رغبات رجال الخلافة، فأن القانون الجعفري هو الاخر لم يرفع من مكانة المرأة مرتبة واحدة بل شرع بأغتصابها منذ هي طفلة في التاسعة من العمر حتى ان تتحول الى بضاعة جاهزة عندما تكبر قابلة للبيع والشراء تلبي رغبات الرجل. ان اظهار سلطة الاسلام السياسي الشيعي في حربها مع دولة الخلافة الاسلامية بأنها تحرص على جماهير العراق من الوحش القادم لن يستطيع طمس ماهيتها المعادية للمرأة. وان الجماهير التحررية في العراق عليها ان تدرك هذه الحقيقة وتعرف بأن هوية الاسلام السياسي بمختلف تلاوين فرقها وطوائفها هي هوية واحدة وهي العداء المطلق للنساء، ولكن تختلف فيما بينها في رؤيتها الاقتصادية والسياسية كما تختلف الاجنحة في الحركة القومية وليس اكثر من ذلك.
بمناسبة اليوم الثامن اذار نؤكد للملايين من النساء والجماهير التحررية في العراق بأن المساواة التامة بين المرأة والرجل لن تكون الا عبر اقصاء الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، الائتلاف الشيعي الحاكم ودولة الخلافة الاسلامية من حياة المجتمع. انهما وجهان لعملة واحدة، وجهان لعدو واحد، الذي مرغت هيبته وجبروته اي الاسلام السياسي بالتراب في مدينة كوباني على يد النساء اللواتي قاتلن ببسالة جنبا الى جنب مع الرجال، ليتوج أنتصارهن بمرسوم المساواة المطلقة في منطقة "كانتون" الجزيرة السورية..



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد