أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري















المزيد.....

رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بيانك الذي تدعو فيه الى حكومة الطوارئ، اثار الكثير من الاسئلة حولك وحول موقفك. وفي الحقيقة لو لم تكن تمتلك ماضي يساري الذي تنصلت منه منذ فترة ليست قصيرة لما اثار بيانك الكثير من اللغط والردود، ولما تعكزت عليه القوى الاسلامية وشخصياتها مثل العبادي وغيره كي يستغله لتبيض صفحة خطواتهم القمعية سواء في البصرة او في الحلة او ما يخططون لها في بغداد وبقية المحافظات.
لقد كان ردك على مقال الصحفي السيد علي حسين الذي نقد مشروعك ضعيف حيث وضعت نفسك في موقف دفاعي ويعبر هذا عن المكان الذي وضعت نفسك فيه. وهنا لست بصدد انك تعمل لجهات اجنبية او محلية او متآمر او عميل لاحد الجهات، فلست من المولعين بنظرية المؤامرة ولا بنظرية التجسس او فبركة التهم الجائزة والرخيصة. فلعلك تتذكر تلك الجملة التي تقول بأن معيار وتقييم اي شخص او اية حركة يكون في المجتمع وليس على ما يطلقه الشخص او الحركة على نفسها. وعليه سنشتشف من خلال قراءة بسيطة لمشروعك حول الطلب من العبادي بأعلان حكومة الطوارئ، عن اية سياسة واي هدف واية غاية تتعقبها.
قبل كل شيء احب ان اقول لك انك لست بريئا ابدا، وان حالك لا يختلف عن حال بقية اعضاء البرلمان مهما حملت من نيات حسنة وطيبة، فأنك متورط بعملية سياسية اساسها المحاصصة الطائفية والقومية والتي تولد وتنتج في كل ثانية حزمة من الفساد والفاسدين. ان البرلمان الذي قبلت ان تجلس فيه هو مستنقع لا قرار له، وانه شرع الدستور الطائفي-القومي بديباجة جعفرية الذي تحاول اليوم تعطيله. ان برلمانك الذي تطالب بحله ومن المفروض نسفه، هو برلمان طبقة اتخمت على حساب العمال والمحرومين في المجتمع، برلمان اجاز المحاصصة في كل شيء واغمض عينيه على امتيازات الرئاسات الثلاثة التي تقدر ب20% من موازنة الدولة في الوقت الذي تأخر حكومة العبادي دفع رواتب عمال وزارة الصناعة لاربعة اشهر، ويتنصل من مسؤوليتها اتجاه اكثر من مليون نازح في العراق ومصائب اخرى كثر الحديث حولها، برلمانك غض الطرف عن المليشيات الطائفية والتطهير الطائفي، شرع قانون عمل يستند على قانون العمل البعثي السابق يحمي ارباب العمل واصحاب الشركات ويحرم العمال من حقوقهم في التنظيم والاضراب والتظاهر في القطاع العام، شرع دستور يكون للشريعة الاسلامية فيه يد الطولى على الحريات الانسانية والفردية وحقوق الانسان...انك تجلس في اكبر مستنقع للفساد والطائفية في التاريخ وفي العالم، وان رائحته النتنة باتت لا تزكم الانوف بل اصبحت تطيرها. وهناك سؤال اعتدنا ان نسأله منذ بدء الاحتجاجات الجماهيرية التي تجتاح مدن العراق مثلما سئلنا من قبل المرجعية ومقتدى الصدر، اذا كنت مخلصا الى هذا ضميرك الى هذاالحد وتصف مواقفك بشكل ايجابي مطلق في ردك على السيد علي حسين، لماذا لم تنسحب من البرلمان قبل الاحتجاجات وتعلن عبر مؤتمر صحفي بأن هذا البرلمان لا يستحق الا حله وانه لا يشرفك ولا يشرف تاريخك ان تكون عضو فيه بدل من طرح المشروع المذكور؟ اعتقد يا سيد الحافظ لم تنسحب من البرلمان لانك مثل البقية اردت الاحتفاظ على امتيازاتك والتباهي بمركزك، اما اليوم فتحاول ان تظهر بأن لديك مشروع لانقاذ العراق كي تضمن مكانتك ومركزك في كلا الحالتين بشكل انتهازي محترف بأمتياز. فمشروعك هذا لو وافق عليه كتلة التحالف الشيعي الحاكم، لاخترت انت ان تكون احد اعضاء حكومة الطوارئ اذا لم تكن رئيس مستشاريه في اسوء الاحوال. و مشروعك ليس فيه شيء جديد وقد طرحه قبلك العديد من المستبدين والدكتاتوريين الذي ادخلهم التاريخ في سجله الدموي لانقاذ ما يمكن انقاذه للسلطة السياسية على سبيل المثال لا الحصر حكومة عبد السلام عارف في العراق وحكومة بنوشيت في تشيلي وحكومة كنعان افرن في تركيا وحكومة سوهارتو في اندونيسيا وحكومة النميري والان البشير في السودان وحكومة عبد الناصر ومن ثم السادات ومبارك واليو اسيسي في مصر وعشرات حكومات الطوارئ الاخرى في عقد الستينات والسبعينات والثمانينات القرن الماضي في تركيا ودول امريكا اللاتينية واندونيسيا والعراق ومصر والسودان.... فأنت من المؤكد تتذكر ايضا تلك الجملة المشهورة ان التاريخ يعيد نفسه مرتين، بشكل تراجيدي مرة، ومرة اخرى بشكل هزلي، فها انت تريد ان تعيده بشكله الهزلي. لانه ببساطة كل مواصفات حكومة الطوارئ موجودة ما عدا قمع التظاهرات فلقد بدأت بالفعل، ولا يحتاج الى نصائحك المجانية. وعلاوة على ذلك في العراق ليست هناك دولة بل هناك مليشيات تعمل في اوضاع العراق السياسية والامنية افضل من الدولة، وهناك سجون سرية وتعذيب والمخبر السري واعدامات وما زالت الاعتقالات موجودة دون امر قضائي. واضافة الى ذلك فتحريف الاحتجاجات وتفريغها من محتواها وحصرها بمجموعة من الاصلاحات الفارغة التي تدفع العبادي بمشروعه لترسيخ سلطة الاسلام السياسي الشيعي في العراق وترميم ما يمكن ترميمه لمواجهة الازمة الاقتصادية لرفع الاستعدادات لحربه مع داعش، اقل كلفة واسهل من اعلان حكومة الطوارئ بشكل رسمي.
ان احزاب الاسلام السياسي الشيعي اذكى من تيارك وحنكتك الليبرالية يا سيد الحافظ، فهي تعرف من اين تؤكل الكتف، فها هو مقتدى الصدر ارسل جيشه الاحتياطي للتظاهرات تحت عنوان احتجاجات ضد فساد القضاء والهدف منه ابعاد الجماهير عن اهدافها الحقيقية، ومن طرف اخر نزلت مليشيات عصائب اهل الحق وغيرها لتهدد وتخطف وتضرب كما حدث في البصرة والحلة وقبل اسبوعين في ساحة التحرير في بغداد. فلا داعي اعلان حالة الطوارئ وتلطيخ سمعة حكومة العبادي، والابعد من ذلك استغل العبادي مشروعك كي يظهر نفسه ديمقراطيا وحامي حماة الدستور المطاطي "اللاستيكي"، وانه خادم الجماهير حيث صرح لو طلبت الجماهير عبر تظاهرات مليونية حكومة طوارئ لاستجاب لندائها. وفي كلا الحالتين يا سيد الحافظ، سواء اعلن حكومة الطوارئ او لم تعلن فأنك وضعت نفسك موقف لا يحسد عليه، وضعك نفسك في خندق حكومة الاسلام السياسي الشيعي وسوقت نفسك بشكل رخيص، ومشروعك المشبوه ليس اكثر من انقاذ العملية السياسية والمحاصصة ورؤوس الفاسدين يتصدرهم المرتشي حيدر العبادي وزير الاتصالات السابق ورئيس اللجنة المالية في البرلمان السابق ورئيس الوزراء الحالي المحمي برؤوس مافيا الفساد في حكومته غير الموقرة باقر صولاغ وابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وهلم جرا.

سمير عادل
رئيس تحرير صحيفة "الى الامام"
2015-08-28



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري