أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة














المزيد.....

السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 23:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد قلنا من قبل، كل شيء جديد في "العراق الجديد". والمفاهيم السياسية واحدة من تلك الاشياء فأصبحت نسبية ويصاغ تعريفها حسب المصالح الحزبية والسياسية. فعندما وافقت المعارضة العراقية التي تدير الحكم الان في العراق باسلاميها وقوميها على شرعية الحرب واحتلال العراق بحجة التخلص من النظام الدكتاتوري، لزمت الصمت تجاه احتلال دولة عضو في الامم المتحدة ودون تفويض من مجلس الامن، واطبقت فاهها كأن الخرس اصابها، فلم تكن تلك الجريمة خرق لسيادة العراق. وعندما تأذن الحكومة العراقية باستقدام الحرس الثوري الايراني ويتجول قائد فيلق القدس قاسم سليماني في شوارع مدن العراق وكـأنه واحد من قادة عمليات بغداد او نينوى او الانبار.. فلم يكن خرق لسيادة العراق. وعندما تتوسل نفس الحكومة بالادارة الامريكية والتباكي امام ابواب سفارتها مطالبة بالنجدة لارسال قوات المارينز من جديد لايقاف زحف صراصير داعش الى بغداد فلم يكن خرق لسيادة العراق. وعندما تفتح اجواء العراق وتسمح لمن هب ودب من دول العالم في اختبار طائراتها العسكرية والحمولة والتدريب والاستكشاف والسياحية بحجة محاربة داعش والارهاب، فلم يكن خرق لسيادة العراق. وعندما يعلن رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي بأن عدد القوات الامريكية في العراق يصل الى 16 الف جندي امريكي وليس كما يقول الاعلام لنا بأنه 3600 جندي، ودخل الجميع بأذن الحكومة العراقية وبموافقة رئيس الوزارء وحسب الاتفاقية الاستراتيجة الموقعة بين المالكي وبوش عام 2008 فليس فيه اي خرق للسيادة. وعندما تسمح وايضا الحكومة العراقية لصندوق النقد الدولي بمراقبة أدائها الاقتصادي وتفرض عليها سياسة التقشف، والتي وصلت بعد تخفيض رواتب الموظفين والعمال الى 40% والذين يصل عددهم الى 4 ملايين شخص، نقول وصلت الى تقليل رواتب المتقاعدين فليس فيه اي خرق للسيادة العراق.
اليوم وبعد ان نفذت جميع قطع غيار اعلام الاسلاميين ودعاياتهم الفارغة ووصول رائحة جيفة فضائحهم في السرقة والنهب وكل اشكال الفساد السياسي والاداري والمالي الى ابعد كوكب من الارض، يحاولون شحذ اسلحتهم الصدئة بالتباكي على الوطن والسيادة المفقودة.
ان ادعاءات التحالف الشيعي في رفض قرار البنتاغون بأرسال قوات خاصة الى العراق الى حد تصريح ممثل عن منظمة بدر، بأنها اي بدر على استعداد لترك قتال داعش والالتفاف لقتال الجيش الامريكي لو دخلت تلك القوات الى العراق، ليست مرتبطة لا بسيادة العراق ولا بشرف الوطن. انما هو جزء من الصراع والحرب بالوكالة بين الاقطاب الدولية والاقليمية التي يمثل التحالف الشيعي وكيل الجمهورية الاسلامية الأيرانية وروسيا في العراق. كما ان تصريحات حكومة العبادي بأنها ليست بحاجة الى قوات اجنبية فهي قادرة على محاربة الارهاب وهزيمة داعش، هي اقرب الى فقاعة اعلامية من ان تكون كذبة يريد تسويقها على نفسها وعلى المجتمع العراقي. حكومة العبادي بين نارين، نار حلفاء الجمهورية الاسلامية التي تستند حكومتها وكرسيها عليها وبين نار داعش التي يلوح الامريكان به لتخويفها، حتى تمرر اجندتها السياسية في المنطقة. والعبادي وبعد سنة ونصف من تمدد داعش في العراق بات اكثر الناس على يقين، لا يمكن له ان يدير ظهره للادارة الامريكية في الوقت الذي فقد الامل بتحرير الموصل واسترداد الرمادي التي خسرها في عهده بالحرس الثوري الايراني وحشده الشعبي. ولذلك ان مسألة السيادة وخرقها مؤجلة وبيان مكتبه الاخير بالدعوة لانسحاب القوات التركية التي عبرت الحدود ووصلت بعشيقة، ليس اكثر من رفع العتب والحيلولة دون دخول معارضيه من اخوته في التحالف الشعي في سوق المزايدة السياسية.
اما التحالف الشيعي فليس المهم عنده ولا من اولوياته طرد داعش من العراق. وبالعكس تماما فأن داعش كان بمثابة بطاقة اليانصيب التي ربحها الكل، بدءا من الاقطاب الدولية ومرورا بالدول الاقليمية ووصولا الى القوى العراقية المحلية وتقاسموا ريعها فيما بينهم. فلو لا داعش لما استطاع التحالف الشيعي ان يسرح ويمرح بمليشياته ويقتل ويصفي كل من يعارضه دون حساب او رقيب، ويقوي مكانته في المعادلات السياسية الجديدة التي تتشكل. ولو لا داعش لما استطاع من ترسيخ وتقوية نفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق والسماح لاجهزتها المخابراتية والامنية والعسكرية ان تعمل بشكل شرعي وعلني في العراق. ولو لا داعش لما تمكن من التخلص من سجلات فساده ونهبه للمجتمع طوال هذه السنوات.
وهكذا ان السيادة وخاصة في العراق، ليس اكثر من ذر الرماد في عيون الذين ما زالوا متوهمين بالقومية والوطنية التي هي اكسير الطبقة البرجوازية الحاكمة. فالسيادة في العراق مفقودة والتحالف الشيعي وحكومة العبادي يدركون هذا ولكنهما يفضلان سيادة مفضوحة، يدوس عليها من كل حدب وصوب ولكن بعلمها وبموافقتها، فلا شيء يخسروه سوى بعض التصريحات بالتباكي والعويل على السيادة وحفنة من الدولارات لعدد من الاقلام المأجورة لرفع صوت ذلك العويل والتباكي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة