أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بطاقة الخزي والعنصرية














المزيد.....

بطاقة الخزي والعنصرية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 21:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثلاثة قوانين مررها مجلس النواب العراقي خلال فترة قياسية بعد احتجاجات ٣-;-١-;- تموز، وكلها كحزمة واحدة، يكشف بأن العراق ماضي تحت سلطة الاسلام السياسي الشيعي نحو دكتاتورية ثيوقراطية اكليريكية لا تقل عن دكتاتورية الكنيسة المسيحية في القرون الوسطى. وتلك القوانين هي قانون الاحزاب وقانون منع المواقع الاباحية والاخير الذي ليس هو الاخير في اجندة الاسلام السياسي هو البطاقة الوطنية التي اقل ما يوصف بأنها بطاقة الخزي والعنصرية السافرة. وكل تلك القوانيين ليس لها اية علاقة بما يجري في الشارع العراقي، ولكنها تبين وتوضح بشكل جلي ودون اية مواربة عن استراتيجية حركة الاسلام السياسي الشيعي في تثبيت سلطتها وقمع معارضيها وخاصة التيارات المدنية مثل العلمانية واليسارية والشيوعية، وبناء مجتمع لا يقل القمع والاستبداد فيه لجميع الحريات الفردية والسياسية وحقوق الانسان عن قمع واستبداد دولة الخلافة الاسلامية.
جميع انتقادات القانون تركزت على انها مناقضة للدستور ويقمع الاديان الاخرى، في حين ان القانون منسجم كليا مع روح الدستور والذي يقول في مادته الاولى، "اولاً ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر اساس للتشريع :أ ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام .ثانياً ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراق.. المادة (3) العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الاسلامي.". وما كتب حول الديمقراطية والحريات الفردية في الدستور لا تعدو اكثر من كليشيهات منمقة سطرت كديكور لتجميل الدستور الذي اقل ما يستحق هو تمزيقه.
ان قانون البطاقة الوطنية يعطي امتياز واضح "للاسلام" و"الذكورية" في مواده، سواء حول مسالة المرأة او "اللقيط" او التعامل مع معتنقي العقائد غير الدين الاسلامي. فالمادة (٢-;-٥-;-) من الفقرة الاولى تنص على حمل الاولاد لقب والدهم. ان هذه المادة تلغي وجود المرأة الام وكأنها لم تتعب ولم تتحمل وحدها آلام الحمل والمخاض، وتعيد انتاج الفكرة الرجعية المشينة بانها ليس اكثر من وعاء الرجل. ان نضال المرأة ثبت اليوم في البلدان التي تبنت الخطوات في تثبيت المفاهيم الشاملة للحقوق الانسان، سنت قوانين بمنح المرأة الحق بحمل الاولاد لقب امهم ان شاءت.
ان الانكى من المادة (٢-;-٥-;-) في القانون والذي يقطر لا انسانية واضحة، هي المادة (١-;-٩-;-) وفي فقرتها رابعا، "تمتنع السلطات الصحية والمديرية بعد نفاذ القانون عن تسجيل اسم المولود اذا دل على صفات بذيئة او مخالفة للنظام العام او الاداب او الحطة او الاهانة". قبل كل شيء ما ذنب المولود، ما جريرته؟ او لهذا الحد جفت منابع الانسانية بحيث يحرم مولود لا ذنب له ولا حول ولا قوة من اعتراف المجتمع به. وبعد ذلك ما هو هذا النظام العام والاداب والحطة والاهانة؟ من يحدد هذا النظام ومن منح مجلس النواب الموقر هذا المعيار؟ ما هو معيار الحطة والاهانة، هل تعتبر حطة عندما تكون العلاقة العاطفية والجنسية خارج زواج المتعة او الزواج العرفي! ام خارج القانون الجعفري الذي يغتصب الطفلة وعمرها ٩-;- سنوات؟ هل تقصد الفقرة الرابعة، الطفلة المغتصبة والذي يشرعنه القانون الجعفري اذا شاءت الصدف وان تحمل مولود، ام لا تشملها الفقرة المذكورة لان القانون الجعفري يزكيها. هل هناك اكثر حطة من الهيئة الحاكمة في العراق من حكومتها وبرلمانها وقضائها منعمين بالسرقة واللصوصية والفساد، بينما الناس محرومين من ابسط مقومات المعيشة والحياة ومع هذا يعتبرون انفسهم شرعيين في المجتمع.
وهكذا يمضي في المادة (٢-;-٠-;-) في الفقرة ثانيا، يصنف اللقيط او مجهول النسب بمسلم عراقي ما لم يثب خلاف ذلك. ولكن لم تشرح لنا الفقرة التصنيف الطائفي للمسلم او هو سني ام شيعي؟ وعلى ما اعتقد سيصنف على "الشيعة" كي يقولوا لنا ان الاغلبية في العراق هم "شيعة" ويجب ان يحكمون وليس المهم هنا "السمعة" واقصد "اللقيط" ما دام سيحقق اهداف سياسية مقدسة!
وتتحفنا المادة (٢-;-٦-;-) بأطلاق الحريات ومنحها الى غير المسلم لتغيير دينه. ولكن لا يسمح للمسلم ان يغير دينه حيث لم يشر اليه القانون لا من بعيد ولا من قريب. لان واضعي القانون يوشمون جباه الانسان منذ ولادته بختم "المسلم" الى يوم رحيله من الحياة. بينما يمنح امتياز "المسلم" Frenchise لمعتنقي العقائد الدينية الاخرى، هل هناك سخاء اكثر مما تمنحها الالهة دون مقابل لمعتنقي الديانات الاخرى.
ولان القانون يمنح "الاسلام" مكانة عليا في القانون وهي منسجمة كما قلنا مع روح الدستور، فنجده في المادة (٢-;-6) ثانيا يحمل من السخرية والعنصرية بما لا تحملها المواد الاخرى، يتبع الاولاد القاصرين في الدين احد الوالدين الذي اعتنق الدين الاسلامي. وهنا لا يفرق بين الرجل والمرأة، ولكن الشرط هو الاسلام، وبعكس اللقب، فالاولاد يتبعون لقب الاب. اي بعبارة اخرى في اللقب الرجل الاب هو الفيصل وفي الاولاد القاصرين والاسلام هو الفيصل.
واكثر مكامن السخرية في قانون البطاقة الوطنية بأن موجب اقراره كي يخلص المواطن من تعدد الوثائق التعريفية له ويواكب التطور الاداري الحاصل في العالم، ولكنه يتناسى بأنه يجرد المواطن من انسانيته ويعامله على اساس هويته الدينية ويعمم نظاما ذكوريا ودينيا ويفرضه على المجتمع.
ان نقد البطاقة الوطنية من زاوية الدستور هو نقد عقيم ولا يجدي نفعا ولن يكون له اذانا صاغيا، لان الدستور نفسه مبني على اسس معادية للماهية الانسانية. ان قانون البطاقة الوطنية يجدد مرة اخرى عدالة نضال فصل الدين عن الدولة والذي سيفضي بالتالي الى تبني دستور علماني، وهو الكفيل بتعريف البشر في العراق على اساس المواطنة والهوية الانسانية.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بطاقة الخزي والعنصرية