أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الانحطاط الطائفي














المزيد.....

الانحطاط الطائفي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 02:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نستميح عذرا من الكاتب المسرحي الانكليزي والايرلندي الاصلي جورج برنادشو، اذا غيرنا مقولته الشهيرة "اذا سقط الرجل اصبح شرطيا"، لنحل محلها "اذا سقط الانسان وتحديدا في العراق اصبح طائفيا". وعلى الرغم من ان جميع شخصيات وممثلي الاحزاب في التحالفين الشيعي والسني اظهروا بأنهم غير طائفيين وبعيدين عن الطائفية ويوجهون سياط نقدهم ضد الطائفية، الا ان الجميع يسعون لترسيخ الطائفية ليس على الصعيد السياسي فحسب بل في ترسيخها ونقلها الى الوعي الاجتماعي في المجتمع.
ان العديد من الكتاب والنقاد والمحللين السياسيين وحتى الاجتماعيين منهم يرجعون سبب تفشي ظاهرة التخلف والعودة قهقريا للمجتمع العراقي الى الوراء مثل انتشار وتوسع العديد من الظواهر: التطبير والسحر والشعوذة وظهور السيد المبرقع والجنود الموالين للامام الرضا الذين قتلهم هارون الرشيد، والمشي ايام وليال حتى الوصول الى كربلاء..الخ في الوقت الذي تغرق مياه الأمطار بيوت وازقة وشوارع نفس اولئك الذين يمارسون تلك الظواهر، او في الحقيقة ضحايا تلك الظواهر، حيث تسود البطالة في صفوفهم والعوز الذي يقتنص منهم، نقول يعزون السبب بأنها ردة ذاتية تعود الى عملية ارادية مرتبطة بالبشر عازلين المسألة برمتها عن النظام السياسي الذي ينتج ويعيد انتاج الظواهر المشار اليها. وهكذا بدل من توجيه سياط نقدهم وحربهم ضد النظام السياسي لقلعه من جذوره، يذهبون بالتغني الى الماضي التليد الذي كان عليه المجتمع العراقي من مدنية وحضارة، والتي تؤكد الحالة الاخيرة ان المجتمع البشري في حالة تقدم الى الامام شرط تأمين ضمان تقدمه والذي هو مرتبط بالسلطة السياسية.
انها السياسة، وبالسياسة، وبالسلطة السياسية تستطيع تحميق البشر او رفع وعيهم الاجتماعي والسياسي والمعرفي. وكل هذه المقدمة التي سطرتها كي ادخل الى عملية الصيرورة الطائفية في العملية السياسية. فحماة "العروبة" وحماة "الوطنية" وحماة "العراق الواحد" يتكتلون ويتحولون الى مسخ طائفي جديد. فبعد ان وجد امثال اسامة النجيفي وجمال الكربولي وسليم الجبوري وسليمان الجميلي ومن لف لفهم، بان "العراق الجديد" لا مكان لهم في السلطة ولا حصة في الامتيازات ولا قسمة في النفوذ الا بالطائفية، فلما لا فآن الاون لم يفت لتأسيس تحالف سني مقابل التحالف الشيعي. فالمذكورين يعتزمون لتشكيل تكتل تحت عنوان "التكتل السني" يمثلون المحافظات الستة التي يصنفونها بمرتعهم الطائفي وهي ديالى وصلاح الدين والموصل والانبار وكركوك اضافة الى بغداد. وان كل الفضل يعود الى دولة الخلافة الاسلامية، فلو لاها لما استطاع النجيفي – الجبوري التخطيط في تدويل الاقليم السني والحصول على مباركة واشنطن صاحب قرار مشروع تقسيم العراق غير الالزامي عام 2005، والمعروف بمشروع بايدن النائب الحالي للرئيس اوباما. انه داعش وحسنات داعش التي توحد "السنة" المعتدلين الموالين للولايات المتحدة الامريكية من اجل تقاسم النفوذ مع الموالين للجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق. والحق يقال فلو لا دعم واشنطن لما تجرء النجيفي - الجبوري من التفكير في توحيد صفوف ما يسمى بالسنة لمجابهة النفوذ الايراني المتمثل بالتحالف الشيعي.
وهكذا يشيد على انقاذ دولة داعش لو سحقت، الاقليم السني وليحل محل البغدادي والانباري والشيشاني، النجيفي والجبوري والجميلي والكربولي، وفي الطرف المقابل هناك العبادي والمالكي والعامري، وكلهم يجلسون على خراب العراق. ولا يمكن لكل اولئك الذين سقطوا ليصبحوا طائفيين، الاستمرار في السلطة والنفوذ وقضم الامتيازات دون السعي المحموم في تحويل كل القاذورات والمياه الاسنة والجيفة الطائفية الى الوعي الاجتماعي في المجتمع. وعليه ان العراق الواحد، عراق يعيش فيه الانسان خارج الهويات الطائفية هو في تحطيم صنم الاسلام السياسي الذي يصطاد الانسان ويسممه طائفيا بكل امكاناته المهولة ليسقطه اخيرا في مستنقعه. وهكذا يصح عندما نقول اذا سقط الانسان في العراق فيصبح طائفيا.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الانحطاط الطائفي