حسن رحيم الخرساني
الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 11 - 01:49
المحور:
الادب والفن
أطولُ ليلٍ في التأريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن رحيم الخرساني
هي الدموعُ
لكنّها خسرتْ
لهذا
أبتلعتْهُ الكلماتُ
يتيمُ هو القلبُ ..الوطن
كذلك أنا
وقبورُ الشهداء
جميعُنا لانملكُ الشمسَ
تلعبُ بنا الكواكبُ
وأصابعُ الكترونية المزاج!
لا طفولةَ تُذكرُنا بالحياة.
حينَ كبُرنا
أصبحتْ رؤوسُنا طاولاتٍ
وكؤوسَ
وبلا شك
قطعَ لحمٍ طازجةٍ للأكل.
تتقاسمُنا
رمالُ وبحارُ وأقزامُ مدللة
حين كبُرنا
قسّموا أقدامَنا على المنافي
ثم قالوا:
أنتم لغتُنا
وديمقراطيتُنا
لنا أطفالُكم
مثلما كنا نحلمُ
مثلما ..
لم نسمعْ إلّا صراخَ جثثٍ
ورماد
قالَ لنا:
أنتم قلقي
ما زالَ لكم ظلُ
ولكم منفى!
حين كبُرنا
لم نكبرْ
كنا صغاراً
نلعبُ
يحضنُنا أطولُ ليلٍ في التأريخ
لهُ أثوابٌ تتناسبُ معنا
بيضاءُ
تعشقُها توابيتُ وقبورُ
لا نعرفُها!
كُنا مثلُ الموجِ
نرقصُ للريحِ
بلا موسيقى.
نرقصُ
أمامَ نخيلٍ يبكي
يتساقطُ قتلى
نرقصُ
أمامَ نهرينِ يموتانِ عطشاً
نرقصُ
أمامَ نسائِنا المُغتصبات
بفعلِ الريحِ.
نرقصُ
حتى يبصقَ في أفواهِنا الموتُ.
حين كبُرنا
كُنا لا نملكُ شرفاً
نتدثرُ فيهِ
ولا حباً
يزرعُنا قمحاً
لعيونَ يعقوب.
كانتْ أوهامُنا أكبرُ منا
وكُنا لا شيءَ
لا شيء
وإلى هذهِ الدمعةِ
كُنا
لا
................
Trelleborg 2016-01-10
#حسن_رحيم_الخرساني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟