أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 16















المزيد.....

بدوية 16


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


بينما هناك فى البعيد وقف رجل عرف كيف يزرع وسط تلك الارض كان من المدينة القريبة لمدينة السيدة ..وقف ينظر الى الارض بعد ان وضع بداخلها البذور فاثمرت ثمرا كثيرا وطازجا...وضع يديه على عينيه ليحمى بهما وجه من الشمس الحارقة وهم بان يعود الى حيث بيته حينما سمع صوت ضعيف يأن ويستغيث...خاف من ان يقترب منه فى البداية ربما كان نذير سوء او حتى حرس من الهاربين من وجه تلك السيدة التى يسمعون بها فيوقع به العقاب هو واهله ومدينته ..ولكنه سمع صوت الانات يرتفع قبل ان يسكن ..شعر بالرحمة نحوه فاقترب حيث الصوت ..وجد فتى يافع اسمر ملقى على وجهه وسط التراب هالك من كثره الاعياء...ركض احضر له جرته من الماء وضعها بين شفتيه ...لهث الفتى وكانه عاد من الموت واخذ يتجرع المياه فى شغف...اشفق الرجل عليه ..حمله على ظهره حتى وضعه امام كوخه المصنوع من القش ثم نادى على بناته بان يوقدن النيران ويذبحن طعام للضيف الغريب ....
كان الفتى ياكل طعامه فى نهم كبير بينما سمع صوت الرجل يقول لبناته النهر فاض علينا هذا العام افرحوا يا بناتى سيزيد خير الارض لدينا ربما اتسع كوخا وحينما اجمع المحصول سيكون زفافكن على من تقدما اليكم ..شعر الفتى وهو ياكل بسعاده الفتاتين فحسدهما فى قلبه بعدها شعر بالندم لانه اكل من اطيب طعامهم ونام ليلته دون ان يسأله الفلاح شىء واستمر فى ضيافته اياما طويلة حتى خرج اليه الفتى ذات صباح يسأله ان يجعله يعمل معه فى الحقل ..فوافق الفلاح بعد ان اطمئن للفتى وعلمه كيف يزرع الارض ويحصد فى تلك الاثناء كان الفتى يشاهد اصغر فتيات الفلاح وهى تعبر لتملىء جره المياه من ساقية المدينة ...لمحها فلمحته ....كان يعلم انه لاعودة له لوجه السيدة الان ..فطلب الفتاة من ابيها ..نظر اليه الفلاح واجاب فى هدوء ولكننا لا نزوج بناتنا لاغراب ......
غضب الفتى فى نفسه اراد ان ينجب الولد ولا عودة له الى ارضة وهنا فى ارض غريب..لم يكن ليترك نسل السيدة لينقطع عليه ان يرزق بالصبى وبالفتاة ..كان الابن المتبقى ويوما ما سيعود ويطلب منها كرسيها وعلى ذلك اليوم ان ياتى ولديه الاولاد ....كانت الفتاة تملىء جرتها كعادتها كل يوم ..كانت تنظر اليه بحزن ..فيبادلها اياه فى ذلك اليوم لم تجده وسط الارض مثلما اعتادت بل انتظرها لدى الساقية ..وعندما اتت انزل عنها جرتها وملئها عوضا ..امرها ان تسير خلفه وتتبعه رغم ان عادات مدينتها ان تسير هى امام الركب ...لكنها استمعت الى كلماته وتبعته ......ودخلت الى كوخه الذى بناه بعيدا عند الاطراف ما بين مدينتها ومدينتة ..قبل الفلاح ان يزرع الفتى الغريب فى ارضه حتى تفيض الثمار عن الحاجة وحينها سيكون له حق الرحيل اذا شاء الى ارضه وان تصحب الزوجة زوجها .....مرت سنة ولم ترتفع فيها الامطار علم الفلاح ان هذا خطاه لكن الفتى لم ينتظر خرج من الكوخ ووقف عند اعلى تله موجوده فى تلك الارض ..لم ينسى انه ابن السيدة ولم ينسى قوتها بعد ...لم يسمع اهالى الفلاح مثل تلك الكلمات من قبل التى رددها الفتى من فوق التله فى هدوء وهو يحمل دلوه ويقوم برش المياه على الارض من جهاتها الاربع .....حتى هبط المطر!....
طالت غيبه الغريب تلك المرة فدخل الشك قلب المنادى بعد ان علم ان السيدة عادت لتنكر والخروج فى الليل ..ايعقل ان الغريب خاف منها وقرر الاختباء الان حتى تذهب وتغلق عليها القصر من جديد ...ام ...ازداد العرق فى جسده فتح فاه ليتنفس ..لا لا يعقل ان تكون هى ...هى والغريب...ولكن ماذا تذكر ايها المنادى الم يقدر الغريب ان يفعل ما قاله ووقف امامها ..ولكن لم يمتلك احدا تلك القوة سوى السيدة وحدها ...ايعقل ان ...ان تكون هى ..هل جاءت للاختبار ..انها تختبر رجالها دائما...ولكن لماذا لم تامر بقتله حتى الان ..ان كانت هى !...تذكر المنادى انه اسير لسيدته منذ كان عبدا صغيرا ولدى السيدة الاسير لا يقتل .....
وقف اهل مدينة الفلاح ينظرون من بعيدا لذلك الفتى الغريب الذى يقوم بجمع الصخور ويبنى بها بيتا له عوضا عن اكواخهم ..قال للفلاح لابد ان يكون لى بيت ...وقف الفلاح يساعده كان يعلم ان ذلك الفتى يمتلك قوة..رفض الفتى ان تساعد الفتيات فى بناء ذلك البيت ....
وقفت الفتيات يراقبن بينما تذمرت زوجتة وهى تراه من بعيد كان اهل مدينة الفلاح مجتمعين من حول البيت بينما وقف الفتى الغريب فى وسطه يرقص عاريا ...كان يرقصوهو يضرب الدفوف..."لقد فتحت لى بيتا وفى منتصفه صنعت لى شباكا ..سانادى مثلما فعلت سيدتى ..يا سيدتى صار لى بيتا ...بعد ان قلت لى انى للخراب ...وقد هبط المطر من جديد..وصار لى مدينة ..مدينة وبيت فى منتصفها .....شعرت الفتاة بان الارض ترتج من تحت اقدام زوجها وهو يضربها بقوة ..شعرت هى بالخجل ...والغضب..التفت لها وهو يرقص راقب عيونها..بادلها الغضب ..فى صباح اليوم التالى رحلت هى واولادها الى الكوخ القديم..فاكلتها النيران وحلت مكانها اختها الصغرى ولم يمر موسم المطر حتى انجب صبى فاسماه مطر..ثم صبيه فاسمها رعد ....
عاد الغريب لا يعلم من اين ؟..ولكنه عاد من جديد ولم يصعد ان يغلق بابه فى وجهه او يسأله من انت ...مخافة ان يكون من يخشاها ...همس اقترب من اذنيه :لا تخف لقد هبطتت الى الاسفل ..ارتعدت فرائص المنادى وقال ما ..ماذا ؟ كيف؟ ماذا تقصد نزلت الى الاسفل ..عاد الغريب ليبتسم تمام مثل ما فهمت ..لقد ابتلعت فى الاسفل..رد المنادى :لا السيدة لاتفعلها لا تهبط الى الاسفل هى تعرف ..لا يمكن خداعها ..قاطعه الغريب بلى يمكن فقط اخبرها الاحدب ان بكرها هناك وعليها ان تنقذه ..نظر اليه المنادى :ولكن السيدة تعرف ..لا يمكنها ذلك حتى ولو كان لاجل البكر ...لا يمكن ايها الغريب..انها ارسلت ابنتها حتما ..توقف المنادى عن الحديث بهت ..كيف تلفظ بتلك الكلمات امام الغريب..امتقع وجه الغريب عاد الى الخلف رد بصوت رخيم :ماذا قلت فتاة هل لديها فتاة ؟...ولكنها قتلتها هناك وامام الجميع ... صمت المنادى اقترب لغريب لف ذراعيه حول عنقه :قال االمنادى انها ابنة الحارس لن تموت ....السيدة ضحت بالغلمان لاجلها ...بهت الغريب تراجعت يده عن عنق المنادى...زفر فى حنق كيف استطاعت خداعه وهو حارسها القديم وخادمها ...واول رجال حاشيتها الذين تنكرت لهم وطردتهم من قصرها وتركتهم وسط العبيد والفقراء ومن طراف الارض....اذن لديها وريثة ..ورثية تخفيها كل هذا الوقت ...كان المنادى ساقط عند الجدار بالكاد يتنفس من الخوف ...بينما استدار الغريب عنه ورحل ...الان علم انه ليس هى ..لا يمكن ان يكون الاثنان فى نفس الوقت ....
خدش ذراعيه حزنا وهو يجلس عند قدميها ،كانت نائمة فى فراشها..نائمة ولن تستيقظ، صرخ الاحدب من لى الان يا سيدتى ؟ كان يخدش صدره حزنا وهو يصرخ قولى لى من لى الان ؟.كان يبكى سيدته ومعشوقته وخدمها يتجمع من حول فراشها ليحملها حيث بيتها حيث مكانها الاخير ..تجمع الاهالى من حول المرتفع يراقبون رحيل السيدة وهم يبكون ..من لهم الان؟..قام رجال حاشيتها نحر سبعين عجلا مثلما كانت تفعل فى بيتها هؤلاء كانوا لاجلها...ثم نحر لها جواريها سبعين غزلا..يبدأ الهمس من سيكون خلفا للسيدة ..من يملك قوة بدوية حتى يخلفها وقد ذهب بكرها و تمرد الصغير ولم يبقى احدا ..تهامس رجالها حسنا فليكن احدبها اخلص رجالها وعشيقها ..ليكن خلفا لها ..يهمس اهالى المنخفض :كيف الاحدب مكان سيدتنا ..ذلك المشوه لن يجلس ابدا على ذلك الكرسى ....
تركهم الاحدب يصرخون من حوله وخرج هو من القصر بعد ان جابه يبحث عنها ،لم يكن يهتم لصوت صراخهم اوللكرسى ..لم يبالى بالمرتفع او المنخفض ..كان حارسها وحاميها ..كان محاربها ...وكان عشيقها ..اين رحلت وتركته وحيدا هائما يبحث عنها وسط ارض الرمال دون كلل ..بعيناه ينادى اين انت ؟كيف رحلت وتركتنىيا سيدتى دون ان تخبرينى بكلمه ..كلمه لم اسمعها منك ..لم اسمع وداعك فانت لم ترحلى ..امختبئه عنى ولكن اين ..قولى لى ولو فى جوف الارض ساهبط واحضرك فقد نادى بصوتك وقولى لى اين ؟..قولى لعبدك تحرك وانقذنى وسيفعل ..انظرى انه لا يهتم لكرسى لا يصلح له من خلفك وهو يعلم ذلك ..لم يمتلك قوتك من قبل وهم يبحثون عن القوة ...والقوة التى كانت لديه انت ...بدوية .اين انت ؟..تهامس الاهالى :جن الاحدب ..جن العشيق...يالتعاسه المحبين .....
سمع صوتها لا يعلم من اين اتى ؟ كانت تنادى باسمه فى وهن ..سار حتى اقبل ناحية المدينة الاخرى حتى منتصفها حيث الابن الاصغر جالس فى منتصف ارضه ومن حوله اهل المدينة ..تقدم نحوه سقط عند قدميه ..هل ماتت السيدة ؟...رد الاحدب بحزن نعم ..واريد مساعدتك ..اقترب الابن من وجه الاحدب :وكيف ساعيد من يرحلون؟..حملق الاحدب فى عينيه مندهشا ..لا تلك ليست عيناى فتاها الصغير المحب الذى خرج منذ زمن لاجلها ولميفهم يوما سبب غضبها عليه ..حاول ان يتكلم لكن الفتى نهض وامر من حوله ان يستعدوا للرحيل ...نظر باتجاه الاحدب وهو لايزال ساقطا عند قدميه :حان موعد الرحيل ..هناك مدينة وكرسى باكمله ينتظرنى ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عاملة 10
- بلدة من زمن اخر
- عم صالح
- تاريخ الاسرة ما بين الحيوان والانسان
- الكاهنة الام
- رياح الجنوب
- دفتر عاملة 9
- ليليث ام خنثى الام المقدسة 2
- الام المقدسة 1
- بدوية16
- دفتر عاملة8
- ام ..بالاكراه
- استعدت عقلى..عايدة
- لا نعرف لغة الحياه..عايدة
- دفتر عاملة 7
- دفتر عاملة 6
- بدوية 15
- دفتر عاملة 5
- دفتر عاملة 4
- بدوية14


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 16