أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها















المزيد.....

هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 11:01
المحور: القضية الكردية
    


الجميع متفقون على ان كوردستان تملك مقومات الدولة من حيث الارض و الشعب، و تتسم بكل ما يتطلبه بناء كيان مستقل بها، و لها من الامكانيات المادية الاساسية من قبيل الثروات الطبيعية لبناء كيانها الخاص . اي يمكننا ان نقول ان كوردستان تمتلك البنى التحتية و الفوقية غير المكتملة، و المطلوبة نكاملها لانبثاق دولة مستقلة خاصة بها من جميع النواحي، الا ان تاريخها و ما مرت به من التقسيم و الغدر و الكبت و الاحتقان و ما تغير من بنيتها وهي فرضت عليها الترابط مع مراكز هذه الدول التي قسمت عليها ليس بقليل كي نتصور بنها موضوعيا لا تضع مراكز هذه الدول عراقيل امام وضع حجر الاساس لبناء ذاتها و تؤمّن استمراريتها .
بعد انتفاضة اذار عام 1991في اقليم كوردستان، و التغييرات التي حصلت سنحت فرصة كبيرة لاتخاذ خطوات اساسية تُمهد للتخلص من المعوقات الكبيرة امام بناء ما يهدف اليه الشعب الكوردستاني خطوة خطوة خلال السنين التي مرت بعد الانتفاضة لحد اليوم، و لكن القيادة الساذجة المصلحية صاحبة العقلية الضيقة المعتبرة لنفسها ولما تنتمي حزبيا عائليا شخصيا اكثر مما يهم المصلحة العامة و غير المعتبرة لما تنتمي من الشعب بشكل عام، فوتت الفرصة بشكل لا يمكن الوثوق بها اليوم انها يمكن ان تقدم على خطوة من مثل تحقيق اكبر امنية للشعب الكوردستاني . بدلا من ماسسة نظام الحكم و نشر الاخوة و المحبة و التعاون و الترابط و التماسك و العلاقات الاجتماعية الجميلة و المحبة و السياسية المثالية، بين ابناء المجتمع و الاحزاب،اقدموا على الحرب الداخلية التي قصمت ظهر الحصان السائر في قافلة الاستقلال الكوردستاني، و ابعدت الخطوة الاولى من تحقيق ذلك الهدف كثيرا، بل تراجع الوضع الكوردستاني عن ماكان عليه اكثر، من النواحي الكثيرة و منها؛ فقدان الثقة بالنفس و القيادة من ان تتمكن من بناء وادارة الدولة بمثل هذا الواقع و العقلية الموجودة، و انعدام الثقة بالنفس هو الاخطر، و من ثم حصول ما لا يمكن تعقله من الانكماش و الانعزال و الابتعاد عن الاهداف العظيمة للشعب الذي قدم الكثيرون من الاحرار بانفسهم و ما يملكون خلال الثورات التي مرت بها كوردستان من اجلها .
هكذا قبر الحلم الكبير في اول فرصة سانحة للكورد . اما بعد سقوط الدكتاتورية البعثية، لقد انتعش الامل بما يمكن ان يحدث و ترسخت ارضية لتحقيق المراد مرة اخرى، الا ان تعامل القيادة هذه المرة ايضا لم يكن افضل من قبله . بحيث وضعوا كل البيضات في سلة بغداد بداية، لا بل تمسكوا بالديموقراطية في العراق و تبنوا الفدرالية كشعار جديد يمكن ان تكون خطوة بدائية للتوصل مستقبلا الى الاستقلال الكوردستاني كما اعتقدوا، على الرغم من انه توفرت الفرصة و الامكانية في تحقيق المزيد بعد الفوضى التي حصلت في العراق لو كانت لدى القيادة الكوردستانية من الارداة و العزيمة و الحزم المطلوب لتحقيق مثل هذا الهدف السامي المطلوب من قبل الشعب الكوردستاني باكثريته . توجّه القيادة الى بغداد كان ذو امرين ربما لو نتعمق في مضامينه و اسبابه و دوافعه؛ يمكن ان يتكون لدينا رايان او موقفان حول اصحيتهم او خطئهم في هذا التوجه . فمنه يمكن ان نقول انه كان التوجه او الخطوة الامنة البعيدة عن المغامرة المطلوبة لكل عمل عملاق الذي يحتاج الى دراسة و خطوات صحيحة و دقيقة . الا ان الواقع تغير فيما بعد و تدخلت الكثير من الامور التي وضعت العراق و اقليم كوردستان على المحك في دفع ما حصل الى الامام، من مثيل انبثاق دستور جديد و تمريره قبل تقويض الفرصة او وضع العراقيل امامها في الوقت الذي حدثت تغييرات لم تدع ما مرر يمكن ان يمر بعدها بسهولة . و لكن السؤال هو؛ هل استفاد اقليم كوردستان من الخطوات التي تسارع في اتخاذها و اقدم هو قبل غيره على تمريرها . و هنا ايضا يبرز رايان او موقفان، و فيهما من الامور التي تفرض الدراسة المتعمقة من اجل الافصاح عن احتمالات ما كان يقع بعدها او ان لم يحدث ما حدث فما الوضع الذي كنا نصل اليه .
هكذا اذن، وصلنا الى ما نحن فيه الان و خلال العقد الاخير من التغييرات الكبيرة في اقليم كرودستان و ما شهده العراق من المآسي . اننا ان ندرس ما نحن فيه و نقراه جيدا من كافة الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و ظروف المنطقة و ما تفرضه التغييرات الكبيرة فيها . و من ثم نسال عن جوانب ما يمكن ان نصل اليه في الاحتمالات التي نتوقع حصولها و ندرسها كي نكون علميين في قرائتنا و ننطق ما هو القريب من الحقيقة المنتظرة، فاننا نجد، اننا لا يمكن ان نخطوا ما تفكر به القيادة الكوردية الان بعد اضاعة الفرص من قبل، بعد ان نحلل المعادلات الموجودة و الامكانيات المتوفرة؛ من عقلية القيادة و سماتهم و خصائصهم و قدراتهم و كيفية تعاملهم مع المواضيع المهمة الشائكة داخليا و خارجيا في الاقليم او العالم من قبل كي نبين ما يعملون عليه فيما بعد، اننا لا يمكن ان نتفائل ابدا بما لدينا . ان فكّرنا في اية هزة لما يحصل، و قدرة و رغبة الشعب على دعم القيادة التي لم تدع المحبة و الاسناد مستمرة لها بافعالها و عقليتها و تعاملها مع مجريات الامور في كوردستان و كيفية ادارة الاقليم و الاخطاء الكبيرة و ما حصل منهم لحد الخيانة للقضية ومستقبل الاجيال و دماء الشهداء .
و ان كان هذا الموضوع يحتاج لدراسة طويلة عميقة، الا اننا يمكن ان نذكر رئوس الاقلام في هذا؛ و نقول، الوضع الداخلي من كافة النواحي و في هذه المرحلة ليس بمساعد، لان اقليم تراجع عما كان عليه من جهة، و عدم قدرة قياداته على قيادة المرحلة بهذه العقليات المعلومة لديهم من جهة اخرى . توزيع الجهات على المحورين اوالقطبين الرئيسين العاملين في المنطقة، يعتبر اكبر عائق امام اي قرار يُتخذ و ما يحتمل من التدخل المتعدد الاوجه من الجهات الخارجية في شؤوننا باسرع ما يمكن . و من ثم عدم وجود امكانية الاكتفاء الذاتي و ما فيه الاقليم من الوضع المزري، الذي اوقعته فيه عدم امكانية و قدرة و عقلانية قياداته ، التي لم تفكر استراتيجيا في مسيرة ادارة الاقليم . و ضيق افكارهم ونظرتهم الى الامور المهمة و الاهداف العامة في حقيقة تداولهم و عملهم عليها . اي لم يسيروا على بناء او ترسيخ ارضية على المدى البعيد، كي يقوّوا القاعدة و يتمعنوا في الحماية الذاتية، و القدرة على تمرير اية مرحلة صعبة من جهة، و عدم الاعتبار لاي مصلحة عامة بل عدم الالتفات الا للمصلحة الشخصية الحزبية الضيقة الذي اوصل الحال الى ما هي عليه من التصارع و الاختلافات و احتدام التنافس و الابتعاد عن البعض، مما اثر على وحدة الشعب و ابتعادهم عن التماسك الذي اتسموا به ابان سلطة الدكتاتورية، و كيف ضحوا بالغالي و النفيس من اجل ما تمنوه من الاهداف السامية التي يتزايد بها اليوم القيادات الكوردية دون اي اعتبار لما ضحى من اجله الكثيرون بما لديهم . فهل الاسس المطلوبة لاتخاذ قرار مثل استقلال كوردستان موجودة ؟ انا بكل صراحة و بما لدي من المعلومات العامة المتواضعة و ما اعرفه عن حال الشعب و القيادة وما تطلبه تحقيق هذا الهدف،اقول؛ لحد الساعة غير موجودة، و ان اتخذنا مثل هذا القرار او ما يمكن ان يفرضوه الفاشلون من القيادة الكوردية ليس الا للتهرب الى الامام من المشاكل الاخرى، و سوف نكون امام مغامرة غير مضمونة النهاية . و انا لحد الان اعتقد ان التلميح الى مثل هذا الموضوع بالاخص من قبل البرزاني ليس الا مزايدة او التهرب من المشاكل التي اوقع الشعب به، ومن اجل انقاذ نفسه و الفرار من الفشل الذي اصيب به و في ادارة الاقليم في النتيجة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقليم كوردستان بين بغداد و انقرة
- هل الحكم الذاتي يناسب كوردستان الشمالية
- البرزاني لم يدعو الى الاستفتاء ايمانا منه بالاستقلال
- هل المشكلة في التاويل ام في النصوص ؟
- هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟
- وصلت الحال لانبثاق مفارز مسلحة لثورة العصر في اقليم كوردستان
- المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق
- كوردستان و مراكز العبادة
- كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي
- تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
- الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
- التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
- من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
- ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في ...
- هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
- اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
- من الدعم الى الطرد
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها