أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟














المزيد.....

هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد وضع مسعود البرزاني مصير اقليم كوردستان بيد اردوغان دون اي تردد، و لا يمكن ان يخرج من امر و مسيرة هذا المحور باي شكل كان . و لكن السؤال هو؛ لماذا هذا الموقف و كيف انغمس في ما هو فيه الان، و هل كان مجبرا منذ البداية و لم يجد طريقا اخر، ام مصلحته الحزبية فرضت عليه هذا التفرد في اللعب بمصير الشعب دون ان يفكر ولو بلحظة بما هو الاهم و ما له صلة بالمصالح العليا، ام الصراع الداخلي هو ما فرض هذا الموقف دون غيره، الم يكن بالامكان ان ياخذ موقفا محايدا و يكون متكافئا و متوازنا بين الاقطاب، ام سذاجتهم الفكرية الادارية و عدم امتلاكاهم الخبرة السياسية و الادارية و الدبلوماسية، فرض وقوعهم و انغماسهم في الوحل، دون امكانهم الخروج منه في هذه المرحلة الحساسة، ام الموقع الجيوسياسي لمنطقته و ليس كوردستان بشكل عام، اي الدائرة المصورة بنفوذه، اجبر البرزاني و سلطته على اتخاذ المواقف غير السليمة و وصول الحال في كوردستان الى ما نحن فيه من المازق الذي لا يمكن ان يمر دون ان يضر بالمصالح العليا للشعب و مستقبل اجياله، و يفرض ان تذهب التضحيات و الدماء التي سالت هباءا دون ان يتحركوا ولو خطوة لمنع الكوارث السياسية التي تنتظر اقليم كوردستان من كافة النواحي، و لم يتضرر منها الا الشعب .
تراجع اردوغان عن مواقفه السابقة كثيرا، و فكر من قبل من انه يريد ان يكون له دور مؤثرا و حيويا و حاسم لما يجري في المنطقة، و لم يبق للبرزاني الا ان توجه نحو السعودية لدخول و في امور او معادلات كانت من الافضل عدم التطرق اليها من قبل اقليم، وكان بدافع التنسيق مع تركيا سياسيا و اقتصاديا لتفادي تضرر تركيا بالحصار الاقتصادي الروسي، لا يملك اردوغان اي مقومات ان يثق احد في الاعتماد عليه دائما . بل يعتبره البرزاني انه سلطان الدولة الحامية له، و اصبح العدو الاول هو المحور الاخر و من يوجد في الطرف الاخر في سوريا و العراق، و علية لا ريب ان في السياسة تكون هناك انقلابات، و لا يمكن الاعتماد على من يرتبط بك بدافع مصلحي تضليلي، و ليس مصلحة متبادلة و متكافئة كما نراها اليوم بين اقليم كوردستان و تركيا او مع ايران، لان هناك البديل المناسب لتركيا و ايران ايضا، ان تاثر الاقليم بما يجري و هو الدولة العراقية التي تعتبرها تركيا افضل من اقليم كوردستان الذي لا يفيده في الاهداف الاستراتجية مهما ادعى غير ذلك، لانها لا شك في انها لا تريد ان تقوي داعما استراتيجيا لمن تعاديه على ارضه مستقبلا . و هكذا الى ايران و من يستند عليه من القوى الاخرى في اقليم كوردستان من السلطة اوجزء منها .
بعد الغوص في ما وقع في المنطقة من الصراعات و دخول السلطة الكوردستانية كطرف فيه، فازداد عليه المازق الداخلي الكوردستاني، من الازمة الاقتصادية وحرب داعش و الصراع الحزبي الداخلي والخلافات التي وصلت للقمة . الخطوات اللاقانونية التي اتخذها البرزاني في السياسة الداخلية اوقعته في حضن اردوغان اكثر، و بكامل ارادته، وانه تعلقبخط رفيع كما فعل في الحرب الداخلية وتعمق الخلاف و لم يساعده احد على اتخاذ الموقف الصحيح . اليوم تريد تركيا فرض هدفها الاستراتيجي على ارض الواقع، من خلال البرزاني و حركاته الغشيمة في التعامل مع المركز العراقي من جهة، و عدم ابقائه لخط الرجعة من احتمال تراجع اردوغان ودولته في المواقف تحاهه بعد ان تتغير موقف امركز العراقي منه لمصالح ذاتية ايضا و المتوقعة في نهاية الامر من جهة اخرى . و بعد وصول صراع الاقطاب لم يجد طريقا الى ما يفرض تهدئة الامور ، ليحدد التوجه الصحيح المفيد للاطراف، و الذي من المتوقع ايضا ان يتوصلوا الى الاسوا في نهاية المطاف . لا يمكن ان يثق اي عاقل بما يعتقده البرزاني من بقاء اردوغان على رايه، و لم يتعض البرزاني من تغيير موقفه من اسرائيل و كيف تنازل لها و انقلب على حركة حماس الاسلامية، بمجرد ما فرضه موقفه الضعيف ازاء ما يجري في المنطقة بعد اسقطاه للطائرة الروسية، فكيف بالبرازني و اقليم كوردستان صاحب الثقل المعروف عنه، والذي يمكن ان ينسحب بكل سهوله من علاقاته معه بمجرد تغيير الواقع السياسي والصراعات التي تفرض تلك المواقف، اي لا يمكن ان يثق احد بالسلطان في هذا الزمان . و ما يقوم به ليس ببعيد في السياسة، و من حقه ان يدافع عن حقوق مواطنيه و يضمن مستقبلهم، و يبقى هو قائدا معتبرا و له ثقل، و كما يريد ان يذكر تاريخ بلده للجميع، و لكن المشكلة في السلطة الكوردستانية التي لم تضع اي احتمال امام اعينها، كما فعلت من قبل ازاء ما ادارت به الاقليم سياسيا واقتصاديا و لم يفكر بالاحتمالات السيئة التي وقعنا فيها اخيرا، و هي لا تقدر على اداء ابسط واجب وهو دفع راتب شهر واحد للموظفين رغم الواردات الكبيرة الضخمة التي وصلت اقليم كوردستان خلال السنين السابقة،و التي كان بالامكان ان تضع احتياطا تتمكن من مقاومة الازمات لسنين و ليس اشهر، و لكنها لم تفعل. و عليه لا يمكن ان نتوقع بانها حسبت للخيارات السياسية السيئة التي يمكن ان تاتي، و تفرض انسحاب اقرب من تعتبرهم من الاصدقاء، و يسحبوا البساط من تحت ارجل القادة الكورد، و تحدث انتكاسة اكبر من الماضي ابان عصر شاه ايران و ثورة ايلول الفاشلة ايضا . العقلية الضيقة جدا التي يفكر بها البرزاني وبها اصبح واليا تابعا لاردوغان يفرض عليه ما شاء و اين و متى ما شاء، و يمكن ان يخذله متى شاء ايضا لنيل ابسط مصلحة له و لبلده . اذن، فان البرزاني لا يمكن ان يفكر بالخروج من خندقه، طالما كان هذا مساره و توجهه و تعامله الداخلي و الخارجي، و من حق الكورد شعبا و مخلصين من النخبة ان لا يثقوا ببرزاني وسلطته و يتوقعوا الاسوا في مستقبل اقليم كوردستان . ننتظر ونصبر و لا خير في هذه القيادات كي يستفبد الشعب من صبره الطويل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصلت الحال لانبثاق مفارز مسلحة لثورة العصر في اقليم كوردستان
- المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق
- كوردستان و مراكز العبادة
- كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي
- تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
- الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
- التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
- من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
- ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في ...
- هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
- اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
- من الدعم الى الطرد
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
- تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
- انه حمير من مسلاخ انسان
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟