|
تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثلما قالوا من قبل، و تاكد الجميع على اننا في عصر السرعة استنادا على وصول المعلومات و الاخبار سريعا من مكان لاخر مهما كان بعيدا من حيث الموقع . الا ان ما نراه من التغيير السريع في التوجهات والتحالفات ومواقع الدول و سياساتهم و مكانتهم و اهميتهم و ثقلهم، فيما يجري في هذه المنطقة بالذات، يدل على مدى السرعة في السياسات و التحركات و المتغيرات و المستجدات التي نشهدها ليست لها مثيل من قبل . اننا نرى تغييرا سياسيا اجتماعيا لحد ما متواصلا ليلا نهارا، رغم اختلاف سرعة كل منهما و بما يفرزان من المؤثرات على النواحي الاخرى في الحياة و منها الاقتصادية و الثقافية . و يمكن ان ندعي العكس ايضا، اي التغيير الاقتصادي و ما يتطلبه يدفع الى التغييرات الاخرى السياسية و غيرها . و لكن ما يمكننا ان نصرح به، ان العمليات العسكرية الجارية بما تتطلبه من التمويل و ما تهدف اليه هي الدافع والعامل الاعظم للتغيرات المختلفة التي نلمسها في هذه المرحلة في الشرق الاوسط بالذات . لذلك نجد تخبطا في تعامل كافة القوى والاطراف مع ما يجري و ما يتغير، و نشهد المواقع متبادلة بين هذا و ذاك من حيث الموقف والراي و التعامل مع الاحداث الكبيرة السريعة التي تجري في المنطقة بين ليلة و ضحاها . ان كانت هناك مواقف رمادية الى جانب الاسود و الابيض لدى اعضاء القطب او المحور الواحد و موجودة حتما كما نرى، فان التغييرات الداخلية لكل محور ممكنة و محتملة بسرعة كما نشهدها لدى المحورين على حد سواء، فان اعضاء المحور الواحد تخالف الاخرين في تحركاتهم على الارض و توجيهاتهم العسكرية و السياسية ايضا . و كما نشهد من الخلافات الظاهرة بين موقف ايران و روسيا من الاسد و التنظيمات الموجودة في سوريا على سبيل المثال لا الحصر . فان ايران اعلنت جهارا انها لا توافق روسيا في اكثر ضرباتها التي تنسق قبلها مع اسرائيل، و سيكون اتفاق ايران اسرئيل لما يجري كتحصيل حاصل سرا، على الرغم من ان ايران توافق على التواصل و التنسيق ما بين اسرائيل و روسيا في هذا المضمار سرا و تعلن العكس لحفظ ماء وجهها، و حتى يمكن ان توافق ايران اسرائيل ايضا في حركاتها المباشرة ضد التنظيمات الارهابية المحاربة ضد الاسد او ان كانت لصالح اهدافها و ما تتوجه اليه في سوريا بشكل عام، و كما كشفت ان اهم ما تهدفه هو بقاء الاسد على راس السلطة الان و لا يمكن توقع ما يحصل غدا ان غيرت من موقفها و ليس ببعيد . اي تحركات اسرائيل ان وقعت لصالح بقاء الاسد فان ايران لا تمانع و كذلك روسيا، و العكس صحيح ايضا، اي تحرك روسي ان كان لغير صالح الاسد فان ايران تخالفها مهما كانت ضد الارهاب و استئصاله . و هكذا ايضا يمكن ان نقول ان التوجه و القول هذا ينطبق على السعودية و المتحالفين معها من امثال تركيا و القطر، و التوجهات التي تحملها هي اسقاط الاسد قبل استئصال اي تنظيم ارهابي، فان تحركات اي جهة بهذا الاتجاه و ان كان في غير جانب او في القطب اوالمحور الاخر، فانها لا تمانع عليه . و لذلك نراها تغض الطرف احيانا عن تحركات الجهات التي تقوم به القوى الاخرى المقابلة فيما تضر بموقع الاسد . اي؛ ان ما نريد قوله هنا، ان تبادل المواقع و التوجهات و حتى الاهداف متوقعة في هذه المرحلة كما نرى، و يمكن ان نتوقع حل المحاور ايضا في اية لحظة لتحل محله تنسيقيات او تعاون بين الجهات المختلفة من المحورين الرئيسين ان اقتضت الضرورة، و ان كانت التشكيلات الجديدة سرية او مخفية عن الانظار و انما تبان بتحركاتها على الارض، و بشكل غير مباشر . لذلك ان بروز خلافات بين اعضاء المحور الواحد طبيعي في مثل هذه الظروف من التغييرات الحاصلة و المستجدات البارزة من كافة النواحي و بهذا الشرعة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
-
التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
-
من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
-
بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
-
ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
-
ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في
...
-
هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
-
اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
-
من الدعم الى الطرد
-
كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
-
تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
-
انه حمير من مسلاخ انسان
-
التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
-
هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
-
هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
-
بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
-
هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
-
هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
-
اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
-
ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
المزيد.....
-
زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
-
دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما
...
-
الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
-
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
-
اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا
...
-
بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس
...
-
إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
-
دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با
...
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|