بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط

سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 21:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

ليس لعمال النفط فقط بل لجميع جماهير العراق نتمنى لها عام جديد ويعم الامن والسلام وتحقيق الرفاه والحرية. بيد ان الرفاه والحرية لا تتحقق بالتمنيات انما بنضال ضاري ودؤوب لانتشال العراق من براثن طبقة اللصوص والحرامية، وفي مقدمتهم الاسلام السياسي بجميع تلاوينه الطائفية الذين سرقونا في غفلة من الزمن.
اذا اراد اي مؤرخ وبغض النظر عن اتجاهه السياسي والفكري بتدوين التاريخ النضالي لجماهير العراق خلال عام 2015، فلابد من ذكر احتجاجات عمال النفط التي لها وقع الصاعقة على رؤوس اعضاء الحكومة والبرلمان واحزابهما الغارقين في الفساد..
في هذا العام نقول لعمال النفط ان انظار جماهير العراق متوجهة اليكم، لانكم اصبحتم موحدي الصفوف ولكم قيادة واحدة دون منازع متمثلة بلجنة منتسبي نفط الجنوب، ولانكم فصلتم انفسكم عن القوى الاسلامية الطائفية، ورفعتم راية العمال الذين لديهم مصالح واحدة وعدو واحد، ولم تنجروا بالرغم من كل التدليس الاعلامي والدعائي الذي لم يفلت منه اي رأس في العراق، وبالرغم من كل ما فعلتها المليشيات الشيعية من جرائم واهوال داعش السني ووحشيته، نقول لم تنجروا الى المستنقع الطائفي ولا الى مشروع تقسيم البشر في العراق على اسس طائفية وقومية.
في هذا العام نقول لكم ان انظار المجتمع العراقي مصوبة نحوكم، لان شريان الحياة بيدكم، لان دولايب الانتاج الوحيدة العاملة في العراق تحرك بسواعدكم، ولولاكم لكان الجوع والقحط يقضي على ما تبقى من الاحياء في "العراق الجديد". ولان صراع الاحزاب والقوى في العملية السياسية هي من اجل الحصول على امتيازات واموال من النفط الذي قلتم انتم في تظاهرتكم الاخيرة "ان الكاك تحت اياديكم". ولان العراق يحتل في اقتصاد التقسيم العالمي الراسمالي انتاج النفط، ولذلك انه احد اسباب وعوامل جعله ان يصبح مركز للصراعات الاقليمية والدولية ويدفع ثمن الحرب بالوكالة من دماء اطفاله ونسائه وبناته وابنائه...
في هذا العام نوجه رسالتنا لكم، لنأكد مرة اخرى ان حكومة العبادي كما رايتم خادعة وكاذبة في ادعاءاتها عن الاصلاحات التي لم تكن سوى قطع 40% من رواتبنا ومعاشاتنا، تحت عنوان سلم الرواتب الجديد من اجل سد نقص الاموال التي سرقها هو عندما كان وزيرا للأتصالات ورفاقه في الحكومات اللاحقة. وانكم لقادرين من جر جميع شرائح المجتمع المحرومة والمسحوقة ورائكم وترفعوا راية واحدة، وشعار واحد وافق واحد تلبي مطالب جماهير العراق.
في هذا العام نوجه ندائنا لكم، ونقول ان المؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد اطبق الخناق على العراق لتكمل مسلسل مشاريع الاحتلال الاقتصادية، وقد طأطأت حكومة العبادي راسها لها ونفذت شروطها، ومنها عدم توظيف اي شخص في القطاع العام الا بعد عام 2019 وخفض رواتب العمال والموظفين الذي شرعه البرلمان قبل ايام، وشروط اخرى مثل رفع الدعم عن الطاقة وغيرها.. نقول لكم انكم القوى الوحيدة التي بأمكانها ان تجر المجتمع للوقوف بوجه سياسة تغيير مناصب سرقة اموال الجماهير من فاسدين ولصوص العملية السياسية الى لصوص المؤسسات المالية المذكورة.
في هذا العام نؤكد معكم ان جولات التراخيص التي اصدرتم بيان في فضحها وادانتها ورفضها، ستكون كارثية على جماهير العراق لو ظلت كما هي في ظل انخفاض اسعار النفط وميزانية العراق تعتمد بنسبة 90% على انتاج النفط. فهي سرقة فاضحة وواضحة لصالح الشركات الاجنبية ويضيف على شرعيتها نفس الفاسدين ولوصوص العملية السياسية. علينا ان نصعد من احتجاجاتنا لتعديلها لصالح العمال والكادحين في العراق. وعلى لجنة منتسبي نفط الجنوب السعي لفرض ممثليها على الحكومة لمراقبة تنفيذ جولات التراخيص، سواء من قبل وزارة النفط التي وراء فساد مستشري في ميدان الطاقة او من قبل الشركات الاجنبية.
في هذا العام نكرر من جديد بأن الطبقة العاملة الوحيدة والقادرة على تخليص العراق من القاذورات الطائفية وتحقيق الامن والحرية والرفاه والسلام. وان عمال النفط بخبرتهم النضالية التي اكتسبوها خلال السنوات الاخيرة وبصفهم الموحد وبقيادتهم الجسورة بأمكانهم ان يأخذو دور طليعي في صفوف الطبقة العاملة في العراق. ونختم رسالتنا بالقول اذا تراجعت الطبقة العاملة فأية بربرية ووحشية تسود في المجتمع.

#سمير_عادل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل