أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - لا تلوموني عن بيع احد اولادي














المزيد.....

لا تلوموني عن بيع احد اولادي


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرضت في حياتي الى هزتين قاتلتين ، نفسية ومالية ، بلغتا تسع درجات على مقياس ريختر ، كادتا أن تفقدني صوابي ، والصحيح بالفعل فقدتني صوابي . ذلك قرار بيع اثمن كنز امتلكه في حياتي الفانية ، وهي مكتبتي ، حديقتي الغنّاء . المرة الاولى في سنوات الحصار الاقتصادي الظالم على العراق بسبب السياسة الرعناء التي جثمت على صدر البلد حتى قادته الى مستقبل مجهول ، وهي التي جاءتنا اليوم بهذه الحثالات التي تدير دفة البلد بعد انهيار النظام الشمولي السابق . فلولا ذلك النظام لم تتجرأ الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها بدخول العراق عن طريق غير شرعي فتحتله ، لتقول لنا بعدها انها جلبت معها (الديمقراطية) مع عدد من المتسيسين ، ولا اقول السياسيين ، على ظهور الدبابات لغرض انتخابهم حتى يكونوا (شرعيين) ليتسنموا الحكم ، فكانت النتيجة فساد في كل شيء انهك الشعب واقعده على بساط الفقر والضنك ، اذ ارتقى الجهلة والاميون وانصاف المثقفين والوصوليين الى مناصب مرموقة في الدولة وانفردوا بالقرار .
واما الوطنيون والمثقفون واصحاب الشهادات ، فالذي ركن منهم ركن ، والذي هاجر البلد هاجر ، والذي طالته التصفية صفوه ، والهدف واضح والطريقة مفهومة ، وكل شيء مرسوم على وفق خطط واستراتيجية كتبت مسبقا ، واعدت لها السيناريو قبل عدة اعوام من احتلال العراق ، واكبر دليل على مانذهب اليه هو حل الجيش العراقي العظيم الذي كان اكبر قوة في المنطقة ، ويهابه الجميع .
واما الهزة ، او قل النكسة الثانية فهي في منتصف عام 2015 ، سنوات الدواعش ومن جاء بهم من الاولين والآخرين ، عندما عصفت بي الظروف المالية والقت بظلالها على اجواء محنتي ، فسلمتني للايام ريشة في مهب الريح . وهنا وجب عليّ أن الوذ بركنٍ شديد ، او أن ارتقي الى جهة ما ، لكن لا عاصم اليوم من أن اتسلف بعض الاموال لسد حاجتي ودفع محنتي ، واما أن ابيع مكتبتي ، فخيرت نفسي بين الشرين . مكبتي التي اشتريتها بجهدي وصبري ، ومنعت نفسي من اشياء كثيرة لأجل شراء كتاب أنا في امس الحاجة اليه اهديه الى فكري الجائع المتعطش ليسد رمقه ويشفي غليله ، وهو تعويض عن الكتب التي بعتها . في حين انظر الى مئات الاشخاص من حولي يمتلكون اموال قارون ، لكنهم ليسوا بمستعدين لشراء كراسا واحدا بقيمة الف دينار.
فقررت أن ابيع مكتبتي ، وانهي الازمة ، ويا له من قرار ، انه اصعب من قرار اعلان حرب طاحنة تقضي على الاخضر واليابس ، فبعتها بثمن بخس دنانير معدودات وكنت فيها من النادمين ، نعم ندمت على فعلي هذا واعتبرت ذلك حماقة ، لكنني مجبور على فعلها .
واسمع رأي القارئ يقول : انك لست اول من يبيع مكتبته ، فقد فعلها قبلك مئات المثقفين وربما آلاف ، اقول هذا صحيح ولا غبار عليه ، لكن ذلك يترك جرحا لا يلتأم الى ابد الآبدين . كنت ولا زلت اعتبر مكتبتي هي بمثابة اولادي ، وحين بعتها كأنني بعت احدهم ، فهل قراري هذا كان جرما تحاسب عليه القوانين الثقافية والاخلاقية والابداعية ؟ .
نسخة منه الى :
رئيس الجمهورية اشارة الى مقالي اعلاه ليس للحفظ ، وانما للايعاز باتخاذ اجراءاتكم النبيلة . علما قد تم بيع مكتبتي بالمناقصة العلنية ، وهذا شر البلاء .
الى رئيس الوزراء المبجل للاحاطة بالعلم .
الى رئيس البرلمان المنظم ، لتعضيد ازمتي ورفعها الى الجهات المختصة .
الى وزير الثقافة المعلم على قدر تعلق الامر بكم .
السادة قرائي لا تلوموني على فعلي هذا .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشرة انواء جنونية
- العراق والسعودية .. بلا ديمقراطية
- انشودة الخبُاز*
- روسيا .. محو قطر وتركيا
- فضائح التحرش تسقط السياسيين
- حكومتنا : (لاخبر لا جفية لا خامض حلو)
- ميركل وزواج المتعة
- إنقاذ (الجراو) أم انقاذ البشر ؟!
- واذا الاطباء سُألوا !!
- موزة الانتظار(قصة قصيرة)
- ماذا تقصد السعودية بتحالفها الجديد ؟
- ضياع الانسان في (مؤتمر حقوق الانسان)
- سُخرية السّوط
- لماذا رفضت المانيا طلبا للولايات المتحدة ؟ !
- جريمة ختان المرأة
- طائفة -القرآنيين- وحكم الارتداد
- قتل اطفال اليمن جهاد في الفقه السعودي !
- السعودية،قطر ، تركيا ..واللعب على المكشوف
- غريبٌ في مدينة
- جرائم داعش لا يحتملها العقل


المزيد.....




- زيلينسكي يوجه رسالة لقادة أوروبا قبيل الاجتماع المرتقب بين ت ...
- خريطة للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية وتلك التي تعتزم القيا ...
- تقارير عن تحويل إسرائيل ملايين الدولارات من -أموال السلطة- ل ...
- صندوق الثروة السيادية النرويجي يصعد الانسحاب من الشركات الإس ...
- السودان: عودة القرود إلى أشجار جامعة الخرطوم
- مقال ببلومبيرغ: إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية لا تستطيع تحمّله ...
- شاهد.. احتجاجات غاضبة بالمغرب على اغتيال صحفيي الجزيرة بغزة ...
- هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟
- وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات -التمكين الإيجا ...
- مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - لا تلوموني عن بيع احد اولادي