أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - عودة زواج الوناسة بين اوغلو/ اردوغان ونتنياهو وشيمون















المزيد.....

عودة زواج الوناسة بين اوغلو/ اردوغان ونتنياهو وشيمون


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المنتدى الاقتصادي العالمي- دافوس 2009 دخل اردوغان في مشاجرة كلامية مع شيمون بيريز امام الكاميرات و هاجم اسرائيل و قمعها لغزة .. ارتفع صوت الاثنين بشكل غير معهود و خرج اردوغان من اللقاء متوعدا انه لن يرجع لدافوس ابدا ..
استقبل في مطار بلاده استقبال الابطال ..
الصحافة العربية وخاصة الخليجية نقلت الحادث بسرعة البرق و اصبح اردوغان بطل فلم تحرير القدس المنتظر .. تمنى البعض ان ما فشل في فعله صدام بضرب تل ابيب و حرق نصف اسرائيل ربما سيكمله الخليفة العثماني المتجدد.. هذه المرة الطريق للقدس ربما يمر من اسطنبول!.

ثم اتت في 2010 حادثة قتل البحرية الاسرائيلية لعشرة من الاتراك متوجهين على ما سمي اسطول الحرية ,سفينة "مافي مرمرة" تحمل مساعدات انسانية متوجهة لغزة ..
اثار هذا الحادث هيجان اردوغان بشكل اكبر و ساءت العلاقات بين البلدين بشكل حاد و انهى كل من الطرفين عقودا تجارية و اخرى عسكرية غير مستكملة على خلفية الحادث..
في الاول هدد اردوغان ان اسرائيل سوف تدفع الثمن غاليا على الحماقة المرتكبة .. اسرائيل من جانبها كالمعتاد حاولت الانتفاع من عامل الوقت و النسيان و هبوط الذاكرة في التعامل الحذر مع الموقف ..
المجتمع الاسلامي و العربي انتظر الرد .. دون ان ياتي .. فالكلام الناري لم يترجم لافعال..

كل هذا يحصل و اردوغان كان ينفرد بشكل غير مسبوق في السيطرة على زمام امور السياسة التركية ..فحزبه شكل الحكومة بانفراد و كان هو الامر و الناهي .. كن فيكون ..

ثم جاءت ما سميت بثورات الربيع العربي.. فكانت دعما اخر لتوجهات اردوغان في ارجاع حكم الخلافة الى تركيا و الشرق الاوسط ...
خلفية و تربية اردوغان متاثرة كثيرا بالتعاليم الدينية الاخوانية التي تربى عليها و تعاليم استاذه الراحل نجم الدين اربكان ..
وصول الاخوان الى الحكم في مصر كان بالنسبة للاثنين دفعة طاقة متبادلة..
كان اردوغان يضن ان بشار الاسد و على غرار حسنى مبارك و رئيس تونس سوف يجبر على ترك البلاد او يواجه السقوط في اشهر .. لم يحصل .. وما زاد في الطين بلة ان الرئيس مرسي و قادة حزبه دخلوا السجون و سحب البساط من تحت اقدام الاخوان في مصر فكانت كارثة اخوانية معدية اصيب بها الاخوان في دول عديدة ..

بدأ العد التنازلي لاردوغان مع تفاقم الوضع في سوريا و بقاء الاسد ..ثم ظهر كابوس اردوغان الحقيقي ؛ فالحزب الكوردي "الاتحاد الديمقراطي" في سوريا بدأ يسيطر على مجمل الاراضي الكوردية في سوريا و يقيم كانتونات حكم ذاتي .. اصاب اردوغان بالهلع من خوف حصول كورد سوريا كما في العراق على مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية ..
فقام الشريك في الحلف الاطلسي بادخال مجمل الارهابيين الداعشيين الى الاراضي السورية / العراقية امام مراى الناتو و العالم للقيام له بحرب بالنيابة ضد الكورد و ضد الاسد و ارضاءا للسعودية و قطر..
قال بالحرف بان داعش ليست ارهابية وقال رئيس وزرائه اوغلو ان داعش مجموعة شباب غير ارهابيين جمعتهم سوء المعاملة و التهميش في البلدان التي اتوا منها !.. اردوغان استمر بالالحاح و الدفع نحو تكوين منطقة حظر جوي و منطقة "امنة -عازلة " في شمال سوريا بغية ارسال قواته البرية للتعامل مع و تصفية القوات الكوردية , المسلحة فقط باسلحة خفيفة غير قادرة على التصدي للاسطول الحربي التركي..
لكن ما اوقف هذا المشروع كان و بمنظور الغرب , الامريكي خاصة ,فان خطورة داعش كانت فعلية , فكانت على استعداد لمد يد العون جزئيا ووقتيا و ليس استراتيجيا للقوات الكوردية المدافعة عن اراضيها ضد الارهاب الداعشي بدلا من ارسال قوات برية كانت ستكلفها البلايين من الدولارات الاضافية و الخسائر البشرية المترافقة معها على غرار افغانستان و العراق .. كانت تلك ضد مشيئة اردوغان ..

مع انخراط الروس اكثر في سوريا امر اردوغان باسقاط الطائرة الروسية ربما متورطا باوامر امريكية .. الروس بالمقابل حرك منظومة اس 400 الى سوريا القادرة على رصد و اسقاط اهداف تبعد 7مئة كيلومتر و ارتفاع سبعة الاف متر , فاصاب اردوغان بهستيريا اضافية , فليس بامكانه الان الطيران على الطرف السوري او حتى ارسال يد العون للمرتزقة الذين زج بهم الى سوريا لحماية التركمان عدا البقية الاخرى من داعش ..
دليل العقل السليم هو التوازن بين الطموح و الامكانيات .. عكس ما يفعله اردوغان الذي يحمل نفسه اكثر مما يزن .. فارسل الان قوات داخل العراق ايضا متزامنة مع حملة شعواء بربرية مدمرة على جنوب شرق البلاد على اراضي الكورد ..

اردوغان الذي كان يهدد بمعاقبة اسرائيل فجأة و في 13 ديسمبر الجاري , يقول ان من مصلحة المنطقة تحسين العلاقات بين اسرائيل و تركيا!!!.. هذا ياتي بعد التورط مع حادثة اسقاط الطائرة الروسية او ربما تاكد التوجه هذا بفعل الحادث ..

وزير تركي اعلن ان العلاقات سوف ترجع بين البلدين من جديد بعد موافقة الطرفين على دفع 20 مليون دولار لذوي الضحايا في حادث السفينة و اعتذار اسرائيلي , والذي تؤكد الاخيرة ان رئيس وزرائها اعتذر باتصال تلفوني في2013 من نتنياهو لاردوغان و بشهادة و حضور اوباما! ,وكذلك برفع الحصار عن غزة .. بالمقابل فان غاز اسرائيل تذهب لتركيا , و تركيا تطرد صالح العاروري احد قادة حماس و ترفع القيود كاملة عن التدريبات العسكرية التي كانت تاخذ من انطاليا قاعدة لها خاصة لتدريب الطيارين الاسرائيليين و الخ ..

يقول البروفيسور المؤرخ نورمان ستون التدريسي في جامعة بيلكنت- انقرة- و المحاضر السابق في كامبريج و اوكسفورد ان سياسة اردوغان اصبحت نقمة على البلد و اساسها كان جنون العظمة ممزوجة مع الشعور بالنقص .. وبقوله فان اردوغان اراد ان ياتي بجواب لعقدة القرون الماضية "لماذا تخلى الله عنا و سمح للاخرين الوصول للقمر !؟..
و لكن افعاله لم تترجم للوصول لما يريده ".. ويقول لو اخذ اردوغان مني نصيحة فهي " لا تستفز الروس فهم الذين هزموا العثمانيين دزينة من المرات و عليه ان يفهم ان الضربة لن تاتي من الغرب بل من الشرق اي سوريا و ايران وهم من وصلوا اسطنبول مرتين في القرن التاسع عشر" ..
بقى لدواد اغلو و اردوغان شيئا واحدا يتصورون ان بامكانهم خلاله الاستمرارفي خداع المواطن العربي و المسلم السني وهو انهم يصرون على رفع العقوبات عن غزة كشرط لتطبيع العلاقات مع اسرائيل !!
منطق غريب ومعادلة انية تصلح للعمل بها فقط في تركيا ..
فهم يصومون اليوم و يشربون الراقي او البوزا بعد الافطار!! .. ارضاء الله و ارضاء النفس على السواء ! .. كل شيء ممكن على الطريقة التركية ..

فاردوغان لا يريد ان يخسر اموال الخليج ولا يريد ايضا الاعتراف والاعلان التام بالكذب و التلفيق و الهراء بما يتعلق بغزة و فلسطين .. ثم انه يامل ان يمضي في تغيرات دستورية تعطيه صلاحيات اعظم في المستقبل القريب كرئيس وقد يحتاج مساعدة الغير .. يتباكى على مسلمي السنة في غزة و كان 25 مليون كوردي في تركيا هم من اليهود يضربهم بالقنابل و الدبابات ... ام لانهم يطالبون بحقوق غير دينية بل قومية في اراض احتلتها التتريون اجداد اردوغان ؟..

لكن شتان بين اردوغان الخليفة المعاقب الفاتح المنتظر للقدس وقاطع دابر الصهاينة الظالمين و رافع الظلم عن غزة في 2009 و بين من يقول ان تحسين العلاقات مع اسرائيل و تركيا ضروري للمنطقة في 2015!!
اية منطقة يا ترى اهي غزة ؟ ام الجولان ؟ .. يا سيد اردوغان ؟؟..
مع ظهور الدب الروسي في الطريق و اخفاقات اردوغان المتتالية اختار رجل الخلافة اللآمر النهيان , اقامة علاقة زواج الوناسة مرة اخرى مع اسرائيل ..
فزواج الوناسة حلال بشرع الاخوان مثل شرب الراقي في تركيا في رمضان ..تتلخص فكرته بزواج رجل مسنّ (تركيا) بإمرأة "صبية ( اسرائيل ) في كامل صحتها ونشاطها بهدف ان تؤنس وحدته وتفك عنه ملله وان تعتني به، شريطة ان تتنازل طوعا عن حقها بالمعاشرة الزوجية، وهي بذلك تتمتع بكامل حقوقها كحقها في المهر والإنفاق والسكن والمفاعيل الاخرى لعقد الزواج...





#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاملات في السعادة البشرية
- الغرب : الارهاب و كتاب فلسفة الخراب
- عاهاتنا الجسمية : أهي تطورية ام خلقية ؟؟
- نظرة للحياة... قرابة الخمسين
- التمدن ومن الديمقراطية الكثير
- لمن نبكي: للاسود ام للبشر؟
- صياغة الدستور : كسب او ضياع مستقبل شعب
- الدين و المعتقد : تحويل البشر الى وحوش مفترسة
- هيجان اردوغان قبل انتخابات البرلمان
- الانتخابات البرلمانية التركية القادمة..هل سينجح حزب الكوردHD ...
- القضاء على داعش اليوم لمنع جيش مماليك ابناهم المستقبلي
- تخبط اليسار في الرد على الارهاب الديني السلفي
- الكون : بين لابلاس و هوكينك
- تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان
- دفاعا عن العلمانية .. ليس الالحاد
- صمود كوباني داود ... وهزيمة جالوت داعش واردوغان
- الكورد و الغرب و المصالح
- اردوغان واللعب على وتر-داعش-
- الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية
- تسييس الدين و أسلمة السياسة


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - عودة زواج الوناسة بين اوغلو/ اردوغان ونتنياهو وشيمون