أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج















المزيد.....

من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج

مروان صباح / لا مناص للمرء من العودة إلى الرحباني ، ففي إحدى مسرحياته ، ألقى زياد درساً ، عن مخاطر استخفاف الطوائف والتنظيمات المسلحة بمصطلح ، المسئول ، ولأن الإنسان حسب ، تصنيف خالقه ، ظالماً وجاهلاً ، إلا أنه خُلِق مكلفاً ومسئولاً ، فالمسؤولية متنوعة وقدرة البشر على حملها تختلف بين شخص إلى أخر ، بالطبع ، حسب المعرفة والعلم ، لكن ، المسرحية توقفت طويلاً عند مشهد ، من الصعب أن يُمحى من ذاكرة الإنسان ، فالمرأة التى استنزفت غالب وقتها ، المسكينة ، بالانتظار على السلالم العمارة كي تطرح على جارها المسئول ، سؤالاً ، هو ، يتكرر يومياً ، شو الوضع يا أستاذ ، أين تعتقد المعركة القادمة ستقع ، إلا أن ، إخفاق المسئول ، في تحديد موقع الاشتباك والمنتصر ، اضطره إلى الرحيل ، خوفاً ، على ما تبقى من زيف للمسؤولية ، وللأسف ، حال الإعلام العربي والمحللين السياسيين ، يشبه حال المرأة التى مثلت في حينها ، متفرج اليوم على الشاشة الصغيرة ، والمسئول الهارب الذي يلعب ، الآن ، دور المحلل السياسي ، المستحدث .

الأرض والإنسان ، حسب الفطرة الكونية ، يحتكمان إلى القوانين ، ومن لا يعبأ بهما ، بالتأكيد ، سيدفع الثمن ، هو باهظ ، ومن أقرب الأمثلة التى يكمن أن تُعتبر لامعة عن المسؤولية ، قانون السقوط من الأعلى إلى الأسفل ،وعلى سبيل المثال ، إذا ، اقتنع المرء بأن للسقوط قانون ، يعني أنه سيستخدم وسائل تساعده على الهبوط بأمان ، ومنها السقوط من طائرة عمودية ، لهذا ، استخدام المظلة التى هي مبنية على فكرة المقاومة والوزن ، بالطبع ، وزن الإنسان أمام مقاومة المظلة يعادل تكافئ وزن الإنسان ، أي أن ، التعامل مع قانون السقوط بمسؤولية يؤدي الي النجاة والاستخفاف به ستكون النتيجة مأساوية وموت ، وبالرغم من أن المسؤولية تتفاوت بين إنسان وأخر ، فالبشر ليسوا في كفة واحدة ، لأنهم ، منقسمون في سعيهم اللّحُوُح لتحمل المسؤولية ، بالرغم أيضاً ، من جهلهم بمقادير إمكانياتهم ، وآخرون ، لديهم خلط بتوزيع الفشل ، دون إمكانية التمييز ، فهناك من يُكلف بإدارة مؤسسة كبيرة وفيها موظفين كثر ومن بينهم فريق الحراسة ، وقد تتعرض هذه المؤسس لسبب من الأسباب إلى تعثر مالي ، هل من الممكن أن يحاسب فريق الحراسة ، والعكس صحيح ، اذا تعرضت المؤسسة إلى السرقة ، على الفور ودون تفكير سوف يتحمل طاقم الحراسة المسؤولية ، بالطبع ، وهكذا ، الجميع مسئول ، لكن ، حسب موقعه .

هناك من يعتبر ، وللحقيقة ، هم كثر ، أن القانون لن يعاقب المسئولين عن ما يقترفوه من إهدار للوقت والطاقات ، بالطبع ، يستندون إلى قانون ، شهير ،لا عقاب لمن يمارس مهنة قزقزة اللب ، بوصفها اداة جريمة لقتل الوقت ، بل ، ما هو أخطر ، فبالرغم ، من تقدم سن الكثير أو حتى حصولهم على شهادات تعليمية ، يشير البيان ، بعد التفحص والتدقيق ، أن الأغلبية العظمى تتعامل مع ذاتها ، بطريقة الطفل دون أن يشعروا بذلك ، حيث ، لا يعبئون بالقانون ولا بالعقاب ، تماماً ، كالطفل التى أضمته عائلته في رحلة استجمام وشاهد أفعى كبيرة الحجم ، لكنه ، لم يبدى أي خوف منها ، وهذا ، ينطبق على الأكثرية من البالغين في تعاملاتها مع المسؤولية ، واجزم أيضاً ، بأن ليس في هذا الكواكب عمل يخلو من المسؤولية أو في كواكب أخر ، مهما كان بسيط ، حيث ، اقف بشدة عند مقارنة بسيطة ، بين طبيب وعامل مطعم ، فالثاني ، إذ لم يلتزم بشروط الوقاية ومستلزماتها من قفزات لليدين وتطهير المواد المستخدمة في تحضير الطعام ، من الممكن وبدرجة عالية ، أن يصاب مُتناول الطعام بتلوث بكتيري أو جرثومي ، في المقابل ، الطبيب بحكم معرفته وإطلاعه على خفايا الأمور ، يكاد يصاب بفوبيا التعقيم لعلمه العميق عن خبايا وحجم الجراثيم والعدوى والأمراض الفتاكة التى من طبيعتها الانتقال بشكل سريع ، دون احم أو استئذان ، وفي معادلة مبسطة ، جدير ذكرها هنا ، من يتهاون بمسؤولية أوكلت له ، بالتأكيد ، هو أخرق وأحمق ، لماذا ، لأنه ، في منطقة اخرى ، يتربص له مهمل أخر للمسؤولية .

هناك سلوكيات يمارسها المرء ، دون التفكير بها ، بالرغم ، أن المسؤولية بالمرتبة الأولى تبدأ من الذات وعليها قبل الآخرين وعليهم ، وبادئ ذي بدء ، لها أساسيات ، لا بد أن تتوفر في المرء ، العقل والاختيار ، وفي ظل غيابهما أو تغيبهما ، وهذا يحصل أحياناً ، بصواب أو بباطل ، كما هو حال حكومات العالم وأيضاً ،أغلب البشرية ، فكلاهما يعلم ، أن التدخين سبب مباشر وأساسي لسرطان الرئة ومسبب لأكثر الجلطات ، رغم هذا التشخيص العلمي والفطري معاً ، تُساهم وتشجع الحكومات في إنتاج وانتشار الدخان ، طبعاً الهدف منه ، مردود المال ، طيب ، الذين قضوا موتاً بسبب ممارسة التدخين ، من سيكون مسئول عنهم ، بالطبع ، الحكاية لا تنتهي هنا ، فلا بد أن يعاقب المسئول في يوماً ما ، عاجلاً أو آجلاً ، وسيسأل ، بالتأكيد ، عن إهدار طاقة وصحة الإنسان ، كذلك من جانب أخر ، من خصوصيات العبث بالمسؤولية ، تتعمد الحكومات من خلال اجتهادات مكشوفة في تعويد الناس على ادمان الدخان ومن ثم ضمن لعبة خبيثة ترفع أسعاره وهي ضامنة أن المدخن سيستمر بالتدخين حتى لو جاء على حساب أطفاله ، تماماً ، في منطقة أشد شراً وبلاءً ، تُحرم الأغلبية من شبكة مواصلات محترمة ، ومن ثم تُجبر على اقتناء سيارات خاصة ، وأخيراً ، تتلاعب الحكومات برسوم الترخيص والتأمين كما تشاء ، وهي متأكدة من عدم تنازل المقتني عن الوسيلة الوحيدة التى تشعره بقليل من الاحترام .

الميزة الوحيدة التى تجمع الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية ، تماماً ، على عكس المجتمعات الفاشلة ، وفي اعتقادي ، أن الأغلبية العظمى رغم ادعائها ، حبها للحرية ، إلا أنها تفرّ منها ، لأنها تنطوي عليها المسؤولية ، بل ، يريدون حرية دون مسؤولية ، وبالتالي ، لا مسائلة ولا عقاب ، وهذا مستحيل ، لأن، بهذه الطريقة ، لن تتمكن الشعوب من الوصول إلى حريتها بقدر أنها تمارس دون أن تدرك هروب يؤدي إلى تجذير مثلث جحيمي من الفساد والاستبداد والفاشية وعليها أن تختار ، والحال أن الشعوب المقهورة ، يتنطع فيها الأكثرية إلى تحمل المسؤولية ، متسلحين في إخفاقاتهم على لوم الآخرين واختلاق الأعذار ، كيف لا ، مادامت تنتمي إلى سلوك واحد ، طاولة الورق ومشاهدة المسلسلات والنوم العميق ، المنزوع من الحلم ، والاستيقاظ في اليوم التالي ، أولاً ، بسبب عدم سقوط ورقة الحياة ، وثانياً ، من أجل تكرار المشهد .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
- من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
- بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
- الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي ...
- الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
- مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
- أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
- حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
- هستيرية الأفراح والنجاح
- الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج