أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - الإغتيال الإقتصادي للعراق














المزيد.....

الإغتيال الإقتصادي للعراق


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنهيار العراق إقتصاديا أقرب للواقع من هلاكه بالحرب على داعش!
وافق صندوق البنك الدولي على منح العراق قرضاً مالياَ بقيمة 1.2 مليار دولار لتغطية رواتب الموظفين بعد عجز الحكومة عن تسديدها بشكل منتظم . ألقى هبوط أسعار النفط العالمية بضلاله على الحكومة العراقية التي قدمت موازنتها السنوية للعام 2016 إعتماداً على السعر ( 45 ) دولار لبرميل النفط الواحد، بينما بلغ السعر العالمي مؤخراً ما يقارب الـ ( 35 ) دولار ،أي تراجع بقيمة 70% مقارنة بالعام الماضي ، والمرجح أن ينخفض مجدداً بحسب بعض التقارير المتخصصة. كما معروف أن الإقتصاد العراقي يعتبر إقتصاداً ريعياً يعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل دون وجود موارد أخرى للبلاد ، إذ لم تكن القوى السياسية الحاكمة بمستوى المسؤولية لتنشيط القطاعات الاقتصادية والاستثمارية للبلاد طوال السنوات الماضية ، رغم حصولها على فرص ذهبية بعد رفع الحصار الاقتصادي بعد العام 2003 وإطلاق الأموال العراقية المجمدة ، كان بالأمكان إستثمارها في تنويع مصادر الإقتصاد وتنشيط عجلة الحياة الإستثمارية بشكل كبير ووضع خطط تنموية وصياغة إستراتيجية واضحة للإقتصاد العراقي . لكن ضعف إدراك القوى السياسية للمرحلة الجديدة والانشغال بالصراعات من أجل البقاء بالسلطة ، وعدم مغادرة الحاكم لعقلية المعارض السياسي وإرتقاءه بمستوى المسؤولية المناطة به ، وتقديم المصلحة الاجنبية للدول الراعية لهم خلال فترة المعارضة على حساب تحقيق المصلحة الوطنية ، وإستشراء الفساد بين قادتها الذين شكلوا الطبقة الحاكمة فيما بعد، أدى لضياع وتدهور مستوى الاقتصاد العراقي تماماً ، فتحول العراق لدولة إستهلاكية بأمتياز .
في الوقت الراهن يعتبر إستمرار الحرب الدولية على داعش إستنزافا حقيقيا لموارد العراق المالية والبشرية ، فهكذا حرب طويلة المدى تتطلب مصروفات مالية كبيرة لشراء الأسلحة وتجهيز المقاتلين من قبل الحكومة ، ودفع الرواتب لهم ، وتجنيد المزيد من المقاتلين كلما أشتدت الحرب وطال وقتها وتزايد حجم الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين ، كذلك دفع المعاشات لأسر القتلى منهم. إضافة لتمشية أمور البلاد وإدامة عجلة الحياة المتردية أصلا.

شرعنة الإستنزاف المالي للدولة :

أبتكرت القوى السياسية الحاكمة طوال السنوات الماضية أساليب ووسائل لنهب المال العام بغطاء شرعي قانوني
إستمرار مسلسل هدر المال العام منذ 13 عاماً بسبب تفاقم ظاهرة الفساد ومأسستها كجزء أساسي من هيكلية الدولة بأستحداث دوائر ومؤسسات بعضها وهمية لا نشاط لها بهدف الحصول على التخصيصات المالية التي تذهب لصالح القوى الحاكمة ، صار عبئاً حقيقياً عليها ومستقبل البلاد بأكملها . إضافة إلى إستمرار إنخفاض أسعار النفط العالمية في الوقت الراهن والذي شكل كارثة على العراق حتى خلال إعداد الموازنة العامة ، التي شغلت ميزانيتها التشغيلية الجزء الأكبر " رواتب الموظفين "بسبب التخصيصات المالية المرعبة للرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس النواب والمؤسسات الحكومية المنضوية تحت مبدأ المحاصصة الطائفية السياسية "رواتب كبار الموظفين."

الاغتيال الاقتصادي!:

(لا يحتاج قتلة العراق لجلب قوى العالم لتتصارع على أرضه بينما إقتصاده يحتضر!)

دخول العراق في عجز مالي لربما يؤدي لإنهيار إقتصادي موجع للمجتمع العراقي ، سيؤدي لحدوث كارثة إنسانية عظيمة ، رجحت بعض الدراسات إحتمالية إرتفاع نسبة الفقر في البلاد لـ 25% وزيادة في نسبة البطالة تتخطى التي عليها الآن البالغة 31% مرتفعة لنسبة تزيد عنها. ناهيك عن الظواهر الإجتماعية التي بدأت بالحدوث فعلاً ، كظاهرة الهجرة السكانية بسبب الظروف الآمنية والاقتصادية ، وهجرة الفلاح من الريف الى المدينة بسبب عدم وجود الدعم الحكومي للمزارع ، والتحاق الشباب " العاطلين عن العمل" بالجماعات والميليشيات المسلحة ، كذلك ظاهرة تشكيل عصابات مُنظمة للسلب والنهب والخطف. وغيرها من المظاهر التي تتحمل مسؤوليتها بالكامل الطبقة السياسية الحاكمة.
إقتراض العراق المال من البنك الدولي لتغطية معاشات الموظفين ينذر بدخول البلاد في مرحلة الخطر الحقيقي لإنهيار الإقتصاد العراقي وتفكك البلاد،لم تقترض الحكومة العراقية المال من أجل مشاريع تنموية طويلة الآمد تسدد من خلال أرباحها التزاماتها الدولية،وإنما القرض جاء من أجل تسديد رواتب الموظفين!!!،هل هو سيكون القرض الاخير من البنك الدولي لتغطية معاشات الموظفين؟ وماهي الألتزامات المفروضة على العراق؟ومن أين سيسدد ألتزاماته المالية؟! وإن كانت الحكومة عاجزة عن تسديد رواتب الموظفين فهل ستكون قادرة على إدامة الحرب ضد داعش؟!.





#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا ...إستثمار للأرهاب أم صناعة لأسباب التدخل؟!
- رأي سياسي – مملكة عربية عراقية-أحوازية ودولة كردية وجدار عاز ...
- بعد الموصل...- مكرمة - المالكي لداعش 9000 سيارة تيوتا رباعية ...
- اللهم أرفع لعنة الغباء عن العرب!!!!
- قراءة تحليلية في حرب عالمية ثالثة
- وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي
- مقارنات بين الأنظمة الملكية والجمهورية... الأردن والعراق وسو ...
- وليام نصار ...الإغتيال المعنوي!!
- دولتا خامنئي والبغدادي ... شذوذ وتطرف وسادية بلا حدود!
- الحرس الثوري الايراني والميليشيات على خطى داعش والقاعدة
- الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للارها ...
- المالكي المطرود يوعظ العبادي المُكلف!!
- رئاسة الحكومة بين التحالف والمالكي وإيران!
- المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم
- الفشل الأمني والسياسي في العراق يقضي بضرورة تدخل المجتمع الد ...
- بواسير مؤخرات القادة السياسيين وموسوعة غينيس!
- إغتيال العراق .. طقوس وثنية ظلامية!
- إنتهاء الصلاحية..الخزاعي بديلُ المالكي لرئاسة الوزراء!
- صناعة وإدارة الأزمات..رؤية تحليلية في المصالح الإستراتيجية ا ...
- المحرقة السورية...قراءة تحليلية للموقف الأميركي - الروسي


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - الإغتيال الإقتصادي للعراق