أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي














المزيد.....

وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيوعية فكرا قبل أن تكون إنتماءا "رقميا" كما الحال بالنسبة للأحزاب القومية والايدلوجية الاخرى....
في عالمنا العربي أغلب الأحزاب الايدلوجية تبحث عن الأرقام التي تتفاخر بها ...قطيع من البشر يستخدمونهم عند الحاجة أما للسب والشتم وأما لاعمال "بلطجة وتشبيح " لا تليق بأحزاب لها باع طويل في تشكيل جزءا رئيسيا من خارطة الاحداث العربية ...
نشر نصار تسجيلاً حاكم به نفسه حزبيا في الدرجة الأولى كعضوا شيوعياً ملتزما بنظام حزبه في لبنان .... وبادر إلى فصل نفسه من الحزب الشيوعي اللبناني بعد تاريخ طويل وغني، رغم أن ما اقترفه نصار لا يستوجب ذلك، مع وجود الأدلة والبراهين التي أرغمته على اقتراف "ذنب" إعلان موته.
وليام نصار وجد في محاكمته التي أقرها بنفسه طوق نجاة لم يقدمه له المقربون ....أما الذين كان في يوم من الأيام ركنا من منظومتهم، حاولوا ابتزازه سياسيا وشخصيا، كي يعيدوه إلى الحياة كما فعلوا أثناء مرضه هم "وأعدائهم"، إلا أنه فاجأهم بأعلان موته ظانا أنه يفي بالتزامه الأخلاقي والوطني على حساب مصلحته الشخصية.
وفي التسجيل الصوتي، أيضا، يحاكم نصار نفسه سياسياً، ولا يبوح بكل ما لديه رغم كثرتها. ويقيني أني أعرف ومتأكد أن لديه الكثير ليقوله، بحكم علاقتي الوطيدة به، لكنه يأبى الحديث ويغير وجهته كلما سألته عن أمر.
وليام نصار .....الجديد بمواقفه السياسية ......والمناضل الذي لم يغادر ساحات الكفاح الفكري والسياسي ....والفارس الذي لم يترجل عن فرسه ...لكنه صحح مساره الانساني والسياسي ليكون عونا للمظلوم "الحقيقي" على الظالم. ....
أدرك وليام نصار مبكرا أن تورط حزب الله في الوحل السوري والعراقي لن يجلب سوى الخراب، وحاول إيصال كلمته، لكنها اصطدمت بحائط النشوة التي كان غارقا بها حزب الله. وأنا شاهد على مكالمته مع إحدى السيدات قبل تورط حزب الله في مستنقع الدم السوري بأكثر من ستة أشهر، والطلب منها نقل جديث له مع أحد الصحافيين الفرنسيين حيث قال له: " الكل يراهن على دخول حزب الله في المعركة الدائرة في سوريا إلى جانب النظام، وتورطه هذا سيكون نهاية أسطورته وفقدان مصداقيته". وأغلب ظني أن تلك السيدة كانت تدعي أنها من حزب الله إلا أنها في الحقيقة والواقع ومن خلال متابعتي بين الفينة والأخرى لصفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أرجح بأنها ليست سوى مخبر صغير للنظام السوري وأجهزته، وقد نبهت صديقي وليام إلى هذه المسألة، لكنه رفض الاصغاء.

النظام الايراني كما إسرائيل وراعيها الولايات المتجدة الأمريكية، أوصل العرب إلى طريق مسدود، وضع أوطاننا على كفِ عفريت ....فرق بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد، وحول مقاومة حزب الله ضد إسرائيل إلى ميليشيا من الشبيحة تدافع عن شخص، ويا ليتها كانت تدافع عن نظام ..
وليام نصار لم يغادر ساحة الفن الهادف والعمل السياسي ....وإنما صحح مساره ووجه سهامه للعدو الحقيقي للعرب والانسانية..."الموت في سبيل لا شيء" .. و "خوض حروب في سبيل الغير وبالنيابة عن الغير" ...
حتى في قناعاته الجديدة، والتي تطورت لديه بعد زيارته لفلسطين وإسرائيل، يبقى وليام نصار متفردا في طرحه ونظرته ثاقبة وصحيحة فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي. فالسلام والتعايش بالنسبة لوليام نصار مع دولة إسرائيل هما معركة وجود أيضا، وفي قناعاته الجديدة يؤمن وليام نصار بأن السلاح والحروب لن تنهك إسرائيل ولن تنهي وجودها، بل السلام هو الأخطر على هذا الكيان لما يحمله من تطوير للقدرات العربية علميا وثقافيا وإجتماعيا وممارسة ديمقراطية.
وليام نصار حاكم نفسه سياسيا وإنسانيا بالفصل من الحزب الشيوعي اللبناني إيمانا منه بأن زملاءه وأحبائه السابقين لم يقفوا معه في محنته التي يواجهها والتي خرج منها بأقل الخسائر على الصعيد الشخصي، وبأغلاها على من كان يوما ما رمزا من رموزهم.
بسبب مواقفه السياسية الراسخة الجديدة .. وجد في قرار فصل نفسه من الحزب الشيوعي اللبناني، وسيلة لاخراج حزبه من الاحراج الذي أوقعه به مرغما، وللشروع في بداية جديدة ومرحلة جديدة في حياته الفنية الهادفة ومواقفه السياسية والانسانية.

كلمة أخيرة أنهي بها مقالتي هذه:
على مدار تسعة عشر عاما، خاض وليام نصار حروبا قانونية وسياسية مع داعمي إسرائيل بسبب إلمامه في كيفية التعاطي مع ملف الأسرى في السجون الاسرائيلية .. ونجاحه مع فريق عمله من المتطوعين بالافراج عن العديد منهم .. إلا أن تلك الحروب لم تخاض بمعزل عن الأخلاق والقيم والقانون.
أقول ذلك لمقارنتي بين رفاق وليام نصار سابقا من "قوى الممانعة" وافتقادهم للعامل الأخلاقي والانساني في الاختلاف السياسي .. وبين عدو تلك الممانعة التي كانت تحترم عناده وحرفيته في معاداتهم.
إسرائيل وأصدقاؤها في الولايات المتحدة الامريكية وكندا وأوروبا، لم يستطيعوا إيقاف نشطاء أولاد البلد عن النضال السلمي من أجل قضية فلسطين والأسرى ... غير أن المفارقة المضحكة أن من ينادون بالعداء المطلق لاسرائيل وجنس اليهود هم من كان لهم الفضل في قتل تلك التجربة الفريدة.



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنات بين الأنظمة الملكية والجمهورية... الأردن والعراق وسو ...
- وليام نصار ...الإغتيال المعنوي!!
- دولتا خامنئي والبغدادي ... شذوذ وتطرف وسادية بلا حدود!
- الحرس الثوري الايراني والميليشيات على خطى داعش والقاعدة
- الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للارها ...
- المالكي المطرود يوعظ العبادي المُكلف!!
- رئاسة الحكومة بين التحالف والمالكي وإيران!
- المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم
- الفشل الأمني والسياسي في العراق يقضي بضرورة تدخل المجتمع الد ...
- بواسير مؤخرات القادة السياسيين وموسوعة غينيس!
- إغتيال العراق .. طقوس وثنية ظلامية!
- إنتهاء الصلاحية..الخزاعي بديلُ المالكي لرئاسة الوزراء!
- صناعة وإدارة الأزمات..رؤية تحليلية في المصالح الإستراتيجية ا ...
- المحرقة السورية...قراءة تحليلية للموقف الأميركي - الروسي
- التحالف السري وإنقاذ الاسد..إيران والقاعدة نموذجا! ج2
- التحالف السري..إيران والقاعدة انموذجا! ج1
- إرهاب السلطة...العراق أنموذجا!
- اعتراف كيسي بتورط إيران ..تأريخ موثق!
- روحاني..مرحلة المماطلة والإيهام السياسي!
- العراق..نعوش وأزمات وقضايا اخرى!


المزيد.....




- التعرّق في المطارات قد يُطلق أجهزة الإنذار الأمنية.. تعرّف إ ...
- -مملة للغاية-.. شاهد رد فعل ترامب حول سبب اهتمام الناس بقضية ...
- ترامب يعلن عن استثمارات ضخمة لدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة ف ...
- ما صواريخ جاسم؟ وهل سيرسلها ترامب إلى أوكرانيا؟
- بعد تصريحات ترامب والسيسي.. هل يشهد ملف -سد النهضة- انفراجة؟ ...
- القناة 13 الإسرائيلية تكشف -مسودة اتفاق غزة- الجديد والمؤقت ...
- رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي الصيني -محفز للتقدم العالمي- ...
- روسيا تدمر 8 مسيرات أوكرانية وتقصف مدنا أوكرانية بالمسيرات
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بسبب تهريب مليوني لتر من الوقود ...
- سوريا.. تعبير السعودية عن -ارتياحها- وتعليق وئام وهاب يثير ت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي