أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة2














المزيد.....

دفتر عاملة2


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 06:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تعد تتحدث عن هناك بل اصبح مجرد ذكرى عن ابيها لكن البحر اختفى ..كان عليها ان تغالب دموع انها دموع تتساقط منها تحاول ان تدركها ولا تقدر عليها ..كان الصبى الاكبر هناك منذ زمن لم يعد لها ..كانت ابن اربعة عشر عام عندما ابح لديها وليدها كانت الجدة هى الام بينما تحولت هى لشقيقته الكبرى ..كانت تبتسم نادرا ما تذكر انها سرقت منه الجبن المعلب انه فاكتها التى تحب !!..الصغير لم يغفر كانت تردد هذا لهن ..انها تبكى رددن بذهول ذلك الجوه العابس والجامد المتشقق وكانه صخور تأبى ان تنكسر كيف يتشقق ويخرج من بين صخوره ماء!! انه كالعين المسحوره وذلك الصبى عصاتها ..طردها قالت طردنى ..رحل ابى والصبى كلاهما فى يوم ..انقطعت اجازتها منذ خمسة اعوام لم يعد لديها هناك بل هنا فقط فى الطابق الاول ..كانت هى والصغير ..وذلك العجوز ...تنعته بالصغير الا يكبر ابدا تهمس احداهن فترمقها بغضب..انه لا يكبر ورث داء لجدا لم يراه من قبل ولن يفعل ..كان لا يتذكر الحروف ولا يجيد النطق كل ما احب من الحياه كان نول يرسم عليه مثل جده الذى لم يعرفه ولا "م"عرفته ولكنها تعرف انه فى عائلتها من اصيبوا به ..قالت ولكنى لست الاولى التى تتزوج من قريب لم يحدث هذا مع صبيى انا ...
كانت تدلك جسده برفق كان صوت الفجر يرن فى اذنها انه يوم عروسه تعرف هذا ..ستكون هناك اخرى غيرها الان وهى ستقبل هذا بصمت او بغير صمت ..مرعام..هى لم تصمت او تقبل!كانت الفتاة تشبهها حيث كانت من هناك تكبرها ربما مع صغيرها الاول باربع اعوام فقط ولكنها مثلها طفلة فلما تغار منها ..تسأل نفسها وتجيب لا ادرى..تراقب صبيها المريض من بعيد تهمس يظل رجلا مهما كانت علته !..
تكتب "س" برفق فى دفترها تعرف انه مهترىء لا تستطيع ان تستبدله باخر تخشى ان يفقد بعض كلماتها التى كتبتها فى السابق انه الدفتر كل ما ستتركه منذ اعوام فكرت ماذا لو رحلت تطلعت بغرفتها الصغيرة التى ورثتها بالكاد عن اهلها المغتربين ..تفكر احيانا هل كانت ستكون افضل لو ولدت وسط بيت وسط حقل صغير ربما فدان مثلا ..لم تكن ستفترق عن شقيقاتها وربما لتذكروها دائما وربما ايضا تزوجت وانجبت هى الاخرى ..يقولون لها انها احبت التعليم عنهن ..لكنها لم تقدر على الافصاح يوما ربما روادتها فكرة الذهاب الى جامعة اى جامعة مثل بنات المدينة لكنها لم تفصح للعلن ولا مرة واحدة بذلك ..كن سيسخرن وامها ستندب حظها ..تعليم ..التعليم للصبية ما كنت بحاجة اليه ان تتعلمى الاحرف وصفها وقد فعلت ..كانت تسعد ان لديها سرا صغيرا تخفيه عن الجميع فى تلك الغرفة الضيقة وعندما ينام الجميع ..تعلمت عيناها ان تقرأ مجلاتها المسروقة فى الظلام..لم تشارك سرها هذا سوى مع صديقتها الوحيدة التى شاركتها بتلك السرقة فى طريقهن للعودة كان ذلك العجوز الذى قارب عمره من عمر الطريق لا يعرفن متى ينام اويستيقظ لكنه دائما هنا جالس على ذلك المفترق يضع جرائده على تلك القماشة ويفترش الى جوارها فيما يبدو انه فى ثبات عميق ..تقترب من وجه ترفع يديها امامه تهمس للاخرى هل هو ضرير ..تلمح تلك الصور تقترب منها ترفعها تبدا فى تصفحها وهو لا يبدوا ساكنا تتراجع تلمحها الاخرى يركضن..كان يتبادلن المجلات المسروقة فيما بينهن لا تدرى كيف اكتشفتها شقيقتها الكبرى لا تعرف سوى انها واجهت يد امها ..لم يتح لها المكان ان تبكى مساء بعد ان عاد ابيها لم تستطع ان تجعل امرها ينكشف ماذا تفعل الان ؟ستتحمل عقابها من يد الام لكن يد ابيها الثقيلة لن تتحملها ..فى الصباح التالى حملت حقيبتها الصغيرة واستعدت لتسير مسافاتها المعتادة لمدرستها القديمة ..كان عليها ان تقدم كل فترة بعض ازواج من الطيور التى استطاعت الام تربيتها فى عشتها فى الاعلى ..لقد احبت تربيتها بيدها كانت تتيح لها رؤية الاعلى هذا ..ساعة كل يوم هى ما تستطيع بقاءه هناك تروى عطش وجوع الطيور ..لم تدرك ان الاعلى سيغلق بعد قليل على يد قاطن فى الاعلى سئم صوتهم فى الاعلى الى جواره لم تمتلك الام سوى الاذعان لكنها تدبرت ام عشه صغيرة فى تلك الحجرة الضيقة لتربى فيها ازواج قليلة تبيعهم عندما ينضجن ..تبكى عليهن مثل الصغار لا انها لم تبكى لرحيل شقيقاتها او شقيقها عندما فر هاربا ليعبر الحدود ويغيب فى ارض غريب ..لكنها بكت الطيور..طيورها بحرقه ..اطلقت عليهن الاسامى تلك الفرخة سعاد وتلك مايسة وهذا اكرم وصغيرهن كريم ...كانت تعتقد ان امها فقدت عقلها ..لم يستطع ابوها ابدا الرحيل...كان عمله هنا فى تلك الغرفة السفليه القابعة تحت ستة عشر شقة اخرى ..يحتاجون الىه ..ليس الان هكذا كان يردد وهو يتذكر قريته البعيدة ..اخبرها عنها مرة واحدة فى السابق قال لها انه كان هناك ارض قيراط وكان هناك بيت صغير لم يعد هناك الان ...اخبرها لو استطاع لعاد بهن ..كان ذلك بعد ان رحل شقيقها ..كان يتمتم لن يرانى وانا ارحل ..لن يحملنى ..لن يحملنى ..لم تستطع ان تخبره انها ستفعلها وتحمله ..كان سيغضب منها لذا صمتت ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عاملة1
- من طبقة اقل هو..انديرا
- بداية جديدة ..سوزوران
- هدوء ..صاخب مارجريت
- لا املك سوى الخوف
- على الجانب الاخر من العام الجديد ..عايدة
- أشتقت اليكى
- دفتر حياتى
- لحظة حرجة
- عايدة بلا عنوان
- عائلة حنا سيدهم الجزء الثالث 1
- بدوية 13
- مارجريت الاخرى حيث تكشف نفسها
- انديرا بلا خيار
- ساحضر كائنا يحب الطبيعة ..سوزوران
- بدوية 11
- بدوية 12
- بدوية 10
- بدوية9
- بدوية8


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة2