تعقيب وأضافة عن القائد الشيوعي أحمد عبد الكريم الدبش .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعقيب وأضافة لما جاء به الصديق ثابت نعمان السنكي
حول ذكرياته عن عمي المناضل والقائد الشيوعي البار
أحمد عبد الكريم الدبش .
ممتن لما ذهبت اليه من ذكريات عمرها خمسون عاما أو يزيد ...أنت هنا تقصد عمي ( أحمد ) وليس عمي حميد الذي أصيب في معركة سجن بغداد المركزي عام 1953 م ، ونتيجتها أصيب بعدة أطلاقات نارية التي أطلقتها شرطة بهجت العطية على السجناء ، وأدخل على أثرها مستشفى المجيدية والتي هي مكانها الأن مدينة الطب الحالي ، ومن ثم نقل الى مستشفى دار الشفاء ( وهو جناح خاص بالأمراض العقلية تابع لنفس المستشفى ( في موقف المستشفي )..ثم نقل بعدها الى سجن بعقوبة ...وكنت أزوره في السجن بمعية جدتي وأنا صغير ، حتى أطلق سراحه بعد ثورة تموز ... وجرت محاولات لعلاجه عند الدكتور ( جاكي عبود )..أخصائي الأمراض النفسية والعقلية حينها ..ولكن لم تجدي تلك الجهود ، وبقي في بيت جدي حتى عام 1965 ، ومن ثم تم نقله الى بيت والدي ، ولكن لتدهور وضعه الصحي ..وقيامه بالهروب من البيت وأضرابه عن الطعام لفترة طويلة تمتد أحيانا الى ثلاثة أشهر ..أضطررنا لنقله الى مستشفى الأمراض العقلية في مستشفى الشماعية ، ، حينها كنت أزوره أسبوعيا ..وأخذ له السكاير والنقود وأحيانا الطعام ، وفي زيارتي الأخيرة سألني عن والده ( جدي ) وطلب مني بأخباره بأنه يرغب بزيارة والده اليه في المشفى ، وفعلا أخبرت جدي بذلك فقرر وبمعيته أولاده ( والدي وعمومتي ...ونحن الأولاد والأطفال ) جميعنا ..العوائل والأولاد ركبنا جميعنا في البيكأب المغطات بجادر ، وجدي وعمومتي في سيارة الشوفر ليت موديل 1956 ، والأثنتين هي ملك لجدي ، وقد علمنا من القائمين على الجناح الذي يرقد فيه عند ذهابنا لزيارته في اليوم الثالث لعيد الأضحى بأنه قد توفي في اليوم الذي زرته فيها ، أي ليلة عيد الأضحى من عام 1966 م وتم دفنه في مقبرة الغزالي في بغداد دون أخبارنا بذلك ..وبعد علمنا في اليوم الثالث للعيد وعندما ذهبنا لزيارته ..نحن العوائل والأولاد من أبناء عمومتي وعمومتي وجدي ...فوجأنا بخبر وفاته !!..وكان حينه موقف مؤثرا وحزين...فساد الهرج والصخب والأرباك مشهد الزيارة ...فترى عويل النساء ووجوم جدي وحزنه على عمي ..وبكاء والدي وعمومتي ، فأمر جدي سائق البيكأب ...والذي كان المرحوم أبا سليم زيدان البغدادي بأن يعيدنا الى بهرز ، ويتوجهوا عمومتي ومعهم بن عمهم ..عمي فتاح ..فذهب جدي ووالدي وعمومتي الى مقبرة الغزالي وتعرفوا على قبره من القائمين على دفن الموتى في المقبرة ، فرفض جدي أن تنقل الجنازة الى بهرز ...والأبقاء عليها في مكانها ...وبذلك أسدل الستار عن هذه الهامة المناضلة ...والذي كان جندي مجهول رحل بهدوء !...ومن دون مراسيم دفن ..ولا نظرة وداع ، هذه الهامة كانت معتقلة في سجن بعقوبة مع صديقيه ورفيقيه المناضلين والقائدين الشيوعيين ...عبد الوهاب محمد الرحبي ...وعبد اللطيف عبد الله خليل الرحبي ...الذكر الطيب لهم جميعا .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
8/12/2015 م

#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل