أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل















المزيد.....

مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (49) .

هى أسئلة وتوقفات وتأملات تطرح نفسها أمام أقوالنا المعتادة وإيماننا العتيد .. هى محاولة لمراجعه قوالبنا وثوابتنا وببغائيتنا لنكتشف أن كل أوهامنا فى التعظيم والتبجيل خاطئة وأن التابوهات التى رفعناها عالياً تتكأ على تناقض وخواء يقوض أركانها .. هى محاولة للتأمل والتفكير أأمل ان تفتح آفاق التفكير ومراجعة الثوابت والأكليشيهات والعبارات الببغائية لنصل لنتيجة أن الإنسان هو من ينتج المعنى والفكرة والصورة ونحن لا ننقد لذلك فهكذا حالنا , ولكن كل النقد يكون لمن يستعير صور الأقدمين ويقدسها وينبطح أمامها فلا يحاول أن يُراجعها ويُعيد قرائتها .

* ألا يعقلون , ألا يتفكرون .
- من الاقوال الإلهية "ألا يعقلون , ألا يتفكرون " وهذا يعنى أن الله يعقل ويفكر فليس من المعقول أن يحث على التعقل ويسخر من الذين لا يعقلون ويفتقد هو للعقل والتفكير , كذا من المُفترض أن خالق كل هذا الخلق يعقل ويفكر , ولكن الحقيقة المنطقية أن الله لا يعقل ولا يفكر . لماذا ؟!
لأن العقل يقوم بالتعاطى مع مشاهد مختلفة خارجة عنه ليقوم بترتيبها وتنظيمها وفق إحتياجاته ورغباته وأولوياته .. إذن التعقل يتعامل مع أمور خارجية ليتأثر بها ويتفاعل معها فينظمها بطريقته بينما المُفترض أن الإله لا يكون كذلك فلا يتأثر بظروف خارجية عنه ولا يتفاعل معها , كما لا يجب أن تكون الظروف أشياء مُستقلة خارجة عنه ليتعاطى معها مُتأثراً بها , فالمُفترض أنه خالقها .
- العقل يتأثر بالعوامل الخارجية فيوازنها ويرتبها وفق أولوياته وإحتياجاته وإرثه من الخبرات والتجارب , كذا وفق محصلة القوى المؤثرة بينما المُفترض أن الإله لا يتأثر بالعوامل الخارجية ولا يوازنها ولا يخضع لمحصلة قواها ولا يخضع لتجارب وخبرات تؤطر وتحدد تفكيره , وفى هذه الحالة لن يكون الله عاقلاً وهذا سيحقق كماله ونزاهته بعدم التأثر والخضوع والتوازن للأشياء .
-العقل والتفكير يعتنى بترتيب المشاهد والأحداث وإختيار الأفضل وفق للمعطيات التى لديه فى عملية تنتقى الأنسب والأكثر دقة وتوازن بين المعطيات مُستجيبة لمحصلة القوى , ليقوم العقل بالتعاطى مع مشاهد مختلفة بترتيبها وفرزها وتنظيمها , إذن العقل هنا يتعامل مع أمور خارجة عنه ليتأثر بها ويتفاعل معها فينظمها بطريقته وفقا لإرثه من الخبرات , بينما المُفترض أن الإله لا يكون كذلك فلا يتأثر بظروف خارجية عنه ولا يتفاعل معها . ولنا أن نسأل سؤالاً خبيثاً: كيف كان يفكر الإله ويعقل عندما كان وحيداً قبل الخلق فكيف أنتج فكر بدون معطيات الفكر .!
- يقولون أننا لا نستطيع أن نعقل الله بعقولنا البسيطة المحدودة , وهذا يعنى أن الله فكرة غير معقولة لأننا لو أدركناه لأصبح معقولاً , لذا من يُردد أن الله عرفوه بالعقل مُخطأ , فالعقل سيعجز عن إدراك الله , ليسعفون أنفسهم بالقول أنه يمكن الإستدلال على وجوده , وهذا أيضا خطأ لأن الإستدلال هو من عقل يتلمس وجود وهذا غير صحيح كون العقل لا يستطيع تلمس وجوده لأن وجود الله هنا سيكون معقولاً , وطالما هو معقول فقد أصبح تحت الفحص والتجربة والمعاينة وإدراك الذات .
- الفكر الدينى حل هذه المشكلة أو للدقة خدر الوعى ليدعى بأن الإله لا يُدرك بالعقل , والطريقة الوحيدة لذلك هي الإيمان , وللوصول للإيمان عليك بتعطيل العقل , فالعقل سيقف حاجزاً يمنعك عن التناغم مع منظومة الخالق وإدراكها لذا فلتختار طريقك إما أن تستخدم عقلك وعندها لن تصل إلى أي نتيجة مهما فكرت فى ذات مُفترضة أو لتختصر الطريق وترمي بعقلك ومتاعبه في المزبلة وتنعم بحلاوة الإيمان , ولا تسأل بعدها لماذا نحن نمطيون متقولبون متعصبون متخلفون .

* هل تصح مقولة " كن فيكون " .
نردد كثيراً عن قدرات الإله مقولة " كن فيكون " كعبارة سحرية تحتفى بالإله فهو قادر على إيجاد أى شئ بمجرد أن يصدر له الأمر بذلك " إذا قضى أمرا فأنما يقول له كن فيكون " البقرة 114. إذن هى عبارة تفخيمية تحتفى بقدرات الإله بالرغم أن تاريخ الإله لم يشهد تفعيل لهذه القدرة , فوفق الأسطورة خَلق الكون فى ستة أيام وإضطر لعجن طين ليخلق الإنسان فأين "كن فيكون" . علاوة أن مقولة " كن فيكون" تنسف فكرة مُسبب الأسباب فكل شئ بسبب , ولكن لا تسبيب هنا للأسباب .
هناك معضلة أخرى فى مقولة "كن فيكون" لم نفطن لها فهى تنفى ذاتها بذاتها , فالفهم الشائع لمقولة "كن فيكون" أن الشئ لم يكن موجوداً حتى قال له الله " كُن " ولكن هذا خطأ فلنلاحظ أن " كن " تأتي بصيغة الأمر ، والأمر موجه لشئ قائم بالفعل فلا يكون أمر موجه للاشئ ليس بذات كينونة ووجود , وإذا كان شئ فلماذا سيقول له كن وهو كائن بالفعل .!.. إنها لا تزيد عن مبالغة لفظية بلا أى مدلول .

* القدرة على إنتاج كلمات لانهائية والعجر عن تدوينها .
هل لنا أن نفكر فى هذه الآية : " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَات رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " .
هذه الآية جميلة فى بلاغتها وأتذكر أننى كنت أتفوق على أقرانى فى حصة اللغة العربية بإستخراج الصور البلاغية والفنية منها , فهى آية جميلة بالفعل تعظم الله بثراء كلامه , ولكن شيطانى التأملى لم يتركها فى حالها لأرى خلل كبير فى هذا الآية , فبدلا من أن تعظم الإله فهى تنال من ألوهيته وقدراته لأنه تصفه بالعجز عن الإتيان بالبحر الذى مداده لا ينفذ قبل أن تنفذ كلمات الرب .!
فكرة " لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَات رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " تتناول القدرة المطلقة التى لابد أن تتصادم مع ذاتها فهى عندما تنطلق فى إتجاه لن تتحقق فى إتجاه آخر , لتأتى على شاكلة السؤال المُحرج هل يستطيع الإله خلق صخرة من فرط ضخامتها لا يستطيع تحريكها , فهذه الخربشة تعتنى بأن الله قادر على خلق صخرة ضخمة ولكن لو إستطاع تحريكها فهنا لم يحقق شرط الصخرة الضخمة ولو عجزعن تحريكها فقد حقق القدرة المطلقة فى خلق صخرة ضخمة ولكن إنتفت قدرته المطلقة على تحريكها . كذا إذا كانت كلمات الرب لا نهائية فقد حقق قدرة ولكنه عجز عن تحقيق قدرة أخرى فى خلق المداد الذى يدونها .

* هل تصح مقولة الله احسن الخالقين .
-" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" المؤمنون /14- هل هو إحتفاء ومدح من الإنسان لإلهه ولكن المؤمنين بفكرة الإله لا يقرون بذلك فقد ورد فى القرآن " تبارك الله أحسن الخالقين" أى أنها قول الله , ولكن هذه المقولة تنال من الألوهية ولا تحتفى بها كما نتصور فهى شبيهة بقول "الله اكبر" , فالله تم وضعه فى المقارنة والقياس فهو الأحسن وسط مجموعة من الخالقين .!
هذه المقولة الخطيرة تقر بوجود عدة خالقين أى آلهة مثله يكون الله أحسنهم وأفضلهم ليتناقض مع الإيمان التوحيدى , فكيف يكون هناك أفضلية بقوله أحسن الخالقين مع تفرده فى الخلق .!
يفسر المفسرون مقولة "أحسن الخالقين" أى أفضل الصانعين وهذا تدليس علاوة أنهم يزيدون الطين بلة , فالصناعة غير الخلق بل هذا القول يُسخف مقولة فكرة الخلق , فالإنسان لا يخلق بل صانع مُحول للأشياء . لو تسايرنا مع هذا التدليس وإفترضنا أن الصناعة هى الخلق فلا تجوز ايضا فقد تم وضع الإنسان فى مقارنة مع الإله أى المحدود أمام اللامتناهى اللانهائى الغير محدود .
يحاول مفسرون آخرون التحايل حتى يسعفوا مقولة "تبارك الله احسن الخالقين" فيأتون بكلمة خارج السياق تماماً بالقول أحسن المُقدرين , فالله يُقدر وأنتم تقدرون وتقدير الله أفضل منكم , وبغض النظر عن الإحتيال على اللغة ليجعل الخلق يعنى التقدير لكنها لم تتخلص من ورطتها أيضاً , فليس هناك وجه مقارنة بين القدرة المطلقة اللانهائية والقدرة المحدودة كما وضعت الإله ككمية مقاسة محددة وفى وضعية مقارنة .! َ
- توجد آيات فى الكتاب المقدس على شاكلة تبارك الله احسن الخالقين ولكن بأداء أكثر فجاجة ( الآن علمت ان الرب اعظم من جميع الالهة لانه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم ) خروج 18 : 11. -( لأن الرب عظيم و مفتخر جدا و هو مرهوب فوق جميع الالهة ) اخبار 16 : 25 – ( لان الرب عظيم و حميد جدا مهوب هو على كل الالهة ) مز 96 - ( لانك انت يارب عليّ على كل الارض علوت جدا على كل الالهة ) مز 97 : 9 .
الكتاب المقدس أكثر سذاجة وعفوية وفجاجة فى التعبير ليعلن فى مواضع عدة عن وجود آلهة اخرى ولكن الرب أعظمهم .. وأتصور أن هذا الفكر هو تصور القدماء بوجود آلهة أخرى ولكن يكون الله أو الرب أحسنهم وأفضلهم فلا توحيد ولا يحزنون , قبل أن يتدخل أهل الكلام واللاهوت فى فرض صرامة التوحيد .

* هل فكرت يوما فى معنى أن " الله ليس كمثله شئ" .
- لو سألت مردد مقولة " الله ليس كمثله شئ " من أين عرفت هذا فهل عاينت وجوده ووجدت أنه ليس كمثله شئ فسيقول لك أنها معلومة إخبارية جاءت فى كتابى المقدس .. والمعلومة الإخبارية التى جاءت فى كتابك المقدس هل أدركها النبى وعاينها أم جاءته كمعلومة اخبارية أيضا ..والطريف فى هذه المقولة أننا يستحيل أن نُدرك الإله فهو ليس كمثله شئ بينما نحن ندرك الأشياء فقط .. من المؤكد أنها رؤية بلاغية إفتراضية لأحدهم .
- " الله ليس كمثله شئ" رؤية فكرية ذكية تعتنى بتعظيم وتحصين الألوهية من النقد والإقتراب والبحث والتفكير وأتصور أن كل الأديان والمعتقدات ستقر بأن الله ليس كمثله شئ بالرغم أن الوكيل الرسمى لها هو الفكر الإسلامى .
بالرغم أن "الله ليس كمثله شئ" مقولة تُعظم وتُمجد الإله وتجعله فى وجود مفارق إلا إنها تنسف كل الأديان والإدعاءات والقصص التى روجت عن الإله , فكل الصفات الإلهية كالرحيم والكريم والمنتقم والجبار ألخ تعارض "ليس كمثله شئ" وتثبت أن من أبدعها فكر بشرى فتلك الصفات يوجد مثلها لدى البشر , كذلك القول عن غضب وإنتقام الله فهى صفات ومشاعر بشرية مفعمة بالإنفعال تجعل الإله خاضعاً للفعل يمارس رد فعل إنفعالى كالإنسان وهذا لا يستقيم مع "ليس مثله شئ" , كما ستنهار الأساطير والقصص والأوامر الإلهية كقصة العرش مثلا , فكل هذه الصفات والسمات والكينونات والأحداث والمشاهد يوجد مثلها فى البشر بغض النظر عن حجم ومقدار حضورها وقوتها .
- نحن نتحدث هنا عن ليس كمثله شئ فى المطلق أى إستحالة وجود أى تقارب أو تشابه أو مثيل ومن هنا إذا كان الله ليس كمثله شئ فكل ما يروج عنه غير صحيح لتتبدد الأديان والمعتقدات وتثبت بشريتها أمام مقولة " ليس كمثله شئ" ولنسأل ثانية كيف نعرف الإله أو نستدل عليه وهو ليس كمثله شئ !.. شئ طريف فى "ليس كمثله شئ" فطالما الله لا يتشبه بأشياء ولا تتقارب معه فهو فى خصومة مع كينونة الشئ , فبذا هو لا شئ .!

* نردد كثيرا حكمة الله العظيمة الصائبة , فهل الإله حكيم .
- لنبدأ بتعريف الحكمة , فالحكمة تعنى إكتساب العلم من التعلم أو من التجارب ويقاربها في المعنى كلمة الخبرة , كذلك الحكمة هى عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناه وضع الأمور في نصابها , كما تعنى الحكمة ايضا إتقان الأمور , ووضع الشيء في موضعه , والقول الصائب , والحكيم هو كيان عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما إمتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة .
- عندما ندقق فى هذا التعريف للحكمة سنجده ينافى الألوهية , فنحن أمام إله يكتسب العلم من التعلم ومن التجارب التى يخوضها لتتولد لديه مايسمى الخبرة , فهل الله يُجاهد ليتعلم ويرجح الأمور نحو الصواب بما إمتلكه من خبرات عبر تجاربه الحياتية .!
- فلنتناول الأمور من زاوية اخرى , فمقولة أن "الله حكيم" فهذا يعنى أنه مقيد بقانون وفعل الحكمة وهذا يعنى أن الإله ليس حر لأنه مُلزم ومُلتزم فى أفعاله بقانون ونظام الحكمة , وهذا يناقض قدرته ومشيئته المطلقة فلا يستطيع أن يفعل شئ يخالف نظام الحكمة .
- هناك نقطة اخرى فى فكرة الحكمة هذه وهى معايير الحكمة , فإذا كانت الحكمة إتقان الأمور ووضع الشيء في موضعه والقول الصائب فهنا من يحدد معايير الإتقان ووضع الأمور فى موضعها الصحيح والقول الصائب , فإذا قلت الله فهو قول خاطئ كونك وضعت إلهك يخوض تجارب منها الفاشلة ليتعلم منها ويستنبط الصائب منها لتنفى ألوهيته بعدم علمه المطلق ووقوعه تحت التجربة والإختبار , كما عليك أن تفطن أن إستنباط الأشياء الصائبة مرهون بتأثرنا بها وبما تجلبه علينا من نفع لنختارها ونتحاشى الأشياء الخاطئة المُجلبة للألم , فهل الله كذلك .؟!
- كذا القول بأن الإله هو من وضع قوانين الطبيعة بحكمته , فهذا يجعل الإله يقع تحت قانون المادة التي تتحكم فى تصرفاته بإلزامه أن يفعل أى شيء وفق قانون المادة , وبهذا لن يختلف الإله عن الطبيعة بوجود قوانين تَحد وتُلزم أفعال كل منهما , ومن هنا فالإله مُسير بقانون الحكمة مثل الطبيعة التي تعتبر مسيرة بقوانين .

* هل يصح القول " الله اكبر" .
نردد دوما "الله اكبر" عشرات المرات فى اليوم فهل توقفنا مرة أمام معنى الله اكبر فهى تشكل إشكالية كبيرة عند التمعن فيها , مقولة "الله اكبر" تعنى أن الله الأكبر عن أي كينونه أخرى وبذا تضع الله ككمية مقاسة يكون هو الأكبر وسط كينونات أخرى لتستدعى مقولة " الله اكبر " مشاكل عديدة , فبداية هى تنسف التوحيد عندما تعلن عن وجود كيانات إلهية أخرى يكون فيها الله هو الأكبر لتضع الإله فى وضعية المقارنة , أو تزداد الأمور تهافتاً عندما تضع الله فى وضعية المقارنة مع الإنسان كمقارنة بين المحدود واللامحدود , فالمُفترض أن الإله كصفات وذات غير قابلة للمقارنة مع المحدود كإنسان أو مع أى معانى وصفات , إضافة أن " الله أكبر " وضعت الإله ككمية قياسية محددة والمُفترض أيضا أنه خارج القياس وبلا حدود .!

** أسئلة إضافية للتأمل والتفكير .

* لماذا هنالك شيء بدلا من لاشيء ؟ سؤال فلسفى ولكننا لن نتقبل أن هناك شئ من اللاشئ فهذا يضرب فى منطق السببية الذى إعتدناه وتبرمجنا عليه , ولكن الغريب أننا نحمل إجابتين لسؤال " لماذا هنالك شيء بدلا من لاشيء" فمرة نرفض منطقيته ومرة نقبله .!

* كثير يعتنون بالعلة الأولى ويعتبرونها دليلاً على وجود إله بالرغم أنهم لم يثبتوا لنا حتمية العلة العاقلة , كما لا يجرؤ أحد أن يثبت أن هذا السَبب جاء من ذاك المُسبب حصراً , ولكن سنسأل سؤال منطقى بسيط : لماذا لا يُمكن وجود 1000 علة أولى وليس علة واحدة .؟!

* وأنا اكتب هذه الخربشة تذكرت رفيق الطفولة الذى كان يروى عن الله بشكل سوبرمانى ليقول : دا رَبُنا ده يقدر يعمل كل حاجة وليميز كلامه بتلك الضمة فى ربُنا .. لأتمنى ان أراه الآن وأسأله : هل يستطيع الله تحديد العدد اللانهائى فى سلسلة أعداد لا نهائية فمن المؤكد أنه سيعجز كون لا وجود نهايات للأعداد اللانهائية فلو وجدت فلن تكون سلسلة من الأعداد اللانهائية , وعليه سنسأل أسئلة بريئة هل يستطيع الإله أن يتذكر بداياته منذ الأزل أو يدرك الغيب ومستقبله الممتد عبر الأبدية , فمن المؤكد أنه سيعجز أيضا لأنه لو أدرك فهذا ينفى الأزلية الأبدية أى يجعل لها بدايات ونهايات فهى كحال العدد اللانهائى .

* إذا كانت الدنيا مكان إمتحان , فماهى وسائلنا لأداء الإمتحان هل بذكائنا أم بقدرتنا على الطاعة العمياء .. لو قلت بذكائنا فقد ظلمت الأغبياء .. وإذا قلت بالطاعة العمياء فبئس وبؤس هكذا حال علاوة أنك لا تضمن صحة إيمان كل الطائعين .

* إذا كان العقل والوعى لا يستمد مفرداته إلا من الوجود المادى حصراً , فيستحيل تكوين أى صورة أو أى فكرة منطقية أو خيالية إلا كنتاج سقوط صور مادية على مرآة الوعى , فألا يعنى هذا أن الإله والملائكة والشياطين وعروس البحر والحصان المجنح منتجات عقل تخيلية ليس لها وجود .

* ما تعريفك للإله هل هو كيان بغض النظر عن كونه كيان مادى أو غير مادى , ولكنك عندما تقول كيان فقد نفيت وجوده الغير محدود , فالكيان مُحدد مَحْدود بينما المفهوم الشائع أنه لا محدود اذن هو ليس كيان أو هو غير موجود .

* عندما تقول ان الله لا محدود فقد أصبت لتجعل للإله وجود مفارق عن الوجود فهو ليس وحدة وجودية كسائر الموجودات ضمن الوجود , ولكن القول بإقامته فى السماء جالساً على العرش ينزل فى الثلث الاخير من الليل فذلك يعنى أنه محدود , علاوة على كل ما يذكره التراث الدينى من تجسيد وتشخيص للإله فهذا ينفى أنه غير محدود , ولكن لو اعتمدنا فكرة أنه غير محدود وتغاضينا عن كل التراث , فألا يعنى هذا أننا آلهة أو جزيئات من الإله لأننا لو إعتبرنا انفسنا كائنات مُستقلة مَحدودة فهذا يعنى أننا سنحد ونحدد وجود الاله الغير محدود بوجودنا لنجعل له حدود تبدأ من نهاية حدودنا .

* هل يمكن أن نفترض بوجود إله خالق غير معنى بخطايانا وأعمالنا الطيبة ولا يُجهز لحياة اخرى للأبرار والأشرار , فهل هذه الفرضية منطقية وإحتمالية فى حال إفترضنا وجود إله أم غير منطقية , وما الذى يمنع عدم إحتمالها وفرضيتها , فما المانع انه يخلق ولا يعنيه حماقاتنا ولا يحتفى بطيبتنا فهى أشياء لا تعنيه ولا تزيده ولا تنقصه بل على العكس تنزه الاله الكامل عن الحاجة والاحتياج والغاية .

* شئ طريف عندما تقلب الصفات المطلقة وتتعاطى مع صفة القدرة مثلا لتجد أنها ستقوض فكرة الإله فى النهاية .. جال فى ذهنى ذات مرة تأمل طريف , هل يحلم الله فإذا كان يحلم فهو ليس بإله كون له رجاء ولا يعلم المستقبل ليأمل فيه وإذا كان لا يحلم فهو ليس بإله أيضا مطلق القدرة فهناك أشياء لا يستطيع فعلها , ولكن بئس الحياة والوجود بلا حلم وبئس آلهة لا تحلم .. لن أؤمن بإله لا يحلم , فالحلم حياة وأمل وفرح .

دمتم بخير .
لو بطلنا نحلم نموت .. طب ليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- شيزوفرانيا-تناقضات فى الكتابات المقدسة–جزء13
- عاوز أعرف – مشاغبات فى التراث 8
- إستنساخ التهافت-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- الماركسية السلفية وعلاء الصفار
- إستنساخ آلهة البدواة-الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش
- فضائح وشجون ومخاطر على سواحل أوربا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل