أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور















المزيد.....



موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 14:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تأملات مسلم معاصر – جزء ثالث .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 67 ) .

هذا هو الجزء الثالث أو اللقاء الثالث فى تأملات مسلم معاصر مع الأخ خالد الذى يعرض تأملاته ومواقفه من النص الدينى وقد سبق له أن عرض رؤيته العامة فى مقدمة المقال الأول والتى على أساسها يؤكدها بكثير من الآيات لذا يُرجى الرجوع إلى مقدمة المقال الأول .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488354
إذا كان خالد إعتنى فى اللقاء الأول بخصوصية النص ومواكبته للظروف العاطفية للنبى لتأتى الآيات مُعالجة ومُسعفة لما يَعترى النبى من مشاكل , كما طرح فى اللقاء لثانى بعض الآيات التشريعية والمواقف تجاه الآخر وأثبت أنها خاصة بمشهد محدد تم فى زمن محمد وإنه من الخطأ إعتبارها حُكم ودستور صالح لكل زمان .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488958
إكتفى خالد بالإعتناء بخصوصية النص ليؤكد أن الدين ليس منهج ودستور دائم صالح لكل زمان ومكان , ولأعتنى أنا ببشرية النص فالسيناريوهات التى تمت تثبت أن النبى يؤلف الآيات لتتوافق مع رؤيته ورغباته .
أنا : اهلا بالأخ خالد .. ماذا تقدم لنا فى هذا اللقاء .
خالد : لدى المزيد لأقدمه عن تاريخية النص لأثبت أن النص ملك زمانه لذا من العبث واللغو القول أن نصوص القرآن صالحة لكل زمان ومكان .
أنا : عزيزى خالد .. لعل اللقاءين السابقين فيهما ما يكفى لإثبات تاريخية النص وحرصا منى أن تحسم قضية مهمة قبل رحيلك بعد أن أبديت إعتذارك عن الإستمرار فى لقاءات قادمة لإنشغالك مع وعد منك الإستمرار لاحقا .
خالد : ما الذى تود إثارته وحسمه ؟.
أنا : أنت تناولت جانب واحد من الحقيقة عن خصوصية وتاريخية النص وأتفق معك تماماً فيما قدمته ولكن هناك الوجه الآخر من الحقيقة أريدك أن تعتنى وتقر به وهو بشرية النص أى أن النصوص هى إبداع إنسانى من النبى ولا علاقة لها بالسماء .
خالد : هذا هو قولك ورؤيتك وأنا لم أخوض فى هذه القضية , فما أراه كمسلم أن الله أنزل الآيات لتتوافق مع الظرف التاريخى والموضوعى لحدث بعينه وهى غير مُلزمة للمعاصرين , فإذا كان لديك ما تقوله وتؤكده فى بشرية النص فالموضوع والكلام لك .
أنا : حسنا فليكن هذا اللقاء هو أطروحات من جانبى لإثبات بشرية النص وأنها إبداع من النبى .
خالد : تفضل .
أنا : سأطرح فى هذا اللقاء صور ومشاهد عديدة تجعل من يمتلك قسط قليل من العقل والمنطق والموضوعية أن يتلمس فعل بشرى فى تأسيس النص فكراً وقولاً , فالنصوص ملك لحظتها بكل تفاعلاتها وتوزاناتها ولكن قبل طرح هذه الصور أود الإشارة لما تناولته حضرتك فى الجزئين الأول والثانى .
الآيات التى عرضتها يا عزيزى الخاصة بزيجات محمد وعلاقاته مع نساءه , فهل من المنطق فى شئ أن نتصور بأن الله كامل العظمة والجلال مالك هذا الكون الهائل يعمل مأذون شرعى ليحل مشاكل النبى العاطفية والجنسية , هل الله كان خارج خيمة الرسول يسمع ما حل به من مشاكل ليقوم بحلها أم هو أرسل ملاكه جبريل ذو الأجنحة الريشية من على بعد ملايين السنين الضوئية ليحل حرج محمد من نكاح ماريا أو حرج زواجه من زينب زوجة ابنه بالتبنى أو بمنحه رخصة خاصة بنكاح من تهبه نفسها أو عدم إعطاء رخصة لزوجاته فى الزواج من بعده , فهل من المعقول أن الله بهذا التهافت والتفاهة ليعتنى بمثل هذه الأمور لتصير هكذا نصوص فى كتابه السرمدى كدستور ونهج لكل البشرية عبر الزمان والمكان بالرغم انها لا تعنى أحد غير محمد , وهل كانت هذه الآيات المرتبطة بحدث وشأن خاص مدونة فى اللوح المحفوظ قبل خلق البشرية أم أننا أمام نصوص كتبها محمد وغلفها بالمقدس والوحى حتى يعطى لها المشروعية والرضوخ , وهذا ما دعى عائشة التى فضحت هذا التهافت والهراء لتقول ساخرة : إن الله يسارع فى هواك .
أنا : دعنى أقدم لك صور إضافية عما قدمته حضرتك فى الجزئين السابقين , وهذه الصور تتسم بالطرافة والغرابة وتبين كيف يتم طبخ النصوص فى المطبخ المحمدى , فمحمد لا يجد أى إشكالية فى إقتباس قول أو مشورة فلان أو علان ليضعها فى كتابه لتستغرب كيف تتم الأمور على هذا النحو علاوة أنه لا يجد غضاضة فى إستعارة تعبير وقول لهذا أو ذاك لتبلغ الامورعبثيتها عندما نجد آيات تأتى بناء على طلب الجمهور وهذا حال الكثير من الآيات القرآنية .!

* طب اكتب دى كمان علشان خاطر ابن مكتوم .
لآية ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر ) قصة عجيبة نتأملها من صحيح البخارى وأسباب التنزيل للواحدى : نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا زيداً ، وليجئ باللوح والدواة والكتف . ثم قال : اكتب لا يستوي القاعدون , وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى ، قال : يا رسول الله فما تأمرني ، فإني رجل ضرير البصر فنزلت مكانها ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر ) الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح .
وقال البَرَاء: لما نَزَلَت : لا يستوِي القاعدونَ مِنَ المؤمنينَ دعا محمد زيداً فكتبها . فجاء ابن أم مكتومٍ فَشَكا ضرارَتَهُ، فأنزلَ اللهُ غيرُ أُولِي الضَّرَرِ . وقال البَرَاء: لما نزلت: لا يستوي القاعدونَ من المؤمنينَ قال محمد: ادْعُوا فُلاناً. فجاءهُ ومعهُ الدَّواةُ والَّلوحُ أو الكَتِفُ، فقال: أكْتُبْ: لا يَستَوِي القاعدونَ من المؤمنينَ والمجاهدونَ في سبيل اللهِ، وخَلْفَ النبي ابنُ اُم مكتُومٍ ، فقال يارسولَ اللهِ أنا ضَريرٌ. فنزَلَتْ مكانَها: "لا يَستَوي القاعدونَ مِنَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضرر، والمجاهدونَ في سبيل الله " . أخرجه البخاري والسيوطي في أسباب نزول النساء 95.
نلاحظ من دراسة الإستشهادات السابقة أن الآية كانت مُعدة ومُجهزة للتدوين وقد دونها الكاتب في اللوح فتدخل ابن أم مكتوم فى اللحظة الأخيرة , وكان جالساً خلف النبي ليقول معترضاً : يا رسول الله أنا ضرير , فسرعان ما تم التعديل والاستدراك ليتم إرفاق (غير أولي الضرر) والإستجابة لملاحظة ابن مكتوم .!!
هذا يعنى لولا وجود ابن ام مكتوم فى المشهد وإثارته لقضيته ما كان سيتم أضافة "غير أولي الضرر" ! ..لنسأل هنا ألم يكن الله عارفاً بحكم علمه المطلق اللانهائى بحال إبن مكتوم وأمثاله من المعوَّقين , فيُنزل على محمد آية مُحكمة , لا تحتاج أن يثير ابن مكتوم ملاحظته ؟!-آية محكمة كاملة لا تطلب ولا تستدعى حضور ابن مكتوم فى المشهد من أساسه .. ولنسأل هل التكملة تمت أيضا في اللوح المحفوظ بعد تدخل هذا الضرير؟!..وأين قرآن كريم فى كتاب مكنون وأنه لكتاب لعليم حكيم ! . وماذا لو لم يظهر ابن مكتوم فى المشهد ليبدى عتابه أو إستنكاره فهل سيكون النص هكذا أم فى صورته الأولى قبل التعديل .! ..أليس من المنطق والعقل إدراك أننا أمام نص بشرى أسعف نفسه نتاج تعاطى النبى مع الموقف فى لحظتها و إكتمل بقناعاته بقول ابن مكتوم فهل هذا فى كتاب محفوظ من الأزل من إله مطلق المعرفة .

* ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) . هذه الآية كسابقتها فقد ذكرها النبى فى البداية بدون كلمة "من الفجر" ليضيفها فى وقت لاحق بعد أن أدرك إرتباك المسلمين فى التعاطى مع الآية , و يمكن أن نستشف أحداثها من كتاب البخارى : حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد حدثني سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال نزلت ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ولم ينزل (من الفجر) فكان الرجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ويظل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد (من الفجر) فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار . البخاري : كتاب الصوم / باب قوله تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين.. ).
إذن نحن أمام موقف مُرتبك , والمُفترض أن علم الله المطلق لديه الآية كاملة محتوية "من الفجر" وأن علمه المطلق يُدرك أن عدم ورود كلمة "من الفجر" ستجلب إرتباك لدى المسلمين .. فهل إرتباك المسلمين دعى الله إلى إضافة ( من الفجر) فأين ذهب علمه وحكمته أم لنا أن نقول بأن النبى عندما طرح الآية عليهم ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) لم يتصور تلك السذاجة والعقلية المسطحة لهؤلاء الأعراب فلما بدا له إرتباكهم أضاف كلمة (من الفجر) بعد ذلك , أليس هذا منطقياً وعقلياً أم علينا قبول قصور حكمة ومعرفة وعلم الله المطلق بعدم إدراكه حينها أن المسلمين سينتابهم الإلتباس ليقدم إضافة للآية فى وقت لاحق مكلفاً الملاك جبرائيل الطيران لملايين السنين الضوئية ليقول للنبى (من الفجر) .!!

* بناء على طلب الجمهور .!
فى سورة المجادلة 12( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ , أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).
تفسير هذه الآية أن الله يأمر عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي رسول الله أي يسارّه فيما بينه وبينه أن يقدم بين يدي محمد صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام , ولهذا قال: ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ, ثم قال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا أي من عجز عن ذلك لفقره فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فما أمر بها إلا من قدر عليها .
مشهد تقديم صدقة للرسول فداء مقابلته أثار إنزعاج وإستياء الصحابة فجاء نسخ هذا الحكم فى الآية التى تليها بقوله ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) أي : أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ فنسخ وجوب ذلك عنهم , وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال عكرمة والحسن البصري في قوله تعالى: فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُم صَدَقَةً نسختها الآية التي بعدها أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ إلى آخرها . وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ومقاتل بن حيان: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحْفَوْه بالمسألة، فَفَطَمهم الله بهذه الآية ، فكان الرجل منهم إذا كانت له الحاجة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم، فأنزل الله إعفاء بعد ذلك: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
وقال مَعْمَر عن قتادة: إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً إنها منسوخة، ما كانت إلا ساعة من نهار، وهكذا روى عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد قال علي بن أبى طالب : ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وأحسبه قال: وما كانت إلا ساعة .
ما رأيكم دام فضلكم , فالآية تطلب تقديم صدقة لمن يريد مناجاة الرسول وعندما إنزعج الصحابة وشق عليهم ذلك لم يجد محمد بداً من نسخها فى ذات الآية أى أن الناسخ والمنسوخ جاء فى آية واحدة بناء على إستياء الجمهور ,وفى "ذات الساعة", فلم يمتثل لها إلا على بن ابى طالب .. فكيف يكون هذا نص إلهى يُفترض أنه مُدرك بعلمه المطلق أبعاد هذا المشهد أم أننا أمام نص بشرى أدرك المشكلة والإستياء فتراجع عنها فى ذات الساعة .

* بناء على طلب الجمهور أيضا .!
سورة آل عمران: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" آل عمران: 102 ومعنى "حق تقاته" كما رواه الحاكم عن ابن مسعود " أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر" وقال ابن عباس "ألا يعصى طرفة عين" ولأن هذا الأمر لا يطيقه البشر ولا يستطيعون إليه سبيلاً خفف الله عن المسلمين فأنزل قوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" التغابن: 16، وبهذا يتبين أن الصحيح في نزول هاتين الآيتين: أن آية آل عمران: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) أنزلت قبل آية التغابن (فاتقوا الله ما استطتعم) وقد صرح بهذا الأمر أكثر المفسرين، ومما يدل على ذلك ما قاله القرطبي فى الجامع لأحكام القرآن عن المفسرين أنهم قالوا: (إنه لما نزلت آية آل عمران قال الصحابة يا رسول الله من يقوى على هذا؟ وشق عليهم، فأنزل الله عز وجل : "فاتقوا الله ما استطعتم" وكذلك ما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أنه قال لما نزلت "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم، فأنزل الله تخفيفاً على المسلمين: "فاتقوا الله ما استطعتم" نقل هذا الأثر السيوطي في أسباب النزول(387) .
نترك علماء المسلمين فى حيرتهم كون آية آل عمران مَنسوخة أم لا ولكن هاتان الآيتان سبق أن أثرناهما فى تناقضات النصوص المقدسة فهكذا حالهما فى التناقض , ولكن إذا عرف السبب بطل العجب فآية "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" عند إعلانها أثارت إستياء الصحابة من صعوبة تحقيقها فما كان من النبى إلا بتغييرها "فاتقوا الله ما استطعتم" فأليس هذا تصرف من النبى أم أن الله لا يعلم ماذا يريد أن يقوله .

* من الذى قدر النسبة .؟!
فى الأنفال : 66 ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) . هذه الآية من سورة الأنفال سبب تنزيلها نسخ الآية التى تسبقها مباشرة:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) الأنفال : 65 .
آية الأنفال 65 بعد نزولها تبين أنها غير صالحة فنزلت الآية التى تليها مباشرة 66 لتلغى محتوى وحُكم الآية 65 التى تعلن عن إمكانية إنتصار عشرون من المؤمنين على مائتين من الكفره ومئة على ألف أى بنسبة 1: 10 ليجد النبى صعوبة هذا الأمر فيجعل النسبة 2:1 فمئة صابرة تغلب مئتين وألف تغلب ألفين من الكفرة .
هذا هو سبب تنزيل آية الأنفال 66 التى نسخت الآية التى سبقتها , لتستغرب ألم يكن الله يعلم منذ الأزل أن نسبة 1: 2 أنها النسبة المعقولة عن نسبة 1: 10 !! . ألا تنال هذه الآية من حكمته وعلمه ومعرفته اللانهائية ليجد أن تقديراته الأولى بنسبة 1: 10 خاطئة وغير مجدية فيعدلها بعد ذلك لنسبة 1: 2 والغريب أننا لم نبارح سورة الأنفال فالآيتين متتاليتين ! - نقول إذا كانت الآية 66 التى تقدم نسبة 2:1 هى الصحيحة فلماذا أنزل الآية 65 من أساسه ليتراجع عن مضمونها فى نفس السورة , أم أننا أمام تقدير النبى الذى تلمس عدم قبول مقاتليه لهذه المبالغة فعدل النسبة .!
هناك كلمة خطيرة جاءت فى سياق آية الأنفال 66 (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) وهى كلمة "الآن" و" عرف فيكم ضعفا " التى إفتتح بها الآية فهى تذكر أن الله عرف "الآن" أن فيكم ضعفاً , فماذا يعنى هذا ؟.. ألا تعنى أن آية 65 والتى رشح فيها نسبة 1: 10 لم يكن الله يُدرك حينها خطأ هذه النسبة وعندما "عرف" ضعف المسلمين عدل النسبة ! . فكلمة "الآن" تعنى أن علمه ومعرفته حادثة جاءت بعد الحدث فقد عرف " الآن" بينما المُفترض أن هذه المعلومة مُدركة منذ الأزل بحكم أنه إله مطلق المعرفة وعالم الغيب.!
بالطبع إيعاز الآيتين لله سيصيب فكرة الإله بالخلل الشديد فنحن أمام إله لا يعلم الحدث وليس لديه معرفة كلية ليصدر حكمه ثم يلغيه بعد أن تلمس ردود الفعل أمامه أم لنا أن نرى المشهد برؤية موضوعية منطقية عقلية , فالنبى أراد شحذ مقاتليه وتوسم فيهم خيراً كثيراً وآمالاً عريضة بقدرتهم على قتال الكافرين بنسبة 1: 10 وعندما أثبت له الواقع صعوبة هذا قام بتخفيض النسبة إلى 2:1 - أليس هذا هو التفسير الحقيقى لهذا المشهد الذى يثبت بشرية النص .

* من عينى يا أم عمارة .
روى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال , وما أرى النساء يذكرن بشيء ! فنزلت الآية 35 من سورة الأحزاب ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) . ولا تعليق .

* هرشها .
بصراحة كتب التراث واضحة وصريحة فى نقل الحدث فلا يعتريها الخجل أو الفطنه فيما تدونه فلا تفطن أن ما تعرضه سيثير الشك فى الدين ونصوصه , فلدينا قصة عبد الله بن أبى السرح , ولمن لا يعرفه فهو صحابى جليل أسلم قبل صلح الحديبية وأوكل إليه محمد مهمة كتابة الوحي . ثم ارتد هذا الرجل عن الإسلام !. وهو الذي نزلت في شأنه آية: (ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) لذا فهناك علامة إستفهام كبيرة عن إرتداده بالرغم أنه صحابى نال ثقة النبى بكتابة الوحى ولكننا لن نحتار كثيرا عندما نتوجه إلى كتاب أسباب التنزيل للواحدى ليشرح لنا سبب نزول آية ( وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ) فيقول : نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالإسْلامِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ يَكْتُبُ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا نَزَلَتِ آية سورة الْمُؤْمِنُونَ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ من طين أَملاهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلقًا آخَرَ عَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ فِي تَفْصِيلِ خَلْقِ الإِنْسَانِ، فَقَالَ: "تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ ، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ كَمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ , وَارْتَدَّ عَنِ الإسلام ! .هَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ.
وروى الرازي في شرح آية ( ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) سورة المؤمنون 14:23. عن الكلبي عن ابن عباس أن عبد الله بن سعد بن أبى سرح كان يكتب هذه الأقوال لرسول الله فلما انتهى إلى قوله تعالى:" خلقاً آخر" عجب من ذلك فقال:( فتبارك الله أحسن الخالقين )، فقال رسول الله:{اكتب فهكذا نزلت}، فشك عبد الله وقال: " إن كان محمد صادقاً فيما يقوله، فإنه يوحي إليَّ كما يوحي إليه ، وإن كان كاذباً فلا خير في دينه" فهرب إلى مكة. فقيل إنه مات على الكفر، وقيل أيضاً إنه أسلم يوم فتح مكة. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قال عمر بن الخطاب ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) فقال رسول الله هكذا نزلت يا عمر. قال العارفون إن هذه الواقعة كانت سبب السعادة لعمر وسبب الشقاوة لعبد الله . انتهى . ولا تعليق .

* اكتب كيف شئت .!
جاء في مسند أحمد ما نصه: حدثنا عبد الله عن أنس أن رجلاً كان يكتب للنبي وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا يعنى عظم فكان النبي يملى عليه {غفوراً رحيماً} فيكتب {عليماً حكيماً} فيقول له النبي اكتب كذا وكذا اكتب كيف شئت ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! و يملي عليه {عليماً حكيماً} فيقول أكتب {سميعاً بصيراً} فيقول النبي اكتب كيف شئت!! فإرتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين . وقال أنا أُعلمكم بمحمد، كنت أكتب ما شئت.!
هاتان القصتان تثبتان بوجه لا يقبل التأويل أن الكَُّتاب الذين كان محمد يُملى عليهم آياته كانوا أحياناً يتلاعبون ويقترحون ، وكان محمد يتسامح معهم ويقول لهم إن تلك الآيات كانت تنزل كما كانوا يكتبون. وهذا يعنى أنه لم يستأثر وحده بحق استنزال الآيات , بل ساعده في ذلك بعض الصحابة ولا يخفي أن هذه ضربة قاضية على إعجاز القرآن . فإما أن يكون أولئك الكُتَّاب قد أتوا بآية من مثل آياته فبلغوا حداً من الإعجاز -على فرض أنه معجزة- وإما أن يكونوا إقترحوا وتلاعبوا بآيات القرآن مما دفعهم للإرتداد عن الإسلام .

* عمر يشارك فى الوحى ويوحى لمحمد بآيات .
فى هذه الجزئية نتناول آيات أقترحها عمر بن الخطاب فصارت قرآنا ويؤكد لنا السيوطي في تاريخ الخلفاء، والهيثمي في مجمع الزوائد كثيراً من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة في فضل عمر على القرآن , وقد فصل السيوطي في بيان موافقات الوحي لكلام عمر فقال : فصل في موافقات عمر رضي الله عنه قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين , وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن، وأخرج ابن عساكر عن علي قال : إن في القرآن لرأيا من رأي عمر. وأخرج عن ابن عمر مرفوعاً ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر. !
- قال عمر:"وافقت ربِّي في أربع، فقلت: " يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى" فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} البقرة125:2.
- قلت : "يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب فى سورة الأحزاب 59:33 .
- حينما اجتمع على رسول الله نساؤه في الغيرة فقلت لهن:"عسى ربه أن طلَّقكن أن يبدله أزواجا خيراً منكن" فنزلت كذلك" سورة التحريم5:66 .
- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لقي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدوٌ لنا, فقال عمر: من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدوٌ للكافرين . فنزلت على لسان عمر فى البقرة:98 رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر 1/224والطبري في تفسيره.
- أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس قال : قال عمر: وافقت ربي في أربع ونزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقنَا الْإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ. فلما نزلت قلت: أنا فتبارك الله حسن الخالقين فنزلت فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. عن ابن عباس في التفسير المسند.
- لما استشار محمد الصحابة في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول الله قال : الله، قال : أفتظن أن ربك دلس عليك فيها سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك.
- في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً فذكر هذه الستة وزاد سابعاً قصة عبد الله ابن أبي، قلت: حديثها في الصحيح عنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت في صدره فقلت: يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا، فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا. الآية .
- لما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإستغفار لقوم , قال عمر: سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ فأنزل الله : سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.- أخرجه الطبراني عن ابن عباس .
- لما استشار صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ. الآية .
- هذا المشهد لم يقترحه عمر على النبى كآية إنما أطلقه محمد ليتوافق مع حال عمر , فعمر جامع زوجته فى الصيام وكان ذلك محرماً في أول الإسلام فنزلت : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ. الآية، أخرجه أحمد في مسنده.
- وهذه الآية أيضا جاءت من محمد لتبرير موقف عمر ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) . الآية، أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مروديه عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فقال أكذلك قال : نعم ، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكم فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فقال يا رسول الله قتل عمر والله صاحبي، فقال: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن ، فأنزل الله : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. الآية، فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله وله شاهد موصول ورد في التفسير المسند .
- وقال عمر بن شبّة في تاريخ المدينة 3/865: عن عروة بن رويم قال: لما أنزل الله على رسوله ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ ، بكى عمر فقال: يانبي الله ، آمنا برسول الله(ص) وصدقناه ومن ينجو منا قليل؟ فأنزل الله عز وجل: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ! فدعا رسول الله (ص)عمر فقال: قد أنزل الله عز وجل فيما قلت ، فقال عمر: رضينا عن ربنا وتصديق نبينا .
- ليس لعمر فحسب من يقترح بل وقع لبعض أصحاب الرسول أيضا . ومن ذلك ما أخرجه سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لمّا سمع ما قيل في أمر عائشة رضي الله عنها قال: سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ , فنزلت كذلك. وقيل إنها لم تنزل إلا عندما نطق بها عمر .
- أخرج بن أبى حاتم عن عكرمة قال لما أبطأ على النساء الخبر في أُحُدٍ خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير. فقالت امرأة :"ما فعل رسول الله" قال حيُّ قالت: "فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء” فنزلت على ما قالت:"ويتخذ منكم شهداء"- كتاب الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، الجزء الأول
- قال ابن سعد في "الطبقات" ما يلي : أخبرنا الواقدي. حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول وَما مُحَمَّدٌ إَِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ فقال محمد بين شرجيل وما نزلت هذه الآية يومئذٍ حتى نزلت بعد ذلك .
- فى الانفال5 ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) - تفسير الطبرى َرَوَى اِبْن مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة بْن أَبِي وَقَّاص اللَّيْثِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ إِلَى بَدْر حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ خَطَبَ النَّاس فَقَالَ : " كَيْف تَرَوْنَ ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ : يَا رَسُول اللَّه بَلَغَنَا أَنَّهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : ثُمَّ خَطَبَ النَّاس فَقَالَ : " كَيْف تَرَوْنَ ؟ " فَقَالَ عُمَر مِثْل قَوْل أَبِي بَكْر ثُمَّ خَطَبَ النَّاس فَقَالَ : " كَيْف تَرَوْنَ ؟ " فَقَالَ سَعْد بْن مُعَاذ يَا رَسُول اللَّه إِيَّانَا تُرِيد ؟ فَوَاَلَّذِي أَكْرَمَك وَأَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَاب مَا سَلَكْتهَا قَطُّ وَلا لِي بِهَا عِلْم وَلَئِنْ سِرْت حَتَّى تَأْتِيَ بَرْك الْغِمَاد مِنْ ذِي يَمَن لَنَسِيرَنَّ مَعَك وَلَا نَكُون كَاَلَّذِينَ قَالُوا لِمُوسَى " فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ " وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ وَلَعَلَّك أَنْ تَكُون خَرَجْت لِأَمْرٍ وَأَحْدَثَ اللَّه إِلَيْك غَيْره فَانْظُرْ الَّذِي أَحْدَثَ اللَّه إِلَيْك فَامْضِ لَهُ فَصِلْ حِبَال مَنْ شِئْت وَاقْطَعْ حِبَال مَنْ شِئْت وَعَادِ مَنْ شِئْت وَسَالِمْ مَنْ شِئْت وَخُذْ مِنْ أَمْوَالنَا مَا شِئْت فَنَزَلَ الْقُرْآن عَلَى قَوْل سَعْد : " كَمَا أَخْرَجَك رَبّك مِنْ بَيْتك بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ " وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس لَمَّا شَاوَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لِقَاء الْعَدُوّ وَقَالَ لَهُ سَعْد بْن عُبَادَة مَا قَالَ وَذَلِكَ يَوْم بَدْر أَمَرَ النَّاس أَنْ يَتَهَيَّئُوا لِلْقِتَالِ وَأَمَرَهُمْ بِالشَّوْكَةِ فَكَرِهَ ذَلِكَ أَهْل الْإِيمَان فَأَنْزَلَ اللَّه : " كَمَا أَخْرَجَك رَبّك مِنْ بَيْتك بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَك فِي الْحَقّ بَعْد مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْت وَهُمْ يَنْظُرُونَ) .ولا تعليق

يظهر لنا جلياً أن بالقرآن آيات لم تنزل على لسان النبي محمد , بل نطق بها بعض صحابته فهناك إقتراحات منهم , فإذا أعجبت محمد فصاحتها ضمها إلى القرآن وقال إنها وحيٌ من الله إليه ولكن أى عقل ومنطق بسيط سيدرك بشرية النص فكراً وقولاً , والناقد المنصف يرى أن ذلك يفند دعوى الإعجاز, ويُبطل حجة الذين يقولون فأتوا بسورة من مثلهِ .
السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لا تنزل الآيات إلا عندما يطلبها الناس , بل يقترحها الجمهور فيعتبرها النبى قرآناً .! هل هذا توارد خواطر بين الصحابة والله فى ذكر الآيات أم أنها من عند محمد عندما إستحسن قول هذا أو ذاك .!

أكتفى بهذا القدر وأنتظر تقييمك عزيزى خالد , فألسنا أمام نصوص بشرية المصدر والقول علاوة على تاريخيتها أم لا .
خالد : دعنى أتأملها وأدققها .
أنا : على الرحب والسعة وأحترم تأملاتك وتوقفاتك فلست باحثاً عن إحراجك أو ملحاً على إعلان نتائجك , فلتحتفظ بها لنفسك فيكفى تأملك وتوقفك مع ذاتك وشكرا على حضورك .

دمتم بخير.
من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- شيزوفرانيا-تناقضات فى الكتابات المقدسة–جزء13
- عاوز أعرف – مشاغبات فى التراث 8
- إستنساخ التهافت-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- الماركسية السلفية وعلاء الصفار
- إستنساخ آلهة البدواة-الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش
- فضائح وشجون ومخاطر على سواحل أوربا
- منطق شديد التهافت ولكن إحترس فهو مقدس
- إنهم ينفقون على الجن بسخاء-لماذا نحن متخلفون
- منطق الله الغريب - مشاغبات فى التراث 7
- أبشركم بإله ودين جديد .
- كيف تؤلف لك دين جديد -جزء ثانى
- كيف تؤلف لك دين جديد - جزء أول
- سؤال فى تأمل-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- تغييب السبب الرئيسى إما جهلاً أو خجلاً
- تهافت البلاغة – مشاغبات فى التراث(6)
- تصعيد ثقافات وليس صراع حضارات-فى نقد نظرية صموئيل هنتنجتون


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور