1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث,الجزء التاسع-

مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 07:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

بعد تنفيذ وقف اطلاق النار’في 20-08-1988’تنفس شعبي العراق وايران الصعداء’لكن للاسف يبدوأن تداعياتها لم تنتهي’حيث وجد العراق حاله يعاني من عجزاقتصادي كبير,وبحاجة الى اموال طائلة من اجل اعادة بناء مادمرته الحرب’التي فاقت المعقول بالشراسة والقوة التدميرية’والتي كانت كمباراة متصاعدة جرى خلالها استعمال اكثرالاسلحة فتكا,وتخريبا للبنى التحتية.اضافة اللى الاضرارالنفسية التي طالت الجميع’وهنا برزت المشكلة الاكبر’والتي ادت(كما سنرى لاحقا)الى اضطرارالرئيس العراقي لسلوك الطريق الاكثرخطراواذى’ فقد توجه الى دول الخليج التي كانت قد دعمت العراق اثناء الحرب’بالمال والسلاح’و’مطالبااياها بدعم عملية اعادة البناء’كعرفان لجميله بعد ان منع عنها الاذى الايراني الذي كان متوقعا’من خلال شمولها بتصديرالثورة التي بشربها الامام الخميني ’لكنه جوبه برفض قاطع من قبلهم ,بل اعتبرواالمساعدات العسكرية التي قدموها له خلال الحرب كديون’وطالبوه بتسديدها!
وحسب رأيي(المتواضع طبعا)ان موقف الاشقاء الخليجيين سببه:انهم تصوروا ان خطر الخميني قد زال تماما بعدأن تعرضت ايران الى نكسة ’خصوصا بعد وفاة الامام الخميني التي اعقبت ايقاف الحرب بشهورقليلة’كماوتوجسوا من الرئيس العراقي’الذي اسكرته لذة الانتصارالكبيرعلى ايران’واكتسب شعبية,من جماهيرعربية من مختلف الاقطار’وخصوصا شعوب الخليج’وخافوا من انه لو استطاع النجاح في عملية اعادة البناء’فربما يفرض نفسه كزعيم للامة العربية’’فقرروا لذلك محاصرته واحراجه’وعدم اتاحة الفرصة له’لكي يصل الى طموحاته التي كانت واضحة’ويمكن قرائتها من خلال خطبه ومشاريعه السياسية’لقد ظنوا واهمين بانهم سيستطيعون تحجيم طموحاته بمحاصرته مادياواجباره على الالتجاء اليهم وتوسله مساعدتهم مما سيقلل من حظوظه في نيل مبتغاه,وهكذا’ومع مرور الايام بدأ وضع العراق الاقتصادي ينهار,عاود الدينار العراقي,الذي كان قد ارتفع,بعيد انتهاء الحرب الى مستويات قياسية,الانهيار من 400 فلس الى مايقارب ال3دنانير’وهنا دق ناقوس الخطر لدى القيادة العراقية,المتمثلة بدكتاتورية الرئيس السابق صدام حسين’والذي قليل ماكان يعتمد على رأي المستشارين’مدفوعا بمرض جنون العظمة العضال’وقرر في ليلة سوداء حالكة الظلام ان يفرض ارادته بالقوة على الاشقاء ناكري الجميل’وهيأ لتنفيذ قراره الجو المناسب’حيث حاول ,اعادة العلائق المقطوعة مع ايران مستغلا فرصة حدوث زلزال مدمر فيها وقدم تعازيه واستعداد بلاده لنجدة الضحايا الايرانيين’وفعلا استجاب الرئيس الايراني انذاك حجة الاسلام هاشمي رافسنجاني ’وتجاوب مع يد المصالحة التي قدمها الرئيس صدام حسين’فتوهم الاخير بأنه ضمن ظهره,ولم يبق لديه الا ان يبادر الى الهجوم على اشقاء الامس الذين نكرواالجميل’ووضح نواياه بشكل غير مباشر من خلال القائه خطابا بمناسبة مرور22عاماعلى الانقلاب العسكري الذي اتي بحزب البعث الى قيادة حكومات العراق المتعاقبة’والتي كان صدام حسين’الرجل الاول والقائد الاوحد’انذاك’ووجه كلاما جارحا وانذارا مباشرا لحكومتي الكويت’والامارات العربية المتحدة,وذلك في صبيحة يوم 17 تموز(يوليو)1990’
وبعد ذلك’؟هذا ماسأستعرضه في الحلقة العاشرة’مع حبي واحترامي للجميع

#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل