هل سيستيطع الروس هزيمة داعش؟

مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 16:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

عندما فاجأت داعش العالم كله باحتلالها لمساحات شاسعة من اراضي العراق’وبمئات من مقاتليها فقط’والحاقها هزيمة منكرة غير معقولة بالجيش العراقي’,الذي يفوقها عدة وعددا بعشرات الاضعاف!كان رد فعل أمريكا’غامضا’ومثيرا للشك’بل وحتى للاشمئزاز’حيث بدلامن تبادر بالتدخل المباشر لرفع الاذي عن شعوب المناطق المحتلة’والتي كانت هي السبب الاساسي والرئيسي فيما حدث’لهابعد ان احتلت العراق وسحقت جيشه وشعبه وبنيته التحتية’وتركته فريسة لتلك المنظمات المشبوهة’سمعناها تزعم بأن ذلك الحال’هوأمرواقع,ومسألة معقدة’وانها ستحاول’التعاون مع القوات العراقية, لاعادة الاجزاء المحتلة من ارض العراق ’وزعم مسؤوليها ان تلك ليست مهمة سهلة’بل ربما تحتاج لثلاثة سنوات!قابلة للتمديد!
واذا ماقارننا هذا الموقف وذلك المنطق الغريب مع مافعله الجيش الامريكي عندما هاجم العراق,في 20 مارس 2003’وتمكن من احتلاله واسقاط حكومته وتدمير جيشه خلال اقل من 3اسابيع فقط’رغم ان قوة الجيش العراقي انذاك لايمكن ان تقارن مع تلك التي يشكلها داعش’لأخذتنا الحيرة’بل الشك في ان امريكا تتعمد’اطالة امد الاحتلال’بل حتى الاعتقاد بأنها هي من دفع داعش’أوسهل له المهمة على الاقل’اذ’حتى لو زعمت القوات الامريكية انها تتجنب هجوما مباشراعلى داعش لكونها تحتل مدنا اهلة بالسكان’فان واقع الحال’وماضي تلك القوات وسلوكها يتتناقض تماما مع هذا الزعم’حيث انها سبق وان دمرت مدنا اهلة بالسكان وقتلت الاف المدنيين بقصفها العشوائي’ولازلنا نتذكر ملجأ العامرية (1991)الذي استهدفته الطائرات الامريكية رغم انه كان ملاذا لمدنيين.اذن فما يمكن ان نتفق عليه استنادا الى واقع الامر’بأن الامريكان مستفيدين من هذا الوضع’سواءا كانوا مشاركين فعلا’او حاصدين لما تزرعه داعش,من حماقات’وجرائم بشعة.
واهم الفوائد المفترضة
هي
1-ان استمرار القتال’والهزائم التي تعرضت لها جيوش الدمج والحشد الشعبي قليل الخبرة القتالية,سيتسبب في حرق’وضياع كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة’والتي سيشترى بدلا منها من المصانع الامريكية او من حلفائها.,حيث خسرت قوات الجيش العراقي المتراجعة من الرمادي فقط,اسلحة بقيمة 3مليارات دولار’تركتها في ارض المعركة(وذلك مثل فقط)
2-وجود داعش واستمرارها بالزحف واحتلال اراضي جديدة’وتهديدها باحتلال دول الخليج النفطية’كفيل بزج الدول الدول في المعركة’’بشكل’أو اخر’مما يعني:تحويل موارد النفط الى سلاح ونار’ثم اثمان لاعادة بناء واعمار,
3-جعل الانظمة العربية مضطرة الى طلب الحماية الامريكية’بأي ثمن’والاثمان ستكود باهضة بالتأكيد ومفيدة للجيوب الامريكية,وستوسع القواعد الامريكية والتسهيلات الكثيرة والخدمات المجانية التي ستقدم لهاولحليفاتها
4استغلال الموقف,لدعم وتقوية مسلحي داعش من مواطني الجمهوريات الاسلامية الروسية’والتي لازالت تعيش تداعيات التمرد الشيشاني الذي تمكن بوتين في بداية عهده كرئيس وزراء للرئيس السابق بوريس يلتسن,من قمعه بقسوة مفرطة’بعد ان حول غروزني الى انقاض,حيث يمكن عند عودتهم الى بلدانهم ان يسببوا للحكم الروسي مشاكل وقلاقل داخلية’وسيشكل ذلك انتقاما لمافعلته روسيا في الازمة الاوكرانيةا,وربما كان هذا احد الاسباب التي دفعت روسيا للتدخل بقوة في سوريا’وعزمها’كما يبدو الاتفاق مع الجانب العراقي’اليائس من الموقف الامريكي البارد’و توسيع مدى تدخلها الى داخل الاراضي العراقية’وحيث توجد قواعد لداعش.
ان مايثير الشك والريبة فعلا في حقيقة الموقف الامريكي من الازمة السورية هو الموقف السلبي الفعلي’رغم التصريحات الاعلامية,التي تزعم انها تدعم المعارضة المعتدلة’وانها تدرب بعض قواتها ,وتسلحها’,والخبر الذي اذيع عن ان الاسلحة التي قدمت لتلك المعارضة وصلت الى جيش النصرة!ومهما كان التبرير أو التفسير’فأنه يثير الف علامة استفهام’التي تصل الى حد الشك بتعمد ذلك’ولنفس الهدف الستراتيجي.’كما ان الافلام التي نقلتها وكالات الانباء,والتي شاهدناها بأعيننا’بينت ان الامريكان القوا باسلحة من الجو الى مناطق تحتلها داعش,كما قامت طائرات التحالف بقصف قوات عراقية’وزعموا في كل الحالات بأن تلك كانت اخطاء غير متعمدة!لكن ان عدنا الى ايام الحرب العراقية الايرانية وتذكرنا فظيحة ايران كونترا’واستعدنا الاخبار التي ذكرت بان الامريكان وحلفائهم كانوا يقدمون السلاح لطرفي الحرب’لتأكدنا بأن ماتفعله امريكا متعمدا’والهدف ذكرناه.
لذلك,يمكن الاعتقاد بان التدخل الروسي المباشر,وبمثل هذه القوة والجدية’قدوضع الامريكان ومخططاتهم في ورطة حقيقية’واصبحوا كبلاع الموس
والان كل الدلائل تشيرالى ان بداية النهاية لداعش,وستظهر حقيقتها سريعا,لتضع امريكا بشكل عام والرئيس اوباما بشكل خاص في وضع لايحسدون عليه’

#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل